سودانايل:
2025-12-09@08:28:41 GMT

قُوَى الشر … ماذا تريد؟

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

عاطف عبدالله

21/05/2024

(خيراً تفعل، شراً تلقى) هذا المثل الساخر المعطوب، للأسف الشديد، يتجسد يومياً في حياتنا السياسية، فهناك قوى سياسية في مجتمعنا السوداني ... مننا وفينا ... لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، تسن أقلامها ليل نهار لتُبخس وتُفشل أي عمل خير يقوم به الآخر الذي تعده خصم لها، حتى ولو كان ذلك العمل يجلب لها وللسودان كله خيراً وفيرا، لكنها لن ترضى عنه، البعض حسداً وبغضاً، والبعض لأنه جاء ممن تحسبه العدو والخصم لا صاحب الرأي المختلف.

وهناك قوى الشر التي يقودها إبليس مراهنا ربه أن يقعد لنا متربصاً إلى يوم يبعثون.
وقع رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك، على بيان مشترك مع عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، والقائد / عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان تضمن البيان الذي أطلق عليه "إعلان نيروبي" مجموعة من المبادئ جلها، إن لم تكن كلها، متفق عليها بعد أن قتلت بحثا ومناقشة وضمنت في معظم الاتفاقيات والدساتير السودانية، وتهدف في مجملها إلى إيجاد الحلول المستدامة لمشاكل الحكم في السودان، كما تضمن الإعلان الدعوة لوقف الحرب وتسهيل تقديم العون الإنساني للسودانيين بالداخل، والمحاسبة على الانتهاكات المتراكمة ووقف خطاب الكراهية والمحافظة على وحدة السودان أرضا وشعبا، وعدم التمييز بسبب العرق والدين واللون واللغة أو الجهة. دولة غير منحازة تقف على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات وتعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكونات الشعب السوداني بالمساواة والعدالة. وأخيرا تأسيس جيش مهني وقومي ينأى عن السياسي والنشاط الاقتصادي.
أي إنسان، سوداني سوي النفس، يحمل بين جوانحه بذرة خير، ويريد بهذا البلد خيراً بعد أن أنهكته الحروب والانقسامات والتشتت، سيستبشر ويفرح للتوقيع على هذا الإعلان، سيتمنى مخلصاً، لو أن كل القوى السياسية، المدنية، والعسكرية، أن تتجلى في لحظة صدق وتأت وتوقع وترحب بالانضمام لهذا الإعلان ... ولكن هيهات فهناك قوى سياسية سنت رماحها وخرجت لتبخس وتقلل من شأن هذا الإعلان وتنتقده بشراسة، مدعية بأن هذا ليس توقيته وأن حمدوك تسرع وأنه يحوي قضايا خلافية مشيرين إلى علمانية الدولة وحق تقرير المصير الذي اقترن بعدم تضمين تلك المبادئ في الدستور الدائم.
وهناك طبعاً القوى الشريرة التي لا تحمل، ولو مثقال ذرة من ضمير، أولئك الذين لم ترضعهم الأمهات والعمات والخالات، الذين لم يصغوا للرياح* تهبُّ من الشمال والجنوب، ولم يروا بروق الصعيد تشيل وتخت، أو القمح ينمو في الحقول، وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل، كما قال عنهم طيب الذكر الطيب صالح ... أعداء الوطن، المسخرون لخرابه، رأوا في الإعلان وأد لأحلامهم في وطن ممزق وإنسان مشرد، وطن خيراته حكرا لهم، والحرب والتشظي أكسير بقائهم ... فقاموا يتباكون و يكيلون السباب لحمدوك ونور والحلو، حتى الرئيس الكيني لم يسلم من بذائتهم "كل إناء بما فيه ينضح" ... دون أن يفتح الله عليهم ولو بكلمة نقد واحدة لما حوته فقرات الإعلان، بعد أن أسكتهم ولي نعمتهم رجب طيب أردوغان بأن الدولة لابد أن تكون علمانية، ولو كانوا يحسنون النية، وأمعنوا الفكر والتفقه، لعلموا أن دولة الرسول (ص) والدستور الذي صاغه لحكم المدينة، كان تجسيداً للعلمانية والعدالة الاجتماعية.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

في خطوة وصفت بالاستثنائيَّة… قرار سعوديّ جديد بشأن حضرموت

الجديد برس| خاص| في خطوة وصفت بالاستثنائية لتعزيز سيطرتها المباشرة، فرضت السعودية، السبت، حاكمًا جديدًا لمحافظة حضرموت النفطية شرق اليمن، وسط تصاعد حاد في التوتر مع فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً – سلطة الأمر الواقع في المحافظة. وكشفت مصادر في سلطة حضرموت عن صدور توجيهات عليا لرئيس اللجنة الخاصة السعودية، محمد بن عبيد القحطاني، الذي وصل إلى مدينة المكلا نهاية الأسبوع الماضي ولا يزال مقيماً فيها، بتشكيل غرفة عمليات خاصة في المكلا وتولي إدارة ملف المحافظة بالكامل حتى إخراج فصائل المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً- وفق وصفها. ويأتي هذا التكليف في إطار مخاوف سعودية متصاعدة من ترتيبات إماراتية تهدف إلى تمكين أتباعها من السيطرة على الهرمين العسكري والإداري في حضرموت، حيث أشار الصحفي السعودي علي العريشي إلى تحركات إماراتية لتثبيت نفوذ الانتقالي في قيادة المحافظة قبل أي انسحاب محتمل، سعيًا لإبقاء قبضته على القرار مع تصوير ذلك على أنه تمكين لأبناء المحافظة. وتشكل هذه الخطوة ذروة الضغوط السعودية المكثفة الرامية إلى إخراج فصائل الانتقالي الموالية للإمارات من حضرموت، في مشهد يعكس تنافسًا مباشرًا بين حليفتي التحالف على إدارة واحدة من أهم الساحات اليمنية الغنية بالنفط.

مقالات مشابهة

  • معارك ضارية في منطقة كردفان "الاستراتيجية".. ماذا يحدث في السودان؟
  • رئيس وزراء السودان: قصف كلوقي والروصيرص جرائم حرب ممنهجة
  • رئيس الوزراء السوداني: قصف محطة كهرباء الروصيرص بولاية النيل الأزرق خرق واضح للأعراف والقوانين الدولية
  • تربية الأطفال والتوتر الزوجي…
  • رئيس الدولة يلتقي رئيس سيشل الذي يزور الإمارات لحضور الجولة الختامية لبطولة العالم للفورمولا 1
  • مدينة أميركية تتجمّد… وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!
  • شاهد.. الفنانة هدى عربي تعلن عن مفاجأة سارة للجمهور: إنطلاق تسجيل حلقات البرنامج الرمضاني الأشهر في السودان “أغاني وأغاني” من هذا البلد (….) وموعودين بموسم رهيب على ضمانتي
  • في خطوة وصفت بالاستثنائيَّة… قرار سعوديّ جديد بشأن حضرموت
  • في الأردن: تشغيل ٨٠٪ من البطالة ورفع الرواتب للنصف… هل يمكن وكيف؟
  • رئيس الوزراء اللبناني: حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة