د. رضا فرحات يكتب: دعم لا ينقطع.. وجهود مكثفة لتعزيز الحق الفلسطيني
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
على مدار التاريخ بذلت مصر جهوداً دبلوماسية ومجتمعية كبيرة من أجل تعزيز حقوق الشعب الفلسطينى، واتسم موقفها بالثبات والوضوح تجاه دعم الأشقاء الفلسطينيين، والدفاع عن قضيتهم العادلة وستظل مصر، بقيادتها السياسية، أكبر داعم رئيسى للقضية الفلسطينية من خلال رؤية واضحة تسعى لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، والوصول إلى حل عادل وشامل، كما أنها تحمل على عاتقها حقوق الفلسطينيين المشروعة، وتدافع عنها فى كافة مشاركاتها بالمحافل الدولية والمنابر العالمية، ورفضها لأى حلول غير عادلة أو محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، مثل خطط التهجير القسرى أو تغيير الوضع فى الأراضى المحتلة.
مصر واصلت، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تأكيد موقفها الرافض لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين، حيث شدد الرئيس السيسى فى العديد من المناسبات على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يقوم على أساس حل الدولتين ووجود دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، وذلك وفقاً للقرارات الدولية، وهذا هو الموقف المصرى الرسمى المعلن فى كل المحافل الدولية والعالمية التى تؤكد رفض أى محاولات لتغيير الوضع الديموغرافى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأن الحل يكمن فى تحقيق السلام من خلال المفاوضات، وبما يضمن حقوق الأشقاء الفلسطينيين، وهذا الموقف يأتى ضمن إطار السياسة المصرية الثابتة التى تدعم السلام العادل والشامل فى منطقة الشرق الأوسط.
الجهود الدبلوماسية المصرية أيضاً كان لها دور مهم فى تغيير رؤية المجتمع الدولى للقضية الفلسطينية وتحفيز مواقف بعض الدول لصالح حقوق الفلسطينيين، حيث قامت مصر بعقد لقاءات ومحادثات مع قادة العالم والمنظمات الدولية بهدف تعزيز الجهود الدولية لإنهاء الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى على أساس حل الدولتين، ونجحت مصر من خلال جهودها الدبلوماسية المستمرة، فى التأثير على مواقف بعض الدول بشأن القضية الفلسطينية، كما عززت الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
ومنذ أحداث السابع من أكتوبر فى قطاع غزة، كان لمصر أيضاً نشاط وحراك كبير على مستوى العالم من خلال استضافة العديد من الاجتماعات والقمم العربية والإسلامية والدولية التى تناولت القضية الفلسطينية، كما شاركت فى المؤتمرات الدولية التى تدعم حقوق الفلسطينيين ونجحت فى إبراز أهمية القضية الفلسطينية كقضية مركزية فى منطقة الشرق الأوسط، وأكدت أن استقرار المنطقة مرهون بحل هذه القضية من خلال إبرازها على أجندة المجتمع الدولى.
منظمات المجتمع المدنى أيضاً لم تكن غائبة عن المشهد، وكانت جزءاً أساسياً من الجهود المصرية المستمرة لدعم القضية الفلسطينية ويبقى دورها محورياً فى بناء التضامن وتعزيز الدعم للقضية الفلسطينية على مختلف المستويات من خلال تقديم الدعم الإنسانى والإغاثى للفلسطينيين، خاصة فى الأوقات التى تشهد فيها الأراضى الفلسطينية أزمات إنسانية من خلال جمع التبرعات والمساعدات الطبية والغذائية وإرسالها إلى قطاع غزة والضفة الغربية لمساعدة الأسر المتضررة، بالإضافة إلى ذلك، تعمل هذه المنظمات على تقديم الدعم النفسى والاجتماعى للأطفال والنساء الذين يعانون من آثار النزاعات.
