لجريدة عمان:
2024-05-29@00:10:39 GMT

صعود الإنترنت المالية

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

أجوستين كارستينزـ ناندان نيليكاني -

أصبح النظام المالي الآن جاهزًا لتحقيق قفزة عملاقة إلى الأمام. وقد حان الوقت لاستكشاف حدود جديدة. نحن نتوقع قدوم عصر حيث يكون التقدم بطلب للحصول على رهن عقاري أو قرض تجاري صغير ممارسة سهلة كسهولة إرسال رسالة نصية إلى صديق أو حجز غرفة في فندق عبر الإنترنت.

وقد تحقق بعض التقدم في التكنولوجيا اللازمة لتمكين مثل هذا الواقع الجديد، كما يتضح من انتشار تطبيقات الدفع عبر الأجهزة المحمولة، لكن تحويل الخدمات المالية يتطلب إنشاء نظام جديد تمامًا لمواكبة التقدم الذي شهده مجال الاتصالات منذ ظهور الإنترنت والهواتف الذكية.

تحولت الهواتف المحمولة اليوم إلى أجهزة حاسوب قوية، لذا فمن قبيل الهدر والتبديد أن نتقاعس عن تعظيم استخدامها واستغلالها إلى أقصى الحدود. لتحقيق هذه الغاية، اعتمدنا على خبرتنا المشتركة في الاقتصاد والتكنولوجيا لتقديم مخطط للبنية المالية في المستقبل. ويشكل ما نسميه Finternet (شبكة الإنترنت المالية) رؤية لأنظمة بيئية مالية متعددة تتواصل بين بعضها بعضا، على نحو يشبه شبكة الإنترنت إلى حدٍ كبير، من أجل منح الأفراد والشركات السيطرة الكاملة على حياتهم المالية.

نحن نتنبأ بعالـم حيث يستطيع الأشخاص والشركات استخدام أي جهاز لنقل أي أصل مالي -بصرف النظر عن المبلغ- إلى أي شخص في العالم. وسوف تكون هذه المعاملات رخيصة وآمنة وشبه فورية ومتاحة للجميع. سيكون لهذا النظام الجديد أهمية خاصة في الاقتصادات الناشئة والنامية، حيث تظل فجوات كبيرة في القدرة على الوصول إلى الخدمات المالية قائمة على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز الشمول. فكثير من الخدمات ببساطة غير متاحة أو غير متوفرة على نطاق واسع، وخاصة لمن يعيشون في مناطق بعيدة ودخولهم متدنية. وحتى عندما يكون الناس قادرين على الوصول إلى المنتجات المالية، فإن استخدامها يكون غالبًا مكلفًا وبطيئًا.

في السنوات الأخيرة، مهدت إنجازات كبرى مهمة الطريق أمام شبكة الإنترنت المالية. والترميز أحد الأمثلة على ذلك، والذي بموجبه يمكن استخدام رموز تمثل أصولا رقمية لتحديد الملكية بشكل فريد بالإضافة إلى القواعد المعمول بها.

من الأمثلة الأخرى دفاتر الأستاذ القابلة للبرمجة، وهي المنصات الرقمية التي تجمع بين وظائف حفظ السجلات في قواعد البيانات التقليدية وترتيبات الإدارة المطلوبة لتحديثها. لتحرير قيمة الإبداع المالي وبناء شبكة سلسة ومترابطة، يتعين علينا أن نجمع بين كل هذه العناصر ونكسر الحواجز والصوامع التي يفرضها النظام المالي الحالي. على وجه التحديد، يعمل الجمع بين الأصول الرمزية المختلفة في دفاتر الأستاذ الموحدة القابلة للبرمجة على التقليل بشكل كبير من الحاجة إلى أنظمة المراسلة والمقاصة والتسوية المطولة التي توجد تكاليف إضافية، وتستغرق وقتًا أطول، وتحد من القدرة على الوصول إلى الائتمان وغير ذلك من الخدمات المالية.من شأن الدفاتر الموحدة أن تعمل أيضا على تمكين «العقود الذكية»، والتي من الممكن أن تُفـضي إلى إجراء بعينه -نقل ملكية منزل على سبيل المثال- في حال استيفاء شروط محددة سلفا. كما يمكنها حتى تجميع عدد كبير من المعاملات الآلية. لذلك، في حالة نقل الملكية، يصبح من الممكن دفع ثمن الشراء وسداد شيكات مكافحة غسيل الأموال في الوقت ذاته، وسوف يستغرق هذا ثواني بدلا من أسابيع. في مجمل الأمر، سوف تلبي هذه الدفاتر -وربما تتجاوز- المعايير التنظيمية والإشرافية الحالية، في حين تكون أيضًا أسرع وأرخص وأكثر جدارة بالثقة من الأنظمة الحالية.

