آخر رسالة ميدانية لـحزب الله.. تهدئة بعد تصعيد؟
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
توقفت مصادر معنية بالشأن العسكريّ عند العمليات التي نفذها "حزب الله" ضد إسرائيل خلال يومي الجمعة والسبت، إذ تبين أن عدد هذه الهجمات تراجع بشكلٍ ملحوظ بينما "النوعية" أخذت منحى مُغايراً لما شهدته الأيام الماضية من تصعيدٍ كبير أبرز فصوله كان ضربة موجعة وجهها "حزب الله" قبل أيام لمستوطنة حرفيش حيث قصفها بطائرتين مُسيرتين ما اسفر عن سقوط قتيل وعددٍ من الإصابات.
وفسّرت المصادر هذا التراجع بأنه نوع من "التهدئة النسبية" بعد التوتر وعودة إلى نمط العمليات الإعتيادي، مشيرة إلى أنَّ الحزب جدّد نشاطه الميداني مساء الجمعة والسبت عبر تنفيذ ضربات مُختلفة إعتاد الميدانُ عليها منذ 8 أشهر وحتى الآن، مشيرة إلى أنَّ تخفيف وتيرة الضربات الذي حصل، لا يعني أنَّ الحزب أراد الإنكفاء عن تنفيذ عمليات نوعية كتلك التي حصلت سابقاً. المصادر لفتت إلى أنّ الحزب أراد من التصعيد الماضي زيادة الضغط بشكلٍ كبير على إسرائيل مع إسداء رسائل موجعة عسكرياً وإستراتيجياً تدفع تل أبيب للتفكير كثيراً في مسألة شن حرب ضد لبنان. وعليه، تقول المصادر إن ضربات الحزب التي حصلت، كانت بمثابة "جرس إنذار" لإسرائيل بأن أي معركة شاملة ستؤدي إلى ضربات شديدة أكثر من تلك التي حصلت، ما يعني أن الذهاب أبعد من خط النار وصولاً إلى مرافق حيوية سيجري استهدافها. المصادر عينها توقفت عند حادثة إطلاق الحزب لطائرة مسيرة باتجاه مدينة الناصرة الفلسطينية أول من أمس، موضحة أن هذه العملية تعتبر الأولى من نوعها من ناحية اجتياز طائرة مسافة غير قصيرة بعيداً عن الحدود من دون اكتشافها بسرعة عبر الرادارات، معتبرة أن "حرب المسيّرات" هي الأكثر تأثيراً الآن على الجبهة لاسيما أنها كشفت عن خلل تقني يمنع اكتشاف الطائرات لدى دخولها من لبنان إلى العمق الفلسطينيّ. في المقابل، لُوحِظَ في الأيّام القليلة الماضيّة، أنّ الجيش الإسرائيليّ زاد من وتيرة إستهدافه لفرق الدفاع المدنيّ، وخصوصاً هؤلاء الذين يعملون على إخماد النيران، التي يتسبّب بها العدوّ، خلال إطلاقه القذائف الفوسفوريّة والحارقة، والبالونات الحراريّة. وقال مصدر ميدانيّ جنوبيّ، إنّ العدوّ يُريد أنّ يحرق الأراضي الزراعيّة والحرجيّة، كيّ يُسهّل على نفسه مهمة مراقبة ورصد مقاتلي "حزب الله"، إضافة إلى أنّه يُريد أيضاً أنّ يُلحق أضراراً عبر الحرائق التي يتسبّب بها، للردّ على ما قامت به "المقاومة"، في كريات شمونة، وباقي المستوطنات القريبة من الحدود الجنوبيّة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
بدعم استخباراتي إسرائيلي.. هل يبدأ لبنان في تفكيك سلاح حزب الله؟
كشفت تقارير إعلامية أن لبنان بدأت في تفكيك البنية المسلحة لحزب الله في الجنوب اللبناني، مستفيدة من دعم استخباراتي للاحتلال الإسرائيلي نقل عبر قنوات أمريكية، في إطار جهود الحكومة الجديدة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع أواخر العام الماضي.
وحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فإن الحكومة اللبنانية تمكنت حتى الآن من تنفيذ نحو 80 بالمئة من أهدافها المتعلقة بتجريد جزب الله من السلاح في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، وهو ما اعتبره مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون "تقدمًا مفاجئًا ومشجعًا" ساهم في الحفاظ على الهدنة الهشة.
