تشهد أسهم شركة "إنفيديا"طفرة واسعة مدفوعة بالزيادة الكبيرة في الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي. ومع التطورات السريعة في مجالات الـ AI أصبحت رقائق إنفيديا الخيار الأمثل للكثير من الشركات التي تتطلع لتعزيز قدراتها التقنية وتحسين أداء أنظمتها.

إنفيديا، بفضل تقنياتها المتقدمة وقدرتها على تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق، تمكنت من أن تكون في طليعة الشركات الرائدة في هذا المجال.

وتبعاً لذلك تبدو الآفاق المستقبلية لإنفيديا واعدة للغاية، حيث تشير التوقعات إلى استمرار الطلب المتزايد على حلول الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات في الوقت الذي تستثمر فيه الشركة بقوة في البحث والتطوير، وتسعى لتوسيع محفظة منتجاتها لتشمل مجالات جديدة مثل مراكز البيانات والحوسبة السحابية، مما يعزز من مكانتها السوقية ويعد بمزيد من النمو في السنوات القادمة.

ومع ذلك، هناك مخاوف من أن تكون هذه الطفرة جزءاً من فقاعة اقتصادية، مشابهة لفقاعة الإنترنت في أواخر التسعينيات وأوائل الألفينيات.

القيمة السوقية للشركة

وخلال تعاملات الأربعاء، كانت القيمة السوقية لشركة "إنفيديا" قد ارتفعت إلى مايزيد عن ثلاثة تريليون دولار، متفوقة بذلك (بشكل هامشي) على شركة "آبل" كثاني أكبر شركة من حيث القيمة السوقية، قبل أن تعود للمركز الثالث من جديد بنهاية تعاملات الخميس. ويأتي ذلك بعد عام من "النمو المذهل" مدفوعاً بالطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

ويتوافد المستثمرون على أسهم "إنفيديا"، حيث تنفق مجموعات التكنولوجيا مثل غوغل ومايكروسوفت وميتا مليارات الدولارات على رقائقها، مع عدم وجود ما يشير إلى أن فورة إنفاقها سوف تتباطأ في المستقبل القريب، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

تعمل رقائق مركز بيانات"إنفيديا" على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التي زعم الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ أنها ستحفز "ثورة صناعية" جديدة، وتدعم الأعمال التجارية العالمية بميزات تعزيز الإنتاجية. الشركة قدمت تقرير أرباح جديد إيجابي؛ إذ ارتفعت الإيرادات بنسبة 262 بالمئة على أساس سنوي. يرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى مبيعات الجيل الحالي من رقائق "Hopper". كما أعلنت عن تقسيم الأسهم بنسبة 10 مقابل واحد. حققت إنفيديا بمفردها أكثر من ثلث المكاسب في مؤشر S&P 500 القياسي في وول ستريت هذا العام، وفقًا لبيانات بلومبرغ، مما أثار مخاوف في بعض الأوساط من حدوث "فقاعة" غير مستدامة.

ومع ذلك، فإن أرباح "إنفيديا" الوفيرة والتحديثات المتكررة للتوقعات تعني أن تقييم الشركة ليس عند أعلى مستوياته على الإطلاق عند قياسه كنسبة من أرباحها التاريخية أو المتوقعة.

عوامل مُشجعة

من جانبه، أكد خبير تكنولوجيا المعلومات، العضو المنتدب لشركة IDT للاستشارات والنظم، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن شركة انفيديا تمر بأزهى عصورها خلال العامين الماضيين، وقد برز ذلك بعد أن تجاوزت أخيراً شركة آبل وأصبحت في المرتبة الثانية بعد مايكروسوفت.

وأشار إلى الارتفاع القوي الذي سجلته أسهم الشركة خلال الفترة الأخيرة، مؤكداً أنه ارتفاع قياسي في سعر السهم والقيمة السوقية للشركة، مستعرضاً بعض العوامل التي تصب في صالح أسهم الشركة، وتدفعها نحو تحقيق مزيد من الازدهار، ومن بينها:

توالي الأخبار الإيجابية حول الشركة خلال الفترة الماضية.. آخرها الإعلان عن نتائج أعمال مبهرة للربع الأول من العام الجاري. تحقيق الشركة إيرادات قياسية خلال الربع الأول من العام، وهي أعلى بكثير من توقعات المحللين الماليين، ما يعكس أن الشركة مازالت مستمرة في تحسن نتائج الأعمال. استفادة الشركة بدرجة كبيرة من موجة الذكاء الاصطناعي.. واعتماد شركات عملاقة عليها مثل غوغل ومايكروسوفت. نشاط الشركة في عديد من الأنشطة الأخرى التي تعزز من نتائج أعمالها، مثل الحوسبة السحابية والبرمجة. إعلان الشركة عن منتجات جديدة باستمرار، فخلال الشهرين الماضيين أعلنت عن إنتاج شريحة "بلاكويل" الجديدة.

ارتفعت أسهم إنفيديا بأكثر من 24 بالمئة، منذ أن أعلنت الشركة عن أرباح الربع الأول في شهر مايو وكانت تشهد ارتفاعاً ملحوظاً منذ العام الماضي.

وأشار إلى أن الشركة تشهد زخماً واسعاً يعزز من أداء أسهمها، يتضمن ذلك الزخم أخبار وتطورات ومنتجات جديدة، وهو ما ينعكس على أدائها في السوق ويزيد من حالة التفاؤل لدى المستثمرين.

وعلى الرغم من تحركات المنافسين مثل AMD وIntel  للاستحواذ على بعض حصة "إنفيديا" في السوق، إلا أنها تظل الشركة الرائدة بلا منازع في سباق التكنولوجيا العالمي لتقديم الأجهزة الأكثر تقدماً لأعباء عمل الذكاء الاصطناعي المتزايدة الطلب، بالإضافة إلى الأدوات البرمجية لبناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وكشفت الشركة النقاب عن منتجات "بلاكويل" في شهر مارس. وقال هوانج إنهم سيحققون "الكثير" من الإيرادات هذا العام، في وقت أقرب مما توقعه عديد من المحللين.

وفي خطوة مفاجئة في مؤتمر Computex في تايوان خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، قام هوانغ أيضًا بالتشويق للجيل التالي من معالجات "Rubin"، والتي سيبدأ شحنها في العام 2026.

فقاعة

فيما قال رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه من المتوقع أن تصبح شركة إنفيديا صاحبة أكبر قيمة سوقية في العالم وأن تتجاوز مايكروسوفت، معللاً ذلك بأن هناك بعض الدلائل التي تشير لذلك، ومنها:

تحقيق القيمة السوقية للشركة قفزات متواصلة، ورفع توزيعات أرباحها بنسبة 150 بالمئة. التوقعات الإيجابية بشأن أرباح الشركة في الفصول القادمة. تركيز الشركة على الاستفادة من الطفرة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي، والطلب الكبير على الرقائق.. فالسوق تشهد حماساً وثورة في تلك المجالات التي تتخصص فيها الشركة، ما يدفعها نحو مزيد من النمو.

لكنه حذر من أن ارتفاع القيمة السوقية لشركة إنفيديا والطفرة التي تحققها أسهمها، قد يمثل فقاعة بقطاع التكنولوجيا قد تزول قريباً، مشيراً إلى أن التاريخ سجل حالات لفقاعات تقنية تعرضت لها سوق الأسهم بعد أن تصاعدت أسهم شركات بشكل تاريخي حتى انتهت بتحطمها. واستشهد في هذا السياق بفقاعة التكنولوجيا 2000 (فقاعة الدوت كوم).

وأوضح أن هذا الصعود الذي تسجله أسهم إنفيديا خلال فترة عامين هو "صعود غير صحي على المديين المتوسط والبعيد" عند انحسار ثورة الذكاء الاصطناعي، خاصة وأن هناك أزمة اقتصادية عالمية تلوح بالأفق وضغوطات اقتصادية على قطاع الأسهم والتكنولوجيا وبالأخص إنفيديا، وهو ما سيعرضها إلى تصحيحات كبيرة ، على حد تقديراته.

