سودانايل:
2025-10-09@16:08:59 GMT

قُوَى الشر … ماذا تريد؟

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

عاطف عبدالله

21/05/2024

(خيراً تفعل، شراً تلقى) هذا المثل الساخر المعطوب، للأسف الشديد، يتجسد يومياً في حياتنا السياسية، فهناك قوى سياسية في مجتمعنا السوداني ... مننا وفينا ... لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، تسن أقلامها ليل نهار لتُبخس وتُفشل أي عمل خير يقوم به الآخر الذي تعده خصم لها، حتى ولو كان ذلك العمل يجلب لها وللسودان كله خيراً وفيرا، لكنها لن ترضى عنه، البعض حسداً وبغضاً، والبعض لأنه جاء ممن تحسبه العدو والخصم لا صاحب الرأي المختلف.

وهناك قوى الشر التي يقودها إبليس مراهنا ربه أن يقعد لنا متربصاً إلى يوم يبعثون.
وقع رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك، على بيان مشترك مع عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، والقائد / عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان تضمن البيان الذي أطلق عليه "إعلان نيروبي" مجموعة من المبادئ جلها، إن لم تكن كلها، متفق عليها بعد أن قتلت بحثا ومناقشة وضمنت في معظم الاتفاقيات والدساتير السودانية، وتهدف في مجملها إلى إيجاد الحلول المستدامة لمشاكل الحكم في السودان، كما تضمن الإعلان الدعوة لوقف الحرب وتسهيل تقديم العون الإنساني للسودانيين بالداخل، والمحاسبة على الانتهاكات المتراكمة ووقف خطاب الكراهية والمحافظة على وحدة السودان أرضا وشعبا، وعدم التمييز بسبب العرق والدين واللون واللغة أو الجهة. دولة غير منحازة تقف على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات وتعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكونات الشعب السوداني بالمساواة والعدالة. وأخيرا تأسيس جيش مهني وقومي ينأى عن السياسي والنشاط الاقتصادي.
أي إنسان، سوداني سوي النفس، يحمل بين جوانحه بذرة خير، ويريد بهذا البلد خيراً بعد أن أنهكته الحروب والانقسامات والتشتت، سيستبشر ويفرح للتوقيع على هذا الإعلان، سيتمنى مخلصاً، لو أن كل القوى السياسية، المدنية، والعسكرية، أن تتجلى في لحظة صدق وتأت وتوقع وترحب بالانضمام لهذا الإعلان ... ولكن هيهات فهناك قوى سياسية سنت رماحها وخرجت لتبخس وتقلل من شأن هذا الإعلان وتنتقده بشراسة، مدعية بأن هذا ليس توقيته وأن حمدوك تسرع وأنه يحوي قضايا خلافية مشيرين إلى علمانية الدولة وحق تقرير المصير الذي اقترن بعدم تضمين تلك المبادئ في الدستور الدائم.
وهناك طبعاً القوى الشريرة التي لا تحمل، ولو مثقال ذرة من ضمير، أولئك الذين لم ترضعهم الأمهات والعمات والخالات، الذين لم يصغوا للرياح* تهبُّ من الشمال والجنوب، ولم يروا بروق الصعيد تشيل وتخت، أو القمح ينمو في الحقول، وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل، كما قال عنهم طيب الذكر الطيب صالح ... أعداء الوطن، المسخرون لخرابه، رأوا في الإعلان وأد لأحلامهم في وطن ممزق وإنسان مشرد، وطن خيراته حكرا لهم، والحرب والتشظي أكسير بقائهم ... فقاموا يتباكون و يكيلون السباب لحمدوك ونور والحلو، حتى الرئيس الكيني لم يسلم من بذائتهم "كل إناء بما فيه ينضح" ... دون أن يفتح الله عليهم ولو بكلمة نقد واحدة لما حوته فقرات الإعلان، بعد أن أسكتهم ولي نعمتهم رجب طيب أردوغان بأن الدولة لابد أن تكون علمانية، ولو كانوا يحسنون النية، وأمعنوا الفكر والتفقه، لعلموا أن دولة الرسول (ص) والدستور الذي صاغه لحكم المدينة، كان تجسيداً للعلمانية والعدالة الاجتماعية.

