تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل أقل من ساعة من انطلاق مسيرة حاشدة لدعم فلسطين من ساحة "الجمهورية" في قلب العاصمة الفرنسية باريس أمس، فقد توافد عدد كبير من المواطنين على بائعي الوشاح أو الشال الفلسطيني والأعلام الفلسطينية، لكن هذه المرة تصدر المشهد لافتات على شكل "مفتاح العودة" وهو أحد أهم الرموز التي يعبر الفلسطينيون بها عن تمسكهم بحق العودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948.

 
وقد تجمع آلاف من المواطنين الفرنسيين أمس السبت في قلب ساحة "الجمهورية" لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع. 
ومثل كل مرة، خرجوا في مسيرات حاشدة مرتدين الشال الفلسطيني ورافعين العلم الفلسطيني، إلا أن هذه المرة رفعوا - بجانب العلم -"مفاتيح العودة"، لما لها من دلالة رمزية قوية لدى الفلسطينيين، خاصة وأن تلك المسيرة تأتي تزامنا مع إحياء الذكرى الـ76 للنكبة التي حلت بالفلسطينيين عام 1948 وتسببت في نزوح مئات الآلاف. 
تسير"ساندرين" وهي تحمل ملابس بيد و"مفتاح العودة" باليد الأخرى، لتمثل المأساة التي عاشها الفلسطينيون وقت النكبة ومازال يعيشونها حتى الآن، وقالت - لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس - " مر 76 سنة على النكبة التي شهدت نزوحا جماعيا لمئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم وقراهم، لذا حاولت أن أجلب هذه الأشياء معي للتعبير عن معاناة هؤلاء الفلسطينيين الذين اضطروا إلى ترك منازلهم بهذه الطريقة وليس لديهم سوى القليل من الملابس وأمتعتهم الشخصية ومفتاح منزلهم..علينا أن نتذكر هذه اللحظة المهمة التي تمثل بداية الألم الذي يعيشه الفلسطينيون حتى الآن".
أما "جاكلين" فحرصت على أن ترتدي الشال الفلسطيني وتحمل حقيبة من الملابس وبعض المتاع الشخصية لتوجه "رسالة قوية أنه في عام 1948 تاريخ النكبة الأولى، اضطر الفلسطينيون إلى الفرار وترك منازلهم وها نحن في عام 2024، والنكبة الثانية بدأت في عام 2023، فالتاريخ يعيد نفسه، في عام 1948، كان لدينا أكثر من 500 ألف لاجئ فروا من منازلهم، والآن في 2024، لدينا 1.5 مليون شخص اضطروا إلى الفرار في غزة". 
ورغبت "إيلودي"، في أن تصطحب أطفالها في المسيرة دعما لأطفال فلسطين، قائلة "نعم أطفالي معي، نحكي لهم تاريخ فلسطين وكل ما يحدث الآن ونقول لهم أنكم محظوظون تذهبون إلى المدرسة وتلعبون مع أصدقائكم وتحصلون على ما تريدون، بينما في الجانب الآخر من العالم هناك أطفال لا يستطيعون النوم حتى بسبب القصف وليس لديهم ما يأكلونه ولا يذهبون إلى المدرسة ولا أي مكان بل يتركون منازلهم، ليس من العدل أن يعيش أطفالنا في سلام ويذهبون إلى المدرسة ويلعبون ويعيشون طفولتهم وعلى عكس ذلك، الأطفال الفلسطينيون محرومون من كل هذا!". 
وأشار "فرانسوا" إلى أن التاريخ يعيد نفسه مع نكبة ثانية قائلا: "على إسرائيل أن توقف هذه النكبة الثانية، وأن تحترم قرارات الأمم المتحدة التي لم تحترمها منذ عام 1948، وأن توقف الاستيطان، كما يجب الجيش الإسرائيلي أن يوقف الجرائم التي يرتكبها وأن يتم احترام الشعب الفلسطيني". 
خرجت تلك المسيرات الحاشدة للمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة ووضع حد للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وردد المتظاهرون هتافات داعمة للفلسطينيين مثل "أوقفوا الإبادة الجماعية" و"فلسطين حرة..فلسطين ستنتصر" وهتافات أخرى تدين الدولة العبرية منها: "إسرائيل قاتلة".
من جهتها، عبرت "جان" عن غضبها إزاء "الظلم المستمر في غزة وقصف المدنيين"، مؤكدة أهمية أن يصل صوت الشارع، مضيفة" لأن وسائل الإعلام الفرنسية نادرا ما تتحدث عن هذه الإبادة الجماعية التي تجرى حاليا، لذلك لا يوجد سوى صوت الشارع وصوت المواطنين ولهذا السبب نواصل الحشد والتظاهر ولن نتوقف ما دامت الإبادة الجماعية مستمرة، وما لم يكن هناك وقف فوري لإطلاق النار". 
ووسط هتافات "تحيا تحيا فلسطين"، أكدت "فابيان" أهمية مشاركتها في المظاهرة..قائلة" حرصت على مقاطعة المشاهير الصامتين عن حرب الإبادة في غزة، ولا يظهرون دعمهم للفلسطينيين، ولا يبكون حتى على الأطفال الذين يموتون، لذا قمت بحظر حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي.. وأعتقد أن لهذا الحظر دورا فعالا إذ يقل عدد متابعينهم ويخسرون المال أيضا". 
وحرص كثير من المواطنين على المشاركة في المسيرة لإظهار دعمهم لفلسطين ورفضهم الفصل العنصري الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية، بينما لا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة في القطاع، ورفعوا لافتات تعبر عن تضامنهم مثل "كلنا فلسطين" و"تحيا مقاومة الشعب الفلسطيني" و"غزة.. غزة.. باريس معكم".
وختمت "كلوديا" بالقول وبشكل حاسم: "نحن بحاجة إلى السلام الآن، نحن في 2024، والحرب مستمرة، هذا ليس طبيعيا، لذا يجب أن تتوقف هذه الحرب".
وقد دعت لهذه المسيرة عدة منظمات وأحزاب فرنسية وتجمعات نقابية مختلفة داعمة للشعب الفلسطيني، من بينها ائتلاف "من أجل سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، الذي أوضح أن إسرائيل، وعلى مدى 76 سنة، ضربت بحقوق الإنسان والقانون الدولي عرض الحائط، وعلى مدار 76 سنة، عاش أجيال من الفلسطينيين في ظلم وتهجير قسري وعانى من عنف الاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية والحصار ثم المذبحة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، لذا طالب المتظاهرون بوقف فوري لإطلاق النار ووضع حد للاستيطان وتنفيذ حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ووضع حد لهذه "النكبة الثانية" في قطاع غزة التي أدت إلى استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني جراء الحرب المستمرة في القطاع ونزوح نحو مليون و900 ألف شخص، وفقا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). 
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: دعم فلسطين مسيرة حاشدة باريس الشال الفلسطيني الشعب الفلسطینی لإطلاق النار بوقف فوری عام 1948 فی عام فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجمعية العامة للـمم المنحدة تصوت بأغلبية ساحقة ليوقف فوري لإطلاق النار في غزة

