أي مفاجأة يعدّها بايدن بدلا من الانتخابات: حرب نووية أم "تشيرنوبل" جديدة؟
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
كان إعلان ماكرون عن إمكانية إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا بمثابة بداية تسونامي من الخطوات التصعيدية للغرب.
تضمنت تلك الخطوات دعوات لإسقاط الصواريخ الروسية وحتى الإعلان عن إرسال جنود من دول البلطيق إلى أوكرانيا.
إقرأ المزيدكل ذلك يجسد هستيريا الغرب، الذي أدرك أن أوكرانيا كمورد عسكري على وشك الانتهاء، ربما هذا الخريف أو الشتاء المقبل، وسيتعين على الغرب إما أن يدخل الحرب مباشرة أو يعترف بالهزيمة ويغرق في أزمته الداخلية.
بمعنى أنه من الممكن وصف حالة أوروبا بالهيستيريا، أما الأنغلوساكسون فيبدو أن لديهم خطة، رغم أن هذه الخطة هي الأخرى تشير إلى درجة عالية من اليأس.
من بين أهم وأخطر خطوات سلم التصعيد خلال أيام كانت الضربات الأخيرة على الرادارات الروسية، التي تمثل جزءا من نظام الإنذار الاستراتيجي للهجوم الصاروخي النووي، وهو أحد مكونات الدرع الصاروخي النووي الروسي، ووفقا للعقيدة النووية الروسية، فإن مثل هذه الخطوة تعد سببا كافيا للرد الروسي باستخدام الأسلحة النووية.
أي أن واشنطن ولندن تبذلان قصارى جهدهما لاستفزاز روسيا ودفعها إلى استخدام الأسلحة النووية، سواء من خلال إرسال قوات حلف "الناتو" إلى أوكرانيا، أو بشكل أكثر موثوقية، باستهداف مكونات الدرع النووي الروسي. وقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحفي بأوزبكستان يوم أمس، إن الصواريخ التي يتم إطلاقها من أراضي أوكرانيا يتم توجيهها من قبل متخصصين من دول "الناتو" عبر أقمار الحلف الاصطناعية. أي أنه لا توجد أوهام لدى الجانبين، ويدرك الطرفان أن الاستفزاز لا علاقة له بأوكرانيا. والغرب يقولها صراحة لروسي: نحن نفعل ذلك ولن تجرؤوا على الرد علينا مهما فعلنا، حتى لو هاجمنا المنشآت النووية الروسية.
ولا بد من الاعتراف أيضا بأن ضبط النفس الذي مارسته روسيا ساهم في الوصول إلى الوضع الراهن، إلى تلك الثقة لدى الولايات المتحدة وبريطانيا بإفلاتهما من العقاب. ومع ذلك، فلدى روسيا أسباب لذلك، سنتحدث عنها لاحقا.
من الضروري أيضا الانطلاق من حقيقة أنه إذا تم الحفاظ على هذا النهج الروسي، فلن تكون هناك قيود على تحرك الغرب أكثر على سلم التصعيد. وأنا على يقين من أن الهجمات من الأراضي الأوكرانية ضد مواقع الأسلحة النووية الروسية هي مسألة وقت.
إقرأ المزيدفما الذي ننتظره؟
يبدو الوضع العام بالنسبة للولايات المتحدة، لا سيما بالنسبة لقمة الحزب الديمقراطي وكأنه نهاية العالم. فلا يمكن وقف التضخم، ما يجبر أسعار الفائدة على البقاء مرتفعة. وتؤدي مدفوعات الديون إلى تدمير الشركات وإلى عجز هائل في ميزانية الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، وللعام الثالث على التوالي، يتجاوز العجز التجاري الأمريكي تريليون دولار. وهو ما يعني أنه إذا توقفت التجارة الخارجية في الولايات المتحدة أو تم تقييدها، فسينشأ نقص هائل في السلع، ما سيؤدي على الفور إلى تضخم مفرط من شأنه أن يدمر الاقتصاد الأمريكي والعالمي. وسيعقب ذلك أعمال شغب للسكان الجائعين في الغرب.
كذلك تتراجع شعبية بايدن، والفوز في الانتخابات يكاد يكون مستحيلا. ويبدو أن الديمقراطيين يخططون لإرسال ترامب إلى السجن، مع وجود احتمال كبير أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة.
لا يمكن منع الوضع الاقتصادي من الانفجار إلا بفضل تدفق الأموال إلى الولايات المتحدة من بلدان أخرى، ولكن هذا التدفق يجفّ تدريجيا، وإذا حدث الانهيار الذي طال انتظاره في البورصات الأمريكية، فإن الوضع سوف يتدهور. ولا يمكن أن يبقى تحت السيطرة.
