يقول البعض إن احتفال اليمين الإسرائيلي بمذبحة المدنيين برفح هو الوجه القبيح الحقيقي لإسرائيل، مما يجعل أولئك الذين يعتقدون أو يعرفون فعلا أن ثمة "إسرائيل مختلفة" يواجهون تحديا مستحيلا في سعيهم لإثبات العكس.

هذا ما يلخصه مقال بصحيفة هآرتس الإسرائيلية التي أكدت في بدايته أن المذبحة التي شهدتها مدينة رفح الفلسطينية الأحد الماضي كانت حتمية، حيث إنه بغض النظر عن مدى دقة الضربات العسكرية الإسرائيلية، وفي ظل وجود أكثر من مليون لاجئ فلسطيني في مخيمات المنطقة، كان لا بد، عاجلا أم آجلا، أن يتسبب ذلك بخسائر بشرية جماعية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: مسلمو الهند يعيشون في رعب يومينيويورك تايمز: مسلمو الهند ...list 2 of 2طبيبة إسرائيلية: أوقفوا الحرب فغزة تحولت إلى فخ لقتل أبنائناطبيبة إسرائيلية: أوقفوا الحرب ...end of list

وأوضحت أن تلك الغارة الإسرائيلية أحدثت دمارا واسع النطاق، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصا، وأظهرت اللقطات المدنيين وهم يتخبطون في خيام محاصرة بالجحيم.

وكالعادة، تقول كاتبة المقال أليسون كابلان سومر كان قادة إسرائيل ومواطنوها ومناصروها في الخارج على أهبة الاستعداد للدفاع عن جيش إسرائيل "الأخلاقي".

ولفتت الكاتبة إلى أن هؤلاء عبروا عن رفضهم وشجبهم لأي اتهام بأن العدوان كان من الممكن تجنبه، أو أي تلميح إلى أن ما وقع كان متعمدا، بما في ذلك استخدام كلمات مثل "إبادة جماعية" أو "مذبحة".

فمثل تلك الاتهامات "تحريف غير دقيق للحقيقة في أحسن الأحوال ومعاداة حقيرة للسامية في أسوئها"، حسب زعمهم.

"ولكن قبل أن يتمكنوا من القيام بذلك هذه المرة، أصبح من الواضح بشكل مؤلم منذ البداية أن جهودهم ستذهب سدى"، وفقا لسومر.

ماغال وبن غفير

وسرعان ما بدأت أصوات وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة في إسرائيل بالاحتفال بالنيران، حسب الكاتبة، وبالتالي بوفاة أولئك الذين غمرتهم النيران، من خلال مقارنة الصور على سبيل المزاح بالنيران التذكارية التي أشعلت في لاغ بعومر-العطلة اليهودية التي صادفت نفس يوم عيد المجزرة.

وأضافت أن هؤلاء المتطرفين عبروا عن سعادتهم بأن هذا الحريق كان "المشعل المركزي في رفح"، متمنين للمتضررين "عيدا سعيدا"، في تغريدات تم حذفها لاحقا، لكنها لن تُنسى، وسيتم الإشارة إليها كدليل على أن الحريق كان متعمدا، بل تم الاحتفال به، على حد قولها.

وأوضحت سومر أن الصحفي الأبرز الذي أذكى نيران الكراهية هو ينون ماغال، الذي يثبت باستمرار أنه إيتمار بن غفير الإعلام الإسرائيلي، ويبدو أنه، مثل الوزير المتطرف، يبتهج ويفتخر بالمظاهر الوقحة التي تنم على الاستهتار بحياة الفلسطينيين ونكران إنسانيتهم.

وختمت بأن بن غفير وماغال بسلوكيِهما يقدمان أدلة كافية على النوايا الخبيثة لعرقلة أي محاولة تقوم بها إسرائيل للدفاع عن سلوك جيشها، مما يجعل محو صورة "الوجه القبيح لإسرائيل" صعبة على من يعتقدون أن لها وجها آخر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

كيف تحولت الأرض إلى كرة ثلج قبل 700 مليون سنة؟

تشير دراسات حديثة إلى أن كوكب الأرض تجمد بشكل كامل تقريبا قبل حوالي 700 مليون سنة، وخلال تلك الفترة، اختفت المحيطات السائلة والبحيرات تقريبا، وغطى الجليد كل شيء من القطبين وحتى خط الاستواء.

