بغداد اليوم -  



القاضي (حيدر حنون) يستعرض تدابير العراق لمكافحة الفساد ودورها في تحقيق التنمية والنمو الاقتصادي


حنون: تقارير دولية تحدثت عن نمو في الاقتصاد العراقي تمثل بارتفاع الناتج المحليّ وزياردة الإيرادات غير النفطيَّة وتراجع التضخُّم


رئيس الهيئة: الفساد يتسبب في انخفاض مُعدّلات الاستثمار  وعجز الموازنة العامة


أكَّد رئيس هيئة النزاهة الاتحاديَّة القاضي (حيدر حنون) أنَّ التدابير التي اتَّخذتها هيئة النزاهة والحكومة العراقيَّة في مجال مكافحة الفساد في العام 2023 تمخَّض عنها نمو في الاقتصاد، إذ سجَّل العراق ارتفاعاً في الناتج المحليّ الإجماليّ، وفي رصيد عرض النقد حتى نهاية العام المنصرم، فيما تقدَّم العراق حسب بيانات الناتج المحلي لكل دولة الصادر عن صندوق النقد الدولي ثلاث مراتب ليحلّ في المركز (49).


 القاضي (حيدر حنون)، وخلال ورقة العمل التي قدَّمها في المُلتقى العرﺑﻲ لهيئات مكافحة الفساد ووحدات التحرّيات الماليَّة المنعقد في المملكة العربية السعوديَّة والموسومة (مكافحة الفساد وضروريته لتحقيق النمو الاقتصادي)، أشار إلى البيان الختامي لخبراء صندوق النقد الدولي الصادر في الثالث من آذار الماضي عن استمرار النمو الاقتصادي في العراق، وزياردة الإيرادات غير النفطيَّة، وانحسار وتراجع التضخُّم الكلي، وانخفاض في أسعار الأغذية، وتنفيذ ضوابط جديدةٍ لمُكافحة غسل الأموال، وحصول القطاع الخاص على العملة الأجنبيَّة بالأسعار الرسميَّة لأغراض الاستيراد والسفر.  


وحذَّر رئيس الهيئة من الآثار الاقتصادية التي يتسبَّب بها الفساد على الصعيدين المحليّ والدوليّ، مُستعرضاً بعض تلك الآثار كتخفيض مُعدّلات الاستثمار بهروب المستثمرين من البيئة التي يتفشَّى فيها الفساد؛ بسبب اضطرارهم لدفع الرشى، وتسُّببه في تفاقم وعجز الموازنة العامة من خلال التهرب الضريبيّ، أو محاولة الحصول على الإعفاءات الضريبيَّة غير المشروعة.


وأردف إنَّ من بين تلك الآثار زيادة تكلفة وتشغيل المشاريع، وضعف كفاءة المرافق العامَّة ونوعيَّتها، وتشويه الأسواق وسوء التخصيص في الموارد من خلال تخفيض قدرة الحكومة على فرض الرقابة ونظم التفتيش، وفقدان الحكومة سيطرتها الرقابيَّة على البنوك والتجارة الداخليَّة والأسواق الماليَّة، مُنبّهاً إلى أنّ الفساد يفضي إلى زيارة معدّلات الفقر، وسوء توزيع الدخل وإثراء القلة على حساب الكثرة؛ ممَّا يُؤدّي إلى خلق حالةٍ من التميُّز والطبقيَّة وعدم العدالة بين أفراد المجتمع، فضلاً عن تسبُّبه في التضخُّم بزيادة تكلفة الأعمال؛ نتيجة ما تدفعه الشركات من رشى وعمولات، ممَّا يضطر المستهلك لدفع سعر أعلى للسلعة أعلى من كلفتها الحقيقيَّة.


ونوَّه بالتدابير اللازمة لمُكافحة الفساد وتحقيق النمو الاقتصادي من خلال إجراءين مُهمَّين، هما: توفير البيئة الوقائيَّة، وتطوير البيئة المُؤسَّسية، لافتاً إلى أنَّ توفير البيئة الوقائيَّة يستدعي اتخاذ عدَّة تدابير وسياساتٍ، من أهمّها: الحدُّ من الاحتكار في أي نوعٍ من أنواع الأنشطة الاقتصاديَّة، وتسهيل الإجراءات الحكوميَّة، وتوفير أجهزة التدقيق الداخليّ والخارجيّ ودعمها بالصلاحيَّات والمعلومات التي تمكنها من المُتابعة المُستمرَّة لحسابات المُؤسَّسات، مشيراً  إلى الشقّ الثاني من التدابير اللازمة لمُكافحة الفساد وتحقيق النمو الاقتصاديّ والمُتمثل بتطوير البيئة المُؤسَّسيَّة، وذلك من خلال وجود جهازٍ قضائيٍّ مُستقلٍّ، وتوفر مُؤسَّسة تشريعيَّة مُمثلة للشعب مُشرِّعة للقوانين ومحاسبة السلطة التنفيذيَّة، والاعتماد على مبدأي الكفاءة والنزاهة في توظيف المُوظَّفين العموميّين، والاهتمام بتحسين الرواتب والأجور ودعمها بضمانات وحوافز تشجيعيَّة، وتوفر جهازٍ تدقيقيٍّ مُستقل.


