الكركم في الطب الشعبي والحديث: من وصفات الأجداد إلى أبحاث المختبرات
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
لطالما شكّل الكركم حجر زاوية في الوصفات العلاجية الشعبية منذ آلاف السنين، حيث عرف في الطب الهندي القديم باسم "الدواء الذهبي".
وبينما كانت الجدات يستخدمنه لعلاج الحمى أو الجروح، لم تتوقف الأبحاث الحديثة عن دراسة مكوناته الفعالة لإثبات علمي لما عرفته الشعوب instinctively منذ القدم.
جذور تقليدية متجذرة في الحضاراتالكركم في الطب الشعبي والحديث: من وصفات الأجداد إلى أبحاث المختبراتفي الحضارة الهندية، عرف الكركم كمكوّن أساسي في "الأيورفيدا"، وهي منظومة الطب التقليدي واستخدم لعلاج أمراض متعددة مثل اضطرابات الهضم، آلام الحلق، الحمى، ومشكلات الجلد.
أما في الصين، فقد دُرج ضمن الأعشاب الموصوفة لتحسين الدورة الدموية وتخفيف الألم.
وفي المجتمعات العربية، استخدم الكركم كمُطهر للجروح، ومسكن للآلام، ووسيلة لتقوية المناعة، خاصة خلال الشتاء أو فترات الإصابة بالبرد.
الكركم في الطب الحديثتزايد الاهتمام بالكركم خلال العقود الأخيرة من قبل الأوساط الطبية والبحثية، حيث تم عزله وتحليل مركّبه النشط المعروف باسم "الكركمين"، الذي ثبت علميًا أنه:
الكركم: استخدامات متعددة وفوائد مذهلة تتجاوز المطبخ مضاد قوي للالتهابات مثل التهابات المفاصل والروماتويد.مضاد أكسدة فعّال يساعد في تأخير الشيخوخة الخلوية.مضاد للبكتيريا والفيروسات، ويدعم جهاز المناعة.يحسن وظائف الكبد ويُساعد الجسم في طرد السموم.يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان.وقد أدرجته الكثير من شركات الأدوية ضمن المكملات الغذائية الخاصة بالصحة العامة والمناعة والمفاصل والدماغ.
مقارنة بين الطب الشعبي والحديث في استخدام الكركممعالجة الجروح | يوضع موضعيًا مع العسل | يُستخدم كمكوّن في كريمات طبية مضادة للالتهابات |
علاج اضطرابات المعدة | شرب ماء الكركم أو تناوله مع الحليب | إدراجه ضمن البروتوكولات المساعدة لمرضى القولون العصبي |
تقوية المناعة | مشروب دافئ مع الليمون والعسل | مكمل غذائي بتركيبة الكركمين المركز |
مقاومة الألم | كمادات موضعية أو شراب تقليدي | مستحضر دوائي كمضاد طبيعي للالتهاب |
اليوم، يستخدم الكركم عالميا في أشكال متنوعة:
في أوروبا وأمريكا: كمكمل غذائي على هيئة كبسولات.في آسيا: كعنصر أساسي في وصفات الطبخ والعلاج الشعبي.في الشرق الأوسط: مكون في مشروبات صحية، وأقنعة طبيعية للبشرة.في صناعة الأدوية والتجميل: ضمن مكونات مستحضرات العناية بالبشرة، والمكملات المضادة للشيخوخة. الكركم... سلاح طبيعي في مواجهة الأمراض المزمنة تحذير من الإفراط في الاستخدامرغم الفوائد الكبيرة، يحذّر الأطباء من الإفراط في تناول الكركم خاصة:
لمن يعانون من مشاكل المرارة.عند تناوله مع أدوية مضادة للتجلط.في حالات الحمل أو المرض المزمن، دون استشارة الطبيب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استخدامات الكركم فوائد الكركم الطب الشعبی فی الطب
إقرأ أيضاً:
ظهور غاز طبيعي أثناء حفر بئر تقليدي في بني حشيش.. والمختصون يحذرون
يمانيون |
في تطور جيولوجي قد يحمل دلالات اقتصادية مهمة، كشف الخبير النفطي والاستشاري في تنمية الموارد الطبيعية، المهندس عبدالغني عبدالله جغمان، عن ظهور كميات ملحوظة من الغاز في منطقة عيال مالك بمديرية بني حشيش، شمال شرق العاصمة صنعاء، أثناء قيام مواطنين بحفر بئر مائي بطريقة بدائية.
