الجزيرة:
2025-06-23@05:48:42 GMT

دراسة تبشر بتطوير علاجات جديدة للتصلب المتعدد

تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT

دراسة تبشر بتطوير علاجات جديدة للتصلب المتعدد

سلطت دراسة جديدة الضوء على الآليات التي تقف وراء تنكس المخيخ في التصلب المتعدد، والمخيخ هو الجزء من الدماغ الذي يساعد على التحكم في الحركة والتوازن، وقد يؤدي تنكس المخيخ إلى ارتعاش وضعف في التنسيق الحركي وصعوبة في التحكم بالحركة. ويهدف هذا البحث إلى فهم أعمق لهذه الآليات، مما يمهد الطريق لتطوير علاجات جديدة تستهدف أسباب المرض وتحسن نوعية حياة المصابين.

وأشارت الدراسة إلى أن خلل الميتوكوندريا (محطات توليد الطاقة في الخلية) قد يلعب دورا رئيسيا في الفقدان التدريجي للخلايا العصبية التي تسمى خلايا بوركنجي، وتفاقم الإعاقات الحركية.

وتمثل خلايا بوركنجي نوعا فريدا من الخلايا العصبية التي تختص بالقشرة المخيخية. وتتميّز هذه الخلايا بتشعباتها التغصنية الكبيرة والمعقدة والمسطحة، والتي تمنحها القدرة على دمج كميات كبيرة من المعلومات والتعلّم من خلال إعادة تشكيل تغصُّناتها. وباعتبارها جزءا مهما من دوائر المخيخ، فإن خلايا بوركنجي ضرورية للحركة المنسّقة بشكل جيد، بالإضافة إلى دورها في وظائف أخرى مثل الإدراك والعاطفة.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد في الولايات المتحدة، ونشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، في 16 يونيو/حزيران الجاري وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

يتميز التصلب المتعدد بالتهاب مزمن وإزالة الميالين في الجهاز العصبي المركزي حيث يتلف أو يفقد غمد الميالين الذي يحيط بالألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي.

ويتداخل هذا الاضطراب مع النقل الطبيعي للإشارات الكهربائية على طول الأعصاب، مما يؤدي إلى مشاكل عصبية مختلفة.

من جهتها، صرحت سيما تيواري-وودروف، أستاذة العلوم الطبية الحيوية في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا ريفرسايد، والتي قادت فريق البحث، بأن "دراستنا تشير إلى أن الالتهاب وإزالة الميالين في المخيخ يعطّلان وظيفة الميتوكوندريا، مما يسهم في تلف الأعصاب وفقدان خلايا بوركنجي".

إعلان

وأضافت: "لاحظنا فقدانا كبيرا لبروتين "سي أو إكس أي في" (COXIV) الخاص بالميتوكوندريا في خلايا بوركنجي منزوعة الميالين، مما يشير إلى أن ضعف الميتوكوندريا يساهم بشكل مباشر في موت الخلايا وتلف المخيخ".

دور محوري مفقود

عندما نمشي أو نتحرك، تعمل أجزاء عديدة من دماغنا وجسمنا معا، عضلاتنا، وعمودنا الفقري، وأعيننا، وآذاننا، وخاصة دماغنا. ويعدّ المخيخ منطقة دماغية رئيسية للحركة والتوازن.

وقالت الدكتورة سيما: "يوجد داخل المخيخ خلايا خاصة تسمى خلايا بوركنجي العصبية. تساعد هذه الخلايا الكبيرة والنشطة للغاية على تنسيق الحركات السلسة والدقيقة مثل الرقص، ورمي الكرة، أو حتى مجرد المشي. وهي ضرورية للتوازن والمهارات الحركية الدقيقة".

وأوضحت أنه في أمراض مثل التصلب المتعدد، يمكن أن يتضرر المخيخ، وغالبا ما تبدأ خلايا بوركنجي بالموت. وهذا يؤدي إلى مشاكل في التنسيق والحركة، وهي حالة تعرف باسم الترنح (ataxia).

وأضافت: "درس بحثنا أنسجة الدماغ لدى مرضى التصلب المتعدد ووجد مشاكل رئيسية في هذه الخلايا العصبية: فقد كانت لديها فروع أقل، وكانت تفقد الميالين، وكانت تعاني من مشاكل في الميتوكوندريا، مما يعني أن إمدادات الطاقة لديها كانت تضعف".

ونظرا للدور المحوري الذي تلعبه خلايا بوركنجي في الحركة، فإن فقدانها قد يسبب مشاكل حركية خطيرة، وقد يساعد فهم سبب تلفها في التصلب المتعدد في إيجاد علاجات أفضل لحماية الحركة والتوازن لدى المصابين بهذا المرض.

استخدم الفريق أيضا نموذجا لفئران المختبر يظهر أعراضا تشبه أعراض التصلب المتعدد لدراسة التغيرات في الميتوكوندريا أثناء تطور المرض. ووجد الباحثون أن الفئران المصابة فقدت خلايا بوركنجي بمرور الوقت، تماما كما حدث مع مرضى التصلب المتعدد.

وقالت الدكتورة سيما: "لا تعمل الخلايا العصبية المتبقية بكفاءة لأن الميتوكوندريا، وهي الأجزاء المنتجة للطاقة، تبدأ في التلف". ولاحظ الباحثون أيضا أن الميالين يتحلل في مرحلة مبكرة من المرض.

