بالذكاء الاصطناعي.. البشر يقتربون من محادثة الحيوانات
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
بعد أكثر من 10 سنوات من الرصد، أكد باحثون أنهم على وشك اكتشاف ما تتحدث به القرود بين بعضها البعض، من خلال سعيهم لاستخدام الذكاء الاصطناعي في “فك شفرات” الأصوات، التي تصدرها هذه الحيوانات “الذكية”.
ذكرت صحيفة “ديلي ستار” أن فريق بحثي من “جامعة كورنيل” في نيويورك توصل إلى رصد 1033 صوتاً مميّزاً، مثل الصراخ والتنهدات، ويمكن أن توجد لغة مشتركة بين البشر والحيوانات.
وقام الباحثون بتجميع بيانات صوتية مكوّنة من 117 مكالمة طويلة (صراخ وهمهمات ونداءات)، أطلقها 13 ذكراً من فصيلة “إنسان الغاب البورنيوي”، ثم تمكنوا من تقسيمها إلى فئات بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
و”إنسان الغاب البورنيوي” هو نوع القرود الضخمة تستوطن جزيرة بورنيو الآسيوية، مع فصيلتين أخريين تشبهانه بالضخامة والمواصفات، ويظهر مهارة عالية في استخدام الأدوات، ويتشارك مع البشر بحوالى 97% من حمضه النووي.
أوضحت الدكتورة ويندي إرب (المسؤولة عن الدراسة) أن البحث يهدف إلى كشف تعقيدات المكالمات الطويلة لـ”إنسان الغاب”، لأنها تلعب دوراً حاسماً في تواصل الفصائل الحيوانية عبر مسافات شاسعة.
وأشارت إلى أن في ظل تهديد هذا النوع من الحيوانات بالانقراض، بسبب إزالة الغابات ومزارع زيت النخيل والصي، فإنّ الباحثين يسعون إلى التخاطب الفكري معه للغوض في مخاوفه، وفهم ما يفكر به.
وأوضحت أن “إنسان الغاب” يمتلك ذخيرة أكبر بكثير من نبرات الأصوات التي توصل العلماء إلى توثيقها، لذلك فإنّ المهمة البحثية لا تزال تتوقع الكثير لاكتشافه، خاصة أن هذا الحيوان ذكي وقادر على المراوغة.
ويأتي هذا البحث بعد أيام على رصد “إنسان الغاب” وهو يعالج نفسه بنفسه باستخدام معجون نباتي لأول مرة في إندونيسيا، وهو يستخدم المادة لشفاء جرح كبير في وجهه.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: إنسان الغاب
إقرأ أيضاً:
نماذج الذكاء الاصطناعي وإعادة صياغة الظهور الرقمي
شهد العالم الرقمي خلال العقدين الماضيين هيمنة كبيرة لمفهوم تحسين محركات البحث SEO (Search Engine Optimization) بوصفه الأداة الأساسية لرفع ترتيب المواقع الإلكترونية في نتائج البحث التقليدية، مثل: جوجل وبينغ وغيرها، حيث كان الهدف الرئيس هو الظهور في الصفحة الأولى وزيادة عدد الزيارات. غير أنّ هذا المفهوم، الذي شكّل حجر الأساس للتسويق الرقمي لسنوات طويلة، يكاد يتندثر لكي يحل محله مصطلح جديد وهو GEO (Generative Engine Optimization) فمع انتشار نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل: محركات الإجابة الذكية والمساعدات الرقمية، لم يعد المستخدم يبحث فقط عن روابط، بل أصبح ينتظر إجابة مباشرة، مختصرة، وموثوقة، ومدعومة بعدد من الروابط التي يمكنه التحقق من صحة المعلومة من خلالها. من هنا، بدأ يظهر مفهوم GEO أو تحسين الظهور في محركات الذكاء الاصطناعي التوليدية.
بحيث يرتكز SEO تقليديًا على تحسين الكلمات المفتاحية، وبناء الروابط، وتحسين سرعة الموقع وتجربة المستخدم، بهدف إرضاء خوارزميات محركات البحث. أمّا GEO فينطلق من منطق مختلف؛ إذ يسعى إلى جعل المحتوى قابلًا للفهم والاقتباس من قبل نماذج الذكاء الاصطناعي نفسها، بحيث يتم تضمينه داخل الإجابات التوليدية التي تقدمها هذه المحركات للمستخدمين وما يجب التأكيد عليه هو أن التحول من SEO إلى GEO لا يعني نهاية الأول، بل يعكس توسّعًا في فلسفة الظهور الرقمي. فالمحتوى اليوم لم يعد يُقيَّم فقط بمدى ترتيبه، بل بمدى موثوقيته، ودقته، وعمقه، وسياقه. إذ نجد أن محركات الذكاء الاصطناعي تميل إلى تفضيل المحتوى الواضح، المنظّم، المدعوم بالبيانات، والمكتوب بلغة تحليلية تساعدها على استخلاص المعرفة وإعادة إنتاجها.
في هذا السياق، أصبح على المؤسسات الإعلامية، والمواقع الإخبارية، والكتّاب، والخبراء، إعادة النظر في طريقة إنتاج المحتوى. بحيث لم يعد السؤال: كيف أظهر في نتائج البحث؟ بل أصبح: كيف أكون مصدرًا تُحيل إليه محركات الذكاء الاصطناعي عند توليد الإجابات؟
إنّ الانتقال من SEO إلى GEO يمثّل انتقالًا من منطق المنافسة على "الترتيب" إلى منطق المنافسة على "المصداقية والمعرفة". وهو تحوّل يفرض تحديات كبيرة، لكنه في الوقت نفسه يفتح آفاقًا جديدة أمام الصحافة الرقمية العربية لتثبيت حضورها كمصدر موثوق في فضاء المعلومات العالمي.