أظهرت المداولات الأخيرة بين وزراء مالية مجموعة السبع اتفاقا متزايدا على استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا ماليا وسط صراعها المستمر. مع استمرارهم التأكيد على عزمهم على تشديد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا على خلفية حرب أوكرانيا، وفق ما جاء في مسودة مشروع بيان ختامي.

وصدر عن اجتماعات المجموعة الأخيرة في ستريسا بشمال إيطاليا تعليقات متفائلة من وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، حيث نقلت بلومبيرغ قولها "أشعر بالرضا تجاه المحادثات التي أجريناها"، وهو ما يشير إلى خطوات كبيرة نحو التوافق بين دول المجموعة حول استخدام الأصول الروسية.

ويُتوقع أن يضع وزراء المال في مجموعة السبع في إيطاليا اليوم السبت أسس اتفاق مبدئي بشأن استخدام فوائد الأصول الروسية المجمدة لمساعدة كييف، لكن القرار النهائي سيكون متروكا لقمة رؤساء الدول والحكومات المقررة في منتصف يونيو/حزيران المقبل.

وتتضمن الإستراتيجية قيد النظر إطلاق حزمة مساعدات غربية قد تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار لأوكرانيا من خلال الاستفادة من فوائد ما يقرب من 280 مليار دولار من أموال البنك المركزي الروسي، المحتفظ بها بشكل أساسي في أوروبا.

يلين عبرت عن رضاها تجاه المحادثات التي أجرتها مجموعة السبع (الفرنسية) تحديات قانونية ودبلوماسية

وتقول بلومبيرغ إن وزراء مالية مجموعة السبع يناقشون ليس فقط استخدام فوائد الأصول المجمدة كإجراء عقابي ضد روسيا، بل كدعم استباقي لأوكرانيا.

وينطوي ذلك على إمكانية تحويل الفوائد من هذه الأصول إلى قروض لضمان الدعم الاقتصادي المستمر للحكومة الأوكرانية، وفق ما ذكرته الوكالة.

وتشير بلومبيرغ إلى إن هذه الإستراتيجية لا تخلو من التعقيد، والتي تنطوي على دراسة متأنية للقانون الدولي لضمان أن تعبئة الأصول لا تنتهك الأطر القانونية القائمة.

ويطرح تنفيذ خطة استخدام الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا العديد من التحديات القانونية والدبلوماسية.

وقال المختص في الاقتصاد السياسي للجزيرة نت الدكتور معاذ العامودي إن السابقة القانونية تمثل الشاغل الرئيسي التي قد تشكله هذه التحركات، لأن استخدام الأصول المجمدة لدى دولة ما لتمويل دولة أخرى يمثل تجاوزا ونوعا من البلطجة على مستوى احترام الاتفاقيات والعلاقات الدولية، ويكسر النمط السائد الذي تروج له المنظومة الغربية من العولمة الاقتصادية.

وعلى الرغم من أن دول الاتحاد الأوروبي داعمة، فقد أبدت الحذر، ودعت إلى وضع إطار قانوني قوي لدعم أي قرارات يتم اتخاذها.

ويرى العامودي أن العامل الأهم بالنظر لتاريخ العقوبات الاقتصادية كسياسة أميركية تجاه الخصوم نتيجة سيطرتها على النظام النقدي والمالي هي في تزايد، مما يعني أن نادي المعاقبين اقتصاديا أصبح يشكل تكتلا بوسعه العمل معا.

وذكرت بلومبيرغ أنه من المتوقع أن يحدد بيان مجموعة السبع الخطوط العريضة لهذه الإستراتيجيات، ويؤكد من جديد أن الأصول الروسية ستظل مجمدة حتى يتم دفع التعويضات عن الأضرار التي لحقت بأوكرانيا.

بوتين وقع مرسوما يسمح بمصادرة الأصول المملوكة لكيانات الولايات المتحدة في روسيا (الفرنسية) رد فعل روسي وتداعيات عالمية

ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يسمح بمصادرة الأصول المملوكة لكيانات الولايات المتحدة في روسيا، كإجراء مضاد مباشر للعقوبات الغربية والاستخدام المقترح للأصول الروسية لتمويل المساعدات الأوكرانية.

ويشير هذا المرسوم إلى استعداد روسيا للمشاركة في إجراءات قانونية واقتصادية متبادلة، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بشكل أكبر.

وسلط الخبير في القانون الدولي جان بول كاستانيو الضوء على المخاطر المرتبطة بخطط مجموعة السبع. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أشار كاستانيو إلى أنه "إذا اعتبرت روسيا استخدام عائدات الأصول المجمدة في أوروبا بمثابة "سرقة"، فمن المحتمل جدا أنها ستتخذ إجراءات تستهدف الجماعات الغربية التي لا تزال تعمل على أراضيها"، وهو ما يعني احتمال حدوث رد فعل اقتصادي عكسي قد يؤثر ليس فقط على الحكومات المعنية، بل أيضا على الكيانات الخاصة العاملة داخل روسيا.

في انتظار قمة مجموعة السبع

ومع اقتراب موعد انعقاد قمة مجموعة السبع في منتصف يونيو/حزيران المقبل، فإن الترقب يتزايد ليس فقط بين البلدان المشاركة، بل أيضا في مختلف أنحاء المجتمع العالمي.

