وأشار الجنيد خلال تدشينه اليوم برنامج التخطيط الاستراتيجي لجهات القطاع الإداري الذي ينفذه المكتب التنفيذي بالتنسيق والتعاون مع المؤسسة العامة للتأمينات الإجتماعية، إلى أهمية البرنامج في التمهيد لإعداد خطة العام 1446هـ، والوقوف على أوجه القصور التي رافقت عملية التخطيط للأعوام السابقة، ووضع المعالجات بشكل جمعي لها، إلى جانب توحيد المفاهيم والمصطلحات والنماذج لتلافي الاشكاليات، وبما يعزز من تطوير منهيجية العمل التخطيطي.

ولفت إلى ضرورة الاهتمام بعملية اختيار المشاريع في الخطط الوطنية، على أن تكون مشاريع تحولية تحقق المستهدفات الرئيسية للرؤية الوطنية وتراعي موجهات القيادة الثورية والسياسية، بالإضافة إلى مراعاة ربط الخطط السنوية بالخطط المرحلية للرؤية.

وأهاب الجنيد بالكوادر الكفؤة الذين يمثلون مختلف الجهات التابعة للقطاع الإداري كأهم الجهات في الدولة، ضرورة الاستفادة من برنامج التخطيط الاستراتيجي النظري والعملي الذي يستمر لمدة أربعة أيام، وعكس تلك الفائدة في تجويد عملية التخطيط والتنفيذ وإعداد تقارير المتابعة والتقييم لخطط الرؤية الوطنية.

وتطرق إلى حرص المكتب التنفيذي على إشراك أوائل طلاب جامعة صنعاء في التدريب على التخطيط الاستراتيجي، باعتبارهم الرافد الأساسي لمؤسسات الدولة، في طريق ترسيخ العمل المؤسسي الذي افتقدته الدولة خلال الفترات الماضية، وكانت معظم الخطط والبرامج تأتي من منظمات خارجية ولم تحقق أية فائدة تنموية للبلد، بعكس الرؤية الوطنية التي تعد مشروعاً وطنياً يحظى بدعم وإرادة ثورية وسياسية للنهوض باليمن في مختلف الجوانب.

كما ثمن نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال جهود المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وتفاعل قيادتها مع العملية التدريبية التي ينفذها المكتب التنفيذي، ومبادرتها في استضافة هذه الورشة الهامة.

وخلال افتتاح البرنامج الذي حضره رئيس الوحدة التنفيذية برئاسة الجمهورية قاسم الحوثي، أشار رئيس المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية شرف الدين الكحلاني، إلى حرص المؤسسة على تأهيل كوادرها المختصة في مجال التخطيط الاستراتيجي بما ينعكس ايجابا على أدائها العام.

وأكد أن المؤسسة العامة للتأمينات كانت السباقة في تنفيذ مستهدفات الرؤية الوطنية في إطار خططها السنوية التي تضمنت الكثير من الأنشطة والمشاريع التحولية وخاصة في البناء المؤسسي وأنظمة العمل الإلكترونية والتدريب والتأهيل وغيرها من الجوانب.

ولفت الكحلاني إلى أن هذه المؤسسة استطاعت التغلب على الكثير من الصعوبات والتحديات التي فرضها العدوان وواصلت تقديم خدماتها، وصرف كافة التزاماتها للمتقاعدين في القطاع الخاص والمختلط.

هذا ويتلقى نحو 93 مشاركاً يمثلون 18 جهة في القطاع الإداري بالإضافة إلى أوائل طلاب قسم الإدارة بجامعة صنعاء، خلال البرنامج التدريبي الذي تحتضنه وتموله المؤسسة العامة للتأمينات معارف ومهارات في الإعداد والتحضير للخطط، وعملية تحليل البيئة الداخلية.

كما يتضمن البرنامج الذي يقدمه المدربان رئيس وحدة المتابعة والتقييم بالمكتب التنفيذي على الحكيمي، ورئيس وحدة تدبير الموارد محمد البازلي، إعداد الخطط الاستراتيجية للجهات والمؤسسات، بالإضافة إلى عملية المتابعة التقييم.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: المؤسسة العامة للتأمینات التخطیط الاستراتیجی

إقرأ أيضاً:

ضربة على الخاصرة.. اليمن المُعادِل الاستراتيجي المفاجئ

 

