لجريدة عمان:
2025-06-01@16:58:14 GMT

بايدن ونتانياهو وغزة

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

هنالك شيء غير عادي تماما يحدث في إسرائيل. فقد بدأ كبار المسؤولين العسكريين في انتقاد الطريقة التي يدير بها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحرب في غزة. وظلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تنقل أخبار اجتماع أمني نهاية الأسبوع انتقد فيه رئيس إركان قوات «الدفاع» الإسرائيلية الجنرال هرتسي هاليفي افتقار نتانياهو لاستراتيجية واضحة.

أشار هاليفي إلى أن الجيش الإسرائيلي دخل مرة أخرى شمالي غزة (وهي منطقة كان قد ظن أنه طهرها في يناير) وحذر من أنه ما لم تكن هنالك خطة لتنصيب حكومة خالية من حماس في مناطق غزة سيتوجب على القوات الإسرائيلية تكرار مثل هذه العمليات هناك إلى ما لا نهاية.

بل ذهب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أبعد من ذلك. لقد انتقد نتانياهو علنا بإشارته إلى أن مرحلة «ما بعد حماس ستتحقق فقط بواسطة فاعلين يحلون محل حماس» وأيضا بإعلانه أنه لن يسمح لإسرائيل بمحاولة حكم غزة مباشرة.

وأوردت صحيفة نيويورك تايمز أن آخرين داخل الجيش الإسرائيلي وجهوا انتقادات شبيهة، هذه الإيجازات لوسائل الإعلام، كما كتب انشيل فيفر في صحيفة هآرتس، جُعِلت متزامنة «كجزء مما يمكن أن يكون فقط إيجازا (تنويرا) منسقا ضد رئيس الوزراء».

سبب هذه الانشقاقات غير العادية في وقت الحرب يعود إلى أن المسؤولين الإسرائيليين بدأوا يدركون ما ظل المسؤولون في الولايات المتحدة يحذرونهم منه على مدى شهور وهو أنهم بدون استراتيجية لإيجاد حكم مستقر في غزة سيواجهون مقاومة مستمرة، تماما مثلما حدث للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق.

هنالك أدلة بأن ذلك يحدث سلفا. فالقوات الإسرائيلية اضطرت إلى العودة لمخيم جباليا مرتين وعادت ثلاث مرات إلى حي الزيتون، والهجوم القريب والإشكالي للقوات الإسرائيلية على مستشفى الشفاء كان الثاني من نوعه مما يظهر أن نجاحه الذي تحقق في البداية لم يستمر، وقال وزير الخارجية الأمريكي يوم الأحد قبل الماضي: «رأينا في المناطق التي طهرتها إسرائيل في الشمال بل حتى في خان يونس أن حماس تعود إليها».

لقد كتب الكثير حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يتحوط أم أنه لا يبالي بسقوط ضحايا مدنيين عندما ينفذ هجماته في غزة. لكن المسألة الأهم تتعلق باستراتيجية الثورة المضادة التي ينتهجها هناك.

في حملة «الثورة المضادة» الأمريكية الوحيدة الناجحة والتي تعيها الذاكرة (زيادة أعداد القوات في العراق عام 2007) كانت استراتيجيتها مصممة لحماية السكان المدنيين وعزل الثوار ثم سحقهم.

من أجل بلوغ تلك الغاية عمل الجنرال ديفيد بيترايوس بلا كلل ولا ملل لكسب ود جماعة السنة في العراق (وهي الجماعة التي أنجبت الثورة ضد القوات الأمريكية) ومنحها حصة في حكومة العراق وبذلك عزل الثوار والمليشيات. ثم استخدم القوة المميتة ضد تلك المليشيات.

هذا معاكس تقريبًا لاستراتيجية إسرائيل والتي تمثلت أولا وقبل كل شيء آخر في مواجهة حماس بالسلاح وبدون اهتمام يذكر بكسب قلوب وعقول السكان المدنيين في غزة.

حجة نتانياهو ضد خطط وعمليات ما بعد الحرب هي أن الحرب لم تصل إلى نهايتها بعد وأنه ليس هنالك بديل للانتصار العسكري وأية محاولة لتجاهل تحقيقه بهذا الزعم أو ذاك تعني ببساطة انفصالا عن الواقع».

ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي مرارا وتكرارا أنه سيواصل الحرب حتى يحقق النصر التام والذي يفترض أنه يعني به إما استسلام حماس أو القضاء المبرم عليها.

