بيان ما يحصل به التَّحَلُّل في الحج والعمرة
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن العمرة فيها تَحلُّل واحد، ويحصل بالحَلْق أو التقصير على القول بأنهما من أركان العمرة بعد أداء سائر الأركان.
أوضحت الإفتاء، أن التحلل في الحج: فالأصغر منه -وهو الأَوَّل- يحصل بالحلق أو التقصير بعد الرمي خاصة، كما هو قول الحنفية، وبرمي الجمرة الكبرى يوم النَّحْر، أو خروج وقت الرمي، كما هو قول المالكية، ووجهٌ عند الشافعية، ورواية عند الحنابلة، وبفعل اثنين من: الرمي، والحلق، والطواف، كما هو قول الشافعية، والحنابلة في الصحيح، وأَمَّا التَّحَلُّل الأكبر في الحج فيكون بعد الرمي والحلق والطواف.
وتابعت الإفتاء: ما دُمتَ وضَعْتَ الطِّيبَ بعدَ التحلُّلِ الأصغر، فحجكَ صحيح، ولا شيء عليك.
كيفية التَّحَلُّل من الإحرام في العمرة
المقصود بالتَّحَلُّل من الإحرام -سواء كان حجًّا أو عمرة- هو: الخروج من الإحرام، بحيث يحل للمحرم ما كان مُحرَّمًا ومحظورًا عليه أثناء الإحرام.
والتَّحلُّل في العمرة يكون بعد الحَلْق أو التقصير للرَّجُل، والتقصير فقط للمرأة، وذلك على القول بأنهما من أركان العمرة، بحيث إذا أحرم بالعمرة، ثم طاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة، وحَلَق أو قَصَّر فإنه يكون بذلك حلالًا، وتمت عمرته.
قال الإمام النووي الشافعي في "المجموع": [وأَمَّا العمرة: فليس لها إلا تحلُّلٌ واحد بلا خلاف، وهو بالطواف والسعي، ويُضم إليهما الحَلْق إن قلنا هو نسك، وإلَّا فلا].
مذاهب الفقهاء في كيفية التحلل من الإحرام في الحجأَمَّا في الحج: فإنَّ التَّحلُّل فيه على نوعين: أصغر وأكبر.
فالتَّحلُّل الأصغر -ويطلق عليه التَّحلُّل الأَوَّل- به يَحِلُّ للمحرم ما كان مُحرَّمًا عليه، إلَّا النساء، وللفقهاء تفصيل فيما يَحْصُل به هذا التَّحَلُّل، فيرى الحنفية: أنَّه يحصل بالحلق أو التقصير بعد الرمي خاصة، ولا يحصل بالرَّمْي وحده دون الحلق، وهو ما نَصَّ عليه العَلَّامة أَكْمَل الدين البَابَرْتِي في "العناية شرح الهداية" حيث قال: [إذا رمى جمرة العقبة لا يتحلل عندنا حتى يَحْلِقَ].
واستدلوا على ذلك بحديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: «إِذَا رَمَى وَذَبَحَ وَحَلَقَ فَقَدْ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا النِّسَاءَ» رواه بهذا اللفظ مرفوعًا: ابن أبي شيبة في "مُصنَّفه"، والدَّارقطني في "سُنَنه"، ورُوي موقوفًا عن عمر بن الخطاب، وابنه، وعطاء رضي الله عنهم.
بينما يرى المالكية: حصوله برمي الجمرة الكبرى يوم النَّحْر، أي: يوم العاشر من ذي الحجة، أو بخروج وقته، أي: وقت هذا الرمي، ووافقهم الشافعية في وجهٍ، والإمام أحمد في روايةٍ في أنَّ التَّحلُّل الأَوَّل يحصل برمي الجمرة الكبرى خاصة.
قال الإمام الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" نقلًا عن سند وابن عرفة: [والتَّحَلُّل الأَوَّل يحصل برمي جمرة العقبة، أو بخروج وقت أدائها" اهـ، ثم عَقَّب قائلًا نقلا عن سند أيضًا: "والمراد بالوقت: وقت الأداء، قاله في "الطراز" في أثناء كلامه فراجِعْهُ، والله أعلم] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين": [في وجهٍ للإصطخري: دخول وقت الرمي كالرمي في حصول التحلل. ووَجْهٍ للدَّاركي: أنَّا إن جعلنا الحلق نسكًا حصل التحللان جميعًا بالحلق مع الطواف أو بالطواف والرمي، ولا يحصل بالرمي والحلق إلا أحدهما. ووجه: أنه يحصل التحلل الأول بالرمي فقط أو الطواف فقط، وإن قلنا: الحلق نسك].
