منظمات دولية للجزيرة نت: اغتيال طاقم غزة لإسكات آخر شهود الحقيقة
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
لندن- أثار استهداف طاقم الجزيرة في قطاع غزة غضب المنظمات الصحفية والحقوقية والدولية، خاصة بعد إقرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعمُّده استهداف الصحفي أنس الشريف الذي تلقى تهديدات كثيرة وتحريضا مباشرا سابقا.
ورغم التحقيقات المستقلة التي أكدت مهنية أنس الشريف، لم تشفع أي من نداءات ومطالبات المنظمات الأممية والحقوقية له أو للشعب الفلسطيني في غزة ولم تنقذهم من التجويع والقتل.
واستهدف أنس رفقة طاقم قناة الجزيرة، بينهم زميله محمد قريقع ومصورون، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمتهم خارج مستشفى الشفاء في غزة، وهو ما أدانته أوساط إعلامية طالبت بحماية حرية الصحافة ووقف استهداف الصحفيين في مناطق النزاع.
مجازر متعمدة
ورغم وصية أنس الشريف باستمرار التغطية، مثّل تشييعه وزملائه اليوم وقفة تاريخية للتعبير عن الانتهاكات التي تتعرض لها الصحافة والصحفيون وحرية التغطية وكل المواثيق الدولية التي وقفت عاجزة عن حمايتهم.
ونددت منظمات دولية وصحفية -تواصلت معها الجزيرة نت- بالجريمة، وطرحت الأخيرة سؤالا على تلك المؤسسات، حول ما إذا كان هناك رد فعل حقيقي أقوى من التنديد.
وعبَّر الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين "آي إف جيه" (IFJ)، أنطوني بلغار، عن "تعازيه العميقة لأسر وزملاء 5 صحفيين من الجزيرة قتلوا أمس"، واصفا العملية بأنها "مجزرة جديدة وجريمة حرب ارتكبتها القوات الإسرائيلية".
وقال بلغار للجزيرة نت "هؤلاء الصحفيون استُهدفوا عمدا، هذا أمر مروع. أشعر بالصدمة والغضب الشديد من هذه الحكومة القاتلة، ومن الدول التي تسمح باستمرار هذه المجازر دون تحرك ملموس"، ودعا الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ موقف حازم، خاصة أن الولايات المتحدة تعرقل أي تحرك في مجلس الأمن.
وشدد قائلا "منذ 2018، ونحن ندعو لاعتماد اتفاقية أممية تحمي الصحفيين وموظفي الإعلام، وهذا المقترح جاهز الآن وينبغي على الأمم المتحدة التحرك فورا".
إعلانوأكد بلغار أن مقتل الصحفيين "يأتي بعد أشهر من حملة تشويه ممنهجة ضد الصحفيين في غزة، حيث تم اتهامهم زورا بالإرهاب"، مشيرا إلى أن استهداف فريق الجزيرة "جريمة حرب تستوجب مساءلة القادة الإسرائيليين".
بدورها، أدانت نقابة الصحفيين البريطانية "إن يو جيه" (NUJ) الحادثة، وقالت إن الحكومة الإسرائيلية "اعترفت رسميا بقتل 5 من صحفيي الجزيرة في غارة استهدفت خيمة قرب مستشفى الشفاء".
وأضافت الأمين العام لـ"نقابة الصحفيين البريطانية" لورا دايفسون، للجزيرة نت "القوات الإسرائيلية زعمت دون تقديم أي دليل أن أنس الشريف كان إرهابيا، بينما لم يصدر أي تعليق حول الأربعة الآخرين الذين قتلوا".
وذكرت دايفسون "أن فريق الجزيرة الأساسي في غزة "تعرض خلال 22 شهرا الماضية لخسائر كبيرة، مع مقتل وإصابة عدد من صحفييه، إضافة إلى غارات واعتقالات استهدفت مكاتب الجزيرة في الضفة الغربية".
وختمت "هذا الهجوم مُروِّع ونعرب عن تعازينا الحارة لعائلات الصحفيين الذين قتلوا وزملاؤهم. الصحفيون يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الدولي، لكن هذه الحماية تُنتهك باستمرار، بينما يُقتل مدنيون آخرون كضحايا جانبيين أيضا".
وأكدت دايفسون أن إسرائيل "تحرم الصحفيين الأجانب الوصول إلى غزة، وفي الوقت نفسه تستهدف وتشوّه سمعة الصحفيين المحليين، مما يعكس أنها لا تريد أن يشاهد العالم ما ترتكبه".
وطالبت دايفسون الحكومة البريطانية، "التي تدّعي الالتزام بحرية الصحافة"، بـ"ممارسة ضغوط جدية لحماية الصحفيين، واحترام القانون الدولي، ودعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بهذه الانتهاكات". وقالت "يجب أن يكون هناك تحرك دولي فوري لوضع حد لهذا السلوك الشائن".
ولم يختلف الأمر كثيرا على الصعيد الأوروبي، حيث وصف الأمين العام للاتحاد الأوروبي للصحفيين "إي إف جيه"، ريكاردو غوتيريز، الحادثة بأنها "جريمة قتل جماعية تتطلب تحقيقا دقيقا من المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المسؤولين، بمن فيهم كبار صناع القرار السياسي".
وقال غوتيريز للجزيرة نت إنه في 24 يوليو/تموز الماضي، وقبل الحادث الأليم الأخير، وجَّه الاتحاد رسالة إلى المفوضية الأوروبية طالب فيها "تعليق الاتفاقيات مع إسرائيل، وإجلاء المدنيين المهددين، والسماح للصحفيين الأجانب بالوصول إلى غزة، وحماية الصحفيين المحليين، وفتح تحقيق دولي في التجويع كجريمة حرب". وأضاف "مأساة الأمس تؤكد ضرورة هذه المطالب الملحّة".
