لبنان ٢٤:
2025-05-16@21:15:19 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان 

هذه المرة التاريخ يعيد نفسه مجددا بقوة المقاومة 

بين 17 ايار 1983 و 17 ايار 2024.. إنتفاضة لبنانية-فلسطينية واحدة انتصرت على تاريخين وكتبت التاريخ عندما أسقطت كل محاولات التطويع والتطبيع... وأجهضت اتفاقات الإذعان بقوة الحق فثبت بالوجه الشرعي أن الوحدة هي مفتاح الحصول على كل حق.

.. والمقاومة هي تأشيرة البقاء على أرض العصر العروبي المقاوم.

في خضم المعركة مع العدو الإسرائيلي من قطاع غزة الى جنوب لبنان يستذكر اللبنانيون اليوم محطة من محطات الحفاظ على العروبة عبر اسقاط اتفاق الذل في 17 ايار  والعبور بلبنان الى العصر العربي من خلال انتفاضة السادس من شباط عام 1984 بقيادة الرئيس نبيه بري والقوى الوطنية واعادة لبنان إلى دوره الريادي في حمل شعلة المقاومة التي تحولت إلى انتصارات متتالية وصولا إلى دحر العدو الصهيوني...ولما تزل.

في الوقائع اليومية ميدان الجنوب لا يزال على سخونته مع ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي الذي وصل اليوم إلى عمق الزهراني في غارات إسرائيلية عنيفة شنها الطيران الحربي والمسير على بلدة النجارية حيث ارتقى ثلاثة مع تسجيل عدد من الجرحى.
إعتداء قوبل بأكثر من مئة صاروخ أطلقتها المقاومة باتجاه الجليل والجولان سمعت أصداء انفجاراتها حتى طبريا

إلى ميدان غزة ما زالت المقاومة الفلسطينية تتصدى لقوات جيش الاحتلال التي وسعت من اجتياحها لأحياء في رفح وجباليا وأجزاء أخرى شمالا ما أجبر أكثر من 630 ألف فلسطيني على النزوح إلى مناطق حددها الاحتلال وهو ما أقرت به وكالة الأونروا.

وفيما تمكنت كتائب القسام من قطع خط إمداد للعدو شرق معسكر جباليا بعد استهداف ناقلة جند له وإجباره على تغيير مساره ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن شحنة أسلحة أميركية وصلت إلى الكيان مختلفة عن تلك التي جمدتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

في الملف الرئاسي اللبناني وضع سفراء الخماسية حصيلة حراكهم في عهدة اللبنانيين مع التأكيد بأنه لا يمكن للبنان الانتظار شهرا آخر من دون رئيس للجمهورية.

في الخلاصة أعادت الخماسية الحراك الرئاسي الى خانة مبدأ لطالما سعى ودعا اليه الرئيس بري و هو الذهاب الى مشاورات محدودة النطاق والمدة بين الكتل السياسية لإنهاء الجمود السياسي الحالي  وفور اختتام هذه المشاورات يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد 

والآن الآن...نذكر بما تضمنه خطاب الرئيس بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر عندما قال : تعالوا لحوار في المجلس النيابي لرؤساء وممثلي الكتل النيابية لمدةحدها الاقصى سبعة أيام  وبعدها نذهب لجلسات مفتوحة ومتتالية حتى يقضي الله امرا كان مفعولا ونحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية...فهل من يسمع؟.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في 

مرة جديدة ترتكب المفوضية السامية لشوؤن اللاجئين جريمة موصوفة بحق لبنان  .  فالمفوضية ارسلت،  بكل وقاحة وبلا خجل،  كتابا رسميا الى وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي يفتقر الى الحد الادنى من المنطق . في الكتاب  تستغرب المفوضية،  مثلا لا حصرا،  اتخاذ البلديات والادارات تدابير تؤثر على اقامة النازحين في لبنان، وتدرج ضمن هذه التدابير فرض قيود على التجمعات واستخدام المركبات والدراجات النارية من دون رخص!

 فاي بلد يرضى ان يقيم غير ابنائه تجمعات غير مرخصة على ارضه؟ وهل كان مسموحا للنازحين السوريين عندما كانوا في سوريا ان يقيموا مثل هذه التجمعات ؟ ثم، كيف تسمح المفوضية لنفسها ان  تطلب من وزير لبناني مسؤول عن  تطبيق القوانين ان يمنح  السوريين حق انتهاك القوانين اللبنانية وان يتحركوا بلا قيد او شرط على الاراضي اللبنانية  بسيارات ودراجات بلا رخص؟  

الكتاب الاسود المسموم، الذي سنتطرق الى  فاصيله في نشرة الغد، يثبت ان هناك مؤامرة خبيثة وخطرة على لبنان واللبنانيين ، وان المفوضية السامية، عفوا بل المفوضية اللاسامية ،  ضالعة في المؤامرة  وحتى رأس حربة فيها. لذلك نطالب، باسم اللبنانيين، باقفال مكاتب هذه المفوضية بالشمع الاحمر لانها  تنتهك استقلال الوطن وسيادته . كما نطالب الوزير مولوي بما نعرف انه سيقوم به ، اي بعدم تنفيذ مندرجات كتاب المفوضية لانه ينتهك ابسط حقوق الانسان، ويضرب  السيادة اللبنانية في الحاضر ويهدد وجود لبنان في المستقبل... 

البداية الليلة مع عملية اختلاس في شركة طيران خاصة في مطار رفيق الحريري الدولي، ما ولد مخاوف كثيرة من عمليات تلاعب في بيانات سجلات الطائرات ... والMTV ستواصل التعمق في الملف خصوصا في ما يتعلق بالأمور المتعلقة بالسلامة العامة.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار 

كما طريق القدس كذلك سماؤها تعج بالسالكين وجهة النصر، يولون وجوههم وقلوبهم وكل ما اوتوا من قوة شطر المسجد الأقصى الذي سيدخلونه كما دخلوه اول مرة، وسيتبرون ما علوا تتبيرا..

وفوق كل صوت صهيوني عال تحلق مسيرات المقاومة الاسلامية وتصل اهدافها مذخرة برسائل حارقة،وكلما قرأ الصهاينة رسالة أتتهم اخرى، ليعقلوا بأن الوقت لا يتسع لاي حماقة او تهور او ارتجال..

وبين ادميت وغولاني قرب طبريا والمطلة واخواتها، لا يزال الجيش العبري وحكومته عالقين بين انقاض المعادلات التي حطمتها المقاومة الاسلامية ورفعت ما هو اقصى، فتدمير المناطيد الفائقة التطور وتنفيذ الطائرات المسيرة لغارات جوية مخترقة المنظومات الامنية والتجسسية والدفاعية الصهيونية رسمت في سماء فلسطين المحتلة معادلات جديدة، وعندما حاول العدو الافلات متطاولا على بلدة النجارية وارتقاء شهداء مدنيين، عاجلته المقاومة بصليات من خمسين صاروخ كاتيوشا وصلت قاعدة تسنبور اللوجستية في الجولان المحتل، اصابت اهدافها واشعلت النيران فيها، ووصل صداها الصاخب بحسب الاعلام العبري الى طبريا المرتجفة بمستوطنيها بفعل اداء المقاومين. واداء الواجب الجهادي اسنادا لغزة ودفاعا عن لبنان استمر على غير موقع للاحتلال، فكان موقع الزاعورة هدفا للمقاومين ردا على العدوان على بلدة حولا..

والجيش الذي لا حول له امام ضربات المقاومين يهرب الى عمليات الاغتيال، وآخرها كان في البقاع الاوسط، حيث اغارت مسيرة صهيونية على سيارة في بلدة عنجر ..

لكنها ضربات لن تغير في واقع الميدان، ولا تعيد الثقة للصهاينة بجيشهم وصواب اداء حكومتهم، فالمسار الى الهاوية والكيان العبري الى الهلاك بفعل اداء حكومة بنيامين نتنياهو كما يجمع الكثير من كبار الخبراء وقدامى الجنرالات..

اما جنرال الفشل فما زال المتربع على رؤوس الجنود الصهاينة في ساحات غزة ومدنها، وفيما عنتريات المنابر الصهيونية تصب نارها على رفح، فان جباليا احرقت جنودهم وآلياتهم امام عدسات الكاميرات، ووضعتهم في مأزق اعاد شريط الخلافات الى اول ايام الحرب العبثية، التي لم تستطع في شهرها الثامن حسم المعركة في اي من جهات غزة..

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في 

الى من يسأل: ماذا تريدون؟ واين هي قضيتكم؟

اليوم، من دوما، آتى بعض الجواب. وامس، من جزين، وقبله من الميناء-طرابلس، وقبل ذلك من البترون، ومن كل المشاريع التي نفذت، فكانت خيرا للجميع، او منعت بنكد سياسي مقيت، فأضرت بالجميع.

من كل تلك المشاريع، تستشف القضية: دولة متطورة، حرة سيدة مستقلة، قوية بدفاعها عن نفسها بنفسها، وباقتصادها زراعة وصناعة وسياحة، وباستثمار ثرواتها الطبيعية والانسانية خير استثمار…

تفرجوا على دوما اليوم، وتخيلوا اين كان لبنان لو نفذت كل المشاريع بلا عرقلة، تدركون فورا، ودون كبير عناء: هذه هي القضية.

اما بعد، فتبقى العناوين هي اياها: فراغ سياسي ما بعده فراغ، وحرب ضروس بأفق مقفل، سواء في الجنوب او في غزة، وحلول جذرية غائبة، فيما البحث جار عن تسويات ظرفية، في انتظار موت جديد.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي 

ويبقى الأمل موجودا، وبلدة دوما هي عنوان الأمل اليوم. 

كمن يعمل من الضعف قوة، هكذا لبنان يعمل من سياحته أوكسيجين الاستمرار. 

لكن ليس كل شيء، وللأسف، يعكس الأمل، فالسياسة عادت إلى المراوحة، بعد تطورين بارزين هذا الأسبوع: الأول توصية النازحين النيابية، والثانية خارطة طريق الخماسية، لكن التوصية غير ملزمة للحكومة، وخارطة طريق الخماسية تحتاج موافقة الأطراف الداخليين ولاسيما ثنائي حزب الله حركة أمل لتوضع على سكة التنفيذ. 

في هذه الأثناء، غزة ورفح وجبهة جنوب لبنان، على حالهم من عدم الإستقرار. 

في ما يتعلق بغزة، في ما بات يعرف "باليوم التالي"، أشارت وثيقة لوزارة الأمن الإسرائيلية إلى أن فرض حكم عسكري في غزة بعد الحرب سيتطلب وضع خمس فرق من الجيش في غزة، ونقل جنود من المنطقتين الشمالية والوسطى، وزيادة كبيرة في حكم قوات الاحتياط، وسيكون مكلفا جدا على نحو لا تستطيع دولة إسرائيل تحمله.

ويأتي هذا المقترح، أو استبعاده، غداة إعلان المنامة الذي طالب بقوات دولية. كذلك، فإن هذه المقترحات تأتي في ظل استمرار التصعيد العسكري الذي لا يؤشر الى انتهاء هذه الحرب قريبا. 

عودة إلى لبنان وإلى فسحة ونسمة الفرح التي تلفحنا من دوما... 

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد 

"بيت بمنازل كثيرة". هذا هو لبنان قلبه ينبض على الشمال فرحا  وعينه تقاوم المخرز في الجنوب. 

ومن ثنائية الحرب والسلم تحت سقف الوطن الواحد اكتسب مناعته وقوته وحجز لقراه مكانا على خريطة السياحة العالمية فيما يروي سيرة الدفاع عن القرى الحدودية الجنوبية على أصفى البرك والأودية.. يوم " اللبنانين"  بدأ من البترون حيث فازت قرية دوما  بلقب ملكة جمال القرى السياحية عالميا وعلامتها الظاهرة : تراثها وقرميد  بيوتها الاحمر وجرى تتويجها بحضور الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة.  

وطبعت الخماسية دمغتها على دوما بمشاركة السفير المصري وكذلك القطري الذي رعت بلاده ترميم السوق  الأثري ومن هناك " مشوار رايحين مشوار" إلى صيف واعد بمواسم السياحة لم يخل الإعلان عن شعاره "من كزدورة" سياسية للنائب جبران باسيل قال فيها ما يطلبه المستمعون من أن يكون لبنان شريكا في الحلول لا متفرجا  والا يدفع الأثمان من شبابه وأرضه لصالح الغير. 

هذا الموقف انتهى في أرضه حيث كان للميدان كلام آخر ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في أكثر من قرية جنوبية تخطت الحدود إلى خاصرة صيدا وساحل الزهراني وبساتين بلدة النجارية وحسينيتها واستتبعتها بغارة على مجدل عنجر في البقاع الأوسط حيث اغتالت اسرائيل مسؤولا من حماس . 

وردا على الاعتداءات أطلقت المقاومة عشرات الصواريخ والمسيرات الانقضاضية على المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية في جنوب الجولان المحتل وفي العمق الشمالي حيث قام وزير الحرب يوآف غالانت بزيارة رفع المعنويات المنهارة للمستوطنين كما الجنود وبعد الوعيد بصيف ساخن على لبنان طلب من جنوده الاستعداد لكل الخيارات وقال: نعلم أن للحروب أثمانا وعلينا الاستعداد وكل شيء قد يحدث وأول ثمن قد يدفعه غالانت بنفسه في ظل الخلاف الحاد بينه وبين بن غفير على خلفية اليوم التالي لغزة وإصابة الكابينيت الأمني والسياسي بعموده الفقري بعد وقوع جيش الاحتلال بين فكي كماشة جنوب القطاع وشماله. 

وهو إذ أحرق أخضر غزة ويابسها ودخل التاريخ بسجل عدلي تعلوه الإبادة الجماعية بدأ  في إرباك اليوم التالي ونقلت صحيفة "هآرتس" عن السفير الأميركي في تل أبيب أن إدارة بايدن تطلب من إسرائيل خطة لنقل السلطة في غزة إلى هيئة فلسطينية غير حماس في وقت يدفع بالتحشيدات لاجتياح رفح مفوضا بمشروع قرار من الكونغرس الأميركي ألزم الرئيس الأميركي بإرسال أسلحة إلى إسرائيل, وصدق على حزمة أسلحة جديدة بقيمة مليار دولار.  
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة أن الحزمة الجديدة تشمل ذخائر للدبابات وقذائف وآليات عسكرية. وفيما أعلن البنتاغون أن شحنة القنابل من الوزن الثقيل لا تزال معلقة كشفت القناة 11 العبرية عن وصول أول شحنة من الذخائر التي جمدتها الإدارة الأميركية إلى إسرائيل. 

وللتغطية على دعمه العسكري كشريك فاعل في الحرب على غزة أعلن البنتاغون في المقابل  انتهاء العمل في الرصيف البحري  وأن الجيش الأميركي أفرغ أولى شحنات المساعدات في الميناء العائم . 

وفي حصيلة اللعب الأميركي على الحبلين : فتات المساعدات لغزة بحرا  ومن الجو أطنان القنابل على شعب القطاع.  في القطاع الرئاسي اللبناني يتضح ان اخر ايار هو مهلة حث وانذار  وقد تركتها الخماسية مفتوحة على مهب رياح اميركية اوروبية حي سينشغل العالم بخريف الانتخابات الاميركية وتبدأ اوروبا عطلتها الصيفية  مسبوقة بمعركة انتخابات المفوضية الاوروبية. 

في ملعومات االجديد ان سفراء الخماسية سيقومون بزيارات الى عدد من القوى السياسية، وسيبدأون عملا مشتركا مع كتلة  الاعتدال في مسعى لحل العقبات التي تقف امام الدعوة الى جلسة الحوار, لكن الخماسية والاعتدال وسائر الموفدين المكلفين الملف الرئاسي يدركون ان القوى السياسية لم تقرر الدخول في اليوم الرئاسي التالي بعد. 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

فخ لخنق المقاومة

عبر تاريخ النضال ضد الاستعمار، سعت القوى المهيمنة إلى استخدام إستراتيجيات متعددة لضبط المقاومة والحد من تأثيرها. لم تقتصر هذه الإستراتيجيات على القمع المباشر أو البطش العسكري، بل امتدت لتشمل محاولات أكثر تعقيدًا تستهدف الوعي والإرادة الجماعية للشعوب المناضلة. ضمن هذا الإطار، يظهر مفهوم "سد الذرائع" كأداة سياسية يُراد منها كبح الفعل المقاوم؛ بحجة الحفاظ على الاستقرار أو تجنب التصعيد.

