نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا مطولا عن حملة سرية للنفوذ تشنها إسرائيل تستهدف المشرعين الأميركيين في محاولة للتأثير على الرأي العام العالمي بشأن الحرب في غزة.

وقال التقرير إن حسابات ومواقع مزيفة نشرت محتوى مؤيدا لإسرائيل، ويحث على كراهية الإسلام. وتم تنظيم العملية من قبل "وزارة شؤون الشتات الإسرائيلية "وتديرها شركة حملات سياسية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: نتنياهو يستعد لشن حرب على لبنان منتصف هذا الشهرصحيفة روسية: نتنياهو يستعد لشن حرب على ...list 2 of 2هل حقا "توفي" جمال عبد الناصر عام 67 وشيعت جنازته عام 70؟هل حقا "توفي" جمال عبد الناصر عام 67 ...end of list

وأوضحت أن الحكومة الإسرائيلية تقف وراء هذه الحملة واسعة النطاق التي تستهدف في المقام الأول المشرعين السود والتقدميين الشباب في الولايات المتحدة وكندا.

وبدأت العملية، التي علمت صحيفة هآرتس بوجودها لأول مرة في مارس/آذار الماضي، بعد بدء الحرب في غزة وكان الهدف منها التأثير على قطاعات معينة من الرأي العام بشأن سلوك إسرائيل.

شركة للحملات السياسية

واستخدمت حملة التأثير معلومات مضللة حول معاداة السامية في الجامعات الأميركية، وتم إطلاق العملية من قبل شركة حملات سياسية إسرائيلية خاصة على الإنترنت تسمى "ستويك" تم التعاقد معها للمشروع.

ووفقا لمصادر ومعلومات حصلت عليها هآرتس، فإن العملية نفذها طرف مختلف عن وزارة الشتات، خوفا من أن يؤدي كشفها إلى تورط إسرائيل في أزمة.

وبدأت الحملة بإنشاء ثلاثة "مواقع إخبارية" مزيفة تقوم بنسخ تقارير من مصادر إعلامية رسمية. هذه المواقع استخدمت منصات إيكس وفيسبوك وإنستغرام، التي جمعت عشرات الآلاف من المتابعين.

وفي الوقت نفسه، استخدم الأشخاص الذين يديرون العملية مئات الصور الرمزية للترويج بقوة لمقالات مزعومة خدمت الرواية الإسرائيلية، بما في ذلك تقارير مزعومة عن الاعتداءات الجنسية من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعن العلاقات بين وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وحماس.

ويظهر تقرير المتابعة الآن المدى الكامل لعملية النفوذ الإسرائيلي، التي تحولت إلى "جهد واسع النطاق ومنسق بشكل جيد لمهاجمة وتشويه الجماعات التي عادة ما تكون مؤيدة للفلسطينيين.

تشمل هذه المجموعات مواطني الدول الغربية، بشكل رئيسي الولايات المتحدة وكندا، من أصول إسلامية، باستخدام محتوى معاد للإسلام وللمهاجرين.

 

تجار الرقيق العرب

ووجد تحليل أربعة مواقع إلكترونية تستخدم نفس الملكية الفكرية وتروج لمحتوى مصمم لجماهير معينة. وكان أحدها موقع "الولايات المتحدة للمواطنين من أجل كندا"، الذي كان لديه حسابات متعددة على مواقع التواصل ونشر مواد معادية للإسلام بشكل كبير، بما في ذلك الادعاءات بأن المهاجرين المسلمين يشكلون تهديدا لكندا ويطالبون بدولة شرعية.

وموقع آخر هو "موقع تجارة الرقيق العربي"، الذي تم نسخه بالكامل تقريبا من "ويكيبيديا" وكان يستهدف الأميركيين السود، في محاولة لتكرار الرسالة القائلة بأن العرب كانوا تجار رقيق في أفريقيا.

وهناك أيضا موقع آخر يسمى "سيرينتي ناو" يصف نفسه بأنه مناهض للمؤسسة، يسعى لإقناع الشباب الأميركي بمعارضة إنشاء دولة فلسطينية لأن "الدول هي هياكل من صنع الإنسان" والدولة الفلسطينية "ستضر بأهداف الحركة التقدمية".

