صفا

أشاد حزب "العدالة والتنمية" في المغرب، الاثنين، بالصمود الذي أظهرته "المقاومة الفلسطينية" في قطاع غزة بمواجهة العدوان الإسرائيلي على القطاع المتواصل للشهر الثامن على التوالي، ودعا العالم إلى مواصلة التضامن معها.

جاء ذلك في كلمة أدلى بها عبد الله بووانو، رئيس الكتلة النيابية للحزب (معارض) في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، خلال الاجتماع الأسبوعي للكتلة بالعاصمة الرباط.

وقال بووانو إن "غزة تعيش على وقع انتصارات المقاومة؛ حيث ظهرت المقاومة أقوى خلال اجتياح الاحتلال لمدينة رفح (جنوب قطاع غزة)"، مضيفا أن هذه "القوة برزت (كذلك) بشمال القطاع ووسطه وجنوبه".

وأضاف أن "المقاومة صامدة وبشكل قوي رغم الحصار والتقتيل والتعذيب، بل إنها تُبدع في أشكال مقاومتها".

وشدد بووانو على أنه "لا يمكن إلا أن نوجه للمقاومة الفلسطينية تحية تقدير وإكبار لهذا الصمود".

في هذا الصدد، لفت القيادي بالحزب إلى أن "العالم اليوم بأكمله يتضامن مع غزة وفلسطين"، وطالب بالاستمرار في التضامن.

وتطرق إلى معاناة فلسطينيي الخارج، الذين قدر الجهاز المركزي للإحصاء عددهم بـ7 ملايين و332 ألف حتى نهاية عام 2023.

وقال: "رغم هذا العدد الكبير الذي يشكله فلسطينو الخارج، إلا أنه لا حديث عنهم، ولا عن حق العودة، وكأنه جرى اتفاق مع الدول المستقبِلة لهم للإبقاء عليهم وتجنيسهم".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن الاحتلال حربا على غزة، خلفت أكثر من 115 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

المصدر: الأناضول 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: غزة المغرب

إقرأ أيضاً:

معايير الازدواجية في عالم اليوم

 

 

 

د.  طارق عشيري

 

في عالم اليوم، أصبحت الازدواجية سمة واضحة في العلاقات الدولية، والسياسات، وحتى في المواقف الأخلاقية والاجتماعية. فالحديث عن العدالة وحقوق الإنسان مثلًا يعلو في المنابر عندما يخدم مصالح الدول الكبرى، بينما يصمت تمامًا حين يكون الضحية شعبًا ضعيفًا أو دولة نامية لا تملك أدوات النفوذ.

نرى هذه الازدواجية في التعامل مع الحروب والنزاعات: فحين تتعرض دولة أوروبية للهجوم، يتسابق العالم لإدانة المعتدي وتقديم الدعم، أما عندما تُقصف مدن في إفريقيا أو يُهجَّر الأبرياء في آسيا أو يُعاقَب شعب بأكمله كما في السودان، تتحول المواقف إلى صمتٍ أو تبريرٍ أو دعوةٍ "لضبط النفس".

حتى في مجال الإعلام، الازدواجية واضحة: تُصوَّر بعض الأحداث بعيون إنسانية مؤثرة، بينما يُتجاهل أو يُحرّف الآخر. ومثل ذلك في الاقتصاد، حيث تُفرض العقوبات على بعض الدول تحت شعار الديمقراطية، بينما تُغضّ الطرف عن أنظمةٍ أخرى أكثر قمعًا لكنها تحمي مصالح القوى الكبرى.

إن خطورة الازدواجية لا تكمن فقط في ظلم الشعوب؛ بل في هدم الثقة في النظام العالمي، وإضعاف القيم التي يُفترض أن تكون مشتركة بين البشر. فحين يشعر الناس أن العدالة انتقائية، يفقد العالم اتزانه الأخلاقي، وتُفتح الأبواب أمام الفوضى.

لذلك، فإنَّ المطلوب اليوم هو توحيد المعايير الإنسانية بعيدًا عن المصالح الضيقة، وأن يُقاس الحق والباطل بموازين القيم لا بالقوة. فبدون عدالة حقيقية، لن يعرف العالم سلامًا ولا استقرارًا.

في زمنٍ يُفترض أنه عصر الوعي والعولمة والتطور، لا تزال الازدواجية تتحكم في مواقف الدول والمؤسسات الدولية، وكأن العدالة أصبحت امتيازًا يُمنح للبعض ويُحرم منه آخرون. لقد تحولت المبادئ إلى شعارات تُرفع متى ما اقتضت المصلحة، وتُخفض حين تتعارض مع النفوذ أو المال أو السياسة.

حين نتأمل خريطة العالم اليوم، نجد أن الحق لا يُقاس بالقيم، بل بالمكان والزمان والفاعل. فعدوان ما يُوصف بأنه "تحرير"، وعدوان آخر يُعتبر "إرهابًا"، وضحية هنا تُرثى، وضحية هناك تُنسى. تلك هي معايير الازدواجية التي أضعفت الضمير الإنساني، وجعلت الشعوب تفقد ثقتها في المنظومة الدولية التي كان يُفترض أن تحمي المظلومين.

في السودان مثلًا، ما يجري من حربٍ قاسية وتدميرٍ ممنهجٍ للبنية والإنسان، لم يحرّك الضمير العالمي إلّا ببيانات باهتة ومواقف مترددة؛ فالعالم الذي يملأ الدنيا ضجيجًا عند أي أزمة في مكانٍ آخر، اكتفى بالصمت أمام مأساة شعبٍ يُذبح بصمتٍ أمام أنظار الجميع. وهذه المفارقة تُجسِّد أبشع صور الازدواجية في المواقف الدولية.

حتى في الاقتصاد والسياسة، تمارس الدول الكبرى ازدواجية المصالح: فالعقوبات تُفرض على من يخالفها سياسيًا، بينما تُفتح الأبواب أمام أنظمةٍ تنتهك الحريات، ما دامت تضمن تدفق النفط أو توقيع الاتفاقات.

إن أخطر ما في هذه الازدواجية أنها لا تقتل العدالة فقط، بل تزرع في نفوس الشعوب اليأس وفقدان الإيمان بالقيم العالمية. وحين تنهار القيم، لا يبقى أمام الإنسان سوى طريق الفوضى أو المقاومة.

لقد آن الأوان لأن يتحرر العالم من هذه المعايير المزدوجة، وأن يُبنى نظامٌ عالمي جديد يقيس الأمور بالحق لا بالمصلحة، وبالإنسان لا بالموقع الجغرافي؛ فالعدالة لا تتجزأ، والكرامة لا تُمنح انتقائيًا، والضمير الإنساني لا يقبل اللون الواحد.

إن العالم الذي يقيس العدالة بميزان المصلحة، ويُفاضل بين الدماء على أساس اللون والموقع، يفقد إنسانيته قبل أن يفقد مصداقيته. وما لم تتوحد المعايير وتُرفع القيم فوق السياسة، سيبقى الظلم سيد الموقف، وستظل الشعوب تدفع الثمن.

وفي السودان؛ حيث تُختبر إنسانية العالم كل يوم، تعلمنا التجارب أن الرهان الحقيقي ليس على منظماتٍ صامتة ولا عواصم مُتفرجة، بل على وعينا ووحدتنا وإيماننا بعدالة قضيتنا. فحين نصحح نحن ميزان الحق داخل وطننا، سنُجبر العالم يومًا على احترام مواقفنا، لأنَّ القوة الحقيقية تولد من المبدأ لا من الصمت.

مقالات مشابهة

  • المنتخب المغربي
  • عبد الغفار يدعو لمستقبل أكثر انصافا بالتضامن في مواجهة مرض السرطان
  • القسام تنشر تغريدات هامة..كيف سيتفاعل معها الاحتلال؟
  • “العدالة والتنمية” التركي: لا حل سوى بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة
  • فان باستن ينتقد فان دايك ويطالب سلوت بتصحيح دوره داخل ليفربول
  • معايير الازدواجية في عالم اليوم
  • الرصاصة ما زالت في جيبي
  • «بُعثنا أحياء بصمود شعبنا».. الأسير المحرر باسم خندقجي يبعث من مصر رسالة إلى غزة
  • "فلسطينيي الخارج" يدعو لاستئناف عاجل لعمل "أونروا" في غزة
  • تركيا: العدالة والتنمية يستعد “لإصلاحات واسعة في المحليات”