atifgassim@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل وسوريا: إستراتيجية الإبقاء على العجز…

صراحة نيوز- بقلم / المهندس مدحت الخطيب

من يتابع الضربات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية بعد سقوط نظام الأسد، يظن للوهلة الأولى أنها مجرد «تكتيك عسكري» يهدف إلى تقليص الفجوة بين جيش الاحتلال وجيش سوري مستنزف ولا يملك أي مقومات عسكرية… لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير: فالفجوة قائمة أصلاً، وميزان القوى مختلّ منذ سنوات، وما تقوم به تل أبيب ليس لحماية تفوقها فحسب كما تدعي، بل لإدامة واقع العجز السوري ومنع أي قوة داخل الأراضي السورية وبما فيها الجيش السوري الجديد من امتلاك زمام الحسم أو حتى الدفاع عن النفس…
إسرائيل لا تريد جيشاً سورياً يستعيد عافيته، ولا ميليشيات حليفة لإيران تنمو وتفرض معادلة جديدة فرضت نفسها لسنوات وسنوات، ولا معارضة مسلحة قادرة على قلب الطاولة متى تشاء بقوة السلاح.. هي تريد ساحة ممزقة، موزعة الولاءات، بلا مركز ثقل عسكري أو سياسي قادر على فرض إرادته…
وما الضربات الجوية على دمشق والقنيطرة وغيرها والانزالات الاستخبارية التي تستهدف المواقع العسكرية ، و مواقع الدفاع الجوي، وحتى القيادات، ليست رسائل عابرة بل جزء من إستراتيجية طويلة المدى:
شعارها الواضح منع دمشق من إعادة بناء منظومات الردع والحصول على معدات قادرة على المواجهة جوا وأرضا..
هكذا تريد إسرائيل سوريا: ساحة مفتوحة بلا حسم، وحدوداً آمنة بلا تهديد، وخصوماً مشغولين في صراع داخلي لا ينتهي…
إسرائيل لا تريد نصراً حاسماً، ولا هزيمة شاملة لأي طرف. هي تريد سوريا ساحة بلا سيادة، مسرحاً مفتوحاً للفوضى، وحلبة استنزاف دائمة لكل اللاعبين.
إنها إستراتيجية «إبقاء الجميع تحت العجز»:
لا نظام قوي يهددها.
لا إيران مترسخة.
لا معارضة تسيطر.
ولا دولة سورية تعود لتفرض نفسها…

مقالات مشابهة

  • بعد تجدد القتال.. رئيس جنوب السودان يقيل قائد الجيش بعد 3 أشهر ويعيد سلفه
  • عن قضيّة الشيخ حسن مرعب.. توضيح من رئيس بلدية حارة صيدا
  • «الشرّير» الذي بكاه الجمهور
  • فتاوى وأحكام.. فعل نهانا الله عنه في حديث قدسي يغفله الكثير.. سيدة تريد التوبة من السرقة رغم صومها وصلاتها.. ابني بيشرب مخدرات ماذا أفعل معه؟ الإفتاء تقدم لها حلولاً
  • وصايا رسول الله.. آيات قرآنية تحفظ الإنسان من الشر
  • إسرائيل وسوريا: إستراتيجية الإبقاء على العجز…
  • رئيس الوزراء: القطاع الصحي أولوية وطنية وسط تحديات الحرب والأوبئة
  • أندريه راجولينا رئيس مدغشقر الذي طالب الجيل زد بإقالته
  • فيديو مروع.. شاهدوا الحادث الذي أودى أمس بحياة رئيس بلدية سعدنايل السابق
  • رئيس مجلس السيادة يقدم واجب العزاء في الفقيد الدكتور محمد طاهر إيلا – فيديو وصور