التصوير الميوني.. محاولة إسرائيل الجديدة لكشف أنفاق غزة
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها قوات دولة الاحتلال الاسرائيلي إلى قطاع غزة، كان واحدا من ضمن أهدافها الرئيسية اكتشاف وتدمير الأنفاق، والتي تعدها المقاومة الفلسطينية سلاحا فاعلا لا يمكن الاستغناء عنه، فهذه الأنفاق تساعد جنود المقاومة في التنقل بين مواقع المعارك بعيدا عن أعين المسيّرات التي تملأ سماء غزة، كما أنها توفر فرصة لتنفيذ عمليات هجوم مباغتة ضد جنود دولة الاحتلال وآلياته.
وبعد فشل كبير في محاولات الاحتلال كشف شبكة الأنفاق وتدميرها، أشارت تقارير صحفية إلى أن قوات الاحتلال لجأت إلى تقنية بدأ البحث العلمي بها منذ خمسينيات القرن الفائت، وهي ما يسمى بالتصوير الميوني، وفيها تُستخدم الميونات القادمة إلى الأرض لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد للبنى الصخرية أو الإسمنتية أو الترابية أو غيرها من المواد.
والميونات جُسيمات دون ذرية تشبه الإلكترونات، لكنها أضخم بنحو 200 مرة، وتتحرك تلك الجسيمات بسرعة الضوء وتقصف الأرض باستمرار. وتنشأ الميونات من تفاعل الأشعة الكونية القادمة من الفضاء مع الغلاف الجوي العلوي، وعندما تمر الميونات عبر المادة فإنها تتشتت بشكل يمكن رصده بسبب تفاعلها مع أنوية الذرات.
وإذا تشتتت الميونات بسرعة، فإن هذا يشير إلى أنها تواجه مواد عالية الكثافة (كالصخور الصلبة التي لا تحتوي على فراغات)، أما إذا مرت عبر مساحة فارغة مثل نفق أو كهف، فإنها لا تتشتت، ويقوم عدد أكبر من تلك الجسيمات باختراق المادة بشكل أعمق. ويمكن للعلماء رصد الميونات عبر أجهزة متخصصة لتحديد مواضع الفراغات.
واستخدمت هذه التقنية في أكثر من تطبيق بالفعل، فبين عامي 2016 و2017 تمكن فريق بحثي من اكتشاف عدد من التجاويف داخل أهرامات الجيزة باستخدام التصوير الميوني، وأظهرت الأبحاث التالية أن المصريين القدماء قاموا على الأرجح ببناء فجوات في الأهرامات لتخفيف الضغط وإبقائها سليمة من الناحية الهيكلية.
وفي المملكة المتحدة أجرى باحثون تجارب باستخدام التقنية نفسها لتصوير أحد أنفاق السكك الحديدية، وأتاحت لهم عمليات مسح قصيرة المدة في نحو 30 دقيقة، تحديد فراغ غير معروف سابقا مثل عبء كبير على هيكل النفق، فأصلحوه فيما بعد.
وبشكل عام تُستخدم هذه التقنية لفحص البنية التحتية المدنية مثل الجسور والأنفاق للكشف عن سلامة الهياكل الإسمنتية وفحص الفراغات بها، وتعد واحدة من أدق التقنيات في هذا النطاق. لكن رغم نجاحها في العديد من التجارب، فإن تلك التقنية تواجه العديد من العيوب.
ويأتي ذلك بشكل خاص في حالة أنفاق غزة، حيث يُشترط وضعها أسفل المنطقة المراد فحصها لاستقبال الأشعة الكونية القادمة من الفضاء ثم تمر من خلال التربة، وهذا يتطلب معرفة أولية بالأنفاق لأنها بذلك تتطلب من جنود جيش الاحتلال النزول إلى نفق عميق موجود بالفعل ودراسة ما يقع أعلاه من أنفاق.
