الفاشر- تصف هاجر الحاج علي، وهي نازحة مقيمة في مركز إيواء حي التيمانات وسط مدينة الفاشر عاصمة شمال إقليم دارفور غرب السودان، الوضع في المدينة بالصعب للغاية.

وتقول للجزيرة نت إن قذيفة سقطت، الأحد، في المركز ألحقت أضرارا بأحد المساكن، مما أجبر بعض المقيمين على المغادرة والخروج للبحث عن ملاذ آمن، فيما بقي آخرون ممن لم يجدوا مكانا يلجؤون إليه، على الطرقات وأرصفة الشوارع دون مأوى.

بدورها، أفادت الناشطة المحلية فاطمة إبراهيم للجزيرة نت بأن سكان المدينة، بمن فيهم النازحون الذين يقيمون في مراكز الإيواء، يواجهون صعوبات جمة في الحصول على المياه الصالحة للشرب والغذاء الكافي.

منازل المواطنين في مدينة الفاشر تضررت أو دُمرت بالكامل (مواقع التواصل) معاناة متفاقمة

وأوضحت أنهم يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، في ظل استمرار عمليات القصف المدفعي على المناطق السكنية، وأشارت إلى نقص الإمدادات الأساسية، مما يزيد من معاناة الناس وقالت إن الأوضاع المعيشية في المدينة تزداد سوءا يوما بعد آخر.

ووفق الناشطة فاطمة إبراهيم، تضررت منازل كثيرة أو دُمرت بالكامل، مما أجبر العديد من السكان على النزوح إلى مناطق أكثر أمانا مع وجود نقص في الرعاية الصحية اللازمة.

وناشدت المسؤولين في الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لتقديم المساعدات الضرورية للسكان المحتاجين، والتخفيف من آثار الأزمة الإنسانية المتفاقمة في مدينة الفاشر.

في الأثناء، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، عبر صفحته على فيسبوك، إن العالم يشاهد بصمت ما يجري في مدينة الفاشر من انتهاكات بواسطة قوات الدعم السريع المدعومة من دول أعضاء في الأمم المتحدة.

ووصف هذه الانتهاكات بأنها مشهد من أفلام الحركة الخيالية لأنها "تُمارس بواسطة الأشخاص أنفسهم الذين قاموا بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية في إقليم دارفور عام 2003″، وفق قوله.

وأكد مناوي أن الدوافع الكامنة وراء هذه العملية "هي إثنية بحتة، خالية من أي اعتبارات أخلاقية أو حتى أسباب سياسية". وأفاد بأنه سيخاطب أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي برسائل رسمية خلال الساعات المقبلة، معربا عن أمله في الحصول على ردود إيجابية تتناسب مع مسؤولياتهم.

اهتمام دولي

يقول المستشار السياسي لحركة جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي- الفاضل كايا إن خطابات مناوي للهيئات الدولية ستلقى اهتماما كبيرا منها، نظرا لخطورة الوضع في الفاشر.

وأضاف للجزيرة نت، أن هذه المنظمات لها تاريخ طويل في التعامل مع الأزمات الإنسانية في إقليم دارفور، وطالب مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية بمراجعة موقفها تجاه ما يجري لشعب دارفور "من إبادة جماعية وتطهير عرقي يستهدف النازحين الذين هم ضحايا لهؤلاء منذ عام 2003".

كما أكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في دارفور والتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث بشكل مستمر في المنطقة. وشدد على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للسكان المتضررين والعمل على إيجاد حل سياسي دائم للأزمة في الإقليم.

ووفقا للمحلل السياسي محمد سليمان، فإن خطابات حاكم الإقليم تُعَد في غاية الأهمية، ولربما تُعزز الجهود الدولية للتصدي للانتهاكات والوصول إلى حل سياسي للأزمة.

وأوضح أن العالم بات مطالبا بالتحرك بحزم حيال ما يجري في السودان، خاصة في الفاشر، وقال للجزيرة نت إن هناك "فظائع" تُرتكب يوميا بحق المدنيين العزل فيها، مع اتساع دائرة العنف في مختلف المدن.

وبرأيه "لا حل يلوح في الأفق" لوقف الانتهاكات المتصاعدة وذكر أن المدنيين يتعرضون لانتهاكات واسعة النطاق حيث سقط العشرات منهم ضحايا، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات والعمل على إيجاد حل سياسي شامل للأزمة في السودان.

تحذيرات

في غضون ذلك، أدانت منظمة "شباب من أجل دارفور" (مشاد) -في صفحتها على فيسبوك- ما قامت به قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر، الأحد، من إغلاق للمصدر الرئيسي للمياه بمنطقة قولو، واعتبرت ذلك انتهاكا جديدا لحقوق المدنيين.

وحذرت من هذه الخطوة التي قالت إن "مليشيا السافنا وثقتها عبر فيديو يوجه فيه أحد قادتها بإغلاق مصدر المياه الرئيسي"، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإدانتها ومخاطبة "المليشيا" بعدم محاربة المدنيين العزل.

ويعد خزان قولو غرب الفاشر أحد أهم المشروعات الحيوية المنتجة للمياه في المدينة تم تشييده في عام 1947 على يد المستعمر الإنجليزي.

ومنذ ذلك الوقت، ظل هذا الخزان المصدر الرئيسي والوحيد للمياه في المدينة، حيث يضمن إمداد السكان بالمياه النقية على مدار العام. ويُعتبر أحد أهم المرافق الحيوية فيها نظرا لأهميته القصوى في الحفاظ على استمرارية إمدادات المياه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إقلیم دارفور مدینة الفاشر فی المدینة للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

تجمع روابط دارفور يرسل خطابًا شديد اللهجة إلى المجتمع الدولي والإمارات

متابعات ـ تاق برس- قال تجمع روابط دارفور بالمملكة المتحدة إن الحصار الخانق الذي تعيشه مدينة الفاشر أدى إلى وفاة عشرات الأطفال وكبار السن بسبب الجوع، فيما تتجه المدينة بخطى متسارعة نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة الآلاف من المدنيين الأبرياء بمن فيهم الأطفال.

ولفت التجمع إلى اتصالات عاجلة أجراها مع شركائه في المنظمات الإنسانية الدولية والأممية والقنوات الإعلامية.

وأضاف: “كررنا تحذيراتنا بشأن هذه الكارثة الآنية، وما يمكن أن يعقبها من مآسٍ إنسانية أكبر إن لم يتم التدخل الفوري لمعالجة الوضع”.

واتهم تجمع روابط دارفور المجتمع الدولي بـ”التواطؤ” تحت ضغط دولة الإمارات لإفشال قرار مجلس الأمن رقم (2736) الصادر بشأن فك الحصار عن مدينة الفاشر رغم من أهميته.

وقال التجمع إن عدم تنفيذ القرار ترك الأطفال والنساء وكبار السن يموتون جوعًا، دون أن يجدوا من ينقذهم أو ينصت لاستغاثاتهم.

وتابع: ” لقد وجهنا مرارًا نداءاتنا إلى مسؤولي الأمم المتحدة والحكومة البريطانية ولكن – للأسف – قوبلت بالصمت والتجاهل”.

وتعهد تجمع روابط دارفور بالاستمرار في فضح هذا التواطؤ الدولي، الذي أتاح لقوات الدعم السريع أن تحاصر المدنيين العزل في الفاشر، ضاربة بعرض الحائط القرارات الأممية، وتحت غطاء غير معلن من قوى دولية، وعلى رأسها المملكة المتحدة. مضيفا أن هذه وصمة عار ستلاحق الضمير الإنساني والدولي ما لم يتم تدارك الأمر على الفور.

ودعا التجمع كلا من الجيش السوداني والقوات المشتركة وحاكم إقليم دارفور لتحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والوطنية والقانونية، والتي تُحتم عليهم التحرك العاجل لحماية المدنيين، وتأمين وصول الغذاء والدواء، والعمل الجاد على فك الحصار وتحرير المدينة، أسوة بما تم في مدني والخرطوم.

وأضاف :” إن أي انتكاسة في هذا الواجب سيحملكم كامل المسؤولية عن العواقب الإنسانية الوخيمة التي قد تنجم عن استمرار هذا الحصار”.

وحمل التجمع الدعم السريع، كامل المسؤولية عن جريمة الحرب المتمثلة في استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، ووصفه بأنه خرق واضح لكل الأعراف والقوانين الدولية، ولن يمر دون حساب.

وجدد التجمع دعوته، لكل الضمائر الحية، ولكل الجهات الإنسانية والحقوقية الدولية، بالتحرك العاجل والفاعل لإنقاذ مدينة الفاشر وسكانها قبل أن تُغلق نافذة الأمل بالكامل.

الإماراتالفاشرتجمع روابط دارفور

مقالات مشابهة

  • تعرف على آخر تطورات المعارك الحربية في الفاشر
  • “ميارم الفاشر” يطلقن مبادرة إنسانية لإنقاذ المدينة
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: مزاعم حصار محافظة السويداء من قِبل الحكومة السورية محض كذب وتضليل، الحكومة السورية فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات لأهلنا المدنيين داخل المحافظة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، ولتسهيل الخ
  • والي شمال دارفور يكشف الكثير حول حصار الفاشر
  • أيُّ عصابة هذه التي تزعم حماية دارفور وتبتز أبناءها؟!
  • أنقذوا الفاشر حملة في السودان لفك حصار المدينة ووقف تجويعها
  • غوتيريش: سكان غزة يعانون من كارثة إنسانية لها أبعاد مروّعة
  • تجمع روابط دارفور يرسل خطابًا شديد اللهجة إلى المجتمع الدولي والإمارات
  • عائشة الماجدي: أعقل يا مناوي عيب والله
  • مناوي: مستعدون للتواصل مع “الدعم السريع” في هذه الحالة…