وانتقد غوتيريز "صمت الاتحاد الأوروبي وعدم تحركه"، معتبرا أن هذا الصمت "يجعله شريكا ضمنيا في الإبادة الجماعية الجارية"، وأكد أن الاتحاد الأوروبي للصحفيين "جاهز لدعم أي مبادرات يطرحها الاتحاد الدولي للصحفيين بهذا الخصوص".
وأردف "الحصار الكامل المفروض على الصحافة الدولية والقتل المنهجي للصحفيين في غزة يشكلان حملة رقابة شاملة تهدف لإخفاء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في غزة والضفة الغربية".
إعلانودعا عبر الجزيرة نت الأمم المتحدة إلى "التدخل العسكري للسماح بدخول المساعدات الإنسانية وفتح المجال أمام الصحافة الدولية لتوثيق هذه الجرائم".
في حين أكد النقيب السابق لمؤسسة حرية الإعلام والبث في بريطانيا، تيم جوبسيل، للجزيرة نت "أنه وبالرغم من مأساوية ما حدث وبطولة أنس الشريف التي لا تدع مجالا للشك، فإن ما جرى هو عملية إستراتيجية للتكميم والتعتيم خصوصا مع بوادر التهديدات بالاجتياح البري".
وأضاف "الاغتيال بالفعل كان للطاقم ولكنه كان اغتيالا لآخر صحفيي البث الحي الموجودين، وهو أمر شائن ومُروِّع يجب التعامل معه كجريمة كبرى وأولوية قصوى".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات أنس الشریف للجزیرة نت فی غزة
إقرأ أيضاً:
حكم تعزية أهل الميت في الشرع الشريف
الميت.. قالت دار الإفتاء المصرية إن من مظاهر الأخلاق الحسنة التي دعى إليها الشرع الشريف تقديم التعزية لأهل الميت، مشيرة إلى أن الشرع الشريف أكد استحباب تعزية أهل الميت، ووَعْد المُعزِّي بالثواب العظيم؛ فقد روى الترمذي وابن ماجه في "سننيهما" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ».
حكم تعزية أهل الميت شرعًا:والتعزية مصدر، والاسم عزاء؛ والتعزية تعني التصبر، والعزاء يعني الصبر؛ قال الفيومي في "المصباح المنير" (2/ 408، ط. المكتبة العلمية): [عزي يعزي من باب تعب: صبر على ما نابه. وعزيته تعزية؛ قلت له: أحسن الله عزاءك؛ أي: رزقك الصبر الحسن والعزاء.. وتعزى هو تصبر، وشعاره أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون] اهـ.
أمَّا ما يتحقّق به هذا الفعل المندوب من الصيغ والألفاظ فالأمر فيه على السعة؛ فتتحقق التعزية بكل تعبير حسن يُذَكِّر بالصبر على المصيبة ويدعو إليه، ويشتمل على الدعاء للمتوفى وأهله، وهذا هو المنصوص عليه في كتب المذاهب الأربعة المتبعة.
تعزية أهل الميت:
قال الإمام الشافعي في "الأم" (1/ 317، ط. دار المعرفة): [وليس في التعزية شيء مؤقت يقال: لا يعدى إلى غيره] اهـ.
وقال الإمام الطحطاوي الحنفي في "حاشيته على مراقي الفلاح" (ص: 618، ط. دار الكتب العلمية]: [ولا حجر في لفظ التعزية] اهـ.
وقال الإمام الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" (2/ 229، ط. دار الفكر): [وكان محمد بن سيرين إذا عزى قال: أعظم الله أجرك، وجبر مصيبتك، وأحسن عزاءك عنها، وأعقبك عقبًا نافعًا لدنياك وأخراك، وكان مكحول يقول: أعظم الله أجرك، وأحسن عقباك، وغفر لمتوفاك، قال ابن حبيب: وكل واسع بقدر ما يحضر الرجل وبقدر منطقه] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (2/ 405، ط. مكتبة القاهرة): [ولا نعلم في التعزية شيئًا محدودًا] اهـ.
المبت
إلا أنَّه يُفضل استعمال ما ورد في السنَّة المطهرة من الألفاظ والصيغ؛ كما ورد في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه إن ابنًا لي قبض، فأتنا، فأرسل يقرئ السلام، ويقول: «إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ، وَلْتَحْتَسِبْ».
وروى البيهقي في "السنن الكبرى" عن أبي خالد الوالبي مرسلًا: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَزَّى رجلًا، فقال: «يَرْحَمُكَ اللهُ وَيَأْجُرُكَ».
قال العلامة الحدادي الحنفي في "الجوهرة النيرة" (1/ 110، ط. الخيرية): [ولفظ التعزية: عظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك، وألهمك صبرًا، وأجزل لنا ولك بالصبر أجرًا. وأحسن من ذلك: تعزية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لإحدى بناته كان قد مات لها ولد، فقال: «إنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى». ومعنى قوله: «إنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ»؛ أي: العالم كله ملك الله، فلم يأخذ ما هو لكم، بل أخذ ملكه فهو عندكم عارية. ومعنى قوله: «وَلَهُ مَا أَعْطَى»؛ أي: ما وهبه لكم ليس خارجًا عن ملكه، بل هو له. وقوله: «وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى»؛ أي: من قد قبضه فقد انقضى أجله المسمى، فلا تجزعوا واصبروا واحتسبوا] اهـ.
وقال الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" (2/ 229): [أحسن التعزية: ما جاء به الحديث: «آجَرَكُمْ اللهُ فِي مُصِيبَتِكُمْ وَأَعْقَبَكُمْ اللهُ خَيْرًا مِنْهَا؛ إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ»] اهـ.