وثيقة بكركي: إيجابية بو نجم لا تُبدّد الصعاب
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
ستعلن بكركي وثيقتها التي حملت عنوان «المسيحيون في لبنان إلى أين؟» في غضون أسبوع أو عشرة أيام، وقد تضمّنت عدّة بنود تقارب موضوعات الساعة من الحرب في الجنوب وسلاح «حزب الله» إلى ملف النازحين السوريين وقضايا الفساد والفراغ في الادارة، وقبل ذلك والأهم الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية والواقع المسيحي الراهن وحال التشرذم التي يعانيها.
وكتبت غادة حلاوي في"نداء الوطن":
أنهت الأحزاب مناقشة النسخة النهائية التي صيغت بعد إضفاء تعديلات جوهرية على بندَيْ السلاح والحرب في الجنوب. منذ بدء النقاش اصطدم بند السلاح بمعارضة شديدة من أحزاب طالبت بموقف حاسم من السلاح. واتسمت النقاشات بالحماوة، خاصة بين «القوات» و»التيار الوطني الحر» حول وضعية «حزب الله» وقرار السلم والحرب وسلاحه الذي يفترض أن يكون في يد الدولة حصرياً، وكيف أنّ حربه الحالية تجرّ على البلد الويلات التي لا يقدر لبنان على تحمل تداعياتها العالية.
خلال لقاء جمعهما لم تخفِ بكركي لوفد «حزب الله» أنّ بند السلاح ورد في الوثيقة كبند من البنود، وأنّ موقف بكركي بات معلوماً، وتعتبر أنّ شباب «حزب الله» هم شباب لبنان مأسوف على خسارتهم، ولا يمكن لأي فرد أن يكون مرتاحاً وهو يرى أبناء وطنه يموتون بهذه الأعداد، فكان ردّ «حزب الله» بتفهم الموقف، ولكنه من وجهة نظره هناك ضريبة من أجل الوطن لا بدّ من أن تدفع في سبيله.
في حوار مع عدد من الصحافيين أبدى المطران أنطوان بو نجم امتعاضه من تسريب مسوَّدتي الوثيقة إلى الإعلام بما أضرّ بسير النقاشات حسب رأيه، ففضّل عدم الإستفاضة في شرح ما تضمّنته الصيغة النهائية للورقة الوثيقة، مكتفياً بسرد العناوين العريضة، وموضحاً أنّها وإن كانت انطلقت من بحث بين الأحزاب المسيحية إلا أنّ الغاية تحويلها وثيقة وطنية تحظى بإجماع وطني لتكون ركيزة للتفاهم. وكشف أنّ رسالة وجّهت إلى الأحزاب المسيحية في شأن هذه الورقة عبر البريد الالكتروني، كلها تجاوبت وأرسلت ردّها باستثناء «تيار المرده» الذي فضل عدم تقديم ملاحظاته، لأنه من الأساس لم يشعر بأنّه معني بالوثيقة ونقاشاتها. وسبق أن أرسلت بكركي رسالة إلى رئيس «التيار» سليمان فرنجية بواسطة نجله النائب طوني فرنجية عن فحوى الوثيقة والغاية منها، ولم تلقَ الردّ المرجو. منطق الأمور يقول إنّ سليمان فرنجية لا يجد نفسه مضطراً لأي اصطفاف في مقاربة جديدة لسلاح «حزب الله» الذي يرشحه لرئاسة الجمهورية.
وكان البطريرك الراعي أبدى حرصه خلال المناقشات على استخدام تعابير مرنة في الوثيقة وتعديل ما من شأنه أن يكون موضع خلاف أو يثير حساسيات سياسية مع فئة من الفئات. ليست الوثيقة إلا البداية، وقد أكد بو نجم أنّ بكركي لن تيأس أو تتوقف عن السعي في سبيل وجود قواسم مشتركة يلتقي عليها اللبنانيون، وأنّ لبنان وطن نهائي يستأهل الدفاع عنه وصونه والعمل على إنقاذه. وكان تأكيد على أنّ الكنيسة لا تتدخل في الشأن السياسي وأنّ غاية خطوتها التلاقي بين أبناء الوطن لإنقاذ البلد والتشجيع على مبدأ الحوار بين أبنائه.
وبصرف النظر عما قاله بو نجم عن الأجواء الإيجابية التي حرص على تعميمها، فلا تزال أمام الورقة مراحل من المناقشة على مستوى الصف الأول من القيادات، ومع البطريرك الراعي الذي سيطلقها كورقة حوار بين اللبنانيين. بعض المراقبين داخل البيت المسيحي فضّل عدم الإسراف في التفاؤل، إذ ليس كل ما قيل ويقال يلامس واقع الحال.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
فتاوى تشغل الأذهان.. حكم من نوى يضحي ولم يستطع.. وهل الطواف في الطوابق العليا يعدل ثواب أدائه في صحن الحرم؟ ومن هو المضطر الذي يستجيب الله دعاءه؟
فتاوى تشغل الأذهان..
