أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج
صناع القرار في انتظار تدفق الأموال العربية والأجنبية الراغبة في شراء الأصول المصرية بثمن بخس وبرخص التراب.
حذار من عودة الأموال الساخنة التي مثلت عبئا شديدا على الموازنة العامة وسوق الصرف الأجنبي قبل انسحابها بداية 2022.
أعين صناع القرار وكبار المسؤولين معلقة على الخارج بانتظار الفرج لاحتواء أزمة الاقتصاد الحادة والتغلب عليها ولو مؤقتا أو ترحيلها لسنوات مقبلة.
اهتمام المسؤولين الأكبر ينصب على الغير لحل أزمة الاقتصاد، أي الحصول على مزيد من القروض العاجلة من الدائنين الدوليين، أو مساعدات واستثمارات دول الخليج.
لا تصور حقيقي ولا برنامج واقعي لاحتواء الأزمة يوقف الاقتراض الخارجي وتنمية موارد الداخل وزيادة الإنتاج وتعزيز التصدير والصناعة والاستفادة بموقع مصر الاستراتيجي وثرواتها الضخمة.
* * *
المتابع لأزمة مصر الاقتصادية الحالية والحلول المطروحة بشأنها يلحظ أن عيون صناع القرار وأفئدة كبار المسؤولين في الدولة ومن يدور في فلكهم باتت معلقة على الخارج، وفي انتظار وصول الفرج منه لاحتواء تلك الأزمة الحادة والتغلب عليها ولو مؤقتا أو على الأقل ترحيلها لسنوات مقبلة.
وشاهد العيان يلحظ أن الاهتمام الأكبر لهؤلاء بات ينصب على الاعتماد على الغير لحل المعضلة الاقتصادية، سواء في شكل الحصول على مزيد من القروض العاجلة من الدائنين الدوليين، أو مساعدات واستثمارات دول الخليج.
أو عودة الأموال الأجنبية الساخنة التي مثلت عبئا شديدا للموازنة العامة وسوق الصرف الأجنبي قبل انسحابها كليا في بداية عام 2022، أو في انتظار تدفق الأموال العربية والأجنبية الراغبة في شراء الأصول المصرية بثمن بخس وبرخص التراب.
وللأسف وبدلاً من أن يعمل صانع القرار على صياغة خطط عاجلة واستراتيجية متوسطة وطويلة الأجل للتعامل مع الأزمة الاقتصادية قبل استفحالها وتحولها إلى ظاهرة عصية على الحل، بات الخارج وحده فقط هو من سيخفف حدة الأزمة من وجهة نظر هؤلاء، ويعيد الهدوء لسوق الصرف المضطرب، ويكبح الدولار الهائج، ويخفف من حدة الغلاء الذي تعاني منه الأسواق على مدى شهور طويلة، ويوفر السيولة الدولارية، ويغطي العجز في أصول البنوك من النقد الأجنبي والتي تجاوزت 27 مليار دولار.
ببساطة يرى هؤلاء أن بداية حل الأزمة الاقتصادية الحادة يبدأ من الخارج لا من الداخل، ولذا فإن الرهان على التالي:
1. إنجاز المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بسرعة لانتزاع موافقته على ضخ مزيد من مليارات الدولارات في خزانة مصر الخاوية من السيولة بالنقد الأجنبي، وإقرار طلب الحكومة زيادة قيمة القرض المطلوب من 3 مليارات إلى 7 مليارات وربما 10 مليارات دولار، والإفراج عن الشريحتين الثانية والثالثة من القرض الأول والبالغة قيمتهما نحو 700 مليون دولار.
2. يعقب قرار صندوق النقد فتح خزائن الدائنين الدوليين والإقليميين لاغتراف المزيد من مليارات الدولارات منها، سواء البنك الدولي أو البنك الأوروبي ومؤسسة التمويل الدولية والبنك الأفريقي للتنمية والبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد والبنك الإسلامي للتنمية وغيرها من المؤسسات المالية الدولية.
3. الدخول في مفاوضات عاجلة مع دول الخليج الثرية لضخ مزيد من الودائع والقروض المساندة وبمليارات الدولارات لزيادة احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي المصري وسد الفجوة التمويلية، وبالتالي تراكم الديون الخليجية والعربية والمستحقة على مصر، والتي تقترب قيمتها من 50 مليار دولار.
4. طرح مزيد من أصول مصر للبيع على المستثمرين الخليجيين والدوليين، سواء كانت شركات أو بنوكا وأراضي، وهذا الأمر يضر بالموازنة المصرية وإيرادات الدولة بقوة ليس فقط على المديين المتوسط والبعيد، بل على المدى القصير حيث يجفف موارد الدولة.
5. الإسراع في مفاوضات مع مستثمرين إماراتيين للاتفاق على تنفيذ مشروعات كبرى، ومنها مشروع مدينة رأس الحكمة بالساحل الشمالي، والذي تراهن السلطات على تجاوز قيمة الاستثمارات به 22 مليار دولار.
6. معاودة الاقتراض من الخارج عبر طرح سندات خزانة في الأسواق الدولية وبسعر فائدة يفوق العائد على الدولار، وهو السيناريو الذي جمعت الحكومة من خلاله عشرات المليارات من الدولارات في السنوات الأخيرة.
7. محاولة إعادة الأموال الساخنة للسوق المصرية للاستثمار في أدوات الدين المحلية، سواء أذون الخزانة والسندات أو البورصة المصرية، وتكرار كوارث ما قبل 2022 حيث اغترفت بنوك الاستثمار والصناديق الدولية عبر تلك الأموال مليارات الدولارات من خزانة مصر وخلال سنوات معدودة.
