الكركم... سلاح طبيعي في مواجهة الأمراض المزمنة
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
في زمن يبحث فيه الناس عن بدائل طبيعية تدعم الصحة وتقلل من الاعتماد على الأدوية الكيميائية، يبرز الكركم كخيار قوي وفعال لمحاربة عدد من الأمراض المزمنة، مستمرا شهرته من الطب القديم، ومثبتًا مكانته بفضل الأبحاث الحديثة.
الكركم في الطب القديم والحديثالكركم... سلاح طبيعي في مواجهة الأمراض المزمنةعرفت الحضارات الشرقية، وخاصة الهندية، فوائد الكركم منذ آلاف السنين، واستخدمته لعلاج مشكلات المعدة، الجروح، وأمراض الجلد.
ومع تطور الطب الحديث، أكدت الأبحاث أن مركب الكركمين الموجود في الكركم هو مفتاح هذه الفوائد، إذ يتمتع بخواص مضادة للالتهابات، للأكسدة، وللفيروسات.
أمراض مزمنة يحاربها الكركم1. السكرييساعد الكركم في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الجسم للأنسولين، ما يجعله مفيدًا لمرضى السكري من النوع الثاني.
2. السرطانتشير دراسات أولية إلى أن الكركمين قد يساهم في إبطاء نمو بعض أنواع الخلايا السرطانية، خاصة سرطان القولون، الجلد، والثدي، من خلال منع انتشار الخلايا وتحفيز موتها الذاتي.
3. الزهايمريساهم الكركمين في تقليل الالتهابات في الدماغ ويُعتقد أن له دورًا في تقليل تراكم البروتينات الضارة المسببة لتدهور الذاكرة لدى مرضى الزهايمر.
4. أمراض القلبتناول الكركم بانتظام قد يقلل من الكوليسترول الضار، ويُحسّن من عمل الأوعية الدموية، مما يساعد على تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات.
ترند ماء الكركم المتوهج تجربة تتصدر مواقع التواصل الإجتماعي استخدام الكركم في الحياة اليوميةماء الكركم صباحا: يفضل شرب كوب ماء دافئ مضاف إليه نصف ملعقة صغيرة من الكركم على الريق.دمجه في الطعام: يمكن إضافته للشوربة، العدس، الأرز، أو الخضروات المشوية.استخدامه موضعيًا: لعلاج حب الشباب أو التصبغات الجلدية.تناول مكملات الكركمين: ولكن بعد استشارة الطبيب.محاذير الاستخداملا يُنصح بتناول الكركم بجرعات كبيرة للحامل أو لمن يعانون من حصى المرارة.الكركم قد يُبطئ تخثّر الدم، لذا يجب التوقف عن تناوله قبل العمليات الجراحية.قد يسبب اضطرابات في المعدة عند الإفراط في الاستخدام. ترند ماء الكركم المتوهج.. كوب ماء بتحول إلي عرض ضوئي ساحريبقى الكركم أكثر من مجرد نكهة لذيذة، إنه عنصر طبيعي يحمل في طياته قدرة هائلة على تعزيز الصحة العامة، ومساعدة الجسم في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة.
ومع استخدامه بحكمة واعتدال يمكن للكركم أن يكون حليفًا مهمًا في طريق العافية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكركم فوائد الكركم استخدامات الكركم
إقرأ أيضاً:
مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات.. مستقبل حماس في غزة بين البقاء والتلاشي.. إعلان نيويورك يضمن نزع سلاح الحركة
في مشهد سياسي وعسكري متصاعد، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات نارية، مؤكدًا عزمه على "السيطرة الكاملة على قطاع غزة والقضاء على حماس"، لكنه في الوقت ذاته شدد على أن إسرائيل لا تخطط للبقاء في القطاع كقوة حاكمة. جاءت هذه التصريحات في مقابلة مع قناة "فوكس" الأمريكية، لتفتح بابًا جديدًا في فصول المواجهة الممتدة منذ عقود، بينما تصر حماس على رفض التخلي عن سلاحها إلا بعد قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة.
التصريحات الإسرائيلية، إلى جانب التحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية، تضع الحركة أمام ضغوط غير مسبوقة، في وقت تتناقص فيه خياراتها العسكرية والسياسية وسط واقع إنساني مأساوي يعيشه سكان القطاع.