وحذفت فيسبوك الحسابات المتصلة بهذه المواقع الوهمية قبل بضعة أسابيع. وأكدت شركة ميتا و"أوبن آي" (الذكاء الاصطناعي المفتوح) وجود عملية التأثير ونسبتها إلى شركة "ستويك" الإسرائيلية.

ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها صحيفة هآرتس، تمتلك "ستويك" العديد من أنظمة البرامج التي تسمح بتحديد سمات الجماهير المستهدفة وإنشاء محتوى مكيف لهم، بالإضافة إلى منصة تأثير تسمى "معاشر" تمكنت من إنشاء حسابات وهمية على الإنترنت وتفعيلها المتزامن على العديد من الشبكات الاجتماعية.

أضر بإسرائيل

تقول ثلاثة مصادر من مجال الدبلوماسية العامة وحملات التأثير إن الكشف عن الحملات أضر بإسرائيل وأثر على قدرتها على الرد على الإنترنت دعما للرواية الإسرائيلية.

وقال أحدهم "إنه لأمر مخز أن يتابع فيسبوك و(أوبن آي) الحملات الغربية الواقعية التي تهدف إلى إقناع الناس والإجابة على الأكاذيب الخطيرة."

ويقول مسؤولون إسرائيليون مختلفون إن الحرب في غزة كشفت "فشلا ذريعا" في إسرائيل، أو في الدبلوماسية العامة. وعلى الرغم من الاستثمار الهائل في مؤسسات العلاقات العامة المختلفة على مر السنين، لم تتمكن إسرائيل من التعامل بفعالية مع تدفق الرسائل المؤيدة للفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تضمنت إنكار العنف الجنسي من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي كان جزءا منها.

وكانت إسرائيل تفتقر إلى الأصول الرقمية اللازمة للتعامل مع ما أسمته "آلة السم المؤيدة للفلسطينيين" وللدعاية الكافية لـ "فظائع" حماس والدفاع عن الحرب في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس تحرير هآرتس يتساءل عن فرص بقاء إسرائيل حتى 2040؟

قال رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الوف بن، إن المنشق السوفييتي اندريه امالريك، كان مؤرخ شاب في جامعة موسكو عندما نشر كتابه المثير للجدل في 1970 بعنوان "هل سيبقى الاتحاد السوفييتي قائما حتى العام 1984؟". 

وأضاف بن في مصال له أن نبوءة امالريك حينها ظهرت خيالية، لكنه لم يخطيء في التوقيت إلا بسبع سنوات، وعندما اختار هذا التوقيت لعام 1984، تكريما لجورج اورويل، وقد توفي قبل أن تتحقق نبوءته، فبعد سجنه في معسكرات العمل السوفييتية تم نفيه من وطنه، وتوفي في حادث سير في أسبانيا.

وأكد أنه "في إسرائيل 2025 توجد جملة واحدة لامالرك تظهر مثل ضربة في البطن وهي "حرب طويلة ومتعبة أدارها زعماء متملقون، التي أفرغت حكومة السوفييت من الموارد والشرعية"، وهكذا تنبأ بانهار الاتحاد السوفييتي، حتى لو تنبأ بنشوب حرب ضد الصين وليس الغرق في الوحل الجبلي لأفغانستان. 


وأوضح أنه "تقريبا مثل تقديرات الاستخبارات في إسرائيل، التي تنبأ بهجوم في الشمال وليس في الجنوب، لكنهم كانوا محقين في تشخيص الخطر في 2023".

وأضاف أن "امالرك تساءل: كيف سيصف مؤرخ في المستقبل التطورات التي ظهرت في حينه غير معقولة، وبأثر رجعي كأمر لا يمكن منعه.. ووفقا لمنهجه يجب أن نسأل هل يمكن أن زعيم إيران علي خامنئي كان محق في نبوءته التي تقول بأن إسرائيل ستكف عن الوجود في 2024، وفي تشخيص العملية التي يمكن أن تقود إلى هناك. في نهاية المطاف الاتحاد السوفييتي لم يهزم في حرب نووية عالمية، بل انهار من الداخل. وضد الانهيار الداخلي لا يوجد حل عسكري مثل "منظومة دفاع متعددة الطبقات" أو "قصف بعيد المدى".

