ضمن جولتها بمحافظة بني سويف في إطار مبادرة «مراكب النجاة»..
وزيرة الهجرة تتفقد غرفة المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج بجمعية رعاية المؤسسات في بني سويف

محافظ بني سويف يشيد بجهود وزيرة الهجرة ويثني على دور المركز المصري الألماني في مجال تأهيل وتطوير قدرات الشباب للحصول على فرص عمل

تفقدت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، غرفة المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الادماج، الكائن مقرها بجمعية رعاية المؤسسات بمدينة بني سويف، وذلك بحضور الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف والأستاذة دعاء قدري رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والأستاذة سارة مأمون، معاون الوزيرة للمشروعات والتعاون الدولي والمشرف على المركز المصري الألماني، والأستاذ كريم حسن، المستشار الإعلامي لوزيرة الهجرة.

وأشارت وزيرة الهجرة إلى أهم البرامج التي تم تنفيذها في محافظة بني سويف ضمن المبادرة الرئاسية مراكب النجاة خلال الفترة من 2021 إلى 2024، موضحة أن إجمالي المستفيدين من أهل بني سويف من خلال غرفة المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، وبالتعاون مع جمعية "شباب الخير"، بلغ 315 مستفيدا، حيث شملت التدريبات: (تطوير أعمال - إلكترونيات القدرة إلكترونيات صناعية) مقدمة في برمجة CNC ماكينة الخراطة - رولمان البلي، صندوق التروس والمضخات - أساسيات اللحام - المهارات الرقمية - تركيبات كهربائية - أساسيات التحكم المبرمج  - التحكم الكهربي بدوائر ضغط الهواء - إنتاج منتجات ذكية باستخدام آلة الخراطة - إدارة المشاريع- تصنيع باستخدام CNC ماكينة الفريزة - إنتاج منتجات بسيطة باستخدام ماكينة الخراطة - تأهيل وظيفي - تسويق رقمي - الأمن والسلامة المهنية - إنتاج منتجات بسيطة باستخدام ماكينة الفريزة - مقدمة في برمجة CNC ماكينة الفريزة - الاختبارات الإتلافية للحام - مبيعات - إرشاد وظيفي - جلسات استشارية عن الهجرة لحاملي المؤهلات الفنية - جلسات استشارية عن الهجرة لحاملي المؤهلات العليا - مهارات رقمية - مهارات التوظيف - إدارة المشاريع).

وقالت السفيرة سها جندي إن غرف المركز تخدم جهود التدريب من أجل التشغيل في السوق المصري والألماني، من خلال ما تقدمه من خدمات تدريب متعددة تستهدف تدريب الشباب المصري في مختلف المحافظات ومنها محافظة بني سويف وفق أعلى معايير التدريب العالمية التي تناسب احتياجات سوق العمل الألمانية والأوروبية، متابعة: "أننا نقدم البديل عن الهجرة غير الشرعية وأصبح أمام كل شاب يرغب في الهجرة فرصة مهمة لإن يسلك الطريق بشكل شرعي ورسمي، وهذا ما يجعل دور المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الادماج، والغرف التابعة له، غاية في الأهمية وفرصة هامة يجب على كل الملتحقين به استغلالها أفضل استغلال".

من جهته، أشاد محافظ بني سويف بجهود السفيرة سها جندي، كما أثنى على دور المركز المصري الألماني في مجال تأهيل وتطوير قدرات الشباب للحصول على فرص عمل، والتي تعتبر في الفترة الحالية من أكبر التحديات التي تواجه معظم دول العالم، نظرا للتقلبات والأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم خلال الفترة الحالية، وهو ما يجعلها على قمة الأولويات، ومنوها عن أنه هذه المبادرة تعتبر طاقة نور للشباب ليعيدوا اكتشاف أنفسهم وإعادة النظر في بعض المفاهيم الخاصة بربط فرص وسوق العمل بالدراسة والتعليم.

هذا فيما أشار القائمون على غرفة المركز إلى أن هناك الكثير من الدورات التدريبية التي تم تقديمها للشباب، بجانب الجلسات الاستشارية لحاملي المؤهلات العليا، وخريجي المدارس الفنية والتكنولوجية، من أجل التدريب والتأهيل على أعلى مستوى وملاحقة تطورات سوق العمل سواء المحلي أو الدولي أو الإقليمي، وأكدت السيدة الوزيرة في هذا الصدد أن الشباب المصري هم مستقبل الوطن ولديهم فرصة كبيرة من خلال التدريب على أعلى مستوى للحصول على فرص أكبر سواء داخل مصر أو خارجها.