هل يأثم من نوى أن يضحي ولم يستطع
هل طواف الحاج ففي الطوابق العلوية يعدل ثواب بجوار الكعبة
من هو المضطر الذي لا يرد الله دعاؤه
نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلمين، نرصد أبرز هذه الفتاوى في هذا التقرير.
في البداية، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يجوز للحاجِّ أن يطوف بالأدوار العلوية أثناء أدائه المناسك، وله من الأجر مثل مَن طاف في صحن الطَّواف حول الكعبة مباشرة.
وقال مركز الأزهر، إنه يُباح له الاستراحة أثناء الطَّواف والسعي عند الحاجة إلىٰ ذلك؛ لِكِبَرِ سِنِّه أو الإرهاق الشَّديد، ويُثاب علىٰ ترك التَّزاحم صيانةً للحُجَّاج والمعتمرين.
وأشار إلى أنه يُسَنّ الإكثار من التلبية من حين الإحرام إلى بداية طواف العمرة، وإلى رمي جمرة العقبة في الحج يوم العيد، وَيُلَبِّي المحرم راكبًا وماشيًا، وفي حال النزول والصعود، وعلى كل حال، وتبدأ التلبية من وقت الإحرام وتنتهي عند ابتداء رمي جمرة العقبة يوم النحر.
من هو المضطر الذي لا يرد الله دعاءه؟
الدعاء من أعظم العبادات التي حث عليها الإسلام، وقد وعد الله عباده بالإجابة حين قال: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، لكن من بين كل الداعين، يبرز المضطر كأقربهم إلى القَبول، إذ أن دعاءه لا يُرد، غير أن كثيرين لا يدركون من هو المضطر المقصود في الآية الكريمة.
كشف الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في مقطع فيديو مسجل، عن المعنى الحقيقي للمضطر الذي لا يُرد له دعاء، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان كلما اشتد عليه أمر لجأ إلى الصلاة، وأن تعبير "حزبه أمر" يدل على خروجه من نطاق الأسباب إلى اللجوء للمسبب الأول، وهو الله سبحانه وتعالى.
وأضاف الشعراوي أن العبد حين يستنفد كل الأسباب التي في متناوله، ولا يعود لديه سبيل سوى التوجه لله، يكون قد دخل في حال "الاضطرار" الحقيقي.
وهنا، يتوجه إلى الله قائلًا: "يا مسبب، يا الله"، لأن الأسباب كلها لم تُجدِ نفعًا، ولم يبقَ له إلا التوسل بالمسبب الأعظم.
وأشار إلى أن الله يقول لعبده المضطر: إن كنت قد سعيت وأبديت الأسباب ولم تقصر، فأنا لا أرد يدك، لأن الأسباب نفسها هي يد الله الممدودة لعباده، ولا يجوز ردها. مستشهدًا بقوله تعالى: «أمن يجيب المضطر إذا دعاه».
بهذا التفسير، يوضح الشعراوي أن المضطر ليس فقط من يعاني أو يمر بضيق، بل هو من بذل جهده في الأسباب، ثم لجأ بقلبه وروحه إلى الله، يقينًا منه أن المسبب فوق كل سبب.
حكم من نوى يضحى ولم يستطع
ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، حول ما إذا كان الشخص القادر على الأضحية يأثم إذا لم يذبحها.
فأوضح جمعة أن ترك الأضحية لا يُعد إثمًا، لكنها سنة مؤكدة، ومن يتركها فقد ضيّع على نفسه فضلًا كبيرًا، تمامًا كمن يؤدي الصلاة المفروضة دون سننها، أو يصوم رمضان دون أن يتبع ذلك بصيام الستة من شوال.
فالأضحية من الأعمال التي يُثاب فاعلها، ولا يُعاقب تاركها.
وأشار إلى حديث طلحة بن عبيد الله، حين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام، فأجابه النبي بأن عليه خمس صلوات في اليوم والليلة، وصيام رمضان، ودفع الزكاة، ثم قال له: "لا إلا أن تطوع".
فلما قال الرجل: "والله لا أزيد على هذا ولا أنقص"، قال النبي: "أفلح إن صدق". واستشهد جمعة بهذا الحديث ليؤكد أن السنن ليست واجبة، ولكن فضلها عظيم، وهي تعوّض النقص الذي قد يحدث في أداء الفروض.
وأكد أن الأعمال المستحبة مثل الأضحية تمثل "هامش أمان" للعبد، تُستر به جوانب التقصير في العبادات الأخرى، وأضاف أن بعض العلماء كانوا يرون أن "جبر الكسر" بالأعمال الصالحة قد يكون سببًا في شفاء ما تعجز عنه الأدوية، وأن جبر الخواطر عند الله له أجر لا يُقدَّر.