الحرب مع الصين، والعقوبات واسعة النطاق ضدها، والحرب ضد إيران، والحرب في أوروبا.. أي من هذه الأحداث كافية لكي تسلك الأحداث طريق الانهيار المتسارع للاقتصاد.
وفي نفس الوقت يتطلب الوضع من الولايات المتحدة أن تبدأ حربا كبيرة، فروسيا تنتصر في أوكرانيا، وقد رفضت الصين مطالب جانيت يلين بخفض إنتاجها.
أي أنه من الضروري شن الحرب، لكن هذا في الوقت نفسه أمر مستحيل.
ولا يمكن الحفاظ على السلطة والسيطرة على الوضع إلا من خلال فرض حالة الطوارئ وإقامة دكتاتورية عسكرية وإلقاء اللوم على بوتين (ومن غيره؟!)
وإثارة صراع نووي محدود مع روسيا يتناسب مع هذا المنطق.
إقرأ المزيدوأنا أميل إلى الاعتقاد بأن الهجمات على الرادارات الاستراتيجية الروسية لم تكن تهدف إلى إضعاف الردع النووي الروسي بقدر ما هي استفزاز لروسيا للرد. في هذا الصدد، أعتقد أن مثل هذه الهجمات لن تتكرر فحسب، بل ستزداد خطورتها، وستمتد الضربات إلى المنشآت النووية الروسية، بما في ذلك محطات الطاقة النووية المحتملة. وإذا فشل بوتين في التوصل إلى رد، فمن الممكن أن تقوم واشنطن بتفجير إحدى محطات الطاقة النووية الأوكرانية لإلقاء اللوم على روسيا وتسريع التصعيد.
وبهذا يصبح لدينا طريقان محتملان:
تصعيد حرب الغرب ضد روسيا حتى استخدام الأسلحة النووية، مع احتمال تصعيدها إلى تدمير نووي متبادل وانهيار الحضارة البشرية.
إذا امتنع بوتين عن الرد، فهناك احتمال كبير أن يدخل الغرب في المستقبل القريب، ربما بعد الانتخابات الأمريكية، مرحلة من الانهيار الاقتصادي وزعزعة الاستقرار الداخلي.
ويعتمد الاختيار بين السيناريوهين، في كثير من النواحي، على الوضع الداخلي في الولايات المتحدة. وتقديري للاحتمالات هي 60% لصالح الحرب النووية. ولكن ربما يفاجئنا بوتين مرة أخرى، ويتمكن من الامتناع عن الرد حتى انهيار أوكرانيا على الأقل.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف الحزب الديمقراطي ألكسندر نازاروف الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الاسلحة النووية البيت الأبيض الجيش الروسي الحرب العالمية الثالثة الحزب الجمهوري العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين الكونغرس الأمريكي جو بايدن حلف الناتو فلاديمير بوتين قنبلة ذرية وزارة الدفاع الروسية الولایات المتحدة النوویة الروسیة الأسلحة النوویة لا یمکن
إقرأ أيضاً:
روسيا تتخطى العقوبات المالية الغربية عبر عملة مشفرة جديدة
كشفت صحيفة فايننشال تايمز أن عملة رقمية جديدة، مصممة للسماح بالمدفوعات عبر الحدود رغم العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، أطلقها رجل أعمال من مولدوفا وبنك روسي تابع لقطاع الدفاع، قد حولت نحو 9.3 مليارات دولار عبر منصة تداول عملات رقمية مخصصة في غضون 4 أشهر فقط منذ إطلاقها.
وتم إطلاق عملة "إيه 7 إيه 5" (A7A5) في قيرغيزستان في فبراير/ شباط، وهي أول عملة مستقرة مرتبطة بالروبل الروسي، بهدف تسهيل التدفقات المالية واسعة النطاق من وإلى روسيا، التي تأثرت بشدة بالقيود الغربية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النفط يرتفع بتراجع المخزون الأميركي والذهب يصعد مع تراجع الدولارlist 2 of 2الذهب يرتفع مع تراجع الدولار والنفط يعوض بعض خسائرهend of list تأسيس العملةوحسب تحليل أوردته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية للمحافظ المرتبطة بغرينكس Grinex، وهي منصة تداول عملات رقمية تأسست مؤخرًا في قيرغيزستان وتتداول فقط بعملة "إيه 7 إيه 5" والروبل وعملة مستقرة مرتبطة بالدولار، أن إجمالي قيمة "إيه 7 إيه 5" التي يتم نقلها من وإلى المحافظ المرتبطة بهذه المنصة بلغت 9.3 مليارات دولار.