8. لن أعلق هنا على مزاعم تتعلق بعروض دولية منح مصر 250 مليار دولار مقابل الموافقة على تهجير أهالي غزة والفلسطينيين لسيناء، وهو الأمر الذي جاء على لسان إعلاميين محسوبين عل السلطة الحاكمة.
يحدث هذا السيناريو في حين لم نسمع عن تصور حقيقي وبرنامج واقعي لاحتواء الأزمة الاقتصادية يقوم على وقف نزيف الاقتراض الخارجي، واستغلال موارد الداخل وزيادة الإنتاج، والاهتمام بقطاعات حيوية مثل التصدير والصناعة، والاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي والثروات الضخمة التي تعوم عليها الدولة.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر الخارج التهجير الاقتراض الاقتصاد المصري أزمة الدولار الأموال الساخنة رأس الحكمة تعويم الجنيه قرض صندوق النقد أزمة الاقتصاد ملیارات الدولارات ملیار دولار من الخارج مزید من
إقرأ أيضاً:
الصادرات المصرية إلى دول البريكس ترتفع 31.5% خلال عام 2024
أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم الاربعاء الموافق 11 /6 / 2025 دراسة عــن " مصر ودول البريكس خـــــــــلال الفتـــــــــرة (2013-2024) " ومن أهم مؤشراتها ما يلي:
تأتى الصين في المركز الأول من حيث إجمالي عدد السكان حيث ارتفع من 1,37 مليار نسمة إلي 1,41 مليار نسمة، بينما تأتى مصر في الترتيب السادس من حيث إجمالي عدد السكان الذي ارتفع من 88,3 مليون نسمة إلي 105,2 مليون نسمة بين عامي (2014 و2023).
جاءت دولة الامارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى من حيث نسبة القوى العاملة، وتأتى مصر في الترتيب السابع بينما جاءت إيران في المرتبة الأخيرة عام 2023.
انخفضت معدلات البطالة في مصر من 13% إلى 7% وفي إيران من 10,6% إلى 8,1% وفي روسيا من 5,2% إلى 3,2% وذلك بين عامي (2014 و2023).
ارتفعت معدلات البطالة في البرازيل من 7% إلى 7,7% وفى جنوب أفريقيا من 24,9% إلى 32,1% وذلك بين عامي (2014 و2023).
جاءت جنوب افريقيا في المرتبة الأولى من حيث معدلات البطالة عام 2023 بمعدل 32,1%، بينما احتلت مصر الترتــيــب الرابع بمعدل 7% وجاءت الإمارات العربية في المرتبة الأخيرة بمعدل 2,2%.
تأتى الصين في المرتبة الأولى من حيث الناتج المحلي الإجمالي عام 2023 حيث ارتفع من 10477 بليون دولار إلى 17889 بليون دولار بين عامي (2014 و2023) بنسبة زيادة قدرها 70,7%.
تأتى مصر في المرتبة السادسة من حيث الناتج المحلي الإجمالي عام 2023 حيث ارتفع من
306 بليـــون دولار إلى 393 بليون دولار بين عامي (2014 و2023) بنسبة زيادة قدرها 28,4%.
ارتفعت الصادرات المصرية الى دول البريكس من 688 مليون دولار الى 905 مليون دولار بنسبة زيادة 31,5% في الفترة من يناير إلى ديسمبر 2024 منذ انضمام مصر للتجمع.
ارتفعت الواردات المصرية من دول البريكس من 2410 مليون دولار الى 3376 مليون دولار بنسبة زيادة 40,1% في الفترة من يناير إلى ديسمبر 2024 منذ انضمام مصر للتجمع .
ارتفع اجمالي قيمة الواردات لمصر من دول البريكس من 17,9 مليار دولار الى 32,8 مليار دولار بنسبة زيادة 82,6%.
كما ارتفع اجمالي قيمة الصادرات المصرية لدول البريكس من 6,3 مليار دولار الى 8,7 مليار دولار بين عامي (2013/2014 و2023/2024) بنسبة زيادة 38,5%.
تأتى الصين في المرتبة الأولى من حيث ارتفاع واردات مصر منها حيث ارتفع اجمالي قيمة الواردات لمصر من الصين من 6,8 مليار دولار الى13,3مليار دولار بين عامي (2013/2014 و2023/2024) بنسبة زيادة 96,4%.
تأتى السعودية في المرتبة الأولى من حيث الصادرات المصرية حيث ارتفع اجمالي قيمة الصادرات المصرية للمملكة العربية السعودية من 1,9مليار دولار الى 2,9 مليار دولار بين عامي (2013/2014و2023/2024) بنسبة زيادة 51,5%.
مجموعة المنتجات الكيماوية غير العضوية ومتنوعة وأسمدة، مجموعة الوقود والزيوت المعدنية، مجموعة الفواكه والخضر والنباتات والدرنات والحبوب والأثمار الزيتية ونباتات طبية ومحضرات غذائية خضر وفواكه متنوعة.
الحبوب، وقود وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها واللدائن ومصنوعاتها، آلات وأجهـزة كهـربائيـة وأجـزاؤهــا، فواكه وأثمار ولحوم واحشاء وأطراف صالحه للأكل، بن وشاي ومته وبهارات وأقاوية، سيـارات وجـرارات ودراجـات وأجـزاؤهـا، خامات معادن، خبث ورماد
• ساهمت استثمارات دول البريكس في مصر 4,4 مليار دولار خلال العام المالي (2022/2023) وقد تصدرت دولة السعودية المرتبة الاولى في مساهمتها للاستثمار في مصر.