سودانايل:
2025-07-07@07:43:34 GMT

إعلان نيروبي

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

قبل التمكين الكامل لحركه الأخوان المسلمين في السودان بعد إنقلابهم العسكري علي الحكومه المدنيه المنتخبة بواسطة الشعب، كان قد حدث تمكين تدريجي مكنهم من القيام بإنقلابهم وذلك بفتح الأبواب مشرعة أمامهم لإختراق مؤسسات الدولة وعلي رأسها الجيش وبنوك مموله من امراء السعودية قام النميري بإعفائها من دفع الضرائب، فأصبحت تدر عليهم أموالا طائلة.


هذا التمكين الجزئي كان سببه الدكتاتور السابق جعفر نميري بعد ما عرف بالمصالحه الوطنية نهاية سبعينات القرن الماضي.
تزامن ذلك مع انتشار الفكر السلفي الوهابي في المجتمع السوداني بسبب التمويل السعودي والخليجي مع تدفق عائدات تصدير النفط.
من المعروف أن الفكر السلفي عموما يستهدف المجتمع بينما تقوم تنظيمات الاخوان المسلمين باستهداف مؤسسات الدولة وتوظيفها لخدمة أهداف التنظيم الأخواني وهو ما حدث بشكل تام وشامل طوال الثلاثة عقود والنصف التي ظلوا يحكموننا خلالها منذ إنقلابهم المشئوم في ١٩٨٩م وحتي الآن .
هيمنة الكيزان علي كل مفاصل الدولة تسبب في القمع والقتل والفساد الذي ضرب كل مناحي الحياة فتدهورت حياة الناس،إضافة إلى الحروب وتشظي البلاد الذي شهدناه إنتهاءا بالحرب اللعينة التي نعايشها الآن. صاحب ذلك تجريف للوعي في فترة حكم الإنقاذ ، خاصه وسط ما عرف بالقوي الحديثة داخل مدن البلاد المختلفة، ليصبح العقل الجمعي أو الرأي العام إن شئت، يغلب عليه الطابع السلفي في التفكير تجاه شئون الحياة والمجتمع، وهو أمر مفهوم في مجتمع شبه أمي مثل السودان إذ يمثل الدين كل نسيجه المعرفي.
ولأن المعرفة السلفية أحاديه ولا تعرف الإختلاف بسبب اليقين الذي يعتري اصحابها وإحساسهم بإمتلاك الحقيقة المطلقة، تمت مصادرة التعددية والرأي الاخر في المجتمع وتم قمعه والتحقير من شأنه ، مع أن التعدديه والتسامح والاختلاف وبسط الحريات العامة والقضاء المستقل تعتبر من أهم أعمدة المجتمع المدني. بمعني آخر يمكن القول أن الدولة الدينية وفق تصورات سلفية تمثل النقيض الكامل للدولة المدنية الحديثة.
وهذه الحقيقة البسيطه والواضحة تبرر السعي من أجل تحقيق الدولة المدنية علي ارض الواقع السوداني، وهي تعد معركتنا الحقيقيه في الوقت الحالي حتي تصطف خلفها قاعدة إجتماعيه وسياسية عريضة من أجل الضغط لوقف الحرب التي ظلت تستنزف البلاد والعباد لأكثر من عام .
في تقديري أن توقيع قيادة " " تقدم " علي إعلان نيروبي مع الحركة الشعبية شمال وحركة تحرير السودان والذي ينص علي " علمانية الدولة " وإشتراط تحقيقها في الدستور الدائم وإلا فإن حق تقرير المصير " أي الإنفصال" يبدو أمرا مبررا ووجيها فيما يتعلق بدارفور وجنوب كردفان ، التوقيع علي هكذا إعلان يعتبر خطأ كبير وقعت فيه قيادة "تقدم" وكأنها تكرر نفس أخطاء الماضي التي سبقت إنفصال جنوب السودان.
في تقديري انه كان من الأفضل أن تحتفظ "تقدم" بعلاقات التواصل والحوار مع السيدين عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور وألا تتجاوز ذلك علي الاطلاق طالما ظلت هذه القيادات تضع شروط تتعلق بأجندتها، لأن ذلك ينعكس سلبا على تأسيس قاعدة إجتماعية وسياسية عريضة بغرض التوافق علي حد أدني معقول من الاهداف السياسيه الممكنة التحقيق والضغط في إتجاه وقف الحرب والإقتتال والسعي لتحقيق الدولة المدنيه التي تستند علي حقوق المواطنة كاملة غير منقوصة، وليس "العلمانيه" وذلك في مستوى الأجيال الحاليه علي الأقل ولا أعتقد أن المستقبل يمكن يخسر شيئا فيما لو اجمعنا علي الدولة المدنية بدلا عن إضافة أعباء علي الحاضر.

طلعت محمد الطيب
talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الحكومة اليمنية تطلب دعما دوليا لاستعادة الدولة

قالت الحكومة اليمنية، إن حملة الاختطافات التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية، في محافظة إب، وسط البلاد، امتداد لسياسة ممنهجة لإرهاب المجتمع اليمني وإخضاعه بالقوة، عبر اقتحام البيوت، واختطاف الأبرياء، وترويع النساء والأطفال.

ذكر وزير الإعلام معمر الإرياني، أن مليشيا الحوثي تستهدف الكفاءات الأكاديمية والمهنية التي تشكل عصب المجتمع، بهدف فرض الجهل والقمع كأدوات حكم، وإفراغ المؤسسات التعليمية والصحية من كوادرها، خدمة لمشروعها الظلامي وأجندتها الإيرانية.

الإرياني دعا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، وإدانة هذه الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في إب وبقية المحافظات اليمنية.

كما طالب بتصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية، وتشديد العقوبات عليها بما يشمل تجميد أصولها، وتجفيف منابع تمويلها، وملاحقة قياداتها إضافة إلى دعم الحكومة في جهودها لاستعادة الدولة وبسط سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية، بما يضمن حماية المواطنين ووقف الانتهاكات المستمرة بحقهم.

مقالات مشابهة

  • الاولى في العالم: توصيات الرباط بموضوع الاقتراح الذي تقدم به لبنان بانشاء محكمة نموذجية للمحاكم العدلية العليا الفرنكوفونية
  • نيروبي تحت حصار أمني ودعوات لإحياء رمزية سابا سابا ضد الفساد والقمع
  • المليشيات وتحدي الدولة الطبيعية
  • الفقر الخطر الذي يُهدد أمن الأمم
  • السعودية تقدم هدية إلى السودان بـ ” 5 ملايين دولار”
  • محددات التطبيع السلفي الجهادي السوري
  • الحكومة اليمنية تطلب دعما دوليا لاستعادة الدولة
  • مناورة الدعم السريع الجديدة للتحايل على الهزيمة
  • محافظ المنيا: اليد التي تبني هي نفسها التي تحمي وتحاسب
  • حرب السودان الانتقال من الوكالة الي ارهاب الدولة وضرب الأمن الاقليمي