إن وقف الاعتداءات الإسرائيلية أصبح أمراً ضرورياً من أجل تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، ويجب على المجتمع الدولى أن يمارس دوره فى تحقيق هذا الهدف وتبنى مواقف أكثر قوة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتشجيع الحوار والتفاوض كوسيلة لحل النزاع الفلسطينى الإسرائيلى، وممارسة الضغط الدبلوماسى على إسرائيل من خلال الاتصالات الرسمية والمفاوضات المباشرة لتحقيق الهدف المطلوب، وهو وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى الشقيق والتوصل إلى حل سلمى.
فى النهاية يبقى دور مصر فى دعم القضية الفلسطينية محورياً، حيث تعد القاهرة هى المحرك الرئيسى للجهود العربية والإقليمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وكان آخرها مشاركة الرئيس السيسى فى الدورة الثالثة والثلاثين، لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بمملكة البحرين، والتى عقدت فى توقيت بالغ الصعوبة بالنسبة للأشقاء الفلسطينيين فى ظل الممارسات اللاإنسانية من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى، والتى تعود بنا إلى العصور الوسطى، كما ستظل مصر متمسكة بدورها حتى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مع التأكيد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين من ويلات هذه الحرب الشعواء ضد أبناء الشعب الفلسطينى وانتزاع موقف دولى واضح برفض تصفية القضية الفلسطينية، والتأكيد على أهمية حل الدولتين كطريق وحيد لتحقيق السلام فى المنطقة، مما يبرز الدور الحيوى لمصر فى الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطينى.
* أستاذ العلوم السياسية
ونائب رئيس حزب المؤتمر
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر فلسطين للقضیة الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى من خلال إلى حل
إقرأ أيضاً:
المنظمات الأهلية الفلسطينية: الاحتلال يستغل المساعدات لترسيخ النزوح وإذلال الفلسطينيين
أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن القصف الإسرائيلي المتواصل لم يترك بنية تحتية سليمة، وتسبب في دمار واسع لمنازل المواطنين ومراكز الإيواء، مما زاد من معاناة المدنيين، خاصة النساء والأطفال الذين يبيتون جوعى، ولا يجدون أحيانًا حتى شربة ماء صالحة للشرب، وسط نقص حاد في الأدوية، ومشاهد يومية للمرضى والجرحى يتمنون الموت لتخفيف آلامهم.
وقال «الشوا»، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد رضا، على قناة «القاهرة الإخبارية»، إن هناك مشاهد إنسانية قاسية في قطاع غزة لا تستطيع أي كاميرا أو عدسة أن توثقها بالكامل، خاصة في مراكز توزيع المساعدات التي يشرف عليها الاحتلال الإسرائيلي، أو في المخيمات التي تأوي عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية في ظروف إنسانية مأساوية.
وأشار إلى أن نزوح السكان ما زال مستمرًا بشكل يومي، لاسيما من أحياء مدينة غزة التي تتعرض لقصف لا يتوقف، مضيفًا: «هذه الأوجاع لا يمكن لأي كاميرا أن توثقها، فمحاولات النوم تتبدد تحت أصوات الانفجارات والدمار، في واقع كارثي غير مسبوق».
وتعليقًا على الآلية الجديدة التي تشرف عليها الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات، قال الشوا إنها «آلية فاشلة باعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه»، مشيرًا إلى أن إصرار الاحتلال على استمرارها يعود إلى أهداف أمنية وسياسية تهدف إلى فرض النزوح القسري على الفلسطينيين، لا سيما من شمال غزة إلى جنوبها.
وأضاف أن الاحتلال يستخدم نقاط توزيع المساعدات كمصائد لإذلال الفلسطينيين، حيث يُجبر المدنيون على المرور في ممرات محاطة بالأسلاك الشائكة وتحت حراسة مسلحين أجانب وجنود الاحتلال، ما يمثل إهانة واضحة، بل ويتعرض بعضهم لإطلاق النار خلال محاولتهم الحصول على الغذاء.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: فرصة منع وقوع المجاعة في غزة تتضاءل بسرعة
«أونروا»: غزة تحولت من جحيم إلى مقبرة بسبب تزايد القصف الإسرائيلي
منظمة التعاون الإسلامي تدين قرار الاحتلال الإسرائيلي إنشاء 22 مستوطنة جديدة