عواصم "وكالات": صوتت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، ووصول غير مقيد لإدخال الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه لمليوني فلسطيني.

وجاء التصويت في الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا بواقع 149 صوتا مقابل 12، مع امتناع 19 عن التصويت. وقد اعتمد القرار وسط تصفيق حار.

والقرار، الذي صاغته إسبانيا، "يدين بشدة أي استخدام لتجويع المدنيين كوسيلة للحرب".

تحذير أممي

وحذرت الأمم المتحدة الخميس من أن جميع عمليات الإغاثة في قطاع غزة المحاصر قد تتوقف بسبب انهيار خدمات الاتصالات.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق في نيويورك: "لقد انقطعت جميع خطوط الاتصال بخدمات الطوارئ، وتنسيق المساعدات الإنسانية، والمعلومات الحيوية للمدنيين".

وتابع "هناك انقطاع كامل للإنترنت، وشبكات الهاتف المحمول بالكاد تعمل".

وأضاف حق أن الانقطاع يعود إلى تضرر آخر كابل ألياف ضوئية يزود الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع الساحلي المحاصر بالخدمة. ووفقا للخبراء، فإن هذا ليس انقطاعا روتينيا بل هو "انهيار كامل لخدمات الإنترنت والبيانات".

وصرح حق بأن الضرر ربما نجم عن نشاط عسكري مكثف. في منطقة يفرض فيها قيود على وصول المساعدات للسكان المدنيين وتنتشر فيها عمليات التدمير على نطاق واسع، وباتت خدمات الطوارئ مقطوعة، مما يترك المدنيين دون الحصول على المساعدة المنقذة للحياة. وقال إن هذا الانهيار أدى إلى شلل عمليات الإغاثة في جميع أنحاء قطاع غزة.