وذكرت أن العملة المستقرة مدعومة بودائع بالروبل في برومسفياز بنك في موسكو، وهو بنك متخصص في قطاع الدفاع يخضع لعقوبات أميركية وبريطانية وأوروبية بسبب غزو فلاديمير بوتين الشامل لأوكرانيا.
وحسب الصحيفة، فإن النمو السريع للعملة يظهر بوضوح إذ يبلغ عدد وحداتها المتداولة الآن 12 مليار، ما يعادل 156 مليون دولار، وتستخدمها بكثافة مجموعة صغيرة نسبيًا من المستخدمين، الذين تبلغ تحويلاتهم اليومية عادةً أضعاف هذا الحجم.
لكن يبدو أن عملة "إيه 7 إيه 5" مرتبطة بمحاولات موسكو استخدام العملات المشفرة لتمويل حملات التأثير السياسي في الخارج، وفقًا لتقرير جديد صادر عن مركز مرونة المعلومات (سي آي آر)، وهي مجموعة بحثية غير ربحية مقرها لندن.
تُظهر سجلات الشركات الروسية أن شركة "إيه 7″، التي أطلقت العملة والخاضعة الآن لعقوبات بريطانية، مملوكة بحصة أغلبية لرجل الأعمال المولدوفي إيلان شور، والفار من الإقامة الجبرية في مولدوفا عام 2019 بعد إدانته بسرقة مليار دولار في أكبر عملية احتيال مصرفي في تاريخ البلاد.
إعلانوانتقل شور إلى موسكو، وأصبح مواطنًا روسيًا، وفي العام الماضي اتهمته شرطة مولدوفا بإدارة عملية شراء أصوات واسعة النطاق في الانتخابات المولدوفية، وهي اتهامات ينفيها.
وفي تقريره الجديد، وجد مركز مرونة المعلومات أن العديد من النطاقات المستخدمة في عمليات التأثير السياسي في مولدوفا تشترك في عنوان "آي بي" (المحدد لبيانات الاتصال بالإنترنت) واحد مع موقعي "إيه 7″ و"إيه 7 إيه 5".
تعاون مبكروقالت "إيه 7 إيه 5" إنها "تعاونت مع الفريق الفني لـ "إيه 7" في مرحلة مبكرة"، إلا أنها "قررت الانفصال تمامًا بسبب اختلاف وجهات النظر حول إستراتيجية التطوير" الشهر الماضي.
ويأتي إنشاء العملة المستقرة وسط تدقيق متزايد في المعاملات المرتبطة بروسيا للتحقق من الامتثال للعقوبات، واستبعاد بعض البنوك الروسية من شبكة سويفت الدولية للمراسلة.
ويمكن للمستخدمين الروس شراء عملة "إيه 7 إيه 5" على بلوكتشين ترون أو إيثريوم، ثم استخدامها لشراء عملة "يو إس دي تي" المستقرة المرتبطة بالدولار، ومن ثم يمكن للمستخدم سحب القيمة بأي دولة أو عملة يريدها.
وحسب للشركة، يُودَع روبل واحد في بنك برومسفياز مقابل كل عملية شراء لعملة "إيه 7 إيه 5″، مما يحمي العميل في روسيا من تقلبات العملات الرقمية التقليدية، وتؤكد الشركة أن مدققًا قيرغيزيًا مستقلًا تحقق من وجود هذه الاحتياطيات النقدية.
ويبدو أن "إيه 7 إيه 5" وغرينكس ظهرا وانتشرا في أعقاب انهيار نظام مدفوعات روسي رئيسي آخر.
وأغلقت سلطات إنفاذ القانون الأميركية منصة غارانتكس، أكبر بورصة عملات رقمية في روسيا، في مارس/آذار، وتعاونت "تيثر" وجمدت 23 مليون دولار من عملة "يو إس دي تي" محفوظة في محافظ غارانتكس.
ووصفت غارانتكس خطوة تيثر بأنها إعلان "حرب على سوق العملات الرقمية الروسية". وسارعت إلى دعوة العملاء لحضور اجتماعات حضوريا في مكتبها في موسكو لمناقشة استرداد الأصول المجمدة.
وحسب الصحيفة فإنه بالنسبة للمسؤولين الروس، أكد قرار تيثر على ضرورة إنشاء عملة مستقرة روسية، وقال عثمان كابالويف، نائب وزير المالية الروسي: "التطورات الأخيرة تدفعنا إلى التفكير في إنشاء أدوات محلية مثل يو إس دي تي".
وأضاف توماس، من مركز مرونة المعلومات: "إذا كانت لديك عملة مستقرة تُسيطر عليها جهة مقرها الغرب، فقد تخسر أموالك، بينما إذا كان مقر الأصل في روسيا أو دولة صديقة، فإن الاستثمار يكون أكثر أمانًا".