وأكد الكاتب أنه "بعد مرور عشرين شهر على الحرب إسرائيل تظهر المناعة والازدهار. فالشيكل مستقر، ونسبة البطالة متدنية، والشواطيء والمطاعم في تل أبيب مليئة. القتل والجوع في غزة موجود في الإعلام الدولي ولا يضر بالتيار العام في إسرائيل، الذي يشتكي في الأساس من ارتفاع أسعار الرحلات الجوية إلى الخارج. ولكن في كل مكان تظهر علامات الانحطاط: تفشي الجريمة، الخلافات الداخلية وفقدان الأمل، والاعتماد على أمريكا ترامب كامل الى درجة أن اليسار الإسرائيلي نفسه يعتبر الرئيس المتقلب ملاك سلام، بالضبط مثلما يعلق اليمين الامال عليه في عملية الترانسفير".

وأشار إلى أن "الإسرائيليين الذين يغادرون كل أسبوع مع أولادهم إلى استراليا يشيرون إلى توجه لا يقل عن تفاخر الجيش بتصفية قائد آخر من حماس.. وأمام الذعر المتزايد في أوساط الجمهور فإن الزعامة مقطوعة عن الواقع، ورئيس الحكومة يركز على نشر نظرية مؤامرة حول هجوم حماس، التي استهدفت اتهام "الكابلانيين" بالخيانة وتبرئته من تحمل المسؤولية عن 7 أكتوبر".


وأضاف "نحن نذكر نتنياهو بأنه حتى بعد إقالة جميع المسؤولين وتدمير غزة بالكامل والبقاء في الحكم بطريقة معينة فإن الناس سيذكرونك كقائد أوصل البلاد على حافة الدمار، والعالم سيذكرك كقاتل جماعي ادمن على الهرب من الواقع. عبادة الشخصية التي يغذيها نتنياهو بدون كلل كبديل عن مؤسسات الدولة فقط تزيد عزلته وخوفه من الأعداء الحقيقيين والمتخيلين".

وأوضح أن "المنظومة السياسية تنشغل في تعميق الشرخ الداخلي – بدلا من إعادة ترميم إسرائيل من أنقاض الانقلاب النظامي والحرب الخالدة، ونتنياهو لا يريد ولا يستطيع عرض إصلاح. سيرته الذاتية المليئة بتعظيم الذات، التي نشرها قبل الحرب بسنة، تتم قراءتها الآن مثل 600 صفحة من لا شيء، وليس فيها أي بشرى للمستقبل باستثناء دمار آخر".

وختم "ها هي فرصة تأتي لمرة واحدة لكل من يدافعون عنه: يجب بلورة رؤية لليوم التالي، ووقف التفكك الداخلي ودحض نبوءة التدمير لخامنئي. البند الأول في هذه الرؤية يجب أن يكون وقف الحرب قبل أن تبتلع غزة إسرائيل فيها بلا رجعة، بالضبط مثلما حذر امالرك حكام الإمبراطورية السوفييتية، الذين لم يرغبوا في الاستماع اليه.

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من ترامب على العملية الإسرائيلية في إيران: "الأسوأ لم يبدأ بعد"
  • موسكو: روسيا تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت إيران
  • ماذا يعني اسم العملية الإسرائيلية ضد إيران .. الأسد الصاعد؟
  • المواقع الإيرانية التي استهدفتها إسرائيل في إيران
  • على هامش الضربات.. عمليات إسرائيلية سرية في عمق إيران
  • هآرتس: غريتا ثونبرغ عرّت الدعاية الإسرائيلية بعد اعتقالها
  • رئيس تحرير هآرتس: هل تعيش إسرائيل حتى عام 2040؟
  • مسؤول إيراني يقول إن سحب موظفين أميركيين ليس تهديدا
  • المغرب يدين تعنت الجزائر التي ترهن العملية السياسية على حساب الاستقرار الإقليمي
  • رئيس تحرير هآرتس يتساءل عن فرص بقاء إسرائيل حتى 2040؟