مكائد وتوقعات عالية.. فرص وتحديات أمام رئيس السنغال الجديد
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
حقّق الشابُّ ذو الأربعين عامًا ونيّفٍ مفاجأةً غير متوقّعة في الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة في السنغال، حيث تمكّن مرشّح حزب "باستيف" من تحقيق فوز كاسح في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسيّة السنغالية بنسبة 56% من الأصوات، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ السنغال، بأن يفوز مرشح المعارضة في الجولة الأولى، متحديًا 17 مرشحًا من كبار دهاقنة السياسة السنغالية، بمن فيهم مرشح الحزب الحاكم رئيس الوزراء أحمدو باه.
صحيح أن كل استطلاعات الرأي العام كانت تتوقع أن يحدث حزب "الوطنيون الأفارقة للعمل والأخلاق والإخاء" المعروف اختصارًا بالفرنسية باسم "باستيف"، اختراقًا كبيرًا في الانتخابات، ولكن القليل جدًا من المراقبين مَن كان يتوقع أن يحقّق هذا الحزب الحديث والمحلول والمطارد قادتُه انتصارًا كاسحًا في الجولة الأولى للانتخابات.
ويبدو أن قادة الحزب أنفسهم لم يكونوا بهذا التفاؤل، وقد عبّر عن ذلك الرئيس المنتخب باسيرو فاي، في أوّل لقاء له في رئاسة الجمهورية مع نواب الحزب في البرلمان، عندما خاطبهم في لحظة صدق قائلًا: لو أنّ أي أحدٍ منكم قال لي قبل شهر من الآن، إنني سأكون جالسًا على هذا الكرسي في هذا المكان لما صدقته، ولكنها أقدار الله التي جاءت بي هنا. ولأن أقدار الله الغلّابة هي التي أوصلت ذلك الشاب الطموح لهذا المقام الرفيع، فلن يناقش هذا المقال كيف ولماذا وصل حزب "باستيف" إلى السلطة، وإنما يناقش الفرص والتحديات التي تواجه الرئيس السنغالي الجديد وحزبه.
أفكار ثورية وفرص ورديةيتبنّى حزب "باستيف" أفكارًا ثورية وجريئة، ويقدّمها في خطاب قوي ومتماسك يتحدى الواقع الأفريقي البائس. تقوم رؤية الحزب على حرية القرار الوطني السنغالي والتخلص من عقدة المستعمر السابق فرنسا التي يرى الحزب أنها تسيطر على موارد البلاد في شراكة غير عادلة.
وينادي في هذا الصدد بالسيادة الاقتصادية عبر الخروج من عملة الفرنك الأفريقي، وتدشين عملة وطنية وبنك مركزي سنغالي، وينادي بتصفية الوجود العسكري الفرنسي. كما ينادي الحزب بمكافحة الفساد المالي في الدولة، ويتبنّى أطروحات متشدّدة في مكافحة الفساد ورموزه، وأخيرًا يؤمن الحزب بتمكين الشباب من مفاصل الدولة، باعتبارهم الشريحة الأقدر على صناعة وإدارة التغيير.
هذه الأفكار الجديدة في قاموس الممارسة السياسية في السنغال، شكلت فرصة كبيرة للحزب؛ لأنها وجدت قبولًا كبيرًا لدى عامة الشعب، ولدى شريحة الشباب على وجه الخصوص، ولذلك انحاز الشباب من الجنسين بقوّة لهذا الحزب، لدرجة أنه أصبح يعرف بحزب الشباب. وبما أن السنغال مجتمع شاب يشكل الشباب فيه حوالي 60% من السكان، فإن أمام الحزب سانحة كبيرة للنجاح والتقدم.
فرصة أخرى أمام الرئيس باسيرو، وهي اتساق خطابه مع المزاج الشعبي العام في المنطقة المعادي لفرنسا، وينسجم خطابه أيضًا مع أطروحات أنظمة ثورية في دول الإقليم، مثل: غينيا، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وموريتانيا، والتي تدعم بدورها التحرر الأفريقي ومحاربة الفساد والانفتاح على كل الشركاء في العالم.
وهذا التقارُب يفسّر قرار الرئيس السنغالي أن تكون زياراته الأولى لدول الإقليم فقط، وليس لفرنسا كما فعل أسلافه. هناك فرصة كبيرة أخرى لصالح حزب "باستيف"، وهي ضعف وتآكل الطبقة السياسية التقليدية في السنغال، فالحزب الاشتراكي الذي أنشأه الرئيس سنغور تقزّم إلى لا شيء تقريبًا، وكذلك الحزب الديمقراطي السنغالي بقيادة الرئيس السابق عبدالله والذي تشظّى لمجموعة أحزاب صغيرة. ولا يوجد الآن في السنغال حزب كبير جامع، وهذه فرصة سانحة لحزب "باستيف"؛ لترتيب صفوفه وحشد عضويته ليقود البلاد لسنوات طويلة، كما فعل الحزب الاشتراكي السنغالي الذي حكم البلاد أربعين عامًا.
