دراسة تكشف سر اللون البرتقالي "الخطير" لأنهار ألاسكا
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
كشفت دراسة علمية حديثة سبب تحول العشرات من الأنهار والجداول في ألاسكا إلى اللون البرتقالي الصدئ.
وقال مؤلف الدراسة والأستاذ المساعد في علم السموم البيئية بجامعة كاليفورنيا الأميركية، بريت بولين، إن ذوبان الأرض المتجمدة في ألاسكا، يؤدي إلى تسرب المعادن التي كانت محبوسة في تلك التربة إلى المجاري المائية.
وأضاف بولين: "إنه تأثير غير متوقع لتغير المناخ الذي نشهده في بعض الأنهار الأكثر نظافة في بلادنا".
وأشار خبير السموم البيئية إلى أن ذوبان التربة الصقيعية يؤدي إلى تعريض المعادن للأكسجين، مما يزيد من حموضة الماء ويذيب المعادن مثل الزنك والنحاس والكادميوم والحديد، وهو المعدن الأكثر وضوحا والذي يمنح الأنهار لونا صدئا يمكن رؤيته حتى من صور الأقمار الاصطناعية".
وحذر بولين من أنه "عندما يتم مزجه مع نهر آخر، فإنه يمكن أن يجعل المعادن أكثر فعالية في تأثيرها على المياه"، حسبما نقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
ورصدت الظاهرة الغريبة لأول مرة في عام 2018، عندما لاحظ الباحثون اللون البرتقالي للأنهار عبر سلسلة جبال بروكس في شمال ألاسكا، في تناقض صارخ مع المياه الصافية التي شوهدت في العام السابق.
وخلال عام واحد، شهد أحد روافد نهر أكيليك في متنزه وادي كوبوك الوطني فقدانا كاملا لنوعين من الأسماك المحلية، بسبب انخفاض اللافقاريات والنباتات في قاع النهر.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات السموم ألاسكا المناخ والحديد الأقمار الاصطناعية المعادن الأسماك ألاسكا ظواهر غريبة السموم ألاسكا المناخ والحديد الأقمار الاصطناعية المعادن الأسماك بيئة
إقرأ أيضاً:
العلماء يفكون الشفرة الجينية للون القطط البرتقالية بعد قرن من الغموض
منذ زمن بعيد، أسرت القطط البرتقالية مخيلة الناس، من "جارفيلد" الكسول وعاشق اللازانيا، إلى "تاما" قطة اليابان المشهورة التي أصبحت مديرة محطة قطار. لكن ما لم يكن يعرفه الكثيرون أن لون الفراء هذا، الذي يبدو بريئا وساحرا، كان لسنوات طويلة لغزا وراثيا استعصى على العلماء حله حتى الآن.
ففي إنجاز علمي بارز نشر يوم الخميس 15 مايو/أيار الجاري في دراسة بمجلة "كارنت بيولوجي"، أعلن باحثون من جامعة كيوشو اليابانية بالتعاون مع فريق في جامعة ستانفورد الأميركية عن اكتشاف الطفرة الجينية المسؤولة عن اللون البرتقالي في القطط المنزلية، واضعين بذلك حدا لواحد من أقدم الأسئلة في علم وراثة الحيوانات الأليفة.
منذ أكثر من قرن، اشتبه العلماء في أن الجين المسؤول عن اللون البرتقالي موجود على الكروموسوم إكس. كانت أغلب القطط البرتقالية من الذكور، في حين أن الإناث يحملن عادة مزيجا من البرتقالي والأسود في شكل فراء مبرقش، كما هو الحال في أنواع "الكاليكو" و"التورتويسشيل"، لكن رغم هذه المؤشرات، لم ينجح قط أحد في تحديد الجين بدقة.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة أستاذ علم الوراثة في جامعة كيوشو اليابانية هيرويكي ساساكي في تصريحات للجزيرة نت "لطالما كان حلمي بوصفي عالما وعاشقا للقطط أيضا أن نعرف ما الذي يجعل بعض القطط برتقالية. كان أمامنا فقط فرضيات، أما اليوم فلدينا الجواب الجيني الحقيقي".
إعلانبعد تحليل عينات الحمض النووي لـ18 قطة، نصفها برتقالية اللون، اكتشف الفريق أن جميع القطط البرتقالية تتشارك طفرة محددة في جين يعرف باسم "إيه آر إتش جيه إيه بي 36". وتكرر النمط نفسه في أكثر من 49 قطة إضافية من قواعد بيانات جينية دولية، مما منح الاكتشاف قوة علمية معتبرة.
لكن المفاجأة لم تكن في وجود الطفرة، بل في موقعها، فالطفرات لم تغير بنية البروتين، بل كانت في جزء غير مشفر من الجين. يعني هذا أن الجين لا يصنع بروتينا مختلفا، بل يشتغل بشكل مختلف.
"الأمر أشبه بإزالة كاتم الصوت من محرك السيارة"، يشرح ساساكي، مضيفا أن "المحرك نفسه لم يتغير، لكنه أصبح أكثر صخبا. هذا بالضبط ما تفعله هذه الطفرة، تجعل الجين يعمل أكثر من اللازم"، كما أوضح ساساكي في تصريحه للجزيرة نت.
لاحقا، استعان الفريق بأطباء بيطريين محليين للحصول على عينات جلد من أربع قطط "كاليكو"، ذات الفراء الملون. فحص العلماء الخلايا الصبغية في المناطق البرتقالية والسوداء من الفراء، ووجدوا أن جين "إيه آر إتش جيه إيه بي 36" كان أنشط بكثير في المناطق البرتقالية.
هذا النشاط الزائد للجين، بحسب الدراسة، يقلل من نشاط مجموعة من الجينات الأخرى المسؤولة عن إنتاج الميلانين الداكن، مما يدفع الخلايا إلى إنتاج صبغة أفتح تعرف باسم "فيوميلانين" وهي التي تمنح القطط لونها البرتقالي المميز.
وما يثير الفضول أن هذا الجين لا ينشط فقط في الجلد، بل في الدماغ والغدد الصماء أيضا. وقد يفتح هذا الباب أمام فرضيات مثيرة مثل الربط بين لون الفراء وطبيعة الشخصية.
ويوضح ساساكي "كثير من الناس يعتقدون أن القطط البرتقالية أكثر ودا أو أكثر شراسة"، ويضيف "لا توجد أدلة علمية قاطعة حتى الآن، لكن من يدري؟ ربما يكشف المستقبل عن علاقة حقيقية بين الجينات والسلوك".
إعلاناللافت أن هذا الجين -وفقا للمؤلف الرئيسي للدراسة- موجود أيضا لدى البشر، وقد ارتبط في بعض الدراسات بحالات مثل سرطان الجلد وتساقط الشعر. ولذلك، يأمل الباحث أن يسهم هذا الاكتشاف في تطوير أبحاث طبية مستقبلية، تتجاوز حدود علم الحيوان إلى الإنسان.
كما يخطط الفريق لاستكشاف أصول الجين عبر تحليل رسومات القطط في الحضارات القديمة، بل وحتى فحص الحمض النووي لقطط محنطة في مصر القديمة.