بوابة الوفد:
2025-12-12@23:46:36 GMT

مينوش شفيق ومحمود محيى الدين

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

الجمال كُلٌ لا يتجزأ، فى الشكل والمضمون. لا تنخدع بمسميات وألقاب، ولا تُسلم بحملات دعاية ووصلات تصفيق، وأرصد الإنسانية داخل كل إنسان لتتمكن من الإمساك بقيمته.

ما كل جميل جميل، وما كل ما يلمع ذهبا، ففى عصر المساحيق والجمال الاصطناعى والصور الملفقة فمن الصعوبة الاطمئنان تماما لتقدير القيمة فى الشخصيات العامة.

أبرز مثال على ذلك، مينوش، أو فخر الإسكندرية كما كان يردد البعض، النموذج اللافت للمرأة المتفوقة، المُتحققة، والمؤثرة خارج حدود وطنها. نعمت شفيق، هذه الأكاديمية المصرية التى شغلت الشباب العربى فى الآونة الأخيرة بسبب مواقفها ضد الحريات، وضد فلسطين. هاجرت مينوش مع أسرتها من مصر زمن عبدالناصر، وهى فى الرابعة من عمرها، لأنه أمم ثروة والدها، فتعلمت فى أميركا، وتخرجت في ماساتوشستس، ثم حصلت على الدكتوراة من أكسفورد فى الاقتصاد، ثم عملت فى صندوق النقد الدولى، كما شغلت منصب أمين عام وزارة التنمية الدولية ببريطانيا وحققت إنجازات علمية وأكاديمية كبيرة، ثم تفرغت للعمل الأكاديمى، وتولت بعد أن تجاوزت الستين من عمرها رئاسة جامعة كولومبيا بأمريكا لتصبح أول امرأة ترأس الجامعة.

ما حققته نعمت شفيق من خطوات يرفع الرأس ويدفعنا لتكرار المقولة الشعاراتية البراقة « مصر ولادة»، لكن ما بان منها من مواقف ضد العدالة، والحرية فى حراك الطلاب الأخير تضامنا مع فلسطين، يرفع الضغط. لذا فإننا نجد اسمها ضمن لوحة الشرف فى موقع المجلس القومى للمرأة، كما نجده أيضا ضمن قوائم أعداء الحرية على صفحات التواصل الاجتماعى.

فى كتابها «ما يدين به كل منا للآخر» دعت مينوش شفيق للحرية بكل معانيها، فالتنمية لن تتحقق دون عدالة، ودون قيام برلمانات حرة ومجتمعات حرة.

وبعد تظاهر طلاب كولومبيا ضد وحشية إسرائيل، سمحت مينوش للشرطة الأمريكية باقتحام الجامعة للقبض على الطلبة المعبرين عن آرائهم، ثم منعت الأساتذة المتعاطفين مع القضية الفلسطينية من التدريس بالجامعة، وهو ما دفع كلية الآداب داخل الجامعة نفسها تصدر بيانا بحجب الثقة عن مينوش شفيق لاعتدائها على حرية التعبير.

تبدو مينوش شفيق نموذجا متكررا، نراه مرارا لنجباء وعباقرة يغادرون مصر أو الشرق عموما طلبا للتحقق والنجاح، ثُم ينصهرون فى بلاد الفرص ويتشربون قيمها وأفكارها، لدرجة انقلابهم على جذورهم وتجارتهم بكل القيم طلبا للحفاظ على ما اكتسبوه. بئست الصفقة، وما ربح البيع!

فى الطرف الآخر قامات أخرى حققت نبوغا وحملت خُلقا وفكرا. منهم مثلا محمود محيى الدين، الذى نجا من قوالب الأمركة وأفلت من الخضوع لغايات الغرب ومصالحه. غادر «محيى الدين» مصر قبيل إنتفاضة 2011، فعمل فى البنك الدولى، ومؤسساته، مديرا، ومخططا، ومنفذا، ومحاضرا وواضع سياسات، لكنه حافظ على رأسه وقيمه وجذوره. بلغتهم وبوعى تام بقيم الغرب وقواعده، وعبر مواقف عدة، علا صوت الرجل منتقدا ومنددا بسياسات الدول الكبرى تجاه العالم كل يوم.

قبل أيام قليلة شارك «محيى الدين» فى مؤتمر اقتصادى بالكويت، تحدث فيه عن اتساع الفجوة بين البلدان النامية والدول ذات الدخل المرتفع، وحذر من السياسات السلبية للدول الكبرى وانتهاك قواعد العمل ومقررات منظمة التجارة العالمية. وقبلها انتقد الرجل ما فعلته الدول الغنية بالدول الفقيرة فيما يخص زيادة الانبعاثات والتغير المناخى، وأكد حق المتضرين عن التعويض عما لحق بهم.