في اللحظة التي تُسقِط فيها طائرة مسيّرة يمنية مظلة من القلق، فوق أجواء “مدينة إسرائيلية”، لا يكون الهدف مجرد منشأة أو مطار، بل البنية العميقة لمشروع الهيمنة “الإسرائيلي” نفسه. ما نشهده، اليوم، من اختناق اقتصادي وتوتر تجاري في كيان الاحتلال ليس صدفة عابرة، هو نتيجة منطقية لتراكمات استعمارية وسلوك استيطاني قائم على منطق الإفلات من المحاسبة الدولية، والرفض التام لأي بنية إقليمية عادلة.
الاقتصاد في خدمة القوة… والانعكاسات حين تهتزّ السيطرة
لطالما وُظّف المشروع الصهيوني الاقتصاد أداة لإنتاج الاستقرار الداخلي والتفوّق الإقليمي، مستندًا إلى دعم غربي غير مشروط، واستثمار أجنبي يغذّيه وعد الاستقرار المزيف. غير أن الضربات الصاروخية والمسيّرات اليمنية، بما تُمثّله من تحدٍ رمزي واستراتيجي، بدأت تعيد رسم حدود الجغرافيا السياسية، لا من خلال التوغّل الجغرافي، بل عبر خنق المسارات الاقتصادية.
في نظام عالمي مهووس بسلاسل التوريد وكفاءة المرافئ البحرية، تتحوّل كل سفينة مؤمّنة بثلاثة أضعاف تكلفتها السابقة إلى رصاصة ضد رواية “إسرائيل القوية”، وإلى مؤشر على أن التكاليف لم تعد تُدفَع فقط في غزة أو جنوب لبنان، أيضًا في “تل أبيب” وحيفا ومطار “بن غوريون”.
اليمن يرسم حدود النار على جسد الهيمنة “الإسرائيلية”
إن ما يقوم به اليمن، في استهداف خطوط الملاحة البحرية المرتبطة بـــــ”إسرائيل”، لا يُقاس فقط بمدى تدمير السفن أو تعطلها، أيضًا بقدرته في تحطيم هيكل “القوة النّاعمة” التي حاولت “إسرائيل” بناءها منذ اتفاقات أوسلو مرورًا بـ”أبراهام”، وانتهاءً بتسويق نفسها مركزًا آمنًا للاستثمارات والتكنولوجيا.
عندما ترتفع أقساط التأمين بنسبة 300 %، ويتردد المستثمرون في دخول السوق “الإسرائيلية” بسبب المخاطر الإقليمية، فذلك يعكس خللًا في “البيئة الأمنية”، ويعكس تبدّلًا في مفهوم الردع نفسه، حيث لم تعد “القبة الحديدية” ولا السياسات التحفيزية كافية لطمأنة رؤوس الأموال.
مهدي المشاط (القائد الأعلى للقوات المسلحة) لا يتحدث بلغة رجل سياسة، بل بلغة “السوق العالمية”. يعرف كيف يقرأ بيانات الاستثمار العالمي، ويوجّهها كسلاح استراتيجي. تصريحه العلني بدعوة الشركات للانسحاب من “إسرائيل” هو بحد ذاته إعادة صياغة لمفهوم “المقاومة الاقتصادية”، وللتفاعل مع رأسمالية معولمة باتت أكثر حساسية تجاه التهديدات غير المتماثلة.
أزمة السيارات.. رفاهية السوق في مهبّ الانكماش الأمني
لا يمكن فصل ما يجري في سوق السيارات الكهربائية، من ارتباك الوكلاء وتخزينهم آلاف المركبات، عن مشهد أوسع من فقدان القدرة في التنبؤ. إذ أن الاقتصاد “الإسرائيلي”، والذي كان يُفاخِر بنموذجه المرن، يجد نفسه اليوم أسيرًا لسياسات جمركية متعجلة وانكشافات لوجستية وهجمات خارجية أربكت انتظام السلاسل التجارية. هذه الأزمة الكامنة في تفاصيل تسجيل “مالك ثانٍ” لمركبات كانت تُعدّ واجهة للحداثة الاقتصادية، تعكس هشاشة العمود الفقري لسوقٍ يعتمد على السرعة والثقة والتصدير الاستهلاكي. أما الخصومات الحادة التي تتجاوز 20 %؛ فهي ليست إلا محاولة للالتفاف على حقيقة أعمق، وهي: الركود قادم، وإن ارتفعت الأرقام الظاهرة.
الطيران في سقوط تدريجي
قطاع الطيران هو القطاع الأكثر حساسية لأي خلل أمني، لأنه يتعامل مع الخوف بأنها نقطة ارتكاز. تقليص الرحلات من شركات كبرى مثل Lufthansa وKLM ليس قرارًا اقتصاديًا فحسب، هو قرار سياسي – أمني يحمل رسالة واضحة: “إسرائيل” لم تعد استثناءً، هي باتت ساحة نزاع مكشوفة، كما باقي المناطق غير المستقرة في العالم. وحين تُجبر خطوط الشحن الجوي على رفع أسعار التأمين أو مراجعة رحلاتها، فذلك لا يعني فقط تراجع حركة الطيران، أيضًا يعني تعطّل منظومة كاملة من التجارة الدولية العابرة، ترتكز فيها “إسرائيل” على الاستيراد والتصدير عالي الكفاءة.
رأس المال الخائف لا يصنع استقرارًا
حين يتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 22 %، في عام واحد، فهذا ليس رقمًا عارضًا، هو علامة تحذيرية على مستوى الثقة الدولي في استمرار “المعجزة الاقتصادية الإسرائيلية”. لم تكن هذه الثقة يومًا ناتجة عن مؤشرات اقتصادية مجرّدة، كانت ضمانات استراتيجية أمريكية وغربية بعدم المساس بالبنية الاقتصادية.
لكن ماذا يحدث حين تبدأ هذه الضمانات بالتآكل تحت وقع الطائرات المسيّرة، وصور السفن المشتعلة في البحر الأحمر، وتصريحات يمنية تصيب المستثمرين في مقتل؟ ببساطة: يتحوّل رأس المال إلى طائر خائف يفرّ من مواقع التوتر، ويترك خلفه فراغًا لم تعتد عليه “إسرائيل” في اقتصادها.
قراءة في العمق.. “إسرائيل” ليست استثناءً
إن الإمبراطوريات تسقط حين تفقد قدرتها في إدارة التناقضات بين الداخل والخارج. هذا هو تمامًا ما تواجهه “إسرائيل”: اقتصادٌ قائم على استيراد شبه كلي، يواجه تدهورًا في أمن الموانئ والمطارات؛ و”مجتمع” استهلاكي مشحون، يواجه تضخم التكاليف وخوف المستثمر.
تقرير وزارة المالية “الإسرائيلية” يقدّر الخسائر المحتملة بـ1.2 % من الناتج المحلي. وهذا ليس مجرد رقم، هو إقرار داخلي بأن “الهامش” – أي اليمن، أو غزة، أو حتى حزب الله – بات قادرًا على إحداث شلل نسبي في المركز.
نهاية الحصانة؟
لم تعد “إسرائيل” قادرة على الحفاظ على “الحصانة الاقتصادية” التي كانت سلاحها السري أمام الانتقادات السياسية أو المقاومة الشعبية. وحتى لو ظلّ الدعم الأمريكي على حاله، فإن العالم والأسواق والمستثمرين، يتعاملون مع منطق آخر: المخاطرة والربح، لا الأخلاق أو التحالفات.
لقد كُسِرت صورة الكيان الاقتصادي النموذجي، ليس فقط في الأسواق، حتى في الوعي العام الإقليمي. لم يعد ممكنًا النظر إلى “تل أبيب” أنها وجهة موثوقة، لا للسياحة ولا للاستثمار ولا حتى حلقة وصل بين الشرق والغرب.
الاقتصاد مرآة للاختلال الأخلاقي
حين تنهار الثقة بالاقتصاد، لا يكون السبب فقط في ضربات عسكرية أو مسيّرات دقيقة، بل في طبيعة المشروع نفسه: كيانٌ بُني على نفي الآخر، واستغلال الأرض، وتكريس القمع أداةً للاستقرار. في النهاية، يدفع الاقتصاد ثمن الغطرسة السياسية. وحين تُصاب سلسلة التوريد بالشلل، وتُفرّغ الأسواق من المشترين، يُضرب الاقتصاد، وتُضرب معه أسس الفكرة الصهيونية نفسها ككيان قابل للحياة.
النصف الثاني، من العام 2025م، هو لحظة اختبار اقتصادي، ولكن الاختبار الأكبر أنه اختبار وجودي لفكرة “إسرائيل” في محيط بات أكثر جرأة ووعيًا وقدرة على المسّ بنقاط ضعف لم تكن مرئية من قبل.