لكن التكنولوجيا لا تكفي. تستطيع البنوك المركزية، باعتبارها حارسة المال العام، أن تضطلع بدور رئيسي في البنية المالية الجديدة. فالأموال التي تصدرها هي الوسيلة التي من خلالها تُـسَـوّى جميع المعاملات الاقتصادية في نهاية المطاف.

وعلى هذا فإن الشكل الرقمي من هذه الأموال يعد أساسًا ضروريًا لشبكة الإنترنت المالية، وسوف تؤدي البنوك التجارية أيضا دورا بالغ الأهمية في التفاعل مع المستهلكين، وخاصة من خلال توفير الودائع المصرفية المعبر عنها بالرموز والتي ستشكل شريان الحياة الممدود للنظام النقدي الذي تقوم عليه شبكة الإنترنت المالية.

علاوة على ذلك، لا بد من وجود هيكل تنظيمي وإشرافي قوي يدعم شبكة الإنترنت المالية. ولا بد من صيانة الضمانات مثل التأمين على الودائع والرقابة العامة على مقدمي الخدمات المالية لحماية الزبائن والتأكد من أن الأموال لها ذات القيمة بصرف النظر عما إذا كانت صادرة عن بنك مركزي أو بنك تجاري.

الواقع أن الاستخدام الثوري للتكنولوجيا الجديدة من الممكن أن يؤدي إلى تبسيط طبقات الفحص اليدوي المطلوبة الآن للامتثال للقواعد والضوابط التنظيمية. وهذا من شأنه أن يعمل على تمكين إنشاء منتجات قد لا يتسنى تطويرها لولا ذلك بسبب أعباء الامتثال، في حين يضمن في الوقت ذاته عدم استخدام شبكة الإنترنت المالية من قِـبَـل قوى خبيثة تسعى إلى استغلال الثغرات. سوف يستغرق تحويل الإنترنت المالية إلى حقيقة واقعة سنوات، ولكن يتعين علينا أن نبدأ الآن. إن التكنولوجيا ناضجة بالقدر الكافي، ومن الأهمية بمكان أننا لم نصبح بعد حبيسين داخل أطر مؤسسية جامدة أو محصورين في «حدائق مسوّرة» من الخدمات التي توجدها الاحتكارات.

إنها فرصة لن تتكرر ثانية في العمر لإعادة تصميم بنية النظام المالي، وينبغي لنا أن نفكر في الصورة الكبرى وبأسلوب خَـلّاق، بدلا من التركيز بشكل ضيق على تكنولوجيات فردية. نحن نعرف أين يجب أن نذهب، وبالقدر ذاته من الأهمية، لدينا الأدوات اللازمة للوصول إلى مقصدنا. الآن يحتاج النظام المالي العالمي إلى «لحظة نيل أرمسترونج» - خطوة صغيرة لكنها تمثل قفزة عملاقة للبشرية.

أجوستين كارستينز المحافظ السابق لبنك المكسيك، والمدير العام لبنك التسويات الدولية

ناندان نيليكاني المؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة شركة Infosys، هو الرئيس المؤسس لشركة UIDAI (Aadhaar).

خدمة بروجيكت سنديكيت

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الخدمات المالیة النظام المالی

إقرأ أيضاً:

إقبال واسع على جناح بنك مسقط و"ميثاق" في معرض "كومكس 2024"

 

مسقط- الرؤية

شهد جناح بنك مسقط وميثاق للصيرفة الإسلامية في معرض "كومكس 2024" ، إقبالاً واسعاً من الزوار للتعرف على مجموعة الخدمات المصرفية الرقمية للأفراد وللمؤسسات المقدمة عبر تطبيقات الهاتف النقال ومنصات الخدمات المصرفية على الإنترنت.