ويهدف الملتقى، الذي يشارك فيه (75) مُتحدّثاً من (25) دولة و(12) منظمة، فضلاً عن (600) خبيرٍ من وحدات التحرّيات الماليَّة والهيئات المعنيَّة بمُكافحة الفساد والجهات الحكوميَّة والمُنظَّمات الدوليَّة والمُؤسَّسات الماليَّة والأكاديميَّة، يهدف لرسم مسارٍ واضحٍ للتعاون ﺑﻴﻦ الهيئات الحكوميَّة في المملكة العربيَّة السعوديَّة، والمُنظَّﻤﺎت النظﻴﺮة والهيئات الإقليميَّة والدوليَّة، ويُشكِّل فرصة استراتيجية لتوحيد الجهود ﺑﻴﻦ مختلف المؤسسات؛ من أجل مواجهة تحدِّيات مكافحة الجرائم الماليَّة، ومنصة لطرح وإطلاق مبادراتٍ عمليَّةٍ ذات نتائج ملموسةٍ، فيما يُركِّزُ على بناء القدرات وتعزيز التعاون ﺑﻴﻦ الجهات المعنيَّة التي تعمل على مكافحة الجرائم الماليَّة وغسل الأموال وﺗﻤﻮيل الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وﺷﻤﺎل أفريقيا.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: النمو الاقتصادی مکافحة الفساد کافحة الفساد من خلال الم ؤس فی الم

إقرأ أيضاً:

الصين تحقق مع مسؤول كبير في شركة استثمار مدعومة من الدولة

أعلنت هيئة مكافحة الفساد الحكومية، الأحد، أن أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة استثمار صينية كبرى مدعومة من الدولة يخضع للتحقيق بتهمة الفساد، في الوقت الذي تطال القطاع المالي حملة واسعة لمكافحة الفساد.

وقالت اللجنة المركزية لفحص الانضباط بالحزب الشيوعي في بيان على الإنترنت، إن شو زو، نائب رئيس مجموعة تشاينا سيتيك، "يشتبه في ارتكابه انتهاكات تأديبية وقانونية خطرة"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وتشاينا سيتيك مجموعة استثمارية ضخمة تديرها الدولة مع تسجيل إجمالي أصولها ما يعادل أكثر من 1.5 تريليون دولار العام الماضي، وفقا لموقعها الرسمي على الإنترنت.

وشو خبير اقتصادي كبير يتمتع بخبرة في عمليات الاستحواذ وإعادة الهيكلة في الخارج، وعضو في اللجنة التنفيذية للشركة منذ العام 2019.

منذ وصوله إلى السلطة قبل عقد، أطلق الرئيس الصيني شي جينبينغ حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد المتجذر في بعض إدارات البلاد والشركات المملوكة للدولة.

ويشتبه أيضا في أن هذه الحملة التي تحظى بشعبية لدى الرأي العام، تستهدف الشخصيات المعارضة لتوجهات الرئيس.

واستهدفت سلطات مكافحة الفساد في الشهور الأخيرة عدة شخصيات من القطاع المالي والمصرفي الصيني.

والشهر الماضي، صدر حكم بإعدام الرئيس التنفيذي السابق لإحدى كبرى شركات إدارة الأصول التابعة للدولة في البلاد لقبوله رشاوى "كبيرة جدا". 

 

مقالات مشابهة

  • “قادربوه” يشارك في اجتماعات لاستعراض تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في فيينا
  • تعليم الإسكندرية: تشكيل لجنة للفحص المالي والإداري بالإدارات التعليمية وديوان المديرية
  • الصين تزيح الشركات الاوربية من قطاع الطاقة العراقي
  • استبدال عمامة إيرانية بعمامة عراقية
  • السجن وغرامات مالية ضخمة على محتالي حملات الحج الوهمية
  • الصين تحقق مع مسؤول كبير في شركة استثمار مدعومة من الدولة
  • العراق يشارك في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الـ (27‎)
  • مكتب التحري بهيئة مكافحة الفساد: أحلنا المتهم بقضية اختلاس 1.7 مليون دينار بمصرف الجمهورية للنائب العام
  • طب بشري سوهاج تناقش «أساسيات مكافحة العدوي وجودة الرعاية الصحية»
  • طب بشري سوهاج تناقش"أساسيات مكافحة العدوى وجودة الرعاية الصحية"