«نوادي القراءة والفضاء المفتوح».. بالنادي الثقافي العربي
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
محمد عبدالسميع (الشارقة)
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، أمسية ثقافية بعنوان «نوادي القراءة والفضاء المفتوح»، تحدث فيها الناقد الدكتور جمال مقابلة، وأدارتها الإعلامية ريم عبيدات، بحضور د.عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي.
في مستهل حديثه عن نوادي القراءة والفضاء المفتوح، قال د. جمال مقابلة، إن نادي القراءة بمفهومه التقليدي هو عبارة عن مجموعة من الأشخاص يجمعهم حب المطالعة، ويجتمعون عادة في مقهى أو في قاعة مخصصة ليناقشوا كتاباً قد قرأووه كلهم أو بعضهم، فيقدمون ما فيه من أفكار ويناقشونها نقدياً، وهذه النوادي ظلت على مر الأيام باباً واسعاً من أبواب المعرفة والثقافة ورافداً مهماً لوعي وتطور المجتمع، وإكساب الأفراد المعرفة والعقلية النقدية الثاقبة في مختلف مجالات المعرفة.
وأضاف أنه في وقتنا الحاضر تغيرت هذه النوادي مفهوماً وشكلاً وتطورت واتسع نطاقها وتضاعفت بالآلاف أعداد المنخرطين فيها، نظراً لاتساع فضاء التواصل، الذي لم يعد مجرد ركن في مقهى تقليدي أو قاعة خاصة صغيرة، لكنه أصبح فضاءً مفتوحاً باتساع فضاء «الفيسبوك والإكس واليويتوب وقنوات الويب كام»، وأعداد متابعي نجوم التواصل الاجتماعي. فقد دخلت النوادي هذا العالم وأصبح لها تأثير أوسع ومشاركون لا حصر لهم، كما أن شكل النوادي نفسه تغير، فرغم أن شكل المجموعة لا يزال قائماً سواء بصورته التقليدية في مكان محدد أو بصورة حديثة حيث يجتمعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك أشكالاً جديدة أصبح عمادها أفراد يقرأون بشكل واعٍ ونقدي ويقدمون خلاصة قراءاتهم عبر قنواتهم الخاصة على فضاءات وسائل التواصل، ولهؤلاء متابعون بمئات الآلاف ينتظرون الخلاصات والآراء التي يقدمونها حول الكتب، ويثقون في رأيهم حول الكتب التي يقتنونها بناء على آرائهم.
وأضاف مقابلة: على القراء أن يدركوا أنهم مميزون، وأن يطوروا أدواتهم ومعارفهم التقنية، ويبحثوا عن الطرق التي تمكنهم من ممارسة هواياتهم الثقافية على «الإنترنت»، ويقدموا بها معارفهم للآخرين، ويشاركوهم إياها عبرها، وأن لا يعلقوا الأمر على انتظار تكوين مجموعة، فإن أي مبادرة جيدة يقوم بها فرد ويبثها عبر فضاء «الإنترنت» لا بد أن تجد متابعين لها. وكلما تواصلت المبادرة وازدادت عطاءً، كلما ارتفع عدد المتابعين لها وبالتالي انتشرت فائدتها، ويمكن أن نضرب مثلاً بالشاب السعودي سامي البطاطي صاحب «قناة سامي البطاطي» على «يوتيوب» التي انطلقت عام 2013، ووصل عدد مشتركيها إلى أكثر من 400 ألف مشترك، ويقدم من خلالها محتوى موجهاً لمحبي القراءة، إضافةً إلى مراجعات للعديد من الكتب والروايات، وكذلك قناة «كوكب الكتب» و«خير جليس» و«أخضر»، و«سيف حبشي».
ونصح د. مقابلة الناشرين أن يطوروا طرقهم في نشر وتوزيع الكتب، بما يلبي الحاجات المتنوعة للقراء، إذا كانوا يريدون أن يروجوا كتبهم، ويزيدوا مبيعاتها سواء ورقياً أو رقمياً، فمن الملاحظ أن وسائل التواصل الاجتماعي زادت من رواج الكتب ومن مبيعات أصحابها؛ لذلك فإن صاحب دار النشر اليوم مطالب بأن يقدم كتابه في خمس نسخ، نسخة ورقية، ونسخة رقمية موازية لها «بي دي أف«، «إي بي»، ونسخة قابلة للتحرير (وورد أو غيرها) لإفادة الباحثين، وأيضاً نسخة مسموعة، ونسخة «ملخص للكتاب»، وأن تجعل كل ذلك متاحاً للقراء، مجّانا أو شراء. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: النادي الثقافي العربي النادي الثقافي العربي في الشارقة أمسية ثقافية
إقرأ أيضاً:
ميدل إيست مونيتور يعلن قائمة الكتب المرشحة لجوائز فلسطين للكتاب 2025
أعلن موقع ميدل إيست مونيتور (Middle East Monitor - MEMO)، وهو مؤسسة إعلامية مستقلة تُعنى بتحليل وتغطية قضايا الشرق الأوسط من منظور يركّز على العدالة وحقوق الإنسان، عن القائمة القصيرة لـ جوائز فلسطين للكتاب 2025، وذلك في بيان صدر يوم 22 يوليو/تموز.