في السياق الفلسطيني، تأخذ هذه السياسات بُعدًا خاصًا نظرًا لتداخل العوامل السياسية والاجتماعية في ظل واقع استعماري طويل الأمد. يتجلى مفهوم "سد الذرائع" هنا كآلية لضبط الفعل النضالي، حيث يتحوّل من وسيلة لحماية المجتمع إلى ذريعة لتجميد أي تحرك يهدد الاحتلال.

وبينما نجحت حركات تحررية في العالم – كجنوب أفريقيا والجزائر – في كسر هذه الإستراتيجيات عبر خطاب تحرري يعيد تشكيل الوعي، لا يزال التحدي في الحالة الفلسطينية قائمًا: كيف يمكن تجاوز سياسات ضبط المقاومة بكافة أشكالها، وبناء إرادة شعبية تتحدى الاحتلال بفاعلية.

سد الذرائع في السياق الاستعماري

رغم أن المصطلح لم يستخدم حرفيًا في العديد من دراسات ما بعد الاستعمار، فإن السلطات الاستعمارية كثيرًا ما مارست سياسة "سد الذرائع" لمنع نشوء مقاومة أو وعي وطني، عبر مجموعة من الإجراءات، مثل منع التعليم الوطني أو تعليم لغة السكان الأصليين:
بحجة أن نشر لغات السكان الأصليين يُمكن أن يُستخدم لنشر أفكار استقلالية، وكالرقابة على الصحافة والمطبوعات، لوأد تشكيل وعي جمعي نحو الاستعمار، أو من خلال محاربة الرموز الثقافية أو الدينية أو التاريخية للسكان الأصليين؛ لأنها تعبر عن الهوية الجمعية للمجتمعات المستعمَرة.

إعلان

‎أدبيات ما بعد الاستعمار تنتقد بشدة هذا النوع من "المنع الوقائي" بوصفه شكلًا من المراقبة والسيطرة الأيديولوجية.
فإدوارد سعيد دعا لتعزيز القدرة الشخصية والجماعية في مواجهة الأفكار المعدّة مسبقًا من قبل الاستعمار، وأيضًا ما أشار إليه فرانز فانون حول آليات الاستعمار، الذي يتجاوز السيطرة الجسدية ليصل إلى السيطرة على الوعي، حيث يستبطن المستعمَر مفاهيم وديناميات الهيمنة ويعيد إنتاجها داخل مجتمعه، حيث يتحول النضال والفعل الثوري إلى فعل يثير الخوف والارتباك بدلًا من أن يكون تعبيرًا عن إرادة التحرر.

يمكن أيضًا النظر إلى "سد الذرائع" في تجارب الحركات التحررية، كما في تجربة جنوب أفريقيا، والجزائر، والهند. ففي جنوب أفريقيا، استخدم نظام الفصل العنصري ذرائع قانونية للحفاظ على النظام والقمع السياسي ضد السود.

فيما في الجزائر كانت ممارسات الاستعمار الفرنسي تستخدم ذرائع مثل "الحفاظ على النظام"؛ لتبرير قمع جبهة التحرير الوطني. وفي الهند، استخدمت بريطانيا ذرائع مشابهة لتصوير المقاومة كقوى "رجعية".

في كل هذه الحركات، كان كسر "سد الذرائع" يتطلب بناء خطاب تحرري متماسك يعارض السرديات الاستعمارية، ويُعيد بناء الشرعية التحررية على أسس شعبية ودولية.

إعادة التأطير لسياسة "سد الذرائع" من منظور تحرّري

لا يوجد لدى حركات التحرر في العالم إشكالية في فكرة "سد الذرائع"، ففي تجربة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا، كان هناك ميل في بعض الفترات إلى تهدئة الفعل النضالي؛ بحجة عدم إعطاء ذريعة للنظام العنصري لتكثيف القمع.