ضغط إقليمي ودولي لخنق حماستصريحات نتنياهو جاءت في سياق يتزامن مع حراك دبلوماسي مكثف، أبرز ملامحه مؤتمر دولي عُقد في يوليو الماضي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، برعاية السعودية وفرنسا، وانتهى بإعلان مشترك حمل توقيع 17 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
الإعلان، الذي ضم 42 مادة، لم يكتفِ بالتأكيد على ضرورة التوصل إلى حل الدولتين، بل خصص المادة 11 منه لدعوة حماس إلى التخلي عن حكم غزة وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، باعتبار أن "الحكم الرشيد وإنفاذ القانون يجب أن يكون من اختصاص السلطة وحدها".
ولعل اللافت أن دولًا اعتادت لعب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، مثل مصر وقطر، وقّعت على الإعلان، بينما غابت إسرائيل والولايات المتحدة عن المشاركة والتوقيع، ما يترك مساحة من الغموض حول فرص تطبيقه الفعلي.
السلاح هو القضيةعلى الجانب الآخر، جاءت ردود حماس حاسمة. ففي مقابلة مع قناة "الجزيرة مباشر"، قال القيادي غازي حمد إن الحركة لن تتخلى "حتى عن الطلقات الفارغة"، معتبرًا أن السلاح هو جوهر القضية الفلسطينية وأداة الدفاع عن الحقوق الوطنية.
ويعكس هذا الموقف تمسك الحركة بخيار المقاومة المسلحة، في مواجهة الضغوط التي تطالبها بالتحول إلى العمل السياسي تحت سقف السلطة الفلسطينية.
يرى الأكاديمي حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، أن التركيز الإعلامي على المادة 11 من إعلان نيويورك يتجاهل وجود مواد أخرى تدعو لإقامة دولة فلسطينية وضمان الأمن والتعايش. ويقول: "إذا طُبّقت المواد الأخرى، فالمادة 11 ستكون تحصيل حاصل".
لكن على الأرض، تبدو هذه النصوص أقرب إلى الأمنيات، في ظل تصلب الموقف الإسرائيلي وغياب أي مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق شامل.
منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 وما تبعها من حملة عسكرية إسرائيلية واسعة، تراجعت قوة حماس بشكل ملحوظ، رغم استمرارها في إدارة شؤون غزة عبر هياكلها الإدارية ووحدتها الأمنية الجديدة "سهم"، التي تقول إنها تعمل على حفظ النظام ومنع نهب المساعدات.
ومع ذلك، تفيد مصادر محلية بأن مخزون الحركة من الذخيرة يتناقص، وأن مقاتليها يعيدون استخدام بقايا القنابل غير المنفجرة لاستخراج المتفجرات منها.
إلى جانب الضغوط العسكرية، تواجه حماس انتقادات من داخل غزة. ففي مايو الماضي، نددت منظمة العفو الدولية بما وصفته بـ"القمع والترهيب" الذي مارسته الحركة ضد متظاهرين خرجوا احتجاجًا على الأوضاع المعيشية.
ويعكس ذلك تراجعًا في الشعبية التي لطالما شكلت أحد أهم ركائز قوة الحركة منذ سيطرتها على القطاع عام 2007.
الموقف العربي أيضًا يشهد تحولًا لافتًا. فجامعة الدول العربية، التي تضم في عضويتها دولًا داعمة تقليديًا لحماس مثل قطر، وقعت على إعلان نيويورك الداعي لنزع سلاح الحركة.
ويعتقد البروفيسور يوسي ميكلبيرغ أن الضغوط الإقليمية قد تترك حماس "معزولة تمامًا"، خاصة في ظل تراجع قدرة حلفائها مثل إيران وحزب الله على تقديم الدعم السابق، نتيجة الحروب والخسائر البشرية والقيادية التي تعرضوا لها.
رغم تراجع قوتها، لا تزال حماس تحتفظ بورقة الأسرى الإسرائيليين الذين اختطفتهم خلال هجمات 7 أكتوبر 2023، حين أسرت 251 شخصًا. وتشير التقديرات الأمريكية إلى أن 20 أسيرًا على الأقل لا يزالون على قيد الحياة في غزة.