منذ وقت مبكر في الحرب كانت إدارة بايدن تؤكد أن استراتيجية نتانياهو معيبة إذ ليس هنالك سبيل لهزيمة حماس عسكريا بدون استراتيجية سياسية لعزلها وتقديم بديل له بعض الصدقية والشرعية. ذلك هو السبب في أن البيت الأبيض أراد الشروع في محادثات مع السلطة الفلسطينية ومجموعة من الدول العربية لوضع خطط لإعادة البناء والحكم في غزة بعد حماس. رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يلقي بالا لمثل هذه الخطط.

نتانياهو يرفض الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب لأنه يعلم أن مستقبله هو نفسه مظلم بعد الحرب. ولا يزال

العديد من الإسرائيليين يحملونه المسؤولية عن السياسات التي قادت إلى هجوم 7 أكتوبر، وإذا أجريت انتخابات جديدة من المرجح أن يخسر منصبه، ثم بعد ذلك سيواجه ملاحقة قضائية مستمرة وأيضا تحريات محتملة حول الإخفاقات التي قادت إلى أحداث 7 أكتوبر.

كل هذا يمكن تأجيله طالما ظل رئيس الوزراء الإسرائيلي مصرَّا على استسلام حماس وهو ما لن يحصل عليه، ولكنه سيجعل الحرب تستمر إلى ما لانهاية، إنها استراتيجية لم تُصمَّم لتأمين مستقبل إسرائيل ولكن لتأمين مستقبله هو نفسه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد حماس "بغض النظر عن المفاوضات"

توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأحد، بـ"تدمير" حركة حماس ما لم تطلق سراح الرهائن المحتجزين لديها في قطاع غزة. 

وقال كاتس: "إما أن تطلق حماس سراح المتختطفين لديها أو سيتم تدميرها".

وأضاف الوزير الإسرائيلي: "أوعزت للجيش بالتقدم ضد كل الأهداف بغض النظر عن المفاوضات".

وكان تقرير لهيئة البث الإسرائيلية، قد أفاد في وقت سابق، الأحد، بأن إسرائيل تستعد لزيادة الضغط العسكري على "حماس" بعد رد الأخيرة على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

وقال التقرير إن إسرائيل تستعد لتكثيف الضغط العسكري على حماس، بهدف التأثير على مواقف الحركة في المفاوضات، خاصة تلك المتعلقة بقيادة الحركة داخل قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى أن تصعيد إسرائيل العسكري على حماس سيكون بشكل خاص في شمال قطاع غزة.

وبالإضافة إلى النشاط العسكري، قال التقرير إنه قد يطرأ تغيير آخر فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، وخاصة إدخال شاحنات الغذاء وفتح نقاط توزيع إضافية للمساعدات.

ونقل التقرير عن مصادر أمنية قولها إن تغيير طريقة توزيع الغذاء "يؤثر على حماس بشكل كبير، بل يسحب الأرض من تحت أقدام الحركة".

وصرح مصدر إسرائيلي مطلع على مفاوضات الصفقة لهيئة البث الإسرائيلية بأن "ضغط الوسطاء مستمر، سواء لتحريك حماس من أجل تغيير مواقفها، أو ضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لقبول جزء من ملاحظات حماس على المخطط".

 

أما حركة حماس فكانت قد أعلنت في وقت سابق، السبت، تسليم ردها على مقترح ويتكوف الأخير إلى الوسطاء.

وقالت الحركة في تصريح صحفي: "بعد إجراء جولة مشاورات وطنية، وانطلاقا من مسؤوليتنا العالية تجاه شعبنا ومعاناته، سلّمنا اليوم ردنا على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الأخير إلى الإخوة الوسطاء، بما يحقّق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا شاملا من قطاع غزة، وضمان تدفّق المساعدات إلى شعبنا وأهلنا في القطاع".

وأضافت: "في إطار هذا الاتفاق، سيتم إطلاق سراح 10 من أسرى الاحتلال الأحياء لدى المقاومة، إضافة إلى تسليم 18 جثمانا، مقابل عدد يُتّفق عليه من الأسرى الفلسطينيين".

مقالات مشابهة

  • الحوثيون : سنسقط طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف بلادنا 
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد حماس "بغض النظر عن المفاوضات"
  • مصادر: رد حماس على مقترح ويتكوف كان إيجابياً وهذه التعديلات التي تطلبها الحركة
  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد حركة حماس
  • "ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • إن بي سي: معارضة الحرب تتصاعد بصفوف الجيش الإسرائيلي
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يمكن هزيمة "حماس" خلال أشهر
  • واشنطن ترفع مستوى الضغط