وأوضح جغمان، أن الظاهرة تُعد مؤشراً هيدروكربونياً مبكراً يستوجب التعامل معه بعقلانية وتخطيط علمي، محذرًا في الوقت ذاته من التهويل أو الاستعجال في تفسير الظاهرة أو اتخاذ قرارات غير مدروسة بشأنها.
وأشار الخبير إلى أن المشهد يذكّر بما حدث في منطقة هجرة شوكان بخولان عام 2024، حيث لوحظت مؤشرات غازية مشابهة دون أن تُستكمل حينها عملية التقييم الفني الشامل، مما أدى إلى توقف التدفق دون استخلاص أي نتائج حاسمة.
واستند جغمان في تحليله إلى دراسته العلمية الموسومة بـ”مراجعة الإمكانات الهيدروكربونية في قطاع 21 حوض صنعاء”، الصادرة في يوليو 2024، والتي رجّحت وجود تراكمات غازية محتملة تمتد من خولان إلى بني حشيش، استنادًا إلى قراءات جيولوجية وسوابق رُصدت في آبار مائية متعددة.
وكشفت الدراسة، عن وجود صخور غنية بالمواد العضوية ضمن العمود الجيولوجي للمنطقة، نتجت عن تفاعل نشاط بركاني ارتبط بتفتح البحر الأحمر خلال العصر الثلاثي، وهو ما ساهم في نضوج المواد العضوية وتحوّلها إلى غاز.
وبيّنت الدراسة أن الغاز يحتمل أن يكون محصورًا داخل طبقات رملية تُعرف بتكوين الغراس، ضمن مجموعة الطويلة، حيث تقوم طبقة مصمتة تُعرف بالصخر السدّ بمنع تسرب الغاز، مكونة بذلك ما يُعرف بـ”المصائد الغازية”.
ونبّه جغمان إلى أن الظهور السطحي للغاز في آبار غير استكشافية، مثل بئر الشرفة عام 2015، أو بئر شوكان عام 2024، تم في ظل غياب معايير الحفر الاستكشافي، ما أدى إلى انهيار جدران الآبار وتوقف تدفق الغاز دون استغلال فعلي أو حتى تقييم كمي دقيق.
ولفت إلى أن الفارق الجوهري بين مؤشرات الغاز الظاهرة (Gas Show) والجدوى التجارية (Commercial Viability) يكمن في منهجية التقييم، مشدداً على أن تحديد الاحتياطيات القابلة للاستخراج يتطلب معرفة امتداد التكوين الغازي، ونوعية الصخور، ومعدل الضغط ودرجة الحرارة في الخزان.
ودعا جغمان إلى إطلاق برنامج استكشافي علمي متكامل، يبدأ بإعادة رسم الخرائط الجوفية لتكوينات مجموعة الطويلة، وإجراء تحاليل متقدمة للخواص الصخرية والمحتوى العضوي، إضافة إلى دراسة التدرج الحراري للمنطقة، وتأثير النشاط البركاني في تكوين ونضوج الغاز.
كما أوصى بمراجعة بيانات الآبار السابقة كمرجع جيولوجي، مع إشراك الهيئات الوطنية المختصة في قطاعات النفط والمعادن والمياه، بما يضمن تصميم الآبار المستقبلية وفق معايير السلامة والاستكشاف العلمي.
وختم جغمان تصريحه بالتأكيد على أن ما ظهر في بني حشيش لا يعني إعلانًا مبكرًا عن اكتشاف تجاري، بل هو إشارة جيولوجية مهمة تستحق الدراسة والتخطيط العلمي، لا التجاهل ولا المبالغة، داعيًا الجهات المختصة إلى اعتماد منهجية استكشاف معيارية تضع اليمن على طريق اكتشاف ثرواته الطبيعية بما يخدم مستقبل التنمية والاستقلال الاقتصادي.