وتشير دراسة جديدة إلى أنه في تلك الحقبة المعروفة جيولوجيا باسم "الأرض كرة الثلج" (Snowball Earth)، لعبت سلسلة من الانفجارات البركانية الهائلة والمناخ البارد دور المحفز الرئيسي لهذا التحول.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ما غازات الدفيئة؟ وكيف تغير المناخ على الكوكب؟list 2 of 4"المناطق الميتة".. كيف تضر الطحالب السامة بالكوكب؟list 3 of 4الصدمة الإيكولوجية.. كوكب يحتضر في صمتlist 4 of 4وشاح الأرض الممزق.. دراسة تكشف سر تشكل قارات الأرض وتفككهاend of list

وهيمنت على نصفي الكرة الأرضية الجنوبي والشرقي كتل أرضية مغطاة بالجليد، بينما بات نصف الكرة الأرضية المقابل عبارة عن محيط متجمد، باستثناء بعض المناطق من الماء السائل المكشوف، والذي عرف باسم ملاجئ الكائنات الحية متعددة الخلايا ذات الأجسام الرخوة الباقية على قيد الحياة على الأرض.

وتؤكد الدراسة أن ثوران براكين "فرانكلين" (The Franklin eruptions) قبل نحو 720 مليون سنة قذفت كميات هائلة من الصخور حديثة التكوين، وغطت مساحة شاسعة تمتد من ألاسكا الحالية مرورا بشمال كندا ووصولا إلى غرينلاند، وأدت إلى تغير مناخ الأرض بشكل جذري.

وما يميز هذه الأحداث البركانية أنها جاءت في توقيت بالغ الدقة، حيث تزامنت مع فترة كان المناخ فيها باردا بالفعل، في غياب تام للنباتات التي لم تكن قد تطورت بعد.
مما عرض طبقة ضخمة من الصخور حديثة التكوين لعوامل تعرية شديدة.

وأدت التفاعلات الكيميائية المرتبطة بالتعرية إلى إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء. وبحسب النماذج المناخية التي أجراها العلماء، فإن هذا الامتصاص الكثيف لغاز الدفيئة الرئيسي ثاني أكسيد الكربون أدى إلى انهيار مفاجئ في تأثير الاحتباس الحراري الطبيعي للأرض، مما دفع بالكوكب إلى حالة التجمد الشامل.

وتُظهر النتائج أيضا أن الانفجارات البركانية المماثلة في الحجم في أوقات أخرى من تاريخ الأرض لم تُحدث ظروفا تُشبه "كرة الثلج"، وذلك إما لأنها وقعت في مناخ كان أكثر دفئا أساسا، أو لأن وجود النباتات قام بإبطاء عملية التعرية وبالتالي الحد من امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

إعلان

ولا تقدم هذه النتائج إحاطة على ماضي الأرض الغامض فقط، بل إنها تثير تساؤلات عميقة عن حساسية نظامنا المناخي. ففي عصرنا الحالي، تؤثر الأنشطة البشرية وانبعاثات غازات الدفيئة بشكل جذري على تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

وتشير الدراسة إلى قدرة ثاني أكسيد الكربون على التحكم بمصير مناخ الكوكب بطرق غير متوقعة. كما تبرز كيف يمكن أن تؤدي أن التفاعلات بين الجيولوجيا والمناخ إلى تحولات مناخية جذرية، وهو درس بالغ الأهمية في ظل التغير المناخي الحالي.

مقالات مشابهة

  • وقفات بالأردن تندد بمجزرة الاحتلال بحق الصحفيين في غزة
  • لازاريني: إسرائيل تواصل إسكات الأصوات التي تُبلغ عن فظائعها في غزة
  • مفوض الأونروا: إسرائيل تواصل إسكات الأصوات التي تُبلغ عن فظائعها بغزة
  • لازاريني: "إسرائيل" تواصل إسكات الأصوات التي تُبلغ عن فظائعها بغزة
  • هآرتس: ترامب لن ينقذ الفلسطينيين ولا الأسرى ولا إسرائيل من نفسها
  • مجلة بريطانية: لماذا ينقلب اليمين الأميركي على إسرائيل؟
  • مقال في هآرتس: إسرائيل تخطط لاحتلال غزة لكنها لا تريد تحمّل مسؤولية قرارها
  • هيئة البث الإسرائيلية: سموتريتش عارض خطة احتلال غزة التي صدق عليها الكابينت
  • كيف تحولت الأرض إلى كرة ثلج قبل 700 مليون سنة؟
  • قيادي بالجبهة الوطنية: خطة الاحتلال لغزة تكشف الوجه الحقيقي لإسرائيل