لجريدة عمان:
2024-06-12@10:15:33 GMT

لمصلحة من تجاهل الصراع في السودان؟!

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

لمصلحة من تجاهل الصراع في السودان؟!

وصل الوضع المأساوي في السودان إلى نقطة حرجة جدا، حيث أدت المجازر الناتجة عن الصراع بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع إلى تمزيق السودان وتشريد أهله وفي بعض الحالات إلى تهجيرهم في الأصقاع. ورغم هذا المشهد المؤلم إلا أن الأوضاع في السودان ما زالت غير حاضرة ضمن الأولويات العربية أو الدولية وهذا ما يزيد من خطورة الأمر ويترك للمتصارعين هناك فرصا أكبر لارتكاب جرائم أكثر بشاعة مع استمرار الحرب.

لكن غياب الاهتمام بالمجازر في السودان لا يهدد الشعب السوداني -الذي يستحق كل خير- فقط لكنه يشكل خطرا على استقرار البلدان المجاورة له. والأزمة الحالية، التي تصل إلى حد الإبادة الجماعية، تمهد الطريق لحروب أهلية مطولة، ومجاعات مدمرة، وعدم استقرار إقليمي قد يستمر لعقود من الزمن.

وتسلط التقارير الأخيرة الصادرة عن مختلف المنظمات الدولية ومراكز الأبحاث الضوء على خطورة الوضع في السودان. ووفقا للأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 3 ملايين شخص حتى الآن، وخلق الصراع احتياجات إنسانية كبيرة جدا لا يمكن تلبيتها في الوضع الراهن ولا في السنوات القليلة القادمة.. لقد خلف الصراع آلاف القتلى، وعددا لا يحصى من الجرحى، وتتحمل النساء والأطفال العبء الأكبر من العنف، وعلى الرغم من هذه الإحصائيات المروعة، فإن الاستجابة العالمية كانت فاترة في أحسن الأحوال.

إن الصمت عن الفعل الحقيقي في السودان يثير الكثير من القلق دائما، ويكشف عن لعبة المصالح التي تتورط فيها بعض الدول في الإقليم وفق تأكيدات السودان نفسه، ورغم هذه التورطات التي يجري الحديث عنها إلا أن ذلك لا يمنع وضع السودان على خريطة المساعدات العربية والعالمية والعمل بجدية لوقف المجازر هناك.

إن خطر اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد في السودان إلى جوار الصراع العسكري القائم اليوم باتت أكثر احتمالا وتظهر السوابق التاريخية في أفريقيا وأماكن أخرى أنه بمجرد انزلاق أي دولة إلى مثل هذا الصراع العميق، فإن تخليص نفسها يصبح أمرًا بالغ الصعوبة. ومن دون تدخل دولي ودعم حقيقي فإن السودان يمكن أن يتحول إلى أرض صالحة لاستقطاب الجماعات المتطرفة الأمر الذي من شأنه أن يزيد العنف ويُطور صراعات جديدة خارج السودان.

إن بطء الاستجابة العربية والدولية لما يحدث في السودان أمر لا يمكن فهمه أبدا، ورغم أن بعض الدول والمنظمات قدمت مساعدات إنسانية محدودة، فإن ذلك لا يكفي ولا يغطي ولو 1% من الحاجة الحقيقية في السودان. وإن استجابة دولية منسقة يمكن أن تخفف الكثير من المعاناة التي يعيشها السودانيون تتضمن ممارسة الضغوط الدبلوماسية على جميع الأطراف لحملها على وقف الأعمال العدائية، وكذلك لوقف الدول الداعمة لكل طرف ضد الآخر، كما يحتاج الأمر إلى قوات حفظ سلام قوية لحماية المدنيين.

يجب أن تجبر العلاقات التاريخية والثقافية مع السودان الدول العربية على القيام بدور قيادي في الجهود الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية. ويتعين على الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي الأوسع أيضا أن يكثفا جهودهما، وأن يستفيدا من نفوذهما للتوسط في إنهاء الصراع الدموي.

