القرم افتتح مؤتمر ومعرض تكنولوجيا المعلومات والإتصالات 10X ICT
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
افتتح وزير الإتصالات جوني القرم فعاليات مؤتمر ومعرض 10X ICT في فندق حبتور في سن الفيل، بحضور رئيس لجنة التكنولوجيا في المجلس النيابي النائب طوني فرنجية، مقرر اللجنة النائب الياس حنكش، وعضويها النائبين سعيد الأسمر ورازي الحاج، مدير عام وزارة الإقتصاد الدكتور محمد أبو حيدر، مدير عام أوجيرو عماد كريدية، مدير عام touch سالم عيتاني، مدير عام Alfa جاد ناصيف، الرئيس التنفيذي لشركة "Innovate Exhibitions" جورج عياش، وممثلي الأجهزة الأمنية ورؤساء نقابات وجمعيات الجهات المنظمة والخبراء والمهنيين والمبتكرين وممثلي الشركات الناشئة والجهات الحكومية والخاصة.
مكرزل بعد النشيد الوطني رحب رئيس جمعية المعلوماتية المهنية في لبنان PCA كميل مكرزل بالحضور، وقال: "إنه لشرف كبير لنا أن نكون هذا اليوم معكم في افتتاح مؤتمر ومعرض 10X ICT، الحدث البارز في مجال تكنولوجيا المعلومات برعاية وزارة الإتصالات"، شاكرا الوزير القرم على حضوره ودعمه المستمر وقال: "إن وجودكم معنا يعكس مدى أهمية ودعم الحكومة اللبنانية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي نعول عليه كثيرا فهو محرك أساسي للتنمية الإقتصادية والإجتماعية في لبنان".
كذلك، رحب مركزل "بعراب الحدث مقرر لجنة التكنولوجيا في مجلس النواب اللبناني النائب الياس حنكش الذي أصر على إعادة لبنان إلى خارطة المؤتمرات والمعارض الدولية عبر تنظيم هذه الفعالية"، منوها "بالجهود الكبيرة لشركة "Innovate Exhibitions" ومديرها العام الأستاذ جورج عياش، ومدير العمليات الأستاذ إيلي عواد وكل فريق العمل لإيمانهم بلبنان وقطاع المعلوماتية عموما وال PCA خصوصا".
وإذ عبر عن سروره بأن "الفكرة صارت حقيقة"، أشار إلى أن "مؤتمر ومعرض 10X ICT يجسد فرصة للإلتقاء والتعاون من أجل تحقيق تقدم ملموس في مجال التكنولوجيا والإبتكار، وقال: "نتطلع إلى أن يكون اليوم والأيام المقبلة مليئة بالنقاشات البناءة وورش العمل المميزة والعروض المثمرة"
وشكر في الختام "جميع الذين دعموا ورعوا المعرض آملا في تجديد اللقاء في نسخته الثانية العام المقبل".
حنكش وشكر مقرر لجنة التكنولوجيا النائب الياس حنكش الوزير القرم على "الجهود التي بذلها من أجل تحقيق الفكرة"، مثنيا على "فريق العمل الذي جرى تشكيله مع رئيس اللجنة النائب فرنجية من أجل الدفع في هذا الإتجاه، وعلى أداء المدراء العامين الناجحين الذين آمنوا وقدموا الدعم"، مرحبا وشاكرا ممثلي الأجهزة الأمنية.
ونوه حنكش بـ"جهود مكرزل"، مشيراً إلى لقائه منذ نحو ست سنوات حيث اتفق الجانبان على أن "لبنان يجب أن يكون منصة للتكنولوجيا، وليس منصة للصواريخ، وعوض أن يتم زجه بالحروب بالأحرى، يجب أن أن يزج بالإبتكارات وتسجيل براءات الإختراع".
وشدد على "وجوب إعادة وضع لبنان على الخارطة بالرغم من ظروف الإنهيار والكوفيد وانفجار المرفأ والحرب القائمة اليوم، فاللبناني لا يزال يؤمن بهذا بالبلد، يؤمن بالأرزة، وبالطاقات التي نملكها"، موجها شكرا خاصا لكل شركة مشاركة في المعرض أعطت الدعم والرعاية، برهانا على تصميم اللبنانيين على عدم الإستسلام بالرغم من كل التحديات والمخاطر".
