الاستخدام المفرط للهواتف يؤدى لقصر النظر بالأطفال
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
يعانى بعض الأطفال والشباب عدم القدرة على رؤية الأجسام البعيدة بوضوح، بينما قد يولد بعض الأطفال وهم يعانون حالة قصر النظر، وبمرور الوقت وعدم اكتشاف وتشخيص الحالة قد يعنى ذلك احتمال أن يسوء النظر لديهم فى حال عدم تصحيحه.
وقد تظهر الأعراض فى صورة ميل الطفل المصاب إلى الاقتراب من الأجسام لرؤيتها بشكل أوضح، وفى حالات قليلة يمكن أن يكون قصر النظر مصحوباً بصداع وإجهاد العين والتعب.
وتوضح الدكتورة لبنى محمد خزبك أستاذ طب وجراحة العيون بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة واستشارى طب عيون الأطفال والحول، لوحظ فى الآونة الأخيرة الزيادة الكبيرة فى حالات الإصابة بقصر النظر عند الأطفال، وذلك مع التطور التكنولوجى فى العالم الحديث وكثرة القراءة والنظر إلى الأشياء القريبة مثل شاشات الكمبيوتر والهواتف المحمولة، وواكب ذلك زيادة نسبة حدوث قصر النظر عند الأطفال، كما تلعب العوامل الوراثية عنصراً مهماً ومؤثراً فى حدوث وتطور قصر النظر.
وأن الجلوس أمام الأجهزة «الكمبيوتر، الموبايل، التابلت» فترات طويلة بشكل مفرط، يتسبب فى أضرار مختلفة أهمها إحمرار وحرقان بالعينين نتيجة جفافها.
وأن التأثير الرئيسى للشخص عندما يستخدم أى من هذه الأجهزة فترات طويلة، والتركيز الزائد بهم، وخاصة فى فئة الأطفال، يتسبب فى إرهاق للعينين، إضافة إلى التسبب فى قصر نظر للأطفال أقل من 10 سنوات، ويصبحون بعد فترة زمنية فى حاجة إلى ارتداء النظارة الطبية.
وأن الضرر الآخر الذى يحدث لمن يجلس أمام تلك الأجهزة فترة طويلة هو جفاف العينين نتيجة التركيز الشديد، وقالت: «لا يحدث (بربشة) بالقدر الكافى، ومع تكرار عدم حدوثها تتبخر الدموع، وبالتالى تحدث هنا عملية الجفاف، وتظهر فى صورة حرقان وإحمرار مزمن»، وأن سبب الشعور بالصداع يأتى نتيجة إجهاد فى عضلات القراءة.
وأضافت الدكتورة لبنى محمد خزبك، يعد أيضاً قصر النظر إحدى أكثر مشكلات الرؤية شيوعاً فى مرحلة الطفولة، إذ تؤكد الدراسات أن قرابة 9٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً يعانون قصر النظر ما يمنعهم من رؤية الأشياء عن قرب.
وأشارت الدكتورة لبنى محمد خزبك إلى أن هناك ثلاثة أنواع من قصر النظر، الاول يظهر عند الولادة وقد يصاحبه حدوث حول بالعين وتكون شبكية العين فيه ضعيفة، وعرضة للانفصال الشبكى، كما أن درجة قصر النظر تكون شديدة وسريعة التطور، وفى هذه الحالة يحذر على الأطفال ممارسة الألعاب العنيفة، ونحذر أيضاً من الإصابات فى منطقة الرأس.
وهناك النوع الثانى من قصر النظر ويظهر عند سن السابعة من العمر، وتكون درجاته أخف من النوع الاول ولكنه قابل أيضا للزيادة المطردة.
أما النوع الثالث من أنواع قصر النظر وهو نوع حميد يظهر بعد البلوغ وتكون درجاته قليلة ولا يتطور بمعدل سريع.
وتؤكد الدكتورة لبنى محمد خزبك، أنه ثبت علميا أن كثرة استخدام أجهزة الهاتف المحمول «الموبيل» والكمبيوتر والأجهزة اللوحية بشكل عام، تزيد من معدل الزيادة فى قصر النظر، كما أنها تصيب العين بالجفاف.
وتحذر الدكتورة لبنى محمد خزبك، الآباء والأمهات من كثرة استخدام هذه الأجهزة فترات طويلة على مدار اليوم.
وعن طرق العلاج أوضحت الدكتورة لبنى محمد خزبك أن العلاج المتاح لقصر النظر فى الأطفال هو النظارات الطبية، ويمنع استخدام الليزك فى الأطفال لعدم ثبات درجة قصر النظر، وهى لا تستخدم الا بعد اكتمال عمر المريض 18 إلى 20 عاماً، عندما نتأكد من درجة ثبات مقاسات العين.
وقالت الدكتورة لبنى محمد خزبك، هناك حالة واحدة يمكن فيها استخدام الليزك فى الأطفال وهى عندما تكون للطفل عين ليس بها أى خطأ انكسارى بالعين (طول أوقصر نظر)، بينما العين الأخرى يكون بها درجة عالية من قصر النظر يتعذر معها ارتداء النظارة الطبية.
ومع التقدم العلمى والأبحاث الحديثة المتخصصة فى هذا المجال ظهر عدد من الطرق التى تحد من درجة التطور والزيادة فى قصر النظر عند الأطفال، وهذا يشمل نوعاً معيناً من عدسات النظارات يختلف فيها قوة العدسة فى وسطها عن أطرافها.
وأضافت الدكتورة لبنى محمد خزبك، هناك أيضا نوع من العدسات اللاصقة تستخدم لنفس الغرض، ومن الطرق الحديثة أيضاً هو استخدام قطرة الاتروبين بتركيز مخفف على المدى الطويل لتقليل الزيادة فى قصر النظر عند الأطفال.
وتنصح الدكتورة لبنى محمد خزبك بضرورة الحرص على فحص نظر الطفل فى السنة الأولى من عمره، وبعمر ثلاث سنوات، وكل بضع سنوات بعد ذلك، وخصوصاً بحالة وجود تاريخ عائلى بالإصابة بحالة قصر النظر المتزايد وغيرها من حالات العين الأخرى.
ومن المهم معالجة الحالات المكتشفة مبكراً سواء بالعدسات التصحيحية (النظارات أوالعدسات اللاصقة) فى أسرع وقت ممكن، لحماية الأطفال من الإصابة بحالات الزيادة فى قصر النظر أو صعوبات تتعلق بالرؤية لاحقاً مع تقدمهم بالعمر.
ويجب التأكد من أن الطفل يستخدم إضاءة جيدة فى أثناء القراءة أو أداء الواجب الدراسى أو استخدام الهاتف والكمبيوتر، ما يساعد أيضاً على منع إجهاد العين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاستخدام المفرط
إقرأ أيضاً:
توصيات طبية: تجنب الشاشات قبل النوم بساعتين لحماية النظر
قالت لـ”الرياض” د. حنان القحطاني، دكتورة بصريات، