قلل الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي، من أهمية عملية ‏تحرير 4 أسرى للاحتلال على المستوى الاستراتيجي، مُعتبرا أنها نجاح تكتيكي ‏لا غير.‏

وتابع الصمادي في حديث خاص لـ"عربي21": "ما تم من الناحية العسكرية ‏هو عملية تحرير للأسرى، ولكنها كانت مُصاحبة بعملية وحشية وطغيان وجبروت ‏وظُلم وعربدة وحرب إبادة وارتكاب كافة أنواع الموبقات ضد المدنيين الأبرياء في ‏منطقة النصيرات".





وقال إن "عملية تحرير الأسرى نعم ستكون داعمة لموقف نتنياهو في الحرب داخليا ‏وخارجيا، ولكن نحن نتحدث عن ما يزيد عن 8 أشهر من القتال ومع ذلك فشل جيش ‏الاحتلال عسكريا وإعلاميا وأخلاقيا في هذه الحرب".‏

ولذلك يرى الخبير العسكري أن "جيش الاحتلال وحكومة اليمين المتطرف يبحثون عن ‏أي صورة من صور النجاح حتى تُعزز موقفهم، فعلى الرغم من هذه الترسانة ‏العسكرية الهائلة والجيش الذي يُصنف بأنه الـ 14 عالميا، إلا أن الاحتلال لم يستطع ‏تحقيق أيا من أهداف الحرب المُعلنة".‏



واستدرك الصمادي بالقول: "نعم أحرز جيش الاحتلال العديد من النجاحات على ‏المستوى التكتيكي - علما بأن مقارنة القوى هي بالمطلق لصالح جيش الاحتلال، ولكن ‏إرادة الصمود وعقيدة القتال وإصرار هذا المقاتل الفلسطيني البطل على الاستمرار في ‏أعمال المقاومة هو لصالح المقاومة وهذا ما ساهم في عملية موازنة الخلل في ميزان ‏القوى- ولهذا باعتقادي لا ترقى هذه النجاحات لأن تصل إلى المستوى الاستراتيجي‎".‎



وأوضح أن "قيام الاحتلال بعملية التحرير هذه شيء طبيعي ضمن آلة القتال والقدرات ‏العسكرية الموجودة لديه، لكن هذا العمل وفقا للعُرف العسكري لا يُصنف كعمل ‏بطولي خاصة أنه جاء بعد ما يزيد عن 8 أشهر من العمليات العسكرية المتواصلة، ‏ولذلك هذه العملية لا تُصنف ولا تندرج ضمن الإنجازات على المستوى ‏الاستراتيجي‎".‎

دعم لنتنياهو داخليا وخارجيا.. ولكن!‏

وحول كيف ستدعم هذه العملية موقف نتنياهو المتمثل برغبته باستمرار العمل ‏العسكري، قال الصمادي، "أولا على المستوى الداخلي ستقوي موقفه وتدعمه".‏
واستدرك بالقول: "لكن بالنسبة لعائلات الأسرى لن تُحدث هذه العملية تغيير كبير، ‏فهذا النوع من العمليات يحتوي على مُعامل خطورة عالي جدا متمثل باحتمالية قتل ‏الأسرى أثناء عملية التحرير في العمليات المستقبلية، بالمقابل أهالي الأسرى يرغبون ‏بأن يكون هناك صفقة سلمية للتبادل".‏



وتابع: "وأما خارجيا، فإن الولايات المتحدة ونتنياهو وحكومة اليمين المتطرف ‏يحاولون الآن أن لا يتم التوصل لهدنة أو اتفاق لتبادل الأسرى، حيث أن الحرب الآن ‏انتقلت من استنزاف المقاومة لجيش الاحتلال إلى محاولة الأخير استنزاف قدرات ‏المقاومة".‏

ولفت إلى أن "هذا الأمر هو ما تراهن عليه قوات جيش الاحتلال، أي أن يكون هناك ‏استمرار للعمليات خاصة بعد السيطرة على محور فيلادلفيا بالكامل وبالتالي أصبح ‏الآن قطاع غزة مُطوق ومُحاصر بعد حصاره لمدة 18 عاما".‏

وأضاف: "لهذا جيش الاحتلال ونتنياهو يراهنون الآن على تخفيض القدرات القتالية ‏للمقاومة واستنزاف قدراتها، ويحاولون أن يطيلوا أمد القتال حتى تستهلك المقاومة ‏قدراتها من الأسلحة المضادة للدبابات والقدرات الصاروخية الموجودة لديها".‏

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة اسرى احتلال غزة طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال: العالم يتوحد ضد “إسرائيل” وذاهبون لفشل مطلق

#سواليف

أكد الرئيس السابق لشعبة العمليات في #جيش_الاحتلال، #يسرائيل_زئيف، في مقالة له، أنّ #حكومة_الاحتلال فقدت بوصلتها بالكامل في #الحرب على #غزة، ولم تعد تعرف كيف تخرج منها.