كاتب صحفي فلسطيني

مقالات مشابهة

  • ضربة على الخاصرة.. اليمن المُعادِل الاستراتيجي المفاجئ
  • كلية طب الأسنان في جامعة دمشق تحصل على الاعتماد الأوروبي ضمن ‏برنامج ‏Leader‏ الذي تقدمه الجمعية الأوروبية لطب الأسنان ‏
  • الخير هنأ قوى الأمن بعيدها: لتأمين كل الدعم المطلوب لهذه المؤسسة الوطنية
  • حمدان بن محمد يشهد إطلاق برنامج «رياضيي الخدمة الوطنية»
  • حمدان بن محمد يشهد إطلاق برنامج «رياضيي الخدمة الوطنية»
  • ندوة بعنوان التخطيط الاستراتيجي لطلاب كلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف
  • جسر الملك فهد يكشف عن خدماته لتسهيل العبور خلال إجازة عيد الأضحى
  • “التدريب التقني” يشارك بـ(1068) متطوعًا ومتطوعة في البرامج التطوعية والكشفية لحج هذا العام
  • “الوطنية لحقوق الإنسان”: اشتباكات صبراتة دليل على فشل حكومة الدبيبة
  • ضيوف برنامج خادم الحرمين يقضون أول أيام التشريق وسط منظومة متكاملة من الخدمات والتقنيات المتطورة التي يسّرت أداء المناسك