فرنجية من جهته، رحب رئيس لجنة التكنولوجيا النائب طوني فرنجية بجميع الحضور من رعاة ومنظمين ومشاركين وقال: "من ينظر إلى هذا الحدث المميز يجد أن هذا هو لبنان الذي يشبهنا، هذا هو لبنان الذي ينهض مجددا من تحت الأنقاض، وهذا هو الشعب المقاوم، مقاوم للظروف التي مررنا بها، مقاوم لليأس، ها نحن نضع البلد على السكة الصحيحة من جديد".
أضاف: "إن القطاع الخاص الذي اخذ على عاتقه هذا الحدث، لا يزال هو من ينهض بالبلد، ويمشي عكس التيار، وعلى مر السنين بقي واقفا على قدميه. بالرغم من الضربات التي تلقاها كان يقف مجددا بعد الوقوع، والأمل الكبير يتحقق عندما تتكون الدولة من جديد وتتكون مؤسساتها وتنتظم، كي تتنظم الطاقات التي نملكها من جديد، فإن كان بالمبادرة الفردية يتم إنجاز هكذا حدث، فلو كنا ننعم بالبيئة الصالحة من أمن سياسي واستقرار تصوروا ما كان لينتج هذا القطاع الخاص، والذي رغم كل شيء يحافظ على ريادته في الشرق الأوسط، ولا سيما قطاع التكنولوجيا والمعلومات والإتصالات".
وأعرب فرنجية عن "تفاؤله بالبلد وبأنه سيسترد مكانته في الشرق إلأوسط في السنين المقبلة"، وقال: "عندما تولى الوزير القرم وزارة الإتصالات كان لبنان يحتل المرتبة 120 عالميا، وبسرعة قياسية بتنا في المرتبة 60 تقريبا وهذا ليس أقصى طموحنا، فنحن نطمح لأن نكون في الراتب الأولى كما في التسعينيات"، مشيرا إلى "النقص في المتخصصين بالتكنولوجيا في كادرات الدولة نتيجة هجرة المتخصصين"، ومشددا على "ضرورة إستعادة الخبرات والاستثمار في قطاع التكنولوجيا للنهوض مجددا وتحقيق ما نحلم به في لجنة التكنولوجيا".
القرم ثم تحدث الوزير القرم فقال: "شرفني أن أكون معكم في افتتاح مؤتمر ومعرض (10xICT) الذي يعد منصة رائدة للتكنولوجيا والابتكار في لبنان. يسرني أن أجتمع، في هذا اليوم، بأهل العلم والخبرة، ومن النخب المتميزة في مجال التكنولوجيا والابتكار".
أضاف: "لقد حققنا إنجازاتٍ كبيرة، ولكن علينا أيضا أن نعترف بالتحديات التي نواجهها، مثل محدودية البنية التحتية وضرورة زيادة الاستثمارات في البحث والتطوير. هذه التحديات ليست عقبات، بل هي فرص لنا لنثبت قدرتنا على التكيف والابتكار".
وتابع: "أمامنا رؤية مستقبلية تهدف إلى تعزيز النظام البيئي للشركات الناشئة، وتشجيعِ المزيد من الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وضمان أن تكونَ مؤسساتنا التعليمية متوافقة مع احتياجات الصناعة. إن تعزيزالتعاون بين مختلف القطاعات هو المفتاحُ لبناء مستقبل مزدهر".
وحث على "مواصلة الابتكار والتعاون ودفع حدود الممكن"، وقال: "معا، يمكننا بناء مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا للبنان والعالم. إن التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لا يدفع اقتصادنا فحسب، بل يحدث ثورة في التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية، مما يحسن جودةَ الحياة لجميع مواطنينا".
وقال: "أنه لحدث مهم لأنه يجمع هذه النخب من الخبراء والمبدعين، والشركات الناشئة، والمهنيين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بهدف تبادل المعرفة والخبرات، وعرضِ أحدث التطورات والابتكارات في هذا المجال، بحيث يرافق هذا الموكب التكنولوجي مسيرته نحو غد رغيد، ومستقبل سعيد للبنان الحبيب".
أضاف: "لا شك أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد أصبحت، اليوم، محركا أساسيا للنمو الاقتصادي، والتنمية المستدامة، ومن خلال الابتكار والتحوّل الفكري نستطيع أن نعزز كفاءة مؤسساتنا، ونطور جودة خدماتنا، والأهم أننا نفتح آفاقا جديدة للشباب، وللمستثمرين، مما يساهم في بناء مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا لأجيالنا، ولبلدنا".
ورأى أن "هذا الحدث العلمي سيبرز الدور الريادي للبنان، كما كان سابقا، وسيبقى رياديا بخاصة في مجال التكنولوجيا والابتكار في الشرق الأوسط"، وقال: "إن نجاح لبنان في استضافة مثل هذه الفعاليات الكبرى، يعكسان قدرة هذا المؤتمر على المنافسة العالمية، ويؤكدان على موقعه الحيوي كمركز تكنولوجي في المنطقة"، معبرا عن "فخره بإنجازاتِ لبنان على الخريطة التكنولوجية العالمية".
كما عبر عن تقديره العميق "للجهود المبذولة من قبل جمعية المعلوماتية المهنية في لبنان (PCA) وشركة (Innovale Exhibitions) وجميع الشركاء والمشاركين في تنظيمِ هذا الحدث العلمي الهام"، شاكرا الحضور على "مشاركتهم ودعمهم المستمر لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في لبنان".
وتمنى في الختام "مؤتمراً ناجحاً ومثمراً، مليئا بالرؤى البناءة، وبالآراء العلمية، وبالمناقشات المثمرة، التي ستساهم في تقدم ملموس في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتّصالات" مثنيا على "التعاون من أجل استشراف مستقبل جديد للإنسانية وللبنان".
بعد ذلك، تم قص شريط الإفتتاح وجال الحضور في أرجاء المعرض.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تکنولوجیا المعلومات والاتصالات لجنة التکنولوجیا مؤتمر ومعرض هذا الحدث مدیر عام فی لبنان فی مجال من أجل
إقرأ أيضاً:
التكنولوجيا تزحزح العالم عن وقائعه ومراجعه
من أخطر ما اقترفته الرأسمالية الرقمية في هذا العهد المتأخر من الحضارة المادية التائهة أنها أتاحت، ولا تزال تتيح، لجنس جديد من أنظمة الحكم التافهة البائسة، وفي طليعتها النظام الترامبي المهيمن، القدرة على تهشيم الواقع مثلما تهشم المرايا وتحويله إلى شظايا متطايرة وسرديات متنافسة متنافرة ينتجها الذكاء الاصطناعي وتقودها «أسلحة رياضيات الدمار»، أي الخوارزميات التي لا تُرينا بفرعونيتها الإيديولوجية إلا ما ترى، والتي تتحكم بعشوائيتها المحسوبة في مجالات الإدراك البشري كله تقريبا، لولا جيوب مقاومة قليلة متمثلة في المخطوط والمكتوب الذي لم تأت عليه عوادي الرقمنة ولم تلتف عليه شِباك العنكبوت أو افتراضيات الأخطبوط.
هذه هي الفكرة المركزية التي يقوم عليها كتاب «سلطة التنويم (أو الحكم بالتنويم): ترامب، ماسك وفَبْرَكة الواقع» الذي أُعلن في ديسمبر الماضي عن قرب صدوره، والذي حظي باهتمام إعلامي في أوروبا نظرا إلى أنه بدا كما لو أنه اهتدى إلى ما ينير للناس ظلمة هذا العصر الحالك المحيّر للعقل والمعطل للفهم بكثرة تعقيداته وتشعب تقنياته. ولكننا ذكرنا الأسبوع الماضي أن قصة الكتاب لا تبدأ حقا إلا عند التعرف على مؤلفه الغريب الأطوار. فمن هو هذا المؤلف؟
إنه الفيلسوف الصيني الهونكونغي الشاب جيانوي شون الذي عرفه القراء أول الأمر عن طريق مقال مثير وممتع نشره في مجلة «القارة الكبرى». وبعد ذلك أدلى بحوارات لجرائد كان بينها لوفيغارو. ولكنك لن تجد الحوار على موقع الجريدة. فلماذا حذفته؟
لقد خيل للكثير من الصحافيين الأوروبيين أنهم عثروا في جيانوي شون على أحد ألمع مفكري هذا العصر. لهذا أخذوا يحاولون الاتصال به لمحاورته بشأن كتابه هذا الذي أحدث ضجة حتى من قبل أن ينشر وحرك بركة مياه فكرية طال ركودها بسبب عجز معظم البشر عن فهم ما يحدث لهم منذ أواخر القرن العشرين، أي منذ أن دهمهم عصر الرأسمالية الرقمية المتوحشة دهم قهر واحتلال.