وكذلك في تجارب أخرى، ولكن كان ذلك في سياق تبني إستراتيجية نضالية شاملة تقوم على دمج الفعل الدبلوماسي مع المقاومة الشعبية والكفاح المسلح، لا أن تترك فراغًا يستغله الاستعمار في إعادة ترتيب أجندته.

تكمن المعضلة الأساسية في الجمع بين "سد الذرائع" والعمل التحرري في الاستخدام المزدوج لهذا المفهوم. فمن جهة، تُقدَّم فكرة "سد الذرائع" كإجراء وقائي يهدف إلى منع التصعيد، أو إثارة ردود فعل عنيفة من قبل المحتل.

إعلان

ومن جهة أخرى، يمكن أن يتحول هذا المفهوم إلى أداة تقييدية تعمل على شلّ الحركة النضالية، وتحويل الفعل التحرري إلى مجرد ردود فعل محكومة بشروط الاحتلال.

فعندما تُتبنى سياسة "سد الذرائع" بشكل مطلق وغير مرن، تتحول إلى قيد دائم على الفعل التحرري. ومن هنا، يأتي التحدي في إعادة صياغة المفهوم ليتحول من كونه مجرد إجراء يُعنى بتفادي ردود الفعل القمعية، إلى أداة إستراتيجية واعية تُعنى بتوقيت الفعل ومكانه وتضمن أكبر قدر من التأثير بأقل تكلفة سياسية أو اجتماعية.

الاستخدام المطلق لسياسة "سد الذرائع" يحيد الفعل النضالي، ويضعه في خانة الفعل المؤجل؛ بحجة الحفاظ على الاستقرار أو تفادي التصعيد، لذلك، من الضروري إعادة تأطير المفهوم ليصبح جزءًا من إستراتيجية نضالية شاملة، فالثورات المناهضة للاستعمار انطلقت من إرادة تحريرية جذرية، وليس من منطق التكيف مع شروط المستعمِر.

فمحاولة التفاوض أو التماهي مع منطق السلطة الاستعمارية تضعف الفعل النضالي التحرري، لأن الاحتلال يتبنى مفهوم الهيمنة، وما يسعى إليه المُحتلون هو كسره. لكن التحول الأصعب هو أن تتحول سياسة "سد الذرائع" لأيدولوجيا وبرنامج سياسي، يستعدي كل فعل مناضل وتحرري مهما كان نوعه، ويصبح فلسفة قمع لا فلسفة ضبط.

سد الذرائع الفلسطينية: حواجز في وجه الثورة الشعبية

تطورت سياسة "سد الذرائع" في السياق الفلسطيني لتتجاوز مجرد التهدئة وضبط الفعل المقاوم، أو ضبط الإيقاع بين السياسي والنضالي، لتصبح نهجًا وإستراتيجية شاملة ومركبة قيدت العمل النضالي في عدة اتجاهات أبرزها ما يلي:

الأول: استخدام سياسة "سد الذرائع" كآلية لتقييد الفعل النضالي الجماهيري والشعبي، تحت ذرائع "الحفاظ على الأمن"، أو "تجنب التصعيد"، وفرض قيود قسرية على الحراكات الجماهيرية، فمن منظور تحليلي، يمكن القول إن سياسة "سد الذرائع" في الضفة الغربية تُعزز مناخًا سياسيًا ينزع عن المقاومة بكافة أنواعها مشروعيتها من جهة، بينما يُفسح المجال أمام المستوطنين لمواصلة تمددهم بدعم كامل من حكومة الاحتلال. إعلان

يشير ذلك إلى أن الاحتلال لا يحتاج فعليًا إلى ذرائع لتوسيع استيطانه، بل يعتبر ذلك جزءًا من إستراتيجيته بعيدة المدى لضم الأرض وتهويدها.

فالاحتلال دائمًا في حالة إنتاج لذرائعه الخاصة لتبرير الإبادة، إذ لا يمكن لسياسات ضبط الحراك الجماهيري أن توقف مشروعًا استيطانيًا يتغذى على منطق الإبادة والإحلال.

بالتالي، فإن استمرار التمسك بسياسة "سد الذرائع" يعكس قراءة غير دقيقة للواقع، ويضعف القدرة على حشد مقاومة شعبية فاعلة قادرة على مواجهة الاستيطان كخطر وجودي، والتجارب التاريخية أثبتت أن الانتفاضات الشعبية كانت عامل ضغط على الاحتلال لتقييد أنشطته وليس العكس. وبدليل أنه لولا الانتفاضة الأولى لما كان هناك "سلطة وطنية فلسطينية".

الاتجاه الثاني: الامتناع عن اتخاذ إجراءات كان من شأنها أن تُقيّد الاحتلال وتحدّ من قدرته على الإبادة. فقد تحوّل هذا المفهوم إلى ذريعة لعدم اتباع السبل الممكنة لتقييد الاحتلال ومحاسبته على جرائمه، خشية ردة فعل الاحتلال.

فعلى مدى سنوات ما قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لم تُحسن القيادة الفلسطينية استثمار أدواتها السياسية والقانونية، في وقت كانت فيه بحاجة ملحّة إلى خلق رافعة دولية تقوّي موقفها وتُقيد حركة الاحتلال.

ورغم امتلاكها ملفات مهمة قابلة للتدويل مثل قضية اغتيال الشهيد ياسر عرفات، أو المجازر المتكررة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن السلطة لم تبادر إلى تحريكها بجدّية على الساحة الدولية.

تلك الملفات كان يمكن أن تشكل نقاط تحول رمزية وقانونية تحمل الاحتلال المسؤولية، وتؤسس لـ"ردع أخلاقي وقانوني" يُضعف منطق الإفلات من العقاب.

الاتجاه الثالث: بالإضافة للأسباب المركبة لموقف السلطة السلبي تجاه ترتيب البيت الفلسطيني والتقارب مع حركة حماس، إلا أن أحد هذه الأسباب هو تبني إستراتيجية "سد ذرائع" الاحتلال، وسكون السلطة بتخوّفات الخشية من ردة فعل الاحتلال تجاه السلطة نفسها. الاتجاه الرابع: سياسة "سد الذرائع" أثرت أيضًا على بناء التحالفات الدولية. في كثير من الأحيان، يتم تجنب الانخراط في شراكات مع حركات تحرر أو دول داعمة للمقاومة خشية "إثارة غضب" الدول الغربية أو التعرض لضغوط سياسية واقتصادية. هذه الإستراتيجية أدت إلى عزلة نسبية، خاصة في المحافل الدولية حيث تُقدّم القضية الفلسطينية أحيانًا ضمن خطاب "إنساني" بحت يتجنب تسليط الضوء على البعد التحرري، مما أضعف التحالفات مع الحركات المناهضة للاستعمار في الجنوب العالمي. إعلان

في الختام، فـ"سد الذريعة" لا يكون بتبنّي مبررات خطاب الاحتلال في الإبادة، أو تهميش الفعل الشعبي، أو الصمت على الجرائم، بل ببناء مشروع سياسي تحرري، وسياسات توحيدية، ومبادرات قانونية ودبلوماسية تُحرج الاحتلال وتُقيده أمام العالم.

أما حين تغيب تلك السياسات، فإن الفراغ الذي تتركه السلطة يتحول إلى ساحة مفتوحة يتحرك فيها الاحتلال بلا رادع، وتصبح السلطة – ولو ضمنيًا – طرفًا يُسهّل العدوان لا من يضع حدًا له.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • اليوم الثاني لمعرض بيروت للكتاب الـ66... زحمة زوار وندوات عن الذكاء الإصطناعي
  • الرفاعي: محور المقاومة يتعافى والتطبيع في لبنان لن يمر
  • العلامة ياسين: زيارة الرئيس الاميركي للمنطقة لا تحمل خيرا
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • فجر اليوم... سرقة مقهى وسيارة في طرابلس
  • في اليوم الثاني لزيارته إلى باري – إيطاليا.. هاني سلّط الضوء على التحديات والفرص في القطاع الزراعي
  • كاملة.. هذه أبرز مقررات مجلس الوزراء اليوم
  • متري اطلع الرئيس عون على نتائج اللقاءات التي عقدها في فرنسا وقطر
  • فخ لخنق المقاومة