وفى كل منبر، وعبر كل طلة، يؤكد محمود محيى الدين أنه فلاح ابن فلاح، مغروس فى غيطان مصر، موثوق بتاريخها وتراثها، ممتزج بهموم أبنائها وآمالهم، مهما تغرّب أو تشرّق، لذا لا نتعجب أن نراه كلما زار مصر مرتدديا الجلابية البلدى، جالسا وسط أحبائه وأهله من الفلاحين فى كفر شكر.

المصرى بأخلاقه وقيمه وتراثه، لا بموطن مولده.

والله أعلم

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد الجمال الأكاديمية المصرية الشباب العربي مینوش شفیق محیى الدین

إقرأ أيضاً:

ماضي يكتب : عصام فخر الدين

صراحة نيوز- بقلم *حسن ماضي

يبرز عصام فخر الدين كأحد أهم الأسماء التي أسهمت في قطاع المطاعم والسياحة في الأردن خلال السنوات الأخيرة، فهو نموذج لرجل الأعمال الذي استطاع الجمع بين الخبرة الميدانية والرؤية التطويرية، مقدّمًا إسهامات واضحة انعكست على جودة الخدمات وتعزيز التنافسية داخل القطاع.

تمكّن فخر الدين عبر مسيرة طويلة من إدارة وتشغيل عدد من المنشآت السياحية والمطاعم بكفاءة عالية، ما أكسبه خبرة عملية واسعة وأهّله ليكون أحد المرجعيات في القطاع السياحي وقد نجح في بناء شبكة متينة من العلاقات مع المعنيين في القطاعين العام والخاص، انعكست على دوره في تطوير العمل السياحي وتوسيع دائرة الاستثمار.

عرف عنه اهتمامه الدائم بتطوير بيئة العمل، ورفع الكفاءة التشغيلية، والحرص على تبنّي المعايير العالمية في الخدمة، إلى جانب دعمه المستمر لبرامج التدريب والتأهيل للعاملين في المنشآت السياحية والمطاعم.

لا يمكن الحديث عن قطاع المطاعم دون الإشارة إلى الدور المحوري الذي لعبه عصام فخر الدين داخل جمعية المطاعم السياحية الأردنية، حيث شكّل حضورًا فاعلًا في خدمة القطاع والدفاع عن مصالحه. وشارك في صياغة رؤى إصلاحية ومقترحات تشريعية تهدف إلى تحسين بيئة الاستثمار ورفع جودة الخدمة.

وقد كانت له بصمات واضحة في إطلاق مبادرات تعزّز المنافسة العادلة بين المنشآت، وتشجع أصحاب المطاعم على تبنّي أساليب عمل حديثة تلبي متطلبات السائح المحلي والأجنبي على حد سواء.

يحمل فخر الدين رؤية مستقبلية قائمة على مبادئ واضحة، أبرزها رفع مستوى جودة الخدمات في المطاعم والمنشآت السياحية. وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومنحها مساحة أكبر للظهور والنمو. وتعزيز دور السياحة الغذائية كأحد العناصر الجاذبة للسياحة في الأردن و تطبيق المعايير الدولية في السلامة الغذائية والخدمة والضيافة.

ويؤمن فخر الدين أن صناعة المطاعم أصبحت اليوم عنصرًا أساسيًا في تشكيل تجربة السائح، وأن تطويرها يسهم مباشرة في تحسين صورة الأردن وتعزيز تنافسيتها على الخارطة السياحية.

يمتلك عصام فخر الدين شخصية قيادية هادئة وواقعية، وقدرة على التعامل الحكيم مع التحديات، ما أكسبه احترام العاملين في القطاع وثقة المستثمرين والجهات الرسمية. ويُنظر إليه كشخصية قادرة على الجمع بين الخبرة العملية والفكر التطويري، وهو ما جعله عنصرًا مؤثرًا في مسيرة تطور قطاع المطاعم والسياحة في المملكة.

*عضو جمعية المطاعم السياحية وعضو جمعية الفنادق الاردنية

مقالات مشابهة

  • الحكومة تعلن قبول استثمارات جديدة بقيمة 2.9 مليار دولار.. تفاصيل
  • جامعة الزقازيق تطلق أول شبكة للغاز الطبيعي | تفاصيل مهمة
  • مسلحون يقتلون والد ضحايا مجزرة البو دور في صلاح الدين
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • ماضي يكتب : عصام فخر الدين
  • صورة باسم يوسف ومحمود سعد يثير تساؤلات الجمهور
  • ماعنديش دليل.. النيابة تتواصل مع ناشر فيديوهات التحرش داخل جامعة خاصة
  • النيابة تتحرك فورًا.. تحقيقات موسعة تكشف حقيقة ادعاءات التحرش داخل جامعة خاصة
  • رئيس جامعة قناة السويس يتفقد مراكز طب الأسرة والأورام
  • انتهاك لحقوقها.. أسرة عبد الحليم حافظ توجه طلبا للنائب العام الكويتي.. ما القصة؟