وافتتحت فعاليات النسخة الـ33 من المعرض الذي يقام بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض تحت رعاية صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب.

ويُسلط جناح بنك مسقط وميثاق الضوء على أحدث الخدمات الرقمية واستعراض آخر التطورات في المجال لما لها من أهمية كبيرة في دعم وتشجيع جهود التحول الرقمي في البلاد.

وقال عبدالله بن حمود الجفيلي مساعد مدير عام الخدمات المصرفية الإلكترونية ببنك مسقط: "فخورون بكل النجاحات والإنجازات التي حققها البنك خلال الفترة الماضية، خاصة في مجال التحوّل الرقمي وتعزيز وعي أفراد المجتمع باستخدام القنوات المصرفية الرقمية كأحد الخيارات في إتمام المعاملات المصرفية المختلفة، وأصبحت القنوات المصرفية الإلكترونية أصبحت خيارًا مهمًا وأساسيًا لمجموعة كبيرة من الزبائن وأفراد المجتمع بشكل عام، ولذلك حرص البنك على تطوير مجموعته الواسعة من الخدمات المصرفية الرقمية، كما إن مشاركة البنك تمثل فرصة للتعريف بالدور الذي يقوم به في تعزيز الأعمال والخدمات المصرفية الرقمية وأيضا التعريف بالمنتجات والحلول المصرفية المالية الحديثة".

من جانبه، أكدّ سامي بيت راشد مساعد مدير عام الأعمال المصرفية للأفراد بميثاق للصيرفة الإسلامية، حرص ميثاق على الاستثمار في تطوير بنيته التحتية لمواكبة المستجدات المتسارعة في مجال تقديم الخدمات المصرفية بشكل عام والخدمات المصرفية الإسلامية بشكل خاص، وذلك انطلاقًا من التزامه بتقديم الخدمات والمنتجات التي تلبي احتياجات الزبائن الكرام وفقًا للمعايير العالمية المعتمدة، حيث قام مؤخرًا بترقية نظامه الداخلي إلى نظام أكثر تطورًا لتعزيز تجربة الزبائن، مضيفًا أن قنوات ميثاق الرقمية عبر الإنترنت والهاتف النقّال وفرّت ميزات وخدمات عديدة ساعدت الزبائن على إدارة معاملاتهم المالية بكل سهولة وأمان.

ويمكن للزوار التعرف من خلال فريق بنك مسقط في المعرض على المنتجات والحلول المصرفية المالية والتسهيلات والخدمات الإلكترونية التي يقدمها عبر الإنترنت والهاتف النقال والتطبيقات الأخرى، والتعرف عن قرب على حلول المدفوعات الرقمية الحديثة التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز تجربة الزبائن وتسهيل عمليات الدفع.

مقالات مشابهة

  • إقبال واسع على جناح بنك مسقط و"ميثاق" في معرض "كومكس 2024"
  • لتوفير الخدمات المالية.. بنك مصر يوقع بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة للرعاية الصحية
  • بنك مصر يتعاون مع الرعاية الصحية لتقديم الخدمات المالية
  • بنك مصر يوقع بروتوكول تعاون مع هيئة الرعاية الصحية لتقديم الخدمات المالية
  • معلومات الوزراء: 70.7% نسبة المواطنين المشمولين ماليًا في نهاية 2023
  • دمج الوحدات الحسابية بجامعة جنوب الوادي لتحقيق الشمول المالي
  • معلومات الوزراء يناقش أثر رقمنة الخدمات المالية على النمو الاقتصادي
  • «معلومات الوزراء»: 70.7% نسبة المواطنين المشمولين ماليًا
  • الرقابة المالية تستخدم الذكاء الاصطناعي في إطلاق عمل برنامج المستشار المالي الآلي للاستثمار
  • الرقابة المالية تصدر ضوابط عمل برنامج المستشار المالي الآلي للاستثمار