أما على مستوى السياسة الخارجية، فإن الرئيس السنغالي الجديد لديه فرصة مواتية للعمل والتحرك بأريحية في ظل تراجع دور فرنسا في الإقليم، وفي القارّة عامة، وظهور قوى دولية أخرى أمضى عزيمة وأكثر استعدادًا للتعاون والشراكة بلا شروط، مثل: روسيا، والصين، والهند، وتركيا، والبرازيل، وغيرها.
وأخيرًا؛ فإن أهم فرصة أمام الرئيس باسيرو فاي وحزبه، هي الاستقرار السياسي في السنغال التي لم تشهد في تاريخها أيّ انقلاب عسكري تقريبًا، وذلك لأن الجيش السنغالي مؤسسة مهنية محترفة وغير مسيّسة، على عكس كثير من الجيوش في أفريقيا المولعة بالانقضاض على السلطة. ومما يعزز الاستقرار السياسي في السنغال، هو استقلال ونزاهة المؤسّسات العدلية، ونشاط مؤسّسات المجتمع المدني التي شكّلت دومًا حصنًا منيعًا لأية محاولة لتهديد الاستقرار السياسي في البلاد.
واقع معقّدبالمقابل يواجه الرئيس باسيرو فاي وحزب "باستيف" تحديات ليست بالهيّنة، وهي تحديات يمكن أن تعصف به إذا لم يحسن قادته الشباب إدارتَها واحتواءَها.
أكبر تحدٍّ أمام الرئيس السنغالي الجديد، هو ارتفاع سقف التوقّعات، وهذا تحدٍّ حقيقيّ؛ لأنه يمكن أن يؤدّي إلى حالة إحباط ونفور كبير، وتمرّد على الحزب الجديد، إذا لم يحقق التوقعات والطموحات العالية التي يضعها الشعب على كاهله.
إنّ الفترة التي وصل فيها الرئيس فاي إلى السلطة، هي أشبه بحالة الحكومات التي تأتي بعد ثورة شعبية كاسحة، تحمل توقعات عالية لن تستطيع أية حكومة تحقيقها مهما بذلت من الجهد وحسن النيّة، لا سيما أن كثيرًا من الناخبين صوّتوا لحزب "باستيف"؛ نكاية في الأحزاب الأخرى التي لم تحقق طموحاتهم.
تحدٍّ آخر، هو قلة الخبرة والتجربة السياسية لحزب "باستيف"، فهو حزب لم يسبق له أن مارس أي عمل تنفيذي وزاري، ومعظم قادة الحزب إنما هم سياسيو معارضة ومنابر يجيدون النقد، بينما المطلوب منهم الآن العمل. وكما يقول المثل الإنجليزي: "إن الناس يحبون المتحدث الجيد، لكنهم يحتاجون التنفيذي الجيد".
في هذا الصدد ربما يحتاج الرئيس المنتخب أن يدرس تجارب دولية مماثلة، أشهرها تجربة الحزب الاشتراكي الفرنسي عندما وصل للسلطة لأول مرة في الجمهورية الخامسة، فقد كان يشكو قلة الكوادر والقاده، إلا أن الزعيم المخضرم فرانسوا ميتران تبنّى مقاربة جريئة بتقديم الشباب، ونجح في أن يبني جيلًا من القادة، لا يزال يتسيّد الساحة السياسية الفرنسية حتى اليوم.
سيواجه الرئيس باسيرو فاي مكر دهاقنة السياسة السنغاليين من الجيل القديم الذين احترفوا السياسة والحكم، وأصبحت هي حياتهم وكسبهم. كما سيواجه "باستيف" كيدَ قادة الدولة العميقة، وإن كيدهم لعظيم، وسيتجلى كل ذلك بوضوح عندما يشرع الحزب في سياسات وبرامج مكافحة الفساد، والتي ربما تكون معركة كسر عظم.
ثم إن فرنسا الخاسر الأكبر جراء ما جرى في السنغال، وما يجرى في الإقليم عامة، يصعب عليها أن تبتلع هذه الهزائم المتكررة التي تعرّضت لها. ولئن كانت فرنسا الرسمية لا تزال تدرس كيف تحافظ على ميراثها الأفريقي الذي يتسرّب من بين يديها، فإن بعض الخبراء والعسكريين الفرنسيين لم يخفوا مخاوفهم جراء ما تعرضت له بلادهم من خسارة في دول الساحل الأفريقي، لدرجة أن مسؤولًا عسكريًا فرنسيًا رفيعًا سابقًا نادى صراحة، بإعادة استعمار دول الساحل.