ما هي جوائز فلسطين للكتاب؟
جوائز فلسطين للكتاب هي مبادرة ثقافية سنوية أطلقها موقع MEMO عام 2012، بهدف تكريم الأعمال الأدبية والأكاديمية التي تتناول القضية الفلسطينية من جوانبها التاريخية والسياسية والثقافية والإنسانية. وتُمنح الجوائز لكتب مكتوبة باللغة الإنجليزية أو مترجمة إليها، من تأليف كتّاب فلسطينيين أو غير فلسطينيين، ممن يسهمون في إثراء النقاش حول فلسطين وتوسيع فهم العالم لها.
قائمة قصيرة قياسية لعام استثنائي
أكد بيان الجائزة أن عدد المشاركات هذا العام هو الأكبر في تاريخها، ما دفع لجنة التحكيم لاختيار 11 كتابًا بدلًا من الرقم المعتاد، لتشكّل أطول قائمة قصيرة عرفتها الجائزة حتى الآن، في انعكاس لتنامي الاهتمام العالمي بالأدب الفلسطيني والسرديات المناهضة للاستعمار.
أعمال تتقاطع فيها الذاكرة والسياسة والفن
تتنوع الكتب المختارة بين الرواية، والسيرة الذاتية، والدراسات التاريخية والنقدية، وتغطي موضوعات تمتد من النكبة إلى غزة المعاصرة، ومن صور الفلسطينيين في الإعلام، إلى تفكيك السياسات الغربية في فلسطين.
وفيما يلي قائمة الأعمال المرشحة، مترجمة عناوينها إلى اللغة العربية:
ـ "الحياة الأخرى للصور الفلسطينية" ـ عزة الحسن
ـ "صناعة فلسطين: الإنتاج الإبداعي لفلسطين في الإعلام المعاصر" ـ تحرير دينا مطر وهيلغا تاويل-سوري
ـ "الفجر في غزة: حكايات من الحياة والثقافة الفلسطينية" ـ تحرير محمود منى وماثيو تيلر
ـ "الضحايا المثاليون: وسياسات الاستعطاف" ـ محمد الكرد
ـ "فلسطيني: منفى مستحيل" ـ محمد طربوش
ـ "الزمن تحت الخرسانة: فلسطين بين المخيم والمستعمرة" ـ ناصر أبو رحمى
ـ "ذات يوم، سيكون الجميع قد عارضوا هذا دائمًا" ـ عمر العقاد
ـ "العالم بعد غزة" ـ بانكاج ميشرا
ـ "سياسة الخداع: بريطانيا وفلسطين 1914 ـ 1939" ـ بيتر شامبروك
ـ "إن كان لا بد أن أموت" ـ رفعت العرعير
ـ "النصف الأجوف" ـ سارة عزيزة
نحو فهم أعمق لفلسطين
أشادت اللجنة بكل عمل في هذه القائمة، مؤكدة أن كل كتاب يسهم في إعادة رسم الصورة الثقافية والسياسية لفلسطين في الوعي العالمي، ويجسد قوة الكلمة في مواجهة محاولات التهميش والمحو.
ومن المنتظر الإعلان عن الفائزين خلال حفل الجوائز في خريف هذا العام. وقد شكرت اللجنة الكتّاب والناشرين على مشاركاتهم، وكذلك لجنة التحكيم على جهودها في تقييم الأعمال المتميزة لهذا العام.
جائزة هذا العام في سياق مفصلي
تحظى جوائز فلسطين للكتاب 2025 بأهمية خاصة، ليس فقط لكونها تؤكد حضور السردية الفلسطينية في الثقافة العالمية، بل لأنها تأتي في لحظة مفصلية من تاريخ القضية الفلسطينية، حيث يتعرض أهالي غزة لحرب إبادة غير مسبوقة، أوقعت آلاف الشهداء ودمّرت البنية الإنسانية بالكامل.
وفي المقابل، يشهد العالم تحولاً لافتًا في الوعي السياسي والأخلاقي تجاه فلسطين، حيث تتوالى التصريحات والمواقف الشعبية والرسمية المطالِبة بوقف العدوان، والداعية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وإنهاء الاحتلال.
في هذا السياق، تصبح الكلمة المكتوبة ـ كما تقول الجائزة ـ أداة مقاومة بامتياز، تحفظ الذاكرة، وتفضح الظلم، وتفتح آفاقًا جديدة نحو التحرير والعدالة.