تبدأ هذه المشاكل -نقص الطاقة، وفقدان الميالين، وتلف الخلايا العصبية- مبكرا، لكن الموت الفعلي لخلايا الدماغ غالبا ما يحدث لاحقا، مع تفاقم المرض، ويبدو أن فقدان الطاقة في خلايا الدماغ عامل رئيسي في أسباب تلف الخلايا العصبية في التصلب المتعدد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخلایا العصبیة التصلب المتعدد

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف كيف نجا البشر الأوائل من ظروف البيئات القاسية

يُعد البشر الحيوان الوحيد الذي يعيش في جميع البيئات الممكنة تقريبًا، من الغابات المطيرة إلى الصحاري وصولًا إلى التندرا.

هذه القدرة على التكيف مهارة تعود إلى ما قبل العصر الحديث، فوفقًا لدراسة جديدة نشرت في مجلة "نيتشر"، فقد طور الإنسان العاقل القديم مرونة البقاء من خلال إيجاد الغذاء والموارد الأخرى في مجموعة واسعة من الموائل الصعبة قبل أن ينتشر من أفريقيا منذ حوالي 50000 عام.

قالت إليانور سكيري، عالمة الآثار التطورية في معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان الجيولوجي في يينا، ألمانيا: "قوتنا العظمى هي أننا متخصصون في النظم البيئية".

كيف نجا البشر الأوائل من ظروف البيئات القاسية؟

تطور جنسنا البشري لأول مرة في أفريقيا منذ حوالي 300، 000 عام. وبينما تُظهر الاكتشافات الأحفورية السابقة أن بعض المجموعات قامت بغزوات مبكرة خارج القارة، فإن المستوطنات البشرية الدائمة في أجزاء أخرى من العالم لم تحدث إلا بعد سلسلة من الهجرات منذ حوالي 50، 000 عام.

قالت إميلي هاليت، عالمة الآثار بجامعة لويولا في شيكاغو، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "ما الذي اختلف في ظروف الهجرات الناجحة؟ لماذا كان البشر مستعدين هذه المرة؟".

بشر العصر الحجري حققوا تقدمًا تقنيًا مهمًا واحدًا

افترضت نظريات سابقة أن بشر العصر الحجري ربما حققوا تقدمًا تقنيًا مهمًا واحدًا أو طوروا طريقة جديدة لمشاركة المعلومات، لكن الباحثين لم يجدوا أدلة تدعم ذلك.

اتبعت هذه الدراسة نهجًا مختلفًا بالنظر إلى سمة المرونة نفسها.

جمع العلماء قاعدة بيانات للمواقع الأثرية التي تُظهر الوجود البشري في جميع أنحاء أفريقيا منذ 120000إلى 140000 عام. لكل موقع، وضع الباحثون نموذجًا للمناخ المحلي خلال الفترات الزمنية التي عاش فيها البشر القدماء.

قال هاليت: "كان هناك تغيير حاد في نطاق الموائل التي استخدمها البشر بدءًا من حوالي 70، 000 عام. لقد رأينا إشارة واضحة جدًا إلى أن البشر كانوا يعيشون في بيئات أكثر تحديًا وتطرفًا".

في حين أن البشر قد نجوا لفترة طويلة في السافانا والغابات، إلا أنهم انتقلوا إلى كل شيء من الغابات المطيرة الكثيفة إلى الصحاري القاحلة في الفترة التي سبقت 50000 عام، متطورين ما أسماه هاليت "مرونة بيئية أتاحت لهم النجاح".

كما أن هذه القفزة النوعية في القدرات مثيرة للإعجاب، فمن المهم ألا نفترض أن الإنسان العاقل وحده هو من فعل ذلك، كما قال عالم الآثار بجامعة بوردو، ويليام بانكس، الذي لم يشارك في البحث.

وأضاف أن مجموعات أخرى من أسلاف البشر الأوائل غادرت أفريقيا أيضًا وأقامت مستوطنات طويلة الأمد في أماكن أخرى، بما في ذلك تلك التي تطورت إلى إنسان نياندرتال الأوروبي.

وأضاف أن البحث الجديد يساعد في تفسير سبب استعداد البشر للتوسع عبر العالم في الماضي البعيد، لكنه لا يجيب على السؤال الدائم حول سبب بقاء جنسنا البشري فقط اليوم.

اقرأ أيضاًباستخدام مجسمات لحيوانات الغابة.. حفلات مفتوحة بالمنتجعات السياحية بالبحر الأحمر

باستخدام مجسمات لحيوانات الغابة.. حفلات مفتوحة بالمنتجعات السياحية بالبحر الأحمر

مقالات مشابهة

  • مطالبات لمجلس الشيوخ بتطوير كليات التربية وربطها بسوق العمل الحديث
  • تأجيل أولي جلسات محاكمة 78 متهم بالإنضمام لـ " خلايا تنظيم القاعدة العنقودية "
  • تفاصيل المرسوم السلطاني بتطوير رمال بوشر في محافظة مسقط
  • الأحساء.. تدشين تقنية متطورة لرصد الخلايا السرطانية بدقة عالية
  • دراسة تكشف كيف نجا البشر الأوائل من ظروف البيئات القاسية
  • إيران تتعهد بتطوير صناعتها النووية بوتيرة أسرع بعد الحرب
  • توجيهات أمنية بمتابعة الخلايا النائمة في العراق
  • كيف استمدت الخلايا القديمة طاقتها بعصر ما قبل البناء الضوئي؟
  • زراعة الخلايا الجذعية في ”تخصصي الرياض“.. نجاح يفوق الـ 95%