وفي مقابلة مع الصحيفة، شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على ضرورة احتكار الدولة للسلاح، قائلاً: "ينبغي أن تحتكر الدولة وحدها السلاح في جميع أنحاء الأراضي اللبنانية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية، التي تم تمريرها إلى الجيش اللبناني عبر وسطاء أمريكيين، لعبت دورًا حاسمًا في كشف وتدمير مخازن الأسلحة والمواقع العسكرية التابعة لحزب الله في الجنوب.
كما أكد مسؤولون عرب أن الجيش اللبناني عمد إلى تدمير جزء من الأسلحة التي صادرتها قواته، بينما احتفظ بما يصلح منها لتعزيز ترسانته المتواضعة.
وأوضحت وول ستريت جورنال أن الجيش اللبناني نجح في فرض سيطرته على مناطق واسعة جنوب الليطاني، وتحكم فعليًا بمداخل ومخارج المنطقة التي كانت لعقود خاضعة لنفوذ حزب الله.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن الجيش اللبناني أصبح "أكثر فاعلية مما كان متوقعًا"، وأن الجيش الإسرائيلي "مرتاح للتطورات الجارية، ويتوقع استمرارها".
من جهتها، كشفت الحكومة اللبنانية عن خطة متعددة المراحل لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية المسلحة التي تنشط في المخيمات المكتظة، حيث تم في أبريل الماضي تفكيك خلية فلسطينية متهمة بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل، في تحرك نادر من نوعه.
وأكدت الصحيفة أن حزب الله تجاوب مع الجهود الحكومية في الجنوب، وتم دفعه للتخلي عن سيطرته الأمنية في مواقع حساسة، أبرزها مطار بيروت، بحسب مصادر أمنية لبنانية رفيعة.
وتابعت الصحفية أنه بحسب مصادر مطلعة على تفكير قيادة حزب الله، فإن الحزب يسعى إلى تحسين صورته داخليًا، خصوصًا في ظل سعي لبنان للحصول على مساعدات مالية لإعادة الإعمار من دول الخليج والدول الغربية، التي تضع شروطًا على الدعم، بينها تقليص نفوذ الحزب.
لكن، لا تزال هناك شكوك واسعة حول استعداد حزب الله للتخلي عن سلاحه في باقي المناطق اللبنانية، حيث نقلت الصحيفة عن المحللة اللبنانية في معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز، رندة سليم، قولها: "ما لم يكن حزب الله مستعدًا لتجريد نفسه من السلاح طواعية، فمن الصعب تصور أن تتخذ الحكومة اللبنانية هذا القرار بالقوة"، واقترحت ربط إعادة إعمار المناطق ذات الأغلبية الشيعية بنزع سلاح الحزب للضغط عليه سياسيا بحسب تقرير الصحيفة.
وقد تسببت حملة عسكرية إسرائيلية استمرت شهرين، شملت عمليات استخبارية وضربات جوية وتوغلات برية، بخسائر فادحة لحزب الله، طالت قادته ومستودعات سلاحه، وأثرت على سمعته محليًا، حتى في أوساط أنصاره، وفقًا لتقرير الصحيفة.
ووفقًا لقوات اليونيفيل، فقد نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوية داخل الأراضي اللبنانية منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، مستهدفة ما تقول إنها مواقع لحزب الله، بينها مواقع في العاصمة بيروت.
وفي ظل الضبابية التي تكتنف خطاب حزب الله، لم تصدر مواقف حاسمة بشأن مسألة نزع السلاح، بل أكد بعض مسؤوليه أن السلاح لا يزال "عنصر قوة للبنان"، كما قال النائب عن الحزب إبراهيم الموسوي، مبررًا بقاء السلاح بضعف الجيش اللبناني والتهديدات الإسرائيلية، إلى جانب المخاطر الأمنية من سوريا المجاورة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحزب يواجه صعوبات في إعادة التسلّح بعد سقوط نظام الأسد في سوريا أواخر العام الماضي، ما أدى إلى فقدان الحزب لطرق تهريب أساسية كانت تمر عبر إيران وسوريا. كما تراجعت قدرة الحزب على جلب أموال عبر مطار بيروت بعد تشديد السلطات اللبنانية الرقابة عليه.
وأعربت أوساط لبنانية عن قلقها من احتمال رفض حزب الله مواصلة التعاون في نزع السلاح في المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني. إذ تخشى الدولة من إشعال نزاع داخلي قد يعيد البلاد إلى أجواء الحرب الأهلية، وهو سيناريو يحذر منه مسؤولون لبنانيون، بينهم رئيس الوزراء نواف سلام، الذي أكد في حديثه للصحيفة: "لا نريد دفع البلاد نحو حرب أهلية، لكننا في الوقت نفسه ملتزمون بفرض سيادة الدولة".