صحيفة البلاد:
2025-12-14@14:48:19 GMT

مواجهة الظلام

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

مواجهة الظلام

يعدّ غياب الضوء المرئي ظلامًا ،وليس بمقدور البشر تمييز الألوان بشكل واضح في حال ازدياد الضوء ووصوله إلى أعلى مستوياته كما هو الحال في انخفاضه إلى أدنى مستوياته ووصوله إلى العُتمة، و التي لايمكن تحديد درجة أي لون في المحيط الخارجي مع القدرة على لمس المادة .

و لكن ماذا لو أنً هذه الألوان تساوت في الحيط الداخلي للشخص؟ محيطه الخاص به بينه و بين ذاته و أصبح في سطوح دائم أو في ظلام دامس؟

في الحقيقة أن كل فرد منا لديه بوصلة خاصة بها و ميزان للتوازن الذاتي ،فحينما يعتقد الفرد اعتقادات يتحيز بها لذاته ،فإنه يصبح أقرب للغرور و الأنانية و على النقيض حينما يظل محبطًا لفترة طويلة، فإنه يصبح أقرب لظلام المشكلات النفسية.

وقد يتهرّب الأفراد من مواجهة الظلام الذي يسكن داخل عقولهم و تفكيرهم ، بمحاربة الآخرين و بالتقليل من شأنهم وتسفيه أحلامهم و تكسير مجدافيهم بسبب عدم قدرتهم على معالجة المشكلات الخاصة بهم ، ومن خلال عدم قدرتهم ،فإنهم يحققون انتصاراً وهميًا لذواتهم حينما يحطمون الآخرين، و بلا أدنى شك فإن انتصارهم ماهو إلا هزيمة مؤجلة تنتظرهم في طريقهم.

كما ان التركيز على الآخرين، لن يمنحهم سوى سدوداً كبيرة بينهم و بين عملية تفكيرهم الصحي ، سدودًا تهدمهم و لا تبني أي علاقة صحية مع ذواتهم و مع الآخرين كما أنهم يتمادون بإظهار الإزدراء على الآخرين و التعامل بعنف معهم ،لأنهم في ظنهم أنهم سيصبحون الأفضل بهذه الطريقة، والتي لا تجني لهم سوى انعدام الثقة بالنفس، والضرر الجسيم لذواتهم.

إن مواجهة بقع الظلام للفرد تتم وفق تقنيات عديدة و هذه التقنيات تعتمد على الممارسة المستمرة وأهمها مواجهة التحدّيات الذاتيه و معرفة مناطق الضعف و تنميتها و تطويرها من خلال البحث و التعلم و تطبيق العلم، كما أن إداراك عدم وجود أفراد مثاليين بشكل كامل ، بل إن الجميع يبحثون لمرحلة الوصول إلى المثالية و ليس هناك أجمل من فرد تجاوز عقباته ذاته و برز وسطع في مجتمعه.

fatimah_nahar@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

"اليوم" تسلط الضوء على أكبر واحة للمياه في العالم.. مناطق مخصصة للابتكار

تواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ مكانتها العالمية في قطاع المياه عبر مشاريع بحثية وابتكارية نوعية، تقودها الهيئة السعودية للمياه، وتترجم مستهدفات رؤية 2030 في الاستدامة والاقتصاد الدائري.

أخبار متعلقة   955 ألف مستفيد من خدمات التطوع الصحي بتجمع القصيمضبط 6 مخالفين للائحة الأمن والسلامة لمزاولي الأنشطة البحرية بمنطقة مكة المكرمة

وكشف المدير التنفيذي لمعهد وتيرا الذراع البحثي للهيئة السعودية للمياه، المهندس علي السحاري، لحديثه لـ "اليوم" عن إطلاق أحد الابتكارات البحثية خلال الأسبوع الماضي في مدبنة الجبيل، يتمثل في إنتاج «الصوديوم هيبوكلوريت» كمادة معقمة، يمكن الاستفادة منها في قطاع المياه، إضافة إلى إمكانية استخدامها في قطاعات أخرى، بوصفها معقماً ثانوياً ذا كفاءة عالية.
وأوضح أن أهمية هذا الابتكار لا تقتصر على الجانب التعقيمي فحسب، بل تمتد لتفتح آفاقاً واسعة في مجال الاقتصاد الدائري، عبر استغلال رجيع المياه وتحويله إلى منتجات ذات قيمة مضافة، جاء ذلك على هامش مؤتمر الابتكار في استدامة المياه (IDWS 2025) الذي استضافته مدينة جدة مؤخراً .


إعادة توظيف مخلفات المياه

وأشار السحاري إلى أن الابتكار يعتمد على إعادة توظيف مخلفات المياه، بحيث يتم تحويلها إلى معقم، وفي الوقت ذاته إنتاج غاز الهيدروجين، الذي يمكن الاستفادة منه كمصدر للطاقة البديلة ضمن سلسلة تشغيل وإنتاج المياه.
وأضاف: «نحن اليوم في مرحلة إنتاج فعلية، ونعمل على ربط المستثمرين والمهتمين بالاستثمار في قطاع المياه، لتمكينهم من استغلال رجيع المياه وإنتاج الصوديوم هيبوكلوريت، سواء لخدمة قطاع المياه أو قطاعات أخرى».

وأكد أن هذه الخطوة تمثل نموذجاً عملياً لكيفية تحويل التحديات البيئية إلى فرص استثمارية واقتصادية، تسهم في تعزيز الاستدامة وتقليل الهدر، بما يواكب التوجهات العالمية في إدارة الموارد المائية والطاقة النظيفة.


أكبر واحة للمياه في العالم

وفي سياق متصل، تحدث السحاري عن «واحة المياه – رابغ»، التي تُعد أكبر واحة للمياه في العالم، والتي تهدف إلى دعم البحث والابتكار في منظومة المياه بشكل متكامل.
وأوضح أن الواحة حازت على اعتراف موسوعة «غينيس» كأكبر واحة للمياه عالمياً، وهو إنجاز تفخر به الهيئة السعودية للمياه، ويعكس حجم الطموح الوطني في هذا القطاع الحيوي.

وقال: «طموحنا في واحة المياه أعلى بكثير مما نتصور، فنحن نؤمن بأن البحث والابتكار موجودان في كل أنحاء العالم، لكن التحدي الحقيقي يكمن في غياب التكامل بين القطاعات، وتحويل الفكرة من مجرد بحث نظري إلى تطبيق عملي يخدم الصناعة».
وأضاف أن الهدف الرئيسي للواحة يتمثل في ربط كامل سلسلة الابتكار، بدءاً من الفكرة، مروراً بمراحل التطوير والاختبار، وصولاً إلى التطبيق الصناعي والتجاري.

وبيّن أن واحة المياه في رابغ توفر بنية تحتية متكاملة لدعم البحث والابتكار، تشمل أكثر من 20 مختبراً متنوع التخصصات، تُعد من الأكبر على مستوى المنطقة، وتخدم مختلف الأفكار والحلول المرتبطة بتحديات قطاع المياه، ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على المستوى العالمي. كما تضم الواحة محطات تجريبية ومنصات بحثية متعددة، تقدم خدمات شاملة تشمل المياه والصرف الصحي والكهرباء، بما يتيح اختبار التقنيات المختلفة في بيئات تحاكي الواقع العملي.

وأوضح السحاري أن هذه المحطات تهدف إلى تطوير تقنيات إنتاج المياه، ونقلها، وتوزيعها، وإعادة استخدامها، ضمن منظومة متكاملة تسعى إلى رفع كفاءة القطاع وتحسين استدامته. كما توفر الواحة بيئة مخصصة للباحثين والمفكرين، يتم من خلالها عرض التحديات القائمة في قطاع المياه، ودعمهم لإجراء أبحاث تطبيقية تسهم في إيجاد حلول عملية وقابلة للتنفيذ.

ولم يقتصر دور واحة المياه على الباحثين والعلماء فحسب، بل امتد ليشمل المستثمرين والجهات ذات العلاقة المباشرة بقطاع المياه. وأوضح السحاري أن الواحة تمنح المستثمرين فرصة الاطلاع على الحلول الناتجة عن الابتكارات والأبحاث، وتمكنهم من دخول السوق عبر ربطهم بأصحاب المصلحة والجهات المرخصة والعاملة في قطاع المياه، سواء في مجالات الإنتاج أو التشغيل أو الخدمات المساندة.

مساحات مخصصة للبحث والابتكار


كما تضم الواحة مساحات مخصصة لدعم منظومة البحث والابتكار بشكل غير مباشر، من بينها مساحات مهيأة لطلاب الدراسات العليا والجامعات، سواء المحلية أو الدولية. ويتيح ذلك للطلاب التواجد في رابغ، والحصول على صلاحيات الدخول إلى المختبرات والمحطات التجريبية، والاطلاع على التحديات القائمة، وتقديم مقترحات بحثية تسهم في معالجتها. ويتم دعم هذه المقترحات وتمكين أصحابها من الوصول إلى البنية التحتية البحثية، إضافة إلى ربطها بالمستوى التجاري والصناعي.

واختتم السحاري حديثه بالتأكيد على أن واحة المياه تدعم جميع مراحل البحث والابتكار، بدءاً من المستويات الأولية لجاهزية التقنية، وصولاً إلى التطبيق الصناعي الكامل، مشيراً إلى أن الهدف هو توفير جميع الاحتياجات اللازمة للباحث أو المبتكر أو العالم، وتحويل الأفكار إلى حلول واقعية تخدم قطاع المياه، وتعزز من مكانة المملكة كمركز عالمي للابتكار المائي.

مقالات مشابهة

  • "اليوم" تسلط الضوء على أكبر واحة للمياه في العالم.. مناطق مخصصة للابتكار
  • استدعاء 47 دراجة «هوندا CRF1100» لاحتمالية تآكل أسلاك المقود
  • معرض جدة للكتاب يُسلِّط الضوء على المونتاج والأداء التمثيلي
  • الغرب يعالج مشاكله... على حساب الآخرين!
  • ملتقى المستثمرين الأفروآسيوي يسلط الضوء على تحديات الأمن الغذائي ومكافحة الغش التجاري
  • برج العقرب حظك السبت 13 ديسمبر 2025… يوم يكشف لك نوايا الآخرين
  • برج الأسد حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025… يوم يسلّط الضوء عليك ويُظهر قوتك
  • طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
  • ساو باولو تغرق في الظلام.. انقطاع الكهرباء عن 1.4 مليون شخص وإلغاء 400 رحلة جوية
  • «تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي» تسلط الضوء على التمويل المستدام