مع تصاعد وتيرة الجرائم والسياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى أعقاب 7 أكتوبر 2023، شهدت الساحة الدولية تحركات قانونية غير مسبوقة ضد الاحتلال، اعتبرها خبراء أنها ذات آثار بعيدة المدى على إسرائيل ومستقبلها، ومن شأنها نسف الأساطير المؤسسة للدولة العبرية والتى طالما روجتها واستندت إليها باعتبارها ضحية وممثلة لضحايا جريمة إبادة جماعية «الهولوكوست».

فى مقدمة التحركات القانونية، كانت الدعوى التى رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، التى تتهمها فيها بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى، ولاحقاً شهدت المحكمة الجنائية الدولية تحركات لمحاكمة قادة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، كما نجحت تحركات قانونية أخرى فى منع دول بعينها، مثل هولندا، من تصدير الأسلحة لإسرائيل.

ويعتقد أستاذ القانون الدولى الدكتور أيمن سلامة أن إسرائيل، حكومة وشعباً، ومعها يهود العالم، لم يتوقعوا أن ترفع دولة جنوب أفريقيا دعوى ضد إسرائيل تتهمها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، علماً بأن تلك الجريمة هى المظلومية التى ما برحت إسرائيل تصدرها وتستغلها لاستدرار تعاطف العالم معها ضد كل ما هو عربى وكل ما هو مسلم وكل ما هو فلسطينى، فى ازدواجية صارخة للمعايير وتكريس للاستعلاء الثقافى العنصرى الإسرائيلى، حسب قوله.

ويضيف «سلامة»: «حتى الدول المتآمرة مع إسرائيل، ممثلة فى الغرب وفى الصدارة منها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، صُدمت من التحرك القانونى الباهر الواعى لجنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وكانت الطامة الكبرى والصفعة القوية لإسرائيل يوم 28 يناير عام 2024 حين أصدرت محكمة العدل الدولية، فى لاهاى، وهى الجهاز القضائى الرئيسى للأمم المتحدة، قرارها القضائى الأولى بارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية، فضلاً عن إصدار ستة أوامر بتدابير تحفظية مؤقتة ضد إسرائيل حتى تمنع المحكمة إسرائيل من ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

ويلفت أستاذ القانون الدولى النظر أيضاً إلى أن هناك دولاً مثل هولندا انصاعت بالفعل، بسبب الزخم والحراك الحاشد للرأى العالم العالمى المؤيد للقضية الفلسطينية، والمناهض للغرب وإسرائيل، حيث أصدرت أعلى محكمة فى هولندا قراراً قضائياً ملزماً يحظر على الحكومة تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، كما أنه فى الأسبوع الأول من شهر مايو الجارى، ولأول مرة منذ 7 أكتوبر عام 2023، علقت الإدارة الأمريكية شحنة للأسلحة والذخيرة الأمريكية لإسرائيل، كان متفقاً عليها.

ورداً على الدعوى القضائية التى رفعتها نيكاراجوا ضد ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة التآمر وتسهيل ومساعدة إسرائيل على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وتقديم مساعدات مالية وعسكرية، لفت «سلامة» إلى أن الفريق القانونى للحكومة الألمانية قدم لمحكمة العدل الدولية الدفوع والأسانيد التى تؤكد أنه منذ 7 أكتوبر عام 2023 أصبحت ألمانيا تقوم بفحص قانونى لكل الأسلحة والذخائر التى تصدر لإسرائيل، والتأكد من أن هذه الأسلحة ليست فتاكة ولا تشارك فى حملات القمع والقتل الإسرائيلى ضد الفلسطينيين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل جریمة الإبادة الجماعیة محکمة العدل الدولیة ضد إسرائیل

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يدير حرب غزة بـ"عقلية الهولوكوست"

 

◄  مذبحة مروعة في مخيم للنازحين قرب مقر "أونروا"