ولكن الصحافيين لم يستطيعوا العثور على أي معلومة عن شخصية الفيلسوف الهونكونغي أو سيرته. وقد اتصل بعضهم بمساعدته الإعلامية طلبا لترتيب حوار معه. ولكن الجواب لم يأت، بالبريد الإلكتروني، إلا بعد أسابيع. وفحواه أن جيانوي شون موافق على إجراء الحوار، ولكن ليس شخصيا، وإنما كتابيا فقط.
وما أن صدر الكتاب أوائل أبريل حتى اكتشف الصحافيون والقراء، ويا لدهشتهم، أن جيانوي شون هذا لا وجود له إطلاقا لأن الكتاب من تأليف الذكاء الاصطناعي! إلا أن ثمة خلف هذه القضية المثيرة إنسانا حقيقيا هو الفيلسوف الإيطالي أندريا كولاميديتشي الذي قرر عام 2023، أي قبل عام من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إطلاق هذه التجربة: «لقد كان جيانوي شون بالنسبة لي تجربة أدبية ووجودية: إلى أي مدى يمكن لهوية مخترَعة توليديا أن تخوض غمار التفكير المعاصر؟ وإلى أي حد يستطيع شخص غير موجود التأثير في الخطاب العام؟»
وقد طور أندريا كولاميديتشي أطروحة الكتاب بالتداول فيه مع برنامجين للذكاء الاصطناعي، تشات جيبيتي وكلود، وذلك بتغذيتهما بمراجعه ومصادره البحثية وبكتاباته السابقة. وهذه الطريقة في التصور والتفكير والكتابة هي من نوع العمل المعقد المغامر الممعن في التيه الذي يحيل، بكُبَّة التواءاته وتداخلاته، على متاهة الكتابة الأدبية الثرية لدى كافكا وبورخيس، الكاتبيْن الأثيرين لدى كولاميديتشي.
يقول كولاميديتشي إن الشبكة العنكبوتية ستحمل في غضون أعوام قلائل من النصوص والصور والأشرطة المنتَجة بالذكاء الاصطناعي أكثر بكثير مما يستطيع البشر إنتاجه. أي أن الواقع أخذ يصير مجرد بساط يسحبه الذكاء الاصطناعي من تحت أقدامنا. ويرى أن احتيار الجمهور العالمي بسبب ما يفعله كل من ترامب وماسك ناجم عن افتقارنا إلى الكلمات القادرة على وصف ما يفعلان.
ولهذا فإن بنا حاجة إلى مفاهيم مستحدَثة في الفلسفة السياسية لفهم ما نشهده من تزحزح العالم أو انزياحه نحو جهة مجهولة يبدو أنه آيل إليها، بل ومنحاز لها. بهذا المعنى تبدو المفاهيم كما لو أنها ملاحف من قماش نلقيها فوق أشباح، حيث ما إن يتحرك الشبح حتى يعطيه المفهوم شكلا محددا فيجعله بيّنا مرئيا.
لقد قرع كتاب «الحكم بالتنويم» نواقيس الخطر بقوة لا سابق لها، وذلك بصرف النظر عما إذا كان مجرد عملية تسويق باهرة لدار النشر الإيطالية أم مسعى فكريا جادا لمساءلة مآلات هذا التطور المحير في العلائق بين الإنسان والتكنولوجيا.
القدس العربي