وقال العلامة الـمَرْدَاوي الحنبلي في "الإنصاف": [واعلم أَنَّ التَّحلُّل الأَوَّل يحصل بالرمي وحده، أو يحصل باثنين من ثلاثة وهي: الرمي، والحلق، والطواف: فيه روايتان عن أحمد... والرواية الثانية: يحصل التَّحلُّل بواحدٍ من رمي، وطواف].
واستدلوا بحديث الإمام أبي داود في "سننه" والإمام أحمد في "مسنده" عن أمِّ المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ هذا يومٌ رُخِّصَ لكم إذا أنتم رَمَيْتُم الجمرةَ أن تَحِلُّوا -يعني مِن كلِّ ما حُرِمْتُم منه- إلَّا النِّساءَ».
وذهب الشافعية، والحنابلة في الصحيح إلى حصوله بفعل اثنين من: الرمي والحلق والطواف، فإذا فعل اثنين منها فقد حصل التَّحَلُّل الأَوَّل.
قال الإمام النووي الشافعي في "الإيضاح في مناسك الحج والعمرة" (ص: 351-352، ط. دار البشائر الإسلامية): [فيحصل التَّحَلُّل الأَوَّل باثنين من ثلاثة، فأي اثنين منها أتى بهما حَصَل التَّحلُّل الأَوَّل، سواء كان رَميًا وحَلْقًا، أو رَميًا وطوافًا، أو طوافًا وحَلْقًا].
وقال العَلَّامة علاء الدين الـمَرْدَاوي في "تصحيح الفروع" عند حكايته الروايتين فيما يَحْصُل به التَّحلُّل الأَوَّل: [إحداهما: يحصل التَّحلُّل الأول باثنين من رمي وحلق وطواف، وهو الصحيح].
واستدلوا على ذلك بحديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا رَمَيْتُمْ وَحَلَقْتُمْ فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الطِّيبُ وَالثِّيَابُ وَكُلُّ شَيْءٍ إِلَّا النِّسَاءَ». أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، والبيهقي في "السُّنَن الكبرى".
وقولها رضي الله عنها أيضًا: «طَيَّبْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم بيدَيَّ هاتينِ حين أحرَمَ، ولِحِلِّه حين أحَلَّ قبل أن يطوفَ، وبَسَطَتْ يَدَيها» متفق عليه.
فقد دَلَّ ذلك على أنَّ التَّحلُّل الأصغر حصل قبل الطواف، أي: بعد حصول الرمي، والحلق، كما أنَّ الرمي والحلق من النُّسُك الذي يعقبهما الحِلُّ، فكان الِحلُّ حاصلًا بهما، وذلك كما في الطواف والسعي للعمرة. يُنظر: "المغني" لابن قدامة.
وأَمَّا "التَّحلُّل الأكبر" -ويُسَمَّى "التَّحلُّل الثاني"- فيَحْصُل بعد طواف الرُّكْن، أي: طواف الإفاضة، إن كان قد تَـحلَّل التَّحَلُّل الأصغر بغيره، ويحل به إجماعًا كل ما كان حرامًا على المحرم.
قال العَلَّامة ابن القَطَّان المالكي في "الإقناع في مسائل الإجماع": [أجمع العلماء أَنَّ وطء النساء على الحاج حرام مِن حين يُحرم، إلَّا أن يَطُوف للإفاضة].
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج": [(وإذا فعل الثالث) الباقي من أسباب التحلل (حَصَل التَّحلُّل الثاني، وحَلَّ به باقي المحرمات) إجماعًا].
وعلى ذلك يتخرَّج حكم استعمال الطِّيْب، فلا خلاف بين الفقهاء في جوازه بعد التَّحَلُّل الأكبر؛ إذ به يَحِلُّ كلُّ شيء، الطِّيْب وغيره، كما أنَّه يجوز بعد التَّحَلُّل الأصغر على قول جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، خلافًا للمالكية الذين ذهبوا إلى كراهته بين التَّحلُّلين، ومع القول بكراهته فلا يجب به شيء دم أو غيره، وهذا ما أفادته نصوص فقهاء المذاهب، كما في "بدائع الصنائع" للإمام علاء الدين الكاساني (2/ 142، ط. دار الكتب العلمية)، و"الشرح الصغير ومعه حاشية الصاوي" لأبي البَرَكَات الدَّرْدِير، وهو ما نَصَّ عليه أيضًا الإمام الماوردي في "الحاوي الكبير"، وكذا العَلَّامة أبو السعادات البُهُوتِي في "شرح منتهى الإرادات".