وفي مطلع أغسطس، بثت الحركة مقطع فيديو لأحد الأسرى في حالة صحية سيئة، في رسالة واضحة بأن ملف الأسرى سيظل ورقة تفاوضية حتى اللحظة الأخيرة.
منذ أكتوبر 2023، شنت إسرائيل سلسلة اغتيالات استهدفت كبار قادة حماس، من بينهم إسماعيل هنية في طهران ويحيى السنوار في غزة، مما شكل ضربة قوية للبنية القيادية للحركة.
ويرى مراقبون أن هذه الخسائر دفعت القيادة المتبقية في غزة إلى البحث عن مخرج يحفظ ما تبقى من نفوذها، وسط إدراك بأن خياراتها تتضاءل يومًا بعد يوم.
يرى محللون أن حماس قد تجد في المستقبل فرصة لإعادة تشكيل نفسها كقوة سياسية، حتى إذا اضطرت للتخلي عن السلاح، لكن ذلك يتوقف على عاملين رئيسيين.. الموقف الإسرائيلي من الدولة الفلسطينية، وقدرة الحركة على استعادة ثقة الشارع الغزي بعد المعاناة التي خلفتها الحرب.
النفوذ الراسخ رغم العواصف
يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن حماس، منذ سيطرتها على القطاع عام 2007، استطاعت بناء شبكة متينة من التحالفات الداخلية وإحكام السيطرة الأمنية، مما مكنها من الصمود في وجه أزمات متتالية. لكن هذا الصمود له ثمن؛ فالحصار الإسرائيلي الممتد، والانكماش الاقتصادي، قلصا من مساحة المناورة أمام قيادة الحركة.
بوصلتها الإقليمية والتحالفات الخارجيةبحسب السيد، فإن مستقبل حماس لا يتحدد فقط بقدرتها العسكرية أو الشعبية، بل أيضًا بمدى صلابة علاقاتها مع القوى الإقليمية الداعمة. فأي تغير في مواقف هذه الأطراف سواء كان بدافع الضغط الدولي أو تبدل الأولويات قد يقلب موازين القوى في غزة، ويفتح الباب أمام ترتيبات جديدة قد تضعف قبضة الحركة على القطاع.
شارع متقلب بين الولاء والسخطرغم شدة التحديات، لا تزال حماس تحظى بقاعدة جماهيرية معتبرة، مستندة إلى خطاب المقاومة وبرامج الدعم الاجتماعي. لكن هذه الشعبية ليست محصنة؛ إذ تضعف مع تردي الظروف المعيشية، وارتفاع نسب البطالة والفقر، مما يخلق موجات من السخط قد تتحول إلى ضغط داخلي متزايد على قيادة الحركة.
البقاء رهن التكيفيختتم السيد إلى أن حماس ستظل لاعبًا أساسيًا في غزة على المدى القريب، مدعومة بقدراتها العسكرية وعلاقاتها الإقليمية. لكن البقاء على المدى البعيد يتطلب مراجعة استراتيجية عميقة، توازن بين مشروع المقاومة ومتطلبات حياة الناس. وحتى إن تخلت الحركة عن السلاح، فإن تاريخها ومخزونها الشعبي قد يتيحان لها العودة كلاعب سياسي قوي، لكن ذلك يبقى رهين تغيّر المعادلة الإسرائيلية وهو أمر يبدو بعيدًا في ظل سياسات حكومة نتنياهو.
حماس بين المطرقة والسنداناليوم، تبدو حماس في مواجهة أشد اختبار منذ نشأتها.. ضغوط عسكرية إسرائيلية، عزلة إقليمية متزايدة، وأزمة إنسانية خانقة في غزة. ورغم امتلاكها أوراقًا مثل ملف الأسرى وشبكة تحالفات ممتدة، إلا أن بقائها لاعبًا رئيسيًا على المدى البعيد مرهون بقدرتها على التكيف مع متغيرات الداخل والخارج.
وفي حين يرفع نتنياهو شعار "السيطرة الكاملة على غزة"، ترد حماس بشعار "السلاح هو القضية"، لتظل المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، من التصعيد الشامل إلى التسوية السياسية، مرورًا بسنوات طويلة من الاستنزاف المتبادل.