واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاقتحام لعدد من مدن وقرى الضفة الغربية، وسط مداهمات للمنازل واشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في مناطق متفرقة.

فقد اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس وانتشرت في بعض أحيائها، كما اقتحمت مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، وقالت مراسلة الجزيرة إن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس وانتشرت بآلياتها العسكرية في أحياء عدة في المدينة.

وأفادت مراسلة الجزيرة بأن آليات عسكرية انتشرت في أحياء بالمدينة وحاصرت مبنى سكنيا، كما اقتحمت آليات عسكرية قرية كفر مالك شمال شرق رام الله.

واقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط في القدس المحتلة، وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على شبان ألقوا الحجارة على القوات المقتحمة.

كما اقتحمت بلدة بيت عوا غرب مدينة دورا جنوب الخليل، وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال نصبت حواجز وشنت حملة بحث وتفتيش، قبل أن تنسحب باتجاه البرج العسكري المقام عند مدخل البلدة.

وشملت الاقتحامات أيضا بلدة إذنا غربي الخليل، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بمنطقة الميدان وسط البلدة، بعد مواجهات عنيفة اندلعت بين الشبان الفلسطينيين والقوات المقتحمة التي انسحبت دون تسجيل أي حالة اعتقال أو دهم لأي من المنازل.

شهيد في البيرة

وفي وقت سابق استشهد الشاب الفلسطيني وجيه الرمحي، وأصيب 3 آخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها لمدينة البيرة.

ونُقل جثمان الشهيد الرمحي من مستشفى الهلال الأحمر إلى مستشفى رام الله الحكومي، تمهيدا لتشييعه اليوم الجمعة.

واقتحمت قوات الاحتلال المدينة وسط إطلاق للنار ولقنابل الغاز، مما أدى لاندلاع مواجهات بين تلك القوات وشبان فلسطينيين.

وحاصرت قوات الاحتلال أحد المنازل وسط مدينة البيرة، واعتقلت الطالب ليث الكيشي ممثل الكتلة الإسلامية في اللجنة التحضيرية في جامعة بيرزيت قبل أن تنسحب من المكان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

مشهد الوداع الأخير.. صوت شهداء الجزيرة خفت لكن التغطية مستمرة

غزة- اعتاد أنس الشريف مرافقة سيارات الإسعاف في مهامها لتوثيق اللحظات الأولى لجرائم الاحتلال في قصف المنازل على رؤوس ساكنيها، لكن فجأة تبدَّل المشهد وجاءت اللحظة التي حمل فيها المسعفون جثمان أنس في طريقهم لمواراته الثرى.

أما محمد قريقع فكان يجوب مشافي غزة بعد فقدانه والدته المسنة المريضة، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في فبراير/شباط من العام الماضي، إلا أنه بعد شهور قليلة دُفن بالقرب منها.

وعلى أعتاب مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة تغيَّرت الأحوال في ثوان معدودة مساء الأحد، عندما انفجر صاروخ أطلقته مُسيَّرة إسرائيلية في الخيمة المخصصة لطاقم صحفيي قناة الجزيرة أدت لاستشهاد مراسليها أنس الشريف ومحمد قريقع ومصوريها إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومحمد نوفل.

حامل الأمانة

لم يغادر الصحفيون طوال ساعات الليل ثلاجات الموتى، حيث سُجّيت أجساد الشهداء داخلها، في حين بدت الصدمة ظاهرة وبقوة على وجوه من رافقوهم على مدار 22 شهرا من التغطية المتواصلة.

وتداخل المشهد ما بين الحزن والقهر الذي عم ذوي الشهداء وأصدقائهم، وبين الفخر بالرسالة الإعلامية التي قدمها الصحفيون الشهداء رغم كل التهديد والوعيد الذي تعرَّضوا له.

كاد مراسل قناة الجزيرة مباشر، الصحفي محمد شاهين، أن يسقط أرضا وهو يودع زملائه، ويردد "التغطية مستمرة والصورة لن تغيب كما كان يقول أنس، ورسالته ستبقى حاضرة في الميدان طالما بقيت الحرب متواصلة على غزة".

مشاهد من وداع صحفيي الجزيرة بمشاركة جموع الصحفيين والمواطنين (الجزيرة)

في حين انشغل زملاء وأصدقاء الشهداء بترتيب مراسم جنازة تليق بهم بمشاركة العشرات من الصحفيين، والكثير من محبيهم الذين طالما تابعوهم عبر الشاشة، وبكوا بحرقة على رحيلهم.