وبالإضافة إلى ذلك، فقدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الاتصال بزملائها في القطاع الساحلي المحاصر.

وقال حق: "هذا ينطبق على معظم الوكالات"، مشيرا إلى انقطاع الاتصال إلى حد كبير مع "فرقنا على الأرض".

وفي وقت سابق ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، نقلا عن هيئة الاتصالات الفلسطينية، أن جميع اتصالات الإنترنت والخطوط الأرضية قد قطعت. وأفادت التقارير أن الشبكة المتبقية الوحيدة من الألياف الضوئية تعرضت لغارة خلال هجوم.

ومنذ بداية النزاع في غزة قبل أكثر من 20 شهرا، تكررت مثل هذه الانقطاعات لخدمات الاتصالات في القطاع الساحلي.

واليوم نددت الأمم المتحدة بعمل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، معتبرة أن المنظمة التي تقوم بتوزيع مواد غذائية في قطاع غزة في ظروف من الفوضى في غالب الأحيان "فشلت" في القيام بعمل إنساني.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركه خلال مؤتمر صحفي في جنيف "أعتقد أنه يصح أن نقول إن مؤسسة غزة الإنسانية، من حيث المبادئ الإنسانية، كانت فاشلة. إنهم لا يقومون بما يفترض أن تقوم به عملية إنسانية، وهو توفير المساعدة للناس في مكان وجودهم، بطريقة آمنة".

وتوزيع الغذاء والمواد الأساسية في قطاع غزة، الخاضع لحصار إسرائيلي والمدمر بعد أكثر من عشرين شهرا من الحرب المتواصلة، أصبح أكثر صعوبة وخطورة في الأراضي الفلسطينية التي تهددها المجاعة وفقا للأمم المتحدة.

تستمر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الرئيسية، وخاصة الدولية، التي تعمل في قطاع غزة في رفض التعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة تم إنشاؤها مؤخرا وتعمل بطريقة غامضة.

ومن بين الانتقادات التي تُوجَّه إليها أنها تقوم بعسكرة المساعدات وتوزعها بشكل غير عادل.

ومنذ 26 مايو، عندما بدأت عملياتها فعليا وحتى الخميس، تقول المؤسسة أنها وزعت 18,6 مليون وجبة.

وقُتل عشرات الفلسطينيين بالقرب من مواقع التوزيع. وعلى سبيل المثال، في بداية يونيو، قُتل حوالي ثلاثين شخصا في إطلاق نار من جنود إسرائيليين، وفقا للدفاع المدني في غزة.

أما إسرائيل فقالت إنها أطلقت طلقات تحذيرية.

وأكد لاركه أن الأمم المتحدة مستعدة لاستئناف عمليات المساعدة الإنسانية على نطاق واسع بمجرد أن تسمح إسرائيل مرة أخرى بمرور عدد كاف من شاحنات المساعدة.

دعوات لوقف شحنات الأسلحة

خلال الأسابيع الأخيرة، تكررت دعوات من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لوقف شحنات الأسلحة الألمانية لإسرائيل بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. ومع ذلك، يرفض التحالف المسيحي المنتمي إليه فاديفول حظر تصدير أسلحة لإسرائيل.

وفي أعقاب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 وحتى 13 مايور 2025، وافقت ألمانيا على تصدير أسلحة إلى إسرائيل بقيمة تقارب نصف مليار يورو، وذلك بحسب رد حديث من وزارة الاقتصاد الألمانية على طلب إحاطة من حزب "اليسار".

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحكومة الألمانية الجديدة قد وافقت على تصدير أسلحة لإسرائيل في الأسابيع الأولى من ولايتها، أو حجم تلك الصادرات.

مقالات مشابهة

  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت بأغلبية ساحقة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت بأغلبية ساحقة ليوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • الجمعية العامة للـمم المنحدة تصوت بأغلبية ساحقة ليوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • مسيرات ووقفات حاشدة بمحافظة صنعاء وفاءً ونصرة للشعب الفلسطيني
  • بأغلبية ساحقة.. الأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارًا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • الجمعية العامة تصوت لصالح قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة بشكل دائم ودون شروط
  • وزراء خارجية ست دول أوروبية يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • الأمم المتحدة تصوت اليوم على قرار بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتزم بإصدار قرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزة