اكتشاف كوكب قد يكون صالحا للحياة.. يبعد 40 سنة ضوئية فقط
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
اكتشف علماء الفلك كوكبا خارجيا يشبه الأرض يقع على بعد 40 سنة ضوئية فقط من نظامنا الشمسي، وهو أقرب عالم يمكن أن يكون صالحا للسكنى لنا حتى الآن.
ورُصد الكوكب -الذي يدور حول النجم "جليز 12" في كوكبة الحوت- لأول مرة من قبل علماء الفلك باستخدام القمر الصناعي لمسح الكواكب العابرة غير الشمسية "تيس" التابع لوكالة "ناسا".
ووفقا للدراسة التي نشرت يوم 23 مايو/أيار الجاري في مجلة "مونثلي نوتيس أوف رويال أسترونوميكال سوسايتي"، تبلغ درجة حرارة سطح الكوكب المكتشف 42 درجة مئوية، وهي درجة حرارة أقل من معظم الكواكب الخارجية التي تأكد وجودها حتى الآن والتي يبلغ عددها 5000 كوكب.
كوكب عابرألقى الفريق البحثي نظرة فاحصة على الكوكب -الذي أطلقوا عليه اسم "جليز 12 بي"- باستخدام القمر الصناعي لتوصيف الكواكب الخارجية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية وعبر المراصد الأرضية في أستراليا وتشيلي والصين.
ومن خلال ملاحظة كيفية تغير سطوع نجمه المضيف في أثناء مرور الكوكب عبره، وجد الفريق أن الكوكب لديه مدار سريع، حيث يدور حول النجم "جليز 12" في 12.8 يوما فقط. كما أن حجمه أصغر قليلا من الأرض، ومماثل لحجم كوكب الزهرة، وقد يكون الكوكب قادرا على إيواء الماء السائل، وربما حتى وجود حياة على سطحه.
تقول باحثة ما بعد الدكتوراه في كلية الفيزياء والفلك بجامعة إدنبره والمشاركة في الدراسة "لاريسا باليثورب": الكوكب المكتشف قد يكون له غلاف جوي يشبه الأرض، وهو أقرب إلى كوكب الزهرة الذي تعرض لظاهرة احتباس حراري جامحة جعلت منه حفرة جهنمية تبلغ درجة حرارتها 400 درجة مئوية، أو ربما له نوع مختلف من الغلاف الجوي غير موجود في نظامنا الشمسي.
وتوضح باليثورب في حديث مع "الجزيرة نت"، أن معظم الكواكب الخارجية تُكتشف باستخدام طريقة العبور، إذ يمر الكوكب أمام نجمه مما يتسبب بانخفاض سطوع النجم المضيف، وأثناء العبور يمر ضوء النجم أيضا عبر الغلاف الجوي لكوكب خارج المجموعة الشمسية، فتمتص بعض الأطوال الموجية وتمتص جزيئات الغاز المختلفة ألوانا مختلفة، لذلك يوفر العبور مجموعة من البصمات الكيميائية التي يمكن اكتشافها بواسطة التلسكوبات مثل تلسكوب جيمس ويب.
يمثل الكوكب المكتشف شبيه الزهرة "جليز 12 بي" أحد أفضل الأهداف لدراسة ما إذا كانت الكواكب بحجم الأرض التي تدور حول نجوم باردة يمكنها الاحتفاظ بغلافها الجوي، وهي خطوة حاسمة لتعزيز فهمنا لقابلية السكن على الكواكب عبر مجرتنا، وفقا للباحثة المشاركة في الدراسة.
ويبلغ حجم النجم المضيف للكوكب الخارجي نحو 27% من حجم شمسنا، وتبلغ درجة حرارة سطحه نحو 60% من نجمنا. ومع ذلك فإن المسافة التي تفصل بين النجم "جليز 12" والكوكب الجديد هي 7% فقط من المسافة بين الأرض والشمس، وبالتالي يتلقى الكوكب طاقة من نجمه تزيد بمقدار 1.6 مرة عما تحصل عليه الأرض من الشمس، ونحو 85% مما يتلقاه كوكب الزهرة، وذلك وفقا للبيان الصحفي الذي نشرته الجمعية الملكية الفلكية.
وتوضح الباحثة أن هذا الاختلاف في الإشعاع الشمسي مهم، لأنه يعني أن درجة حرارة سطح الكوكب تعتمد بشكل كبير على الظروف الجوية. "جزء كبير من القيمة العلمية لهذا الكوكب هو فهم نوع الغلاف الجوي الذي يمكن أن يتمتع به. وبما أنه يقع في منطقة وسط من حيث كمية الضوء التي تحصل عليها الأرض والزهرة من الشمس، فسيكون ذلك ذا قيمة لسد الفجوة بين هذين الكوكبين في نظامنا الشمسي".