ولكن فرنسا لن تصبر طويلًا إذا نجحت الدعوة التي تتبناها حكومة الرئيس باسيرو فاي بتغيير عملة الفرنك الأفريقي بعملة إقليمية أو مجموعة عملات وطنية، وهي دعوة تجد صدى واسعًا لدى دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا. لأن من شأن هذا القرار أن يحدث صدمة مالية مرعبة للاقتصاد الفرنسي.
أخيرًا؛ فإن من أعظم التحديات أمام الرئيس باسيرو فاي، وحزب "باستيف" هي مقدرة الحزب في الحفاظ على وحدته الداخلية، وتبني سياسة تعايش بين المدارس المختلفة التي يضمّها الحزب. وأصعب تحدٍ في هذا المجال هو إلى أي مدى ستصمد الشراكة والتنسيق بين رئيس الجمهورية رمز السيادة، ورئيس وزرائه الشاب الملهم عثمان سونكو رئيس الجهاز التنفيذي؟
هذه النقطة مهمة للغاية، ذلك لأن عثمان سونكو هو مؤسس حزب "باستيف"، وهو القائد الذي واجه النظام الحاكم لسنوات وذاق مرارة السجن أكثر من مرّة. لم يتمكّن عثمان سونكو من الترشّح في الانتخابات الأخيرة؛ لأنه كان سجينًا، والدستور لا يسمح له بالترشّح، لذلك قدّم الحزب أمينه العام باسيرو فاي مرشحًا.
ولأن سونكو هو الملهم فعلًا للشباب اختار الحزب شعار حملته الانتخابية ليكون: التصويت لـ "باسيرو فاي" يعني التصويت لـ "عثمان سونكو". والآن بعد أن أصبح باسيرو فاي رئيسًا، هل يقبل سونكو أن يظلّ الرجل الثاني في الدولة حتى الانتخابات القادمة على الأقلّ؟ أم أن مكائد السياسة ستفرق بين الرجلين، وتعصف بتجربة الحزب الوليد، لا سمح الله..؟ وهذا هو أكبر تحدٍّ أمام الرئيس باسيرو فاي، وحزب "باستيف".
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الرئیس باسیرو فای الرئیس السنغالی رئیس السنغال عثمان سونکو فی السنغال فی هذا مرشح ا رئیس ا
إقرأ أيضاً:
ترامب يحشد الانتصارات قبيل صيف حاسم وسط جدل داخلي وتحديات قانونية
صراحة نيوز- شهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة من الانتصارات المتلاحقة التي عززت من وتيرة تحرك دونالد ترامب وفريقه نحو إعادة تشكيل السياسة الأمريكية بشكل جذري، داخليًا وخارجيًا، مع اقتراب صيف حاسم.
فمن حكم بارز للمحكمة العليا، وقمة ناجحة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى وقف إطلاق نار يبدو متماسكًا بين إيران وإسرائيل، واتفاق سلام في إفريقيا، وعودة قوية لسوق الأسهم، إلى جانب صفقة تجارية مهمة مع الصين – كلها عوامل تضافرت لتمنح ترامب دفعة سياسية قوية، حتى في ظل تراجعه ببعض استطلاعات الرأي، بحسب ما أوردته مجلة “نيوزويك” الأمريكية.
أبرز تلك التطورات تمثل في قرار حاسم أصدرته المحكمة العليا يوم الجمعة الماضي، يقضي بالحد من صلاحيات القضاة الأفراد في إصدار أوامر قضائية على مستوى البلاد، وهو ما اعتبره ترامب “انتصارًا هائلًا”، يمهد الطريق أمام إدارته لإعادة تفعيل سياسات مثيرة للجدل، منها إلغاء حق المواطنة بالولادة.
وقد صدر القرار بأغلبية 6 أصوات مقابل 3، ما يمثل تحولًا كبيرًا في كيفية تعامل القضاء مع الطعون ضد السلطة التنفيذية، ويعزز انتقادات ترامب المستمرة لما يصفه بتجاوزات قضاة المقاطعات لصلاحياتهم. ورغم أن القرار لم يبتّ بدستورية إنهاء حق المواطنة بالولادة، فإنه يفتح المجال لمراجعة هذا الملف على أساس كل حالة على حدة.
في أعقاب هذا الحكم، استضاف ترامب قادة جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في البيت الأبيض، لتوقيع إطار اتفاق سلام بين البلدين الأفريقيين، في خطوة تهدف إلى إنهاء صراع دام عقودًا.
أما في الشرق الأوسط، فقد صمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران – والذي توسط فيه ترامب شخصيًا – رغم الجدل الدائر. وقد كشف مسؤولون أمريكيون عن تفاصيل تدعم رواية ترامب بأن الضربات الأمريكية استهدفت بنية تحتية رئيسية في البرنامج النووي الإيراني.