والذي يُفْهَم مِن ذلك كله: أنَّ العمرة فيها تَحلُّلٌ واحدٌ، ويحصل بالحَلْق أو التقصير على القول بأنهما من أركان العمرة بعد أداء سائر الأركان، أما التَّحَلُّل في الحج: فالأصغر منه -وهو الأَوَّل- يحصل بالحلق أو التقصير بعد الرمي خاصة، كما هو قول الحنفية، وبرمي الجمرة الكبرى يوم النَّحْر، أو خروج وقت الرمي، كما هو قول المالكية، ووجهٌ عند الشافعية، ورواية عند الحنابلة، وبفعل اثنين من: الرمي، والحلق، والطواف، كما هو قول الشافعية، والحنابلة في الصحيح، وأَمَّا التَّحَلُّل الأكبر في الحج فيكون بعد الرمي والحلق والطواف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحج الإفتاء العمرة أركان العمرة التحلل رضی الله عنها ق أو التقصیر الشافعی فی قال الإمام من الإحرام علیه وآله ل الأصغر ل الأکبر اثنین من فی الحج
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي: أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة
أعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الثلاثاء أن « أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن » في قطاع غزة المحاصر والمدمر بفعل الحرب المستمرة منذ 21 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.
وحذر « التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي » IPC الذي وضعته الأمم المتحدة والصادر الثلاثاء بأن الأزمة الإنسانية « بلغت نقطة تحول مثيرة للقلق الشديد وفتاكة ».
وأكد هذا المرصد الذي تساهم فيه وكالات أممية متخصصة ومنظمات غير حكومية وهيئات محلية، أن عمليات إلقاء المساعدات فوق القطاع « لن تكون كافية لوقف الكارثة الإنسانية »، مشددا على أن عمليات إدخال المساعدات بر ا « أكثر فاعلية وأمانا وسرعة ».
وطالب بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية بصورة « فورية وبدون عقبات » مشددا على أنها الوسيلة الوحيدة لوقف « الجوع والموت » اللذين يتصاعدان بسرعة.
وصدر هذا التحذير بعدما نبهت عدة منظمات إنسانية في الأيام الأخيرة من وفيات على ارتباط بالجوع في القطاع.
وذكر التصيف استنادا إلى بياناته الأخيرة أنه تم بلوغ « عتبة المجاعة » في « معظم أنحاء قطاع غزة »، مشيرا إلى تزايد الوفيات بين الأطفال.
وجاء في التقرير أنه « تم نقل ما يزيد عن 20 ألف طفل لتلقي العلاج جراء إصابتهم بسوء تغذية حاد بين أبريل ومنتصف يوليوز، وأكثر من ثلاثة آلاف منهم يعانون من سوء تغذية وخيم ».
وأفاد عن تزايد الوفيات بسبب الجوع بين الأطفال الصغار.
وذكر التقرير أن « أدلة متزايدة تظهر أن تفشي المجاعة وسوء التغذية والأمراض تتسبب بزيادة في الوفيات المرتبطة بالجوع ».
وحذر التقرير من أن « وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة من دون عوائق » هو السبيل الوحيد لوقف تزايد الوفيات.
وأضاف أن « الفشل في التحرك الآن سيؤدي إلى انتشار واسع للموت في معظم أنحاء القطاع ».
وفي ظل ضغوط دولية مكثفة، أعلنت إسرائيل الأحد عن « تعليقا تكتيكيا » يوميا لم تحدد إلى متى ستستمر، من العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء، في مناطق محددة من غزة لأغراض إنسانية، مشيرة إلى دخول أكثر من 120 شاحنة محملة بالمواد الغذائية، فيما قامت بعض الدول مثل الأردن والإمارات بإلقاء مساعدات غذائية جوا فوق القطاع.
لكن المرصد لفت إلى أن عمليات الإلقاء من الجو لن تكون كافية « لوقف الكارثة الإنسانية » فضلا عن أنها باهظة الكلفة وتنطوي على مخاطر.
وأكد أن تسليم المساعدات برا « أكثر فاعلية وأمانا وسرعة ».
وشدد على أن السكان الأكثر ضعفا الذين يعانون من سوء تغذية حاد وبينهم أطفال « بحاجة للحصول على علاج منقذ للحياة بصورة متواصلة » من أجل التعافي.
ولفت إلى أنه « بدون تحرك فوري، سيستمر الجوع والموت في الانتشار بسرعة وبدون توقف ».
وقال المرصد إن تحذيره لا يعتبر بمثابة تصنيف جديد للمجاعة، بل يهدف إلى لفت الانتباه إلى الأزمة بناء على « آخر الأدلة المتوافرة » حتى 25 يوليوز.
وأكد أنه يعمل على « توصية » أكثر دقة يصدرها في أسرع وقت ممكن ويضمنها تصنيفاته.
وكان التصنيف المرحلي المتكامل أفاد في تقرير في ماي بأن قطاع غزة يواجه مستوى « حرجا » من خطر المجاعة فيما 22% من سكانه مهددون بأن يعانوا من وضع « كارثي ».
امس-اك/دص/غ ر
كلمات دلالية الأمم المتحدة المجاعة تصنيف تقرير غزة