نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفية إريكا سولومون، تناولت فيه تزايد التكهنات حول الاسم المحتمل لخلافة المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، وذلك بعد وفاة أبرز المرشحين، الرئيس إبراهيم رئيسي.

وقالت سولومون إن مجتبى خامنئي نجل المرشد الأعلى، والمعروف بأنه رجل في ظلال السياسة الإيرانية، ويتمتع بنفوذ قوي على بلد نادرا ما يراه أو يسمعه، هو أبرز المرشحين.



وتابعت أن وفاة رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر يوم الأحد لن تؤدي فقط إلى انتخابات رئاسية جديدة. لكن من الممكن أيضا أن يؤدي ذلك إلى تغيير الديناميكيات حول اختيار بديل لآية الله خامنئي.

وقال أراش عزيزي، المحاضر في جامعة كليمسون والذي يهتم بالشأن الإيراني: "عندما بدأ الناس يتحدثون عن مجتبى كخليفة محتمل في عام 2009، اعتبرتها شائعة رخيصة. لكن الأمر لم يعد كذلك بعد الآن. من الواضح جدا الآن أنه شخصية مهمة. وهو مميز لأنه كان غير مرئي تماما تقريبا في نظر الجمهور".

وأضاف عزيزي أن عددا متزايدا داخل المؤسسة السياسية الإيرانية بدأ يؤيده علنا.


ومجتبى خامنئي، 55 عاما، هو الابن الثاني من أبناء آية الله خامنئي الستة. وهو محافظ متشدد، نشأ في النخبة الدينية والسياسية للجمهورية الإسلامية، التي تأسست عام 1979، وعزز فيما بعد العلاقات داخل الحرس الثوري القوي. واليوم، يُعتقد أنه يلعب دورا حاسما في إدارة مكتب والده.

لكن العديد من الخبراء في الشأن الإيراني يرفضون فكرة أن نجل آية الله يمكن أن يحل محله باعتباره خطرا على النظام.

منذ أن أطاحت ثورة عام 1979 بالشاه محمد رضا بهلوي، أصبحت مجموعة صغيرة من رجال الدين الشيعة الذين يديرون إيران يتمتعون بسلطة أكبر بكثير من المسؤولين المنتخبين. لكن المبدأ الأساسي للجمهورية الإسلامية هو أنها أنهت الحكم الوراثي.

وقال محمد علي شعباني، المحلل الإيراني ورئيس تحرير أمواج، وهي وسيلة إعلامية مستقلة على الإنترنت تركز على إيران والعراق وشبه الجزيرة العربية: "إذا تحول المرشد الأعلى إلى نظام وراثي، ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن النظام قد مات".

يقوم مجتبى خامنئي بالتدريس في أكبر مدرسة دينية في إيران، في مدينة قم، لكن زعماء دينيين آخرين شككوا في مؤهلاته. ولم يصل إلى مرتبة عالية داخل التسلسل الهرمي الديني الشيعي، وهو الأمر الذي اعتبر منذ فترة طويلة ضروريا لتولي دور المرشد الأعلى.

ومع ذلك، يبدو ماهرا في المناورات السياسية.

أصبح مجتبى خامنئي، وهو من قدامى المحاربين في الحرب الإيرانية العراقية، صديقا لزميله الجندي حسين طيب، الذي أصبح فيما بعد قائدا لوحدة الباسيج شبه العسكرية التابعة للحرس الثوري، وقاد لاحقا قوات المخابرات لسنوات عديدة. وقال عزيزي إنه من المعتقد أن خامنئي لديه صلات أخرى رفيعة المستوى بالأجهزة الأمنية الإيرانية أيضا.

واتهم الإصلاحيون الإيرانيون مجتبى خامنئي بلعب دور مهم في انتخاب محمود أحمدي نجاد عام 2005، وهو شعبوي متشدد، والذي تغلب بشكل غير متوقع على المرشحين الرئيسيين في ذلك الوقت.

وفي عام 2009، بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد ضد الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي، اجتاحت البلاد احتجاجات مناهضة للحكومة. وردا على الدور المشتبه به لمجتبى خامنئي في الانتخابات، فضلا عن الشائعات حول خلافته، هتف بعض نشطاء المعارضة: "مجتبى، أتمنى أن تموت ولا تصبح المرشد الأعلى".

ثم في عام 2022، في موجة أخرى من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، دعا موسوي، الذي ظل قيد الإقامة الجبرية منذ عام 2011، آية الله خامنئي إلى تبديد الشائعات حول خلافة ابنه له. ولم يستجب آية الله حينها.

ولكنه فعل ذلك في وقت سابق من هذا العام، حيث أصبحت مسألة الخلافة أكثر إلحاحا بكثير.

وقال رجل الدين محمود محمدي أراغي، عضو مجلس الخبراء الذي يختار المرشد الأعلى، لوكالة الأنباء الرسمية "إيلنا" إن آية الله خامنئي يعارض بشدة ترشيح ابنه للمنصب.

