بعد أن أجلت شركة التكنولوجيا الأميركية جوجل إطلاق خاصية "اسأل الصور" المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تطبيق جوجل فوتوز، والتي كانت تعاني من بعض المشاكل، أعلنت الشركة تحسين قدرتها على عرض نتائج البحث بسرعة. وتتيح خاصية الذكاء الاصطناعي، التي طرحت لأول مرة في مؤتمر جوجل للمطورين في العام الماضي، للمستخدمين البحث في مجموعات  الصور الرقمية الخاصة بهم  باستخدام أسئلة اللغة الطبيعية.

وتستفيد خاصية "اسأل الصور" من الذكاء الاصطناعي في فهم محتوى الصورة وبياناتها الوصفية الأخرى عند الرد على سؤال المستخدم. ومع ذلك، اشتكى المستخدمون من أن خاصية الذكاء الاصطناعي لم تكن موثوقة وكانت بطيئة في كثير من الأحيان في الرد بينما كان الذكاء الاصطناعي "يفكر" قبل عرض الإجابة. ولمعالجة هذه المخاوف، كتب جيمي أسبينال، مدير منتجات جوجل فوتوز، على منصة التواصل الاجتماعي إكس في وقت سابق من الشهر الحالي أن خاصية "أسأل الصور" ليست في المكان المناسب لها، من حيث زمن الوصول والجودة وتجربة المستخدم"، مشيرا إلى أن إطلاقها سيم تعليقه مؤقتا لبضعة أسابيع ريثما تعمل جوجل على استعادة "سرعة البحث الأصلي وقدرته على التذكر".
كما أعلنت جوجل أنها ستجلب أفضل خصائص البحث الكلاسيكي في جوجل فوتوز إلى الخدمة الجديدة،  خاصة لعمليات البحث البسيطة مثل البحث عن معلومات خاصة بشاطئ معين، أو معلومات عن الكلاب. في هذه الأثناء، سيعمل الذكاء الاصطناعي في الخلفية للعثور على الصور الأكثر صلة، والإجابة على استفسارات أكثر تعقيدا. على سبيل المثال، إذا بحثت عن صورة "كلب أبيض"، فستظهر لك سلسلة من نتائج البحث الأولية فورا. بعد انتهاء الذكاء الاصطناعي من تحليله، ستظهر النتائج في الأسفل، مع نص تمهيدي قد يعرف كلبك بالاسم، إذا أضفته، ويخبرك متى ظهرت صور الحيوان لأول مرة.

أخبار ذات صلة الروبوتات على أرض الملعب.. والبشر على المدرجات! إضافة خاصية ملخصات الذكاء الاصطناعي إلى "واتساب" المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي جوجل الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي

لم يكن المؤتمر العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم مجرد تظاهرة علمية روتينية، بل كان انعطافة حقيقية في مسار الفكر الإفتائي المعاصر، إذ جمع بين أهل الفقه ومهندسي التقنية وصناع القرار، ليبحثوا في سؤال لم يعد مؤجلًا: كيف يمكن لمؤسسات الإفتاء أن تظل وفيّة لمرجعيتها الشرعية، وهي تخوض غمار عصر تتسارع فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتعيد تشكيل طرق المعرفة ووسائطها؟

في قلب هذه الفعالية برزت “وثيقة القاهرة حول الذكاء الاصطناعي والإفتاء” باعتبارها أهم مخرجات المؤتمر وأبرز تعبير عن الوعي الاستباقي الذي بدأ يتشكل في العقل الإفتائي العالمي. الوثيقة لا تكتفي بتحديد موقف فقهي من التقنية، بل تؤسس لرؤية مقاصدية متكاملة، تتجاوز الانفعال الظرفي إلى رسم خطوط منهجية لضبط العلاقة بين الإنسان والآلة في ميدان الفتوى.

هذه الوثيقة تنطلق من مبدأ راسخ: أن الإفتاء فعل إنساني مركب لا ينفصل عن ملكات العقل الفقهي، ولا يجوز إسناده إلى البرمجيات استقلالًا، لأن الاجتهاد يتطلب إدراك المقاصد، وفهم السياقات، واستحضار المآلات، وهي عناصر لا تتوافر في المعالجة الآلية مهما بلغت من التطور. لكنها، في الوقت ذاته، لا تدعو إلى الانغلاق أو رفض التقنية جملة، بل تفتح الباب أمام توظيفها كأدوات مساندة للمفتي، شريطة أن تكون خاضعة لضوابط معرفية وأخلاقية واضحة.

من أبرز ما شددت عليه الوثيقة ضرورة بناء أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الإفتاء، وذلك عبر لجان رقابة علمية مستقلة، تمنع تسلل الفوضى أو التلاعب بالبيانات، وتحول دون خضوع الفتوى لهيمنة مصادر غير منقحة أو موجهة أيديولوجيًا. كما حذرت من مخاطر الاعتماد على قواعد بيانات مفتوحة مجهولة المصدر، لما يترتب على ذلك من تحريف المعاني الشرعية أو إسقاط الأحكام في غير مواضعها.

على المستوى الأصولي، اعتمدت الوثيقة على جملة من القواعد الكبرى مثل “اعتبار المآل” و”سد الذرائع وفتحها” و”الوسائل لها حكم المقاصد”، لتؤكد أن إدخال التقنية في الإفتاء لا يمكن أن ينفصل عن فقه الضوابط والحدود. وهي بهذا تضع حدًا لتوجهين متقابلين: توجه الانبهار الذي يلهث وراء التقنية دون ضوابط، وتوجه الرفض المطلق الذي يحكم عليها بالفساد قبل النظر في إمكان توظيفها الرشيد.

ولعل البعد الاستراتيجي في هذه الوثيقة يكمن في دعوتها إلى إعادة صياغة مناهج إعداد المفتين، بحيث تتضمن تدريبًا على أدوات التحليل الرقمي وفهم منطق عمل النظم الذكية، لا بهدف تحويل الفقيه إلى مبرمج، بل لتمكينه من توجيه التقنية ومساءلتها بدل الانقياد لنتائجها الجاهزة. كما طرحت فكرة التعاون الدولي بين دور الإفتاء لتوحيد المعايير والمصطلحات في ظل بيئة رقمية عابرة للحدود، وهو ما يفتح الباب أمام “حوكمة عالمية للفتوى” قادرة على مواجهة التحديات المشتركة.

بهذا التصور، يصبح الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي مجالًا لإعادة هندسة العلاقة بين المرجعية الشرعية والوسائط التقنية، حيث يظل الإنسان هو صاحب القرار الاجتهادي، بينما تعمل الآلة كامتداد لأدواته، لا كبديل عنه. وإذا ما تحولت هذه الوثيقة من نصٍّ إرشادي إلى إطار إلزامي داخل المؤسسات الفقهية، فإنها قد تؤسس لمرحلة جديدة تحفظ للفتوى أصالتها، وتضمن في الوقت ذاته انفتاحها على أدوات العصر.

إن التحدي الأكبر اليوم ليس في إدخال الذكاء الاصطناعي إلى منظومة الإفتاء، بل في ضمان أن يكون دخوله مضبوطًا برؤية مقاصدية، تحفظ الإنسان من الاستلاب، والمجتمع من الفوضى الرقمية، والشريعة من التفريغ من معناها. وهذا ما جعل وثيقة القاهرة لا تُقرأ فقط كأحد مخرجات مؤتمر، بل كبوصلة فكرية توجه الإفتاء نحو مستقبل متوازن، تتكامل فيه الحكمة مع التقنية، والمرجعية مع الابتكار، في خدمة مقاصد الشريعة وحاجات الإنسان المعاصر.

طباعة شارك الإفتاء موتمر الإفتاء الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • عمرو الليثي: الذكاء الاصطناعي قادر على إنتاج أخبار وهمية
  • الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأورام «خطر»
  • د. محمد بشاري يكتب: الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي
  • هل تسبق جوجل أبل.. كل ما نعرفه عن سلسلة Pixel 10 وذكاء Gemini الخارق
  • شركة جوجل تطلق خدمة جديدة ومميزة بخصوص المصادر المفضلة
  • تفاصيل مقترح اتفاقية هيئات الإفتاء في العالم عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • جوجل ستنفق 9 مليارات دولار لتوسيع بنية الذكاء الاصطناعي
  • جوجل تطلق ميزة "المصادر المفضلة" لتنظيم نتائج البحث وإبراز المواقع المفضلة للمستخدم
  • Perplexity AI تعرض الاستحواذ على متصفح جوجل كروم مقابل 34.5 مليار دولار
  • عرض شراء مقابل 34.5 مليار دولار.. هل تبيع جوجل «كروم»؟