أمّا تجاهل الأمر على هذا النحو فإنه يهدد أمن المنطقة بأكملها وكذلك أفريقيا وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك الآن ليس من منطلق الشعور بالواجب الأخلاقي، بل، أيضا، من منطلق المصلحة الذاتية للدول؛ فالسودان المستقر والمزدهر ضروري للاستقرار الإقليمي والأمن العالمي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

ترجيحات بإعلان غانتس استقالته مساء الأحد.. تجاهل توسلات نتنياهو

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، سيعلن مساء الأحد استقالته من حكومة الطوارئ.

وأوضحت أن غانتس وبعدما أجل خطاب الانسحاب الذي كان مقررا السبت، وذلك بعد إعلان جيش الاحتلال نجاحه في تحرير 4 أسرى من قطاع غزة، سيؤكد اليوم استقالته.

وفي حال أعلن غانتس استقالته من الحكومة، فإنه سيوجه ضربة قوية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا سيما أن الأخير توسّل له بالبقاء.

وانتهت السبت المهلة التي حددها غانتس لنتنياهو، من أجل بلورة خطة شاملة للانتصار بالحرب على قطاع غزة، حيث أشارت وسائل إعلام عبرية خلال الأيام القليلة الماضية، إلى أنّ هناك توقعات بتقديمه الاستقالة من الحكومة بعد انتهاء المهلة المحددة.

بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد لنتنياهو: "إذا كنت رئيسا للوزراء، فأنت رئيس وزراء في النجاحات والإخفاقات، ولذلك فإن الاختفاء عندما لا تسير الأمور كما يجب هو أمر مشين".

وتابع مخاطبا غانتس داعيا إياه إلى "مغادرة الحكومة المجنونة"، قائلا: "هذه حكومة مجنونة، إنهم يرسلون شاحنات مساعدات إلى غزة ومن ثم يرسل الوزراء مليشياتهم لوقفها وهذا خروج كامل على القانون ولسنا بحاجة إلى إضفاء الشرعية عليه".


وفي 18 أيار/ مايو الماضي، منح غانتس نتنياهو مهلة حتى 8 حزيران/ يونيو، لوضع استراتيجية واضحة للحرب على غزة وما بعدها، وإلا فإنه سيستقيل من الحكومة التي انضم إليها في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وتشمل الخطة وفق غانتس؛ إعادة المحتجزين بغزة، وتقويض حكم حركة حماس، ونزع السلاح من قطاع غزة، وإقامة ائتلاف أوروبي-عربي لإدارة القطاع، وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، وضمان خدمة كل الإسرائيليين في الجيش.

وقال نتنياهو، في منشور عبر منصة إكس: "هذا هو وقت الوحدة وليس وقت الانقسام، وعلينا أن نبقى متحدين داخل أنفسنا في مواجهة المهام الكبرى التي تنتظرنا".

وأضاف: "أناشد بيني غانتس؛ لا تترك حكومة الطوارئ، لا تتخلى عن الوحدة".

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تحذر من استمرار الحرب بالسودان وتأثيرها على الأجيال الحالية والقادمة
  • انطلاق اجتماع تشاوري حول تعزيز جهود السلام لصالح السودان بالجامعة العربية
  • الاتحاد الأوروبي: لا ينبغي تجاهل أفغانستان
  • السعودية تستضيف ألف حاج فلسطيني من ذوي شهداء العدوان على غزة
  • تحذير عاجل من تجاهل قياس ضغط الدم قد يتسبب في 5 مشكلات صحية خطيرة
  • موقف رئيس الأرجنتين يثير غضب الدول العربية
  • نسوة من المكسيك
  • «الهجرة الدولية» تكشف إحصائية جديدة لعدد النازحين جراء الصراع بالسودان
  • سفيرة الدولة في تونس: كأس رئيس الدولة للخيول العربية توطد أواصر التعاون وروابط الصداقة مع الدول
  • ترجيحات بإعلان غانتس استقالته مساء الأحد.. تجاهل توسلات نتنياهو