تقدّم خطوة للأمام.. اختلاف لا إقصاء
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
خالد فضل
تنعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من يوم 27 مايو إلى نهاية الشهر فعاليات المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المعروفة اختصارا بـ (تقدم), وكما هو معلوم فقد رأس اللجنة التحضيرية للتنسيقية د. عبدالله حمدوك رئيس الورزاء في الفترة الانتقالية التي انقلب عليها الشركاء في المكون العسكري بجميع عناوينهم، جيش, دعم سريع, حركات مسلحة, إضافة إلى بعض المدنيين من الذين يطالبون ويؤيدون الحكم العسكري, وهي ذات القوى التي تخوض الحرب ضد بعضها البعض الآن.
الجبهة المدنية الكبيرة التي تعقد مؤتمرها التأسيسي, ليست هي كل القوى الديمقراطية بكل تأكيد, هكذا تقول كل الأدبيات الصادرة عن قياداتها وعلى رأسهم د. حمدوك نفسه, وهو أمر لا يحتاج إلى نقاش حوله, فهو تنسيق أو جبهة أو تحالف بين من يتوافقون على مبادئ وأهداف مشتركة, فليس في هذا الموضوع أي إقصاء لطرف, وصراحة أشعر بامتعاض شديد لورود هذه الكلمة (إقصاء) عند كل اختلاف في وجهات النظر أو أساليب العمل السياسي, لعل كثرة ورودها حتى في أدبيات من يفترض أنهم دعاة ديمقراطية مرده إلى أنها من مخلفات وأدبيات الاستبداد الطويل الذي تحكم في بلادنا لعقود متطاولة, وبالطبع الأنظمة الديكتاتورية تمارس الإقصاء فعلا لدرجة الإقصاء من الحياة نفسها بالقتل, المصطلح الديمقراطي الأفضل عندي هو (اختلاف), وقد قرأت كلمة مميزة لبعض لجان المقاومة موجهة لتأسيسية تقدم, عبروا فيها عن اختلاف ديمقراطي, وهو ما نرجو أن يسود كأدبيات مناهضة لخطاب الكراهية والإقصاء, كما أرجو أن تولى رسالتهم تلك الاهتمام الكافي ومناقشة ما ورد فيها ويتم الرد عليها بذات الأسلوب الديمقراطي ففي ذلك اعتبار معنوي وإن حدث الاختلاف حول المحتوى, نحن بحاجة فعلا بأن نتفهم الآخرين بأكثر من طلبنا منهم تفهمنا, لأن الأمر الأول في مقدورنا فعله أما الثاني ففي أيدي الآخرين.
على المستوى الشخصي بقدر سعادتي وتأييدي لخطوة (تقدم), وموافقتي على برنامجها المعلن الذي لا يحتمل الخلاف حوله في تقديري, وأبرز جوانبه, وقف الحرب, وإغاثة المنكوبين, واستعادة المسار الانتقالي الديمقراطي, والمحاسبة والعدالة, وبناء الدولة الوطنية على أسس جديدة بما في ذلك مؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية.. إلخ هذه المبادئ والأسس وردت في كثير من أدبيات التحالفات السابقة والاتفاقات المبرمة بصورة أو أخرى, ولكن تبقى المعضلة دوما في آفة التحالفات السودانية النيّرة هي آفة الحدود الدنيا من ناحية, وآفة عقلية اللجنة كما أسميتها من قبل في واحد من كتاباتي, عقلية اللجنة تتمثل ببساطة في أنّ أكثر من 500 فرد يختارون بوعي منهم وإدراك واتفاق لجنة من 50 شخصا مثلا تشكل مجلسا ما ثم يتم اختيار المكاتب التنفيذية بما في ذلك الرئيس, وعددهم أقل بكل تأكيد وفي نهاية المطاف ينحصر العمل كله في شخصين أو ثلاثة, تتحول الجمعية العمومية إلى جمعية ناقمة ناقدة كسولة وخاملة, ولجنة الخمسين إلى شراذم, والمكاتب إلى هواة تبكيت ومظلومية من التهميش, هذه آفة ظلت مع الأسف تلازم عملنا في الفضاء العام الذي ننقل إليه نواقصنا رغم كوننا كأفراد نفيض بالفضائل!! كيف تتجاوز تقدم هذه المثبطات ونستفيد من أدواء ومنغصات ومنقصات عجز القادرين على التمام, هذا تحدي أمام هولاء النفر ومؤسساتهم المدنية الديمقراطية, كيف نحول نغمة الحرب ونتائجها الباهظة وانتهاكاتها الفظيعة والبشعة إلى فرصة حياة جديدة تؤكد أن شعبنا مثل طائر الفينيق الأسطوري ينهض من بين الرماد محلقا من جديد, كل التحية والإحترام لهولاء السادة/ات الذين تجردوا بإنسانية مفعمة وروح وطنية مخلصة لإنارة طريق وسط عتمة الواقع الغشوم, وإيد على إيد تجدع بعيد, كلنا مع التقدم ضد التخلف, مع السلام ضد الحرب, نتفق أو نختلف مع التنسيقية يبقى الاحترام.
الوسومأنهاء الحرب البرهان وحميدتي تنسيقية تقدم حرب السودان خالد فضل
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أنهاء الحرب البرهان وحميدتي تنسيقية تقدم حرب السودان خالد فضل
إقرأ أيضاً:
حماس: المشاورات مع القوى الفلسطينية أنتجت الرد على مقترح الهدنة
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها قدمت ردها الرسمي على ورقة الإطار الخاصة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وآليات تنفيذه، وذلك عقب سلسلة مشاورات موسعة مع مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية.
وأوضح رئيس مكتب العلاقات الوطنية في الحركة حسام بدران -في تصريح صحفي وزعته الحركة- أن الاتصالات التي أجرتها الحركة خلال الأيام الماضية شهدت "مستوى رفيعا من التنسيق والتشاور العملي والجدي" مع الفصائل الوطنية والإسلامية، مما أسفر عن توافق وطني موحد داعم لموقف قوى المقاومة الفلسطينية.
وأشار بدران إلى أن الرد الذي تم تسليمه إلى الوسطاء، "صيغ بالإجماع وبروح إيجابية"، مؤكدا أن هذه الخطوة "تأتي في سياق قيادة فلسطينية مسؤولة، تسعى للحفاظ على مكتسبات الشعب الفلسطيني، وضمان موقف فلسطيني موحد لوقف حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة".
وفتح الرد الأولي للحركة الباب أمام إمكانية الوصول إلى وقف إطلاق نار من جديد، بعد أن خرق الاحتلال الإسرائيلي اتفاق 19 يناير/كانون الثاني الماضي، واستئناف عدوانه على قطاع غزة.
ومطلع مارس/آذار الماضي، صعّدت إسرائيل جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود وجميع الإمدادات منعا تاما.