أضف إلى ذلك أنه في هذه البيئة فإن كل شيء معرض للخطر، ليس فقط لأن جنود المقاومة يمكن لهم إحالة عملية كهذه إلى كارثة بالنسبة لجنود الاحتلال، لكن كذلك لأن أجهزة كشف الميونات حساسة للحرارة والرطوبة، ويتأثر نقل البيانات بانقطاعات الإنترنت، كما يمكن للصور الناتجة أن تكون أقل دقة في سياقات متنوعة تعتمد على كثافة التربة والعمق وطبيعة الفراغات نفسها.
ومن جانب آخر فإنه بالنظر إلى أن تدفق الميونات منخفض نسبيا، فإن الحصول على عدد كاف من الميونات لإنشاء صورة واضحة ومفصلة قد يستغرق وقتا طويلا، وينطبق ذلك بشكل خاص على الهياكل الكثيفة والسميكة.
وحتى اللحظة، تظل الأنفاق أداة عصية على الكشف من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي رغم أنها بدأت استخدام التصوير المقطعي الميوني من سنوات، وحتى بعد دخولها القطاع مدة ثمانية أشهر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حماس توضح مستجدات مفاوضات الدوحة.. محاولة تضليل من نتنياهو
أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء الثلاثاء، بيانا توضيحيا يتعلق بمستجدات مفاوضات الدوحة، الخاصة بمحاولة التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعقد صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت حركة حماس في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، إنّنا "نعد استمرار تواجد الوفد الإسرائيلي المرسل إلى الدوحة، رغم ثبوت افتقاره لأي صلاحية للتوصل إلى اتفاق، محاولة مكشوفة من نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي، والتظاهر الكاذب بالمشاركة في العملية التفاوضية".
وأشارت الحركة إلى أن "نتنياهو يواصل تمديد إقامة وفده يوما بيوم دون الدخول في أي مفاوضات جادة"، مؤكدة أنه "لم تُجرَ أي مفاوضات حقيقية منذ يوم السبت الماضي".
محاولة لذر الرماد في العيون
وذكرت أن "تصريحات نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، محاولة لذر الرماد في العيون، وخداع المجتمع الدولي، حيث لم تدخل حتى الآن أي شاحنة إلى القطاع، بما في ذلك تلك الشاحنات القليلة التي وصلت معبر كرم أبو سالم ولم تتسلّمها أي جهة دولية".
وتابعت: "تصعيد العدوان والقصف المتعمد للبنية التحتية المدنية، وارتكاب المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء، بالتزامن مع الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر، وخلال وجود الوفود في الدوحة، يفضح نوايا نتنياهو الرافضة لأي تسوية ويكشف تمسّكه بخيار الحرب والدمار".
وحمّلت حركة حماس حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن إفشال مساعي التوصّل لاتفاق، "في ضوء تصريحات مسؤوليها الواضحة بعزمهم مواصلة العدوان وتهجير أبناء شعبنا من أرضهم، في تحدٍّ صارخ لكل الجهود الدولية".
واستكملت بيانها: "إزاء هذا التعنّت، فإن اتساع دائرة المواقف الدولية الرافضة للعدوان والحصار، وآخرها من عدّة دول أوروبية، يُعدّ إدانة جديدة لسياسات الاحتلال ودعمًا متزايدًا لمطالب شعبنا العادلة".
التعامل الإيجابي مع أي مبادرة توقف العدوان
وتابعت: "نثمّن جهود الوسطاء، ونؤكد استمرارنا في التعامل الإيجابي والمسؤول مع أي مبادرة توقف العدوان، وانسحاب الاحتلال، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات، والبدء بإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال".
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن المبعوث الأمريكي للأسرى آدم بولر، أننا "نقترب أكثر فأكثر من التوصل إلى اتفاق في غزة"، مضيفا أنه "إذا أرادت حماس الحضور وتقديم عرض مشروع، وإذا كانت مستعدة للإفراج عن الأسرى فنحن دائما منفتحون على ذلك".
كما نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن بولر تأكيده أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يغير موقفه "فهو يدعم إسرائيل والشعب اليهودي".
وبحسب "جيروزاليم بوست"، فإنّ المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أكد أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب "إسرائيل"، ومصممة على ضمان عودة كل الأسرى إلى عائلاتهم.