وأوضح أنّ كل المناورات ومحاولات ملاحقة #المقاومين فشلت في تحقيق الحسم المنشود، بل كلّفت “إسرائيل” المزيد من القتلى، لينضم إلى ذلك – بحسب تعبيره – “الفشل المطلق في حرب الغذاء” التي انزلقت إليها “إسرائيل”، والتي يحاول قادتها الآن تدارك نتائجها بعد أن وقع الضرر.

وأضاف زئيف أنّ تحوّل مبررات الحرب من تحرير #الأسرى إلى حرب تجويع جعلها – في نظر العالم – “حربًا ملعونة”، أفقدتها حتى آخر مسوّغ لتمديدها، وهو إعادة الأسرى. وقال: “يمكن تفسير حرب طويلة مع مقاتلين، لكن لا يمكن تفسير موت أطفال من الجوع”.

مقالات ذات صلة الثلاثاء .. انخفاض قليل على الحرارة  2025/07/29

واعتبر أنّ هذا الفشل الاستراتيجي وحّد العالم ضد “إسرائيل” بشكل غير مسبوق، مشيرًا إلى أنّ حملة عالمية تُدار الآن ضدها، ستبلغ ذروتها في تصويت متوقع في الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية، يحظى بدعم 142 دولة، تقوده فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا، بينما توحّد أوروبا موقفها لدعم إقامة دولة فلسطينية وإدانة تجويع غزة.

كما حمّل زئيف نتنياهو مسؤولية انفجار القضية الفلسطينية بوجه “إسرائيل” بعد عقد من سياسة “تقليص الصراع”، معتبرًا أنّ سلسلة الأخطاء الحكومية في إدارة الحرب منحت حماس، فرصة لتحقيق انتصار سياسي كبير.

وأضاف أنّ “حرب التجويع” دمّرت صورة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي استعاد مكانته بعد 7 أكتوبر ونفّذ عمليات نوعية حتى في إيران، لكنها – وفق تعبيره – حوّلته من جيش ذي “قيم” إلى جيش “غير أخلاقي”، ودفعت الجماهير الفلسطينية في الداخل الفلسطيني للخروج لأول مرة إلى الشوارع في سخنين، في احتجاجات مرشحة للتوسع.

ورأى زئيف أنّ تعاظم الضغط الدولي لصالح وقف الحرب يعزز موقف حماس. وأشار إلى أنّ إدارة الحرب بدوافع سياسية فقط أدخلت إسرائيل في مأزق كامل يقرّب من نهايتها القسرية مع خسارة كل المكاسب التي تحققت بالدم.

وختم بدعوة نتنياهو إلى اغتنام الفرصة عبر “الركوب في قطار الخطة المصرية”، التي تقضي بتشكيل حكومة تكنوقراط في غزة وإزاحة حماس عن الحكم، بما يسمح لإسرائيل بالخروج “بكرامة” ويحقق أفضل فرصة لاستعادة الأسرى، محذرًا من أنّ رفض هذه الخطة واستمرار الحرب سيقود إلى هزيمة حتمية.

مقالات مشابهة

  • تل أبيب.. مسؤولون سابقون يتظاهرون للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى
  • الأحزاب الحريدية بإسرائيل تتعهد بتأييد "أي اتفاق" لتبادل أسرى
  • خبير عسكري: تلويح إسرائيل باحتلال غزة محاولة لإحداث صدمة عند المقاومة
  • خبير عسكري: الاحتلال يواجه ضغوطا دولية غير مسبوقة.. وارتباك واضح في الإدارة الأمريكية
  • الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة بينهم أسرى محررون
  • رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال: العالم يتوحد ضد “إسرائيل” وذاهبون لفشل مطلق
  • إصابة 6 جنود إسرائيليين ومحاولة اختراق خطيرة لموقع عسكري في خان يونس
  • خبير عسكري: محاولة اختراق موقع محصن للواء كفير هدفه أسر قادة إسرائيليين
  • خبير عسكري: الاحتلال في وضع دفاعي هش ولا يمكنه توسيع عملياته بغزة
  • خبير عسكري: عملية خان يونس تكشف قدرات متطورة للمقاومة