وتسيطر الشركة على ما يقدر بنحو 80 بالمئة من حصة السوق في شرائح الذكاء الاصطناعي لمراكز البيانات، والتي تجتذب استثمارات بمليارات الدولارات من كبار موردي خدمات الحوسبة السحابية.

كما أصبح المستثمرون أكثر ارتياحًا لاستمرار النمو الهائل الذي تحققه شركة إنفيديا في المبيعات لمجموعة قليلة من شركات السحابة.

آفاق إيجابية

وإلى ذلك، وصف المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أحمد معطي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، شركة "إنفيديا" بأنها صاحبة "عالم خاص" والسماء مفتوحة أمامها للانطلاق والازدهار أكثر وأكثر لتصل إلى أعلى مستوى يفوق أي توقعات.

وتوقع أن تتخطى القيمة السوقية للشركة أربعة تريليون دولار، وأن تصبح أكبر قيمة سوقية على مستوى العالم، وذلك لسببين رئيسيين وهما:

ثورة الذكاء الاصطناعي وتوجه العالم بقوة نحو هذا المجال. الشركة مدعومة من الإدارة الأميركية (..) وهي أداة من أدوات الإدارة الأميركية الاقتصادية

واستبعد في حديثه أن تمثل قفزة أسهم الشركة "فقاعة جديدة"، قائلاً إنه من الصعب حدوث ذلك خاصة في ظل ما تتلقاه الشركة من دعم، موضحاً أن أي تراجعات ستحدث "ستكون مجرد تصحيح لارتفاعات جديدة".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إنفيديا الذكاء الاصطناعي آبل تايوان مايكروسوفت إنفيديا أسهم إنفيديا شركات إنفيديا الذكاء الاصطناعي آبل تايوان مايكروسوفت أخبار الشركات الذکاء الاصطناعی على رقائق

إقرأ أيضاً:

رئيس الذكاء الاصطناعي في آبل على وشك مغادرة كوبرتينو بعد WWDC

بعد تأجيلات متكررة ووعود غير محققة، تؤكد آبل الآن أنها ستُطلق النسخة المعاد تصميمها بالكامل من مساعدها الرقمي "سيري" في تحديث iOS 26.4، والمقرر طرحه في مارس أو أبريل 2026، بحسب تقرير جديد من الصحفي التقني الموثوق مارك جورمان في نشرته الإخبارية Power On عبر بلومبرغ.

مفاجأة الترقيم: من iOS 18.4 إلى iOS 26.4

الغريب في الأمر أن هذه النسخة المنتظرة كانت تُعرف سابقًا بـ iOS 18.4، والتي طُرحَت بالفعل دون أي أثر لـ"سيري الذكية".

يعود  السبب في ذلك إلى إعادة ترقيم شاملة قامت بها آبل لأنظمتها، حيث أصبح النظام الجديد يحمل رقم iOS 26 بدلًا من 18، في خطوة تهدف إلى توحيد أسماء أنظمة التشغيل بين أجهزة آبل.

ورغم أن النسخة التجريبية من iOS 26 قد بدأت بالوصول للمطورين حاليًا، بما في ذلك التصميم الجديد كليًا المسمى Liquid Glass، إلا أن الميزة التي ينتظرها الجميع النسخة المدعّمة بالذكاء الاصطناعي من سيري لم تُدرج بعد.

كيف يعمل Apple Intelligence بدون إنترنت؟.. ذكاء اصطناعي بلمسة من آبلآبل تستهدف ربيع 2026 لإطلاق تحديث المساعد الصوتي “سيري”ميزات جديدة في iOS 26 استلهمتها آبل من أندرويد .. تفاصيلآبل تدعم Image Playground بإمكانات ChatGPT.. تفاصيلiOS 26.. جميع الميزات الجديدة القادمة إلى تطبيقات آيفون من آبلقائمة الأجهزة المدعومة بنظامي آبل iOS 26 وiPadOS 26.. و3 موديلات خارج التحديثبعد مايكروسوفت.. مؤتمر آبل يشهد احتجاجا خلال الكلمة الافتتاحيةآبل تكشف عن watchOS 26 بتصميم ثوري ومزايا ذكية متقدمةآبل تتجنب الضجة وتكشف عن تطورات تدريجية في مجال الذكاء الاصطناعي خلال WWDC 2025أخبار التكنولوجيا| آبل تكشف رسميًا عن iOS 26 .. تطبيق اختصارات مدعوم بالذكاء الاصطناعيلماذا تأخرت آبل في سباق الذكاء الاصطناعي؟

يرى غورمان أن تصميم "Liquid Glass" الجذاب هو مجرد "تمويه بصري" لإخفاء تأخر آبل في اللحاق بسباق الذكاء الاصطناعي. 

فأجهزة الشركة، وعلى رأسها الآيفون، لا تزال تفتقر إلى مساعد رقمي يمكنه التفاعل بذكاء وسلاسة كما تفعل نماذج منافسيها.

النسخة الحالية من سيري تعاني من مشكلات بسيطة ولكن مزعجة، مثل الفشل في تنفيذ أوامر صوتية أساسية كضبط المنبه أو إطفاء المصباح اليدوي.

تسعى  آبل لتغيير هذا الوضع جذريًا باستخدام نماذج اللغة الكبيرة LLMs، وهي التقنية نفسها التي تقف خلف أدوات مثل ChatGPT وGemini.

المنافسة تزداد ضراوة

في الوقت الذي تتعثر فيه آبل، تواصل شركتا غوغل وسامسونغ طرح أجهزة ذكية مدعومة بقدرات فائقة من الذكاء الاصطناعي. 

أصبحت سلسلة هواتف Pixel 9 من جوجل وGalaxy S25 من سامسونج تقدم وظائف مدعومة بنموذج Gemini AI من جوجل، ما يجعل تجربة المستخدم أكثر ذكاءً وتفاعلية من نظيرتها في أجهزة آبل.

ورغم إعلان آبل عن شراكتها مع OpenAI، إلا أن "Apple Intelligence" لا يزال في مراحله التجريبية المبكرة.

 وتشير التقارير إلى أن آبل تجري مفاوضات أيضًا لدمج Gemini مباشرة في iOS، في خطوة قد تكون حاسمة في تغيير المعادلة.

مصير سيري سيحدد مستقبل آبل في الذكاء الاصطناعي

إذا فشلت آبل مرة أخرى في تقديم نسخة ذكية وفعالة من سيري في تحديث iOS 26.4، فقد تتعرض لضغوط كبيرة على صعيد الابتكار، خصوصًا مع مشاريع مستقبلية مثل نظارات الواقع المعزز ومركز التحكم الذكي في المنزل، حيث يُعدّ المساعد الذكي عنصرًا محوريًا لتجربة المستخدم.

المراقبون يأملون أن تكون هذه المحاولة الأخيرة هي الخطوة الحاسمة التي تعيد آبل إلى مسار المنافسة الجادة في مجال الذكاء الاصطناعي.

طباعة شارك جوجل آبل سيري

مقالات مشابهة

  • رئيس الذكاء الاصطناعي في آبل على وشك مغادرة كوبرتينو بعد WWDC
  • سامسونج تكشف عن أرخص هواتف الذكاء الاصطناعي
  • علماء روس يستخدمون الذكاء الاصطناعي في فهم الجينات
  • هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
  • شركة طيران الشرق الأوسط: إلغاء رحلات الشركة من وإلى العراق ليوم غد
  • كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
  • واتساب تكشف عن 4 ميزات جديدة لتعزيز الذكاء الاصطناعي للمستخدمين
  • شركة أمنية تعتمد نظام iGrafx المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • «ميتا» تستثمر 14.3 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي «سكيل»
  • تأهيل 10 آلاف شخص في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030