وفي قمة الناتو التي انعقدت في لاهاي، صرّح ترامب بأن “الضربة كانت مدمّرة وصادمة”، متحديًا التقارير الاستخباراتية التي أشارت إلى تأثير محدود للغارات.
ورغم الانتقادات التي وُجهت له، لا سيما من مشرعين ديمقراطيين لعدم استشارة الكونغرس قبل الهجوم، فإن وقف إطلاق النار منح ترامب انتصارًا دبلوماسيًا محدود الأمد.
على الصعيد الاقتصادي، تفاعلت الأسواق بإيجابية مع هذه التطورات، حيث أغلق مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” عند مستوى قياسي جديد، مدفوعًا بتفاؤل المستثمرين تجاه خطط الإدارة التجارية والضريبية. كما حققت الحزمة الاقتصادية – التي تتضمن تقليصات كبيرة في برامج المساعدة الغذائية وغيرها من البرامج الحكومية – تقدمًا في مجلس الشيوخ، بعد اجتيازها عقبات إجرائية.
من ناحية أخرى، أعلن ترامب عن التوصل إلى اتفاق طال انتظاره مع الصين، يسمح باستئناف تصدير المعادن الأرضية النادرة، الضرورية لصناعة التكنولوجيا الأمريكية.
داخليًا، أتاح صعود زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي الذي هزم أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية لعمدة نيويورك، فرصة سياسية لترامب. فقد وظفت وسائل الإعلام المحافظة فوز ممداني كمؤشر على تزايد “التطرف” داخل الحزب الديمقراطي.
وقال نائب الرئيس جيه دي فانس: “سيُرشّحون أكثر الشخصيات تطرفًا في البلاد لأكبر مدينة فيها”، واصفًا ذلك بأنه “تناقض مثالي”.
وبدأت الجماعات المحافظة بتداول مقاطع سابقة لممداني، بينما ألمح ترامب إلى استغلال مواقفه لإحراج الديمقراطيين في انتخابات 2026.
وخلال تجمع انتخابي في أوهايو، صرح ترامب: “الديمقراطيون باتوا تحت سيطرة الاشتراكيين والمحتالين… إذا أحببت الفوضى والمدن غير الآمنة، ستحب ممداني”.
وفي قمة الناتو بهولندا، سجل ترامب إنجازًا آخر في السياسة الخارجية، حيث وافق الحلفاء على زيادة كبيرة في أهداف الإنفاق الدفاعي، وصولًا إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2035، وهو مطلب ظل يردده ترامب منذ دخوله المعترك السياسي قبل عقد.
وأشاد الرئيس البولندي أندريه دودا بالدور القيادي لترامب، واصفًا الاتفاق بأنه ما كان ليتحقق لولا دعمه. كما رأت وسائل إعلام هولندية أن الاتفاق يمثل “نهضة للناتو”، ووافقها الرأي حتى بعض المتشككين مثل الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، الذي وصف الخطوة بأنها “نصر كبير لترامب ولأوروبا”.
واختتمت القمة بإعلان ترامب أن الشركاء الدوليين بدأوا أخيرًا بتحمل “نصيبهم العادل” من أعباء الدفاع. وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون: “لن تكون هناك امتيازات مجانية بعد اليوم، ولن يُستخدم دافعو الضرائب الأمريكيون كبنك عالمي. هذه هي بصمة ترامب”.
ورغم هذه النجاحات، واجهت إدارة ترامب موجة من الانتقادات القانونية والسياسية. فقد أمر قاضٍ في نيوارك بالإفراج عن محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا والمقيم القانوني، بعد احتجازه 104 أيام بتهمة نشر معاداة السامية بسبب دعمه للقضية الفلسطينية، وهو ما لم يُثبت قانونيًا.
وفي خسارة قضائية أخرى، أمر قاضٍ في ناشفيل بالإفراج عن رجل سلفادوري يُدعى كيلمار أبريغو غارسيا، تم ترحيله ظلمًا في مارس الماضي.
كما ناقض تقرير استخباراتي أمريكي مسرب تصريحات ترامب حول نتائج الغارات الجوية على إيران، حيث أشار التقييم إلى أن الأثر كان محدودًا، وأن المواقع النووية الحيوية لم تُدمر.
في الوقت ذاته، أظهرت استطلاعات رأي أجرتها مؤسسة مقربة من الإحصائي نيت سيلفر تراجعًا في التأييد الصافي لترامب في قضايا محورية: التضخم (-22.6%)، التجارة (-14.7%)، الاقتصاد (-13.4%)، وحتى الهجرة، التي كانت من أبرز نقاط قوته، انخفضت إلى (-3.7%)، بعد موجة انتقادات لسياسات إدارة الهجرة والجمارك.