◄ القصف استهدف منطقة ادعى الاحتلال أنها آمنة

◄ قصف الخيام جاء بعد يومين من قرار "العدل الدولية" بوقف الحرب في رفح

◄ الاستهداف وقع بعد تصديق الكنيست على قراءة تمهيدية لإعلان "الأونروا" منظمة إرهابية

◄ المذبحة تزامنت مع خروج مستشفيات رفح عن الخدمة

◄ 3 غارات على أحياء رفح بعد مذبحة خيام النازحين

 

الرؤية- غرفة الأخبار

بعد يومين فقط من قرار محكمة العدل الدولية بوقف العمليات الإسرائيلية في رفح، وفي اليوم الـ233 من العدوان الإسرائيلي على غزة، جاء رد جيش الاحتلال على "العدل الدولية" بارتكاب مذبحة مروعة باستهداف خيام النازحين في رفح قرب مقر لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بمنطقة ادعى الاحتلال أنَّها آمنة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 45 شهيدا وإصابة العشرات بحروق وبتر لأجزاء من الجسم.

كما جاء هذا القصف الهمجي بعد ساعات من تصديق الكنيست على قراءة تمهيدية لمشروع قانون لقطع العلاقات مع وكالة الأونروا وإعلانها منظمة إرهابية.

وقال الدفاع المدني في غزة إن القصف أسفر عن حدوث الكثير من حالات البتر والحروق الشديدة، مؤكداً أن معظم الشهداء والجرحى من النساء والأطفال.

وأضاف أنَّ الاحتلال يستهدف الجميع ولا يُفرق بين مناطق عسكرية أو مناطق يقول إنها آمنة، مبينًا أنَّه لا قدرة للقطاع الصحي على علاج المصابين بحروق وحالات بتر شديدة.

من جهته، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، إنَّ مذبحة مخيم النازحين برفح ترافقت مع خروج مستشفيات المنطقة عن الخدمة، مرجحًا أن ذلك يرجح زيادة عدد شهداء المجزرة.

وعقب استهداف مخيم النازحين، شن الاحتلال الإسرائيلي 3 غارات إسرائيلية على أحياء سكنية في رفح.

ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى تصعيد الفعاليات الجماهيرية الغاضبة والضغط من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة، في ضوء ما وصفتها بالمجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال غرب مدينة رفح مساء الأحد.

وقالت الحركة في بيان: "ندعو جماهير شعبنا في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل والخارج إلى الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة ضد المجزرة الصهيونية المُتواصلة ضد شعبنا في القطاع".

وتابعت "كما ندعو شعوب أمتنا العربية والإسلامية والشعوب الحرة حول العالم إلى تكثيف الحراك والفعاليات المنددة بحرب الإبادة، والضغط لقطع العلاقات مع هذا الكيان المارق الذي يُواصل استهتاره بالمجتمع الدولي وبالقرارات الأممية، لا سيما قرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي طالبه بوقف عدوانه واجتياحه لرفح".












 

مقالات مشابهة

  • «العدل الدولية» تعلن انضمام المكسيك لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
  • كبير الباحثين بـ«المصري للفكر»: رد أمريكا على مجزرة مخيمات الإيواء «غريب»
  • الاحتلال الإسرائيلي يدير حرب غزة بـ"عقلية الهولوكوست"
  • صحف عالمية: عزلة متزايدة لإسرائيل نتنياهو
  • استنكار عربي لمجزرة مخيم النازحين برفح.. مصر تطالب مجلس الأمن بالوقف الفوري لإطلاق النار.. أبو الغيط: جريمة جديدة أمام المحاكم الدولية
  • إندونيسيا ترحب بأمر محكمة العدل الدولية لإسرائيل بوقف هجومها على رفح الفلسطينية
  • ألمانيا لإسرائيل: حكم العدل الدولية ملزم.. ويتعين احترامه
  • رفض “إسرائيل” قرارات المحاكم الدولية لن يغير حقيقة أنها تحاكَم
  • تحدي إسرائيل لقرارات محكمة العدل الدولية
  • صحف عالمية: أسبوع مليء بالضربات لمكانة إسرائيل والعدالة الدولية تُختبر بغزة