ويشير العامودي إلى أن تصاعد هذه التوترات المالية والقانونية مع تزايد الحديث عن نظام مصرفي وقدرة نادي المعاقبين على استيعاب الدول النامية ذات الاقتصادات الصاعدة، يضطر الدول الكبرى في نادي المعاقبين لتقديم تنازلات أكبر باتجاه تمكين عملات بديلة للتبادل، وإنجاح معاهدات واتفاقات اقتصادية جديدة بوسعها التحلل من السطوة الغربية عليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات استخدام الأصول الروسیة مجموعة السبع

إقرأ أيضاً:

روسيا: وقف إطلاق النار ليس كافياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا

موسكو، كييف (الاتحاد، وكالات)

أخبار ذات صلة القوات الروسية تسيطر على 8 بلدات جديدة في أسبوع «أبوظبي إكستريم».. حان وقت «العاشرة» في موسكو الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

قالت روسيا، أمس، إن وقف إطلاق النار ليس كافياً لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا.
وقال مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا لمجلس الأمن الدولي: «لتحقيق تسوية مستدامة ودائمة للأزمة الأوكرانية، نحتاج إلى معالجة أسبابها الجذرية».
وأضاف «ما نقترحه هو عقد جولة ثانية من المحادثات في إسطنبول يوم الاثنين المقبل، حيث يمكننا تبادل المذكرات حول نهج كل من الطرفين في عملية المفاوضات».
وفي السياق، قال متحدث الرئاسة الروسية «الكرملين» دميتري بيسكوف، إن موسكو مستعدة لخوض جولة تفاوض ثانية مع أوكرانيا في إسطنبول الاثنين المقبل.
وأشار بيسكوف في تصريحات أدلى بها للصحفيين في موسكو، أمس، إلى ضرورة التشاور مع الأوروبيين بشأن مسألة الأمن الأوروبي، قائلاً: «لا يمكننا الاستغناء عنهم، ومع ذلك، فإن جدول أعمال الاجتماع الذي سيعقد في إسطنبول الاثنين سيكون المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا».
وأكد أن الوفد الروسي سيكون جاهزاً للمفاوضات في 2 يونيو المقبل في إسطنبول، مضيفاً: «فريق التفاوض الروسي في طريقه إلى إسطنبول، وسيكون جاهزاً للجولة الثانية من المفاوضات صباح الاثنين».
ورداً على سؤال حول إمكانية عقد قمة في تركيا تجمع الرئيس رجب طيب أردوغان ونظراءه الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والأميركي دونالد ترامب، أجاب: «قبل عقد مثل هذا الاجتماع يجب التوصل لنتائج من المحادثات المباشرة بين البلدين».
وأردف متحدث الرئاسة الروسية بالقول، إنه «إذا تم التوصل إلى نتائج بالطبع يمكننا الحديث عن اتصالات رفيعة المستوى».
وأعرب عن أمله بمناقشة مذكرات التفاهم التي أعدتها روسيا وأوكرانيا في الجولة الثانية من محادثات إسطنبول بقوله: «ينصب تركيز الجميع حالياً على المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا».
وتابع: «يجري العمل على وضع قائمة بشروط وقف إطلاق النار المؤقت، وبالإضافة لما سبق ستدرج أيضاً مسألة سلامة الملاحة في البحر الأسود ضمن الحلول المستقبلية». 
وكانت تركيا اقترحت في وقت سابق، أمس، استضافة قمة تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيريه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترامب، في إطار سعيها للتوسط في اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إنه يجب على روسيا أولاً إرسال مذكرة بشأن رؤيتها لوقف إطلاق النار، قبل عقد جولة جديدة من محادثات السلام.
وشدد سيبيها خلال مؤتمر صحفي عقده، أمس، مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في العاصمة الأوكرانية كييف، على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بذل جهوداً حثيثة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
ولفت سيبيها إلى أنه خلال لقائه مع الوزير فيدان، ناقشا مفاوضات السلام لإنهاء الحرب وإقرار وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط.
وذكَّر بأن أوكرانيا قبلت وقف إطلاق النار الكامل وغير المشروط الذي اقترحته الولايات المتحدة سابقاً.

مقالات مشابهة

  • عاجل. أوكرانيا تقدّر كلفة الضرر اللاحق بالطائرات العسكرية الروسية بـ7 مليارات دولار
  • أوكرانيا: استهدفنا عشرات المقاتلات الروسية
  • ‏وزارة الدفاع الروسية تعلن سيطرة قواتها على بلدة "أوليكسييفكا" في منطقة "سومي" شرقي أوكرانيا
  • أوكرانيا تعلن تفجير قطار عسكري للقوات الروسية
  • رئيس وزراء اليابان يدرس عقد اجتماع تجاري مع ترامب قبل قمة مجموعة السبع
  • في اليوم الأول من الامتحانات.. خبير تربوي يقدم مجموعة من النصائح للأسرة لدعم الطالب نفسيًا
  • روسيا: وقف إطلاق النار ليس كافياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • المشاط: نتمنى التوفيق للرئيس الجديد للبنك لدعم مسيرة التنمية في إفريقيا التي تمرُّ بمرحلة حاسمة
  • متى سينسحب ترامب من عملية التسوية بشأن أوكرانيا وماذا سيحدث حينها؟
  • روسيا تشن هجوماً واسعا على أوكرانيا بـ 90 مسيّرة