فجأة علا صوت شاب غلبته الدموع وهو يودع أنس الشريف داخل مقبرة الشيخ رضوان بمدينة غزة قائلا "أنس بطل، حمل الأمانة حتى آخر لحظة، إسرائيل اغتالته لأنه فضح المجاعة، أنس طعمانا (أطعمنا) واستشهد"، في إشارة إلى أثر الرسائل الإعلامية التي بثها عن التجويع ودفعت العالم للضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات إلى غزة.

كان أنس قريبا من الناس، ينقل صرخات الأطفال والنساء، ويرصد تفاصيل الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، ويُوثِّق فظائع المقابر الجماعية التي دفن فيها الجيش الإسرائيلي الجثث كي يطمس جرائمه، وكثيرا ما علا صوته في مواجهة التجويع، وقاد تشييع زملائه في قناة الجزيرة إسماعيل الغول ورامي الريفي الذين اغتالتهم طائرات الاحتلال المسيرة قبل عام، وقال حينها "لن تتوقف التغطية".

إعلان

عقب تلك الجريمة استكمل محمد قريقع طريق إسماعيل الغول، وخرج برسالته الأولى على الهواء مباشرة يعلن مواصلة التغطية التي سبقه إليها، لكن اليوم غاب أنس ومحمد معا، وتركا خلفهما من يكمل المسيرة.

رجال الإسعاف الذين اعتاد الصحفي أنس الشريف مرافقتهم لمكان الحدث يحملون جثمانه فوق أكتافهم (الجزيرة)شعور الرحيل

"راح أنس والشباب" يقول شقيق أنس الأكبر محمود الشريف، وهو يستقبل التعازي بعد انتهاء مراسم الدفن، بينما أغمى على شقيقه أحمد الذي لم يستوعب غيابه، وكذلك انهار أخوه محمد وهو يتلقى التعازي.

يستذكر رفقاء أنس همَّته الكبيرة وجهوده الميدانية، التي فاقت جسده النحيل بأضعاف كثيرة، وكيف تغلَّب كثيرا على المرض والإرهاق وأصرّ على مواصلة التغطية المباشرة رغم تكرار تهديد الاحتلال له.

قبل يومين فقط من استشهاده، قال أنس الشريف لزملائه الصحفيين "اللي بستشهد برتاح"، وكأنه كان يشعر بقرب اللحظة التي ينفذ فيها جيش الاحتلال تهديداته بتغييبه عن المشهد، وهو يعلم أن وقع تغطيته الصحفية فضحت جرائم الاحتلال وزيف أكاذيبه، وجعلهم في مواجهة الصورة البشعة التي خلَّفتها الحرب في غزة.

جانب من دفن الشهداء الصحفيين بغزة (الجزيرة)

"آن لأنس أن يستريح، فقد تعب كثيرا" يقول زملاؤه الذين غمرت الدموع وجوههم المرهقة، وهم يتساءلون "على مين الدور؟" إذ يشعر الصحفيون في غزة أنهم جميعا على بنك الأهداف الإسرائيلية بعدما استشهد 238 صحفيا منذ بداية العدوان على القطاع قبل 22 شهرا.

انهال التراب على قبور شهداء الجزيرة بعدما استكملوا مسيرتهم، وغاب صوتهم، لكن صداه لا يزال يتردد في غزة.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يفتش منازل في باقة الحطب شرق قلقيلية ويقتحم قرية حجة
  • اعتقالات وإصابات بهجمات للمستوطنين في الضفة الغربية
  • مشهد الوداع الأخير.. صوت شهداء الجزيرة خفت لكن التغطية مستمرة
  • العدو الصهيوني يشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة
  • الاحتلال يشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة
  • الاحتلال يقتحم نابلس والخليل ويغلق تجمعا بدويا قرب رام الله
  • الاحتلال يعتقل 6 مواطنين من نابلس وبيت لحم
  • اقتحامات بأريحا ونابلس ومستوطنون يهاجمون قرى في الخليل ورام الله
  • العدو الإسرائيلي يقتحم بلدة في الضفة الغربية 
  • قوات الاحتلال تعتقل طفلين شقيقين في قصرة