ويجب أن يختار مجلس الخبراء بالإجماع المرشد الأعلى. وحتى ذلك الحين، يمكنهم اختيار مجلس قيادة مكون من ثلاثة أو خمسة أعضاء لإدارة البلاد.

وفي نهاية المطاف، فإن مصير أي خليفة محتمل يكمن في نظام غامض يقول منتقدوه إنه أصبح أقل شفافية في السنوات الأخيرة.

وقال شعباني: "الحقيقة هي أنه لا أحد يعرف. وهذا جنون. لا توجد شفافية في عملية تؤثر على ملايين الإيرانيين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية خامنئي رئيسي الإيرانية إيران طهران خامنئي رئيسي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرشد الأعلى

إقرأ أيضاً:

ألمانيا.. سياسي بارز يدعو إلى حظر حزب البديل

دعا أوميد نوريبور نائب رئيس البرلمان الألماني إلى التقدم بطلب لحظر حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
وفي مقال رأي نشر في صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية، كتب السياسي المنتمي إلى حزب الخضر "ينبغي للهيئات الدستورية أن تكلف المحكمة الدستورية الاتحادية بالنظر فيما إذا كان حزب البديل مخالفا للدستور"، مشيرا إلى أن حظر حزب ما لا يعد قرارا سياسيا، بل هو اختصاص حصري لأعلى هيئة قضائية مستقلة في البلاد.
وأضاف نوريبور "لكن ذلك يشترط أن تقوم الهيئات المختصة، الحكومة الاتحادية أو البرلمان أو المجلس الاتحادي (مجلس الولايات)، برفع الدعوى إلى المحكمة. وينبغي لها أن تفعل ذلك".
واعترف الرئيس السابق لحزب الخضر قائلا "نعم، إن مثل هذا الإجراء سيتطلب وقتا، ولن يكون خاليا من المخاطر"، مؤكدا أن قرار المحكمة الدستورية ليس مضمونا مسبقا بأي حال.
وشرح نوريبور أسباب موقفه موضحا أن "التصريحات القومية، والعنصرية، والمعادية للإنسانية، تترافق مع أفكار انقلابية ودعوات للتسلح. كما أن الانتخابات الديمقراطية تتعرض للطعن في شرعيتها بشكل نشط. حزب البديل يسعى إلى زعزعة النظام الديمقراطي الحر في بلادنا"، مضيفا أنه لا يمكن الوقوف موقف المتفرج أمام ذلك.
وتابع نائب رئيس البرلمان الألماني "إذا وجدت شكوك كافية، وهي شكوك تأتي في هذه الحالة حتى من جهاز حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، فإن من الواجب اتخاذ إجراء".
كانت الدعوات للشروع في إجراء لحظر الحزب تصاعدت، بعد أن أعلن المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا في أوائل الشهر الجاري تصنيف حزب البديل على أنه يمثل حالة مؤكدة لحزب يميني متطرف.
ورد الحزب على هذه الخطوة بتقديم طلب عاجل أمام القضاء.
وحتى صدور قرار من المحكمة الإدارية المختصة في كولونيا، جمدت الاستخبارات الداخلية هذا التصنيف مؤقتا، وستواصل التعامل مع الحزب فقط كحالة مشتبه بها في أنه حزب يميني متطرف.
وثمة انقسام داخل الحكومة الاتحادية حول التقدم بطلب رسمي لحظر الحزب. ففي حين أبدى رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووزير المالية لارس كلينجبايل انفتاحا على الفكرة، ودعت وزيرة العدل الاتحادية شتيفاني هوبيج (عن الحزب نفسه) إلى إجراء دراسة جدية للأمر، فإن وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبرينت (من الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) أبدى تحفظه، معتبرا أن تقرير جهاز حماية الدستور لا يكفي، في رأيه، كأساس لإجراء حظر رسمي للحزب.

أخبار ذات صلة إغلاق ساحة الجماهير في ميونيخ قبل نهائي «أبطال أوروبا» فولكروج: شكراً ناجلسمان المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • الإعلامي الكويتي شعيب راشد يكشف تفاصيل سحب جنسيته
  • رئيس دار الأوبرا المصرية يشكر من قدم له واجب العزاء في وفاة والده
  • ألمانيا.. سياسي بارز يدعو إلى حظر حزب البديل
  • محمد الحوثي يعزي في وفاة المجاهد يوسف أحسن الضوء
  • لواء إسرائيلي بارز يصف مصر بأنها التهديد الأخطر على تل أبيب .. ويحذّر من أن خوض حرب في الوقت الراهن
  • أولمبيك الدشيرة يصعد لدوري البطولة الإحترافية لأول مرة في تاريخه
  • البطولة: أولمبيك الدشيرة يصعد إلى القسم الاحترافي الأول بانتصاره على السوالم بثلاثية
  • الكرامة يعزز صدارته وأهلي حلب يصعد للوصافة في الدوري الممتاز لكرة القدم
  • الدكتور بن حبتور يعزي في وفاة الشيخ علي ناصر باديان
  • ماكرون يحذّر من خطر رئيسي يواجه العالم