كما أجرت الوزيرة نقاشا مع المتدربين بشأن التدريبات التي يتلقوها، مؤكدة أنها حريصة على تقديم أفضل جودة ممكنة في هذه التدريبات وطالبتهم ببذل مزيد من الجهد بجانب هذه الدورات التدريبية الهامة، حتى يصبحوا مؤهلين بشكل كامل لسوق العمل الألماني والأوروبي، وعلى صعيد متواصل وخلال الجولة تفقدت السفيرة سها جندي مقر تدريب التابع الوكالة الكندية owap، والذي يتلقون به تدريبا خاص بالمرأة وتمكينها.

وفي ختام جولتها بغرفة المركز، شددت وزيرة الهجرة، على أهمية وضع خطط تنفيذية للوصول لأكبر عدد ممكن من الشباب في الشريحة المستهدفة، ضمن جهود الوزارة للتدريب من أجل التوظيف، في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لإتاحة فرص العمل للشباب، وتعزيز ثقافة الهجرة الآمنة، انطلاقًا من توجيهات القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي.

هذا فيما قامت جمعية رعاية المؤسسات في بني سويف بإهداء دروع تذكارية لكل من السيدة وزيرة الهجرة السفيرة سها جندي، والسيد محافظ بني سويف الدكتور محمد هاني غنيم، تكريمًا وتقديرًا لدور وجهود كل منهما.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السفیرة سها جندی وزیرة الهجرة غرفة المرکز بنی سویف من أجل

إقرأ أيضاً:

ليبيا.. الدولة الغائبة والوعي المؤجل

في ظل مشهد مضطرب تعيشه ليبيا منذ أكثر من عقد، تتكشف حقيقة صادمة: لم تُبنَ في ليبيا دولة بالمعنى الحقيقي، رغم مرور أكثر من سبعين عامًا على الاستقلال، ورغم ما توفر من ثروات وفرص. بل إن ما نعيشه اليوم ليس مجرد أزمة سياسية أو اقتصادية، بل أزمة بنيوية عميقة في الوعي والانتماء، وفي العلاقة بين المواطن والدولة.

من الاستقلال إلى التيه

استقلت ليبيا عام 1951، في تجربة رائدة على مستوى أفريقيا والعالم العربي، وكان من الممكن أن تشكّل نموذجًا للدولة الوطنية الحديثة.

وبالفعل، شهدت البلاد خلال الستينات وحتى أواخر السبعينات تقدمًا في مجالات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، بل صُنفت حينها من بين الدول المتقدمة نسبيًا.

لكن هذا التقدم لم يكن مستندًا إلى بنية مؤسسية راسخة، بل ظل هشًا، يعتمد على مركزية القرار، وعلى النفط كمصدر وحيد للثروة، دون تنمية ثقافة العمل والإنتاج.

دولة الريع وتآكل الوعي

منذ اكتشاف النفط، تحوّلت الدولة إلى “خزانة” توزع الموارد بدل أن تبني اقتصادًا متوازنًا، فترسّخت ثقافة الاتكالية، وتراجعت قيمة العمل، وتحول المواطن إلى تابع ينتظر “العطاء”، لا شريكًا في التنمية.

تآكلت بذلك ثقافة المسؤولية، وغاب الشعور بالملكية الجماعية للوطن، وتم استباحة المال العام، والمؤسسات، وحتى فكرة “الدولة” نفسها.

المجتمع… بين الجهوية والقبيلة

لم تتطور الهوية الوطنية الجامعة، وبقيت الانتماءات القبلية والجهوية والمناطقية هي السائدة. ليس ذلك فحسب، بل أصبحت أحيانًا أدوات صراع على السلطة والمناصب والثروة، حتى في أوساط المتعلمين والنخب. فما بالك بالمواطن البسيط الذي لم يتح له الوعي، ولا أدوات المشاركة الحقيقية؟

هذه الولاءات الضيقة ساهمت في تفكيك النسيج الاجتماعي، وأضعفت روح المواطنة، وعرقلت بناء مؤسسات وطنية مستقلة عن النفوذ العصبوي والمناطقي.

غياب ثقافة الدولة والمجتمع المدني

لم تُبنَ ثقافة الدولة لدى الأفراد. لم نُدرَّب في المدارس ولا في الإعلام ولا في المساجد على احترام القانون، وعلى أن الوطن فوق الجميع. لم تُزرع قيم العطاء والمبادرة، بل سادت ثقافة التلقّي، و”من الدولة لنا”، لا “منّا للدولة”.

كما لم يتشكل مجتمع مدني حقيقي، بل تمت محاصرته، أو تم تسليحه، أو تحريكه بالمال السياسي، ففقد دوره التوعوي والتنموي.

فشل النخب قبل فشل السلطة

من المثير للأسف أن النخب المتعلمة لم تنجُ من عدوى الانتماء الضيق، ولم تتمكن من تقديم خطاب وطني جامع. في كثير من الأحيان، تحوّلت إلى أدوات في الصراع، أو وقفت عاجزة أمام تعقيدات المشهد، فغاب المشروع، وغابت القيادة المجتمعية.

لماذا تراجعت ليبيا؟

الجواب ببساطة: لأن الدولة لم تُبنَ على قاعدة من الوعي، ولم يُبنَ الإنسان الليبي كمواطن حرّ ومسؤول، بل ظل تابعًا، هشًا، يقاد بالعاطفة، لا بالعقل.
ولهذا، حين انهارت السلطة بعد 2011، انهارت معها الدولة، لأن البناء لم يكن حقيقيًا، والمؤسسات كانت هشة، والمجتمع كان مفككًا.

نهاية الحلم وبداية الحقيقة

اليوم، لم يعد يختلف عاقلان على أن ليبيا دخلت نفقًا ضيقًا ومظلمًا، وأن الليبيين باتوا يندمون على ما آل إليه حال البلاد. فقد تبيّن أن الدولة ما قبل 2011، رغم عيوبها، كانت أكثر استقرارًا وسيادة من واقع الفوضى والانقسام الراهن، حيث كانت السلطة موحّدة، وصوت القرار واضح، وإن اختلف معه الكثيرون.

فلا يُعقل أن تُسمى “ثورة”، ثم تعود البلاد إلى فوضى شاملة، وفساد غير مسبوق، يهدد بانهيار كامل، في ظل أخطار خارجية متزايدة، تجعل ليبيا عاجزة عن الدفاع عن مصالحها أو فرض إرادتها.

ومع فشل مشروع “الديمقراطية الموعودة”، لم تعد هناك أولوية تتقدّم على استعادة القانون، وبسط النظام، وإعادة الاعتبار لفكرة الدولة نفسها.

خاتمة: وعي الإنسان قبل بناء الدولة

ليبيا ليست دولة فقيرة، ولا تفتقر إلى الثروات أو الإمكانات. لكنها افتقرت — وتفتقر — إلى وعي حقيقي بمعنى الدولة، وإلى إنسان مؤمن بقيم المواطنة والانتماء.

ولهذا، لم تُبنَ في ليبيا دولة حقيقية، بل كيان مؤجل، ينتظر من يؤمن به ويُخلِص له، ويعيد بناءه على أسس راسخة: إنسان حر، مجتمع واعٍ، ودولة عادلة.

أما إذا استمر غياب الوعي، فسوف تظل الأزمات تتوالى، والانهيارات تتكرّر، وتضيع البلاد. فالتحديات جسيمة، تبدأ من ضرورة إعادة بناء الإنسان والمجتمع، لا سيما فئة الشباب الذين يعانون البطالة، والمخدرات، وانعدام الدعم، فضلًا عن التحديات الديموغرافية المقلقة، كتراجع معدلات الخصوبة، وارتفاع العنوسة، واتساع الفجوة الاجتماعية.

لهذا، آن الأوان لأن يتحرّك الليبيون بوعي وجدية. فالشعارات لم تعد تكفي، والوقت لم يعد في صالح أحد. لا بد من سلطة وطنية واحدة وقوية، تبسط الأمن والاستقرار، وتعيد للدولة هيبتها وفاعليتها… قبل أن يفوت الأوان.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: حريصون على تجسيد قيم الهوية الوطنية
  • وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى: حياة المدنيين واحتياجاتهم الأساسية يجب أن تبقى بمنأى عن أي شكل من أشكال التوظيف السياسي لتحقيق أي أجندات. تغريدة عبر (X)
  • هيئة التخطيط تناقش تطوير منهجيات الإحصاء والتدريب مع الوزارات
  • وزير العمل: حريصون على تزويد القوى العاملة بالمهارات ‏اللازمة للانتقال نحو الاقتصاد الأخضر
  • الجيش الإسرائيلي يكشف مواعيد وقف إطلاق النار ويحدد المواقع الآمنة
  • هدنة مؤقتة من جانب واحد.. الاحتلال يكشف مواعيد وقف إطلاق النار والمواقع الآمنة
  • الجنيبي لـ"الرؤية": تكثيف الجهود الرقابية في ظفار لتعزيز البيئة الاستهلاكية الآمنة للمواطنين والزائرين 
  • وزيرة التخطيط تبحث مع وفود عدد من الدول سبل تعزيز التعاون الثنائي
  • ليبيا.. الدولة الغائبة والوعي المؤجل
  • "الجهاد": حريصون على مواصلة جهود الوسطاء واستكمال التفاوض