وأضافت باليثورب: "الأرض صالحة للسكن، ولكن كوكب الزهرة غير صالح بسبب فقدانه الكامل للمياه. ونظرا لأن جليز 12 بي يقع بين الأرض والزهرة من حيث درجة الحرارة، فإن غلافه الجوي يمكن أن يعلمنا الكثير عن مسارات القابلية للسكن التي تتخذها الكواكب أثناء تطورها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات کوکب الزهرة درجة حرارة
إقرأ أيضاً:
الكوكب الذي غاب عن السماء.. زاهر البوسعيدي في ذمة الله
حمود بن علي الطوقي
لم يكن رحيل الأخ والصديق زاهر بن سالم البوسعيدي مجرد غياب جسد، بل كان لحظة فارقة، حملت معها الكثير من المعاني، وأيقظت فينا الحنين إلى زمن الطفولة وصفاء البدايات.
كان رحيله في يوم غير عادي، يوم جمعة مُبارك، اجتمعت فيه الأسرة كما اعتادت، على مائدة الغداء، في مشهد يفيض بأريج المحبة ودفء الأخوة. تبادلوا أطراف الحديث، تدارسوا القرآن الكريم، كما كانوا يفعلون في عهد والدهم، الشيخ الجليل سالم بن خليفة البوسعيدي، رحمه الله. كأن الرحيل أراد أن يكون تذكرة بما كانت عليه الأسرة، وأن يختم حياة زاهر بجلسة عامرة بالألفة، بين اثني عشر كوكبًا، كان هو كوكبهم الأوسط.
ولعل من أعمق ما يربطني بزاهر، رحمه الله، أن علاقتنا لم تكن وليدة يوم أو صدفة، بل جذورها تمتد إلى جيل الآباء. فقد كان والدي، الشيخ الجليل علي بن محمد الطوقي الحارثي، يرتبط بصداقة متينة بوالد زاهر، الشيخ الجليل سالم بن خليفة البوسعيدي، رحمهما الله جميعًا. ومن تلك العلاقة الأبوية المُباركة نبتت علاقة الصداقة بيني وبين زاهر، فترسخت، واتسعت لتشمل إخوانه الكرام، أحبّتي أحمد وسعيد ومحمد وبقية الإخوة، علي وسليمان وحافظ وخلفان وخليفة حتى صرنا نعد أنفسنا أسرة واحدة، تربطنا محبة صادقة ووئام دائم، قَلَّ أن نجد له نظيرًا.
أكتب هذه الكلمات لا لأرثي زاهر فحسب، بل لأحيي ذكراه، وأخلّد أثره. فهو لم يكن صديق الطفولة فقط، بل رفيق الدراسة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وزميل حلقات تحفيظ القرآن الكريم في جامع السلطان قابوس بروي. عرفته رفيق درب ذكيًا، وشابًا طموحًا، ورجلًا لا يعرف الكلل ولا الملل.
تميّز زاهر منذ صغره بحب الرياضة وروح القيادة، فأسس فريق كرة اليد في نادي فنجا، وبذل فيه من الجهد ما جعله فريقًا منافسًا على الساحة الرياضية، فكانت النتيجة أن أُسندت إليه مهمة تدريب المنتخب الوطني لكرة اليد، وهو إنجاز لم يأتِ من فراغ، بل من عزيمة صادقة وإيمان راسخ بقدراته.
لكن زاهر، رحمه الله، لم يكن رياضيًا فقط، بل كان إنسانًا واسع القلب، له قاعدة عريضة من الأصدقاء الذين ظلوا أوفياء له حتى اللحظة الأخيرة، وقد لمسنا ذلك في مجلس العزاء، حيث توافد الأحبة من كل حدب وصوب لتقديم التعازي، واستحضار ذكراه الطيبة.
رغم أن لقاءاتنا تباعدت في السنوات الأخيرة، بسبب مشاغل الدنيا التي لا تنتهي. إلا أن زاهر ظل حاضرًا في القلب. والوجدان، أذكر أنني التقيته ذات مرة، فقلت له ممازحًا: "مختفي يا كابتن زاهر!" فكنت أحب أناديه بالكابتن فضحك وقال: "بعد التقاعد من مستشفى السلطاني، اشتريت مزرعة صغيرة في مدينة المصنعة.. فبعد التقاعد وجدت ضالتي في الزراعة أحب الزراعة، وأدعوك لتناول الخضروات الطازجة من مزرعتي." وما زال صدى تلك الدعوة يتردد في أذني، وقد حالت مشاغل الدنيا بيني وبين تلبيتها.
رحل زاهر، ولكنه ترك خلفه سيرة عطرة، وعلاقات طيبة، وإنجازات باقية. رحل بعد حياة حافلة بالعطاء، والطاعة، والعمل، تاركًا قلوبًا مُحبة، وذكريات لا تُنسى.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عنّا وعن وطنه وأسرته خير الجزاء.
وداعًا يا أبا سالم.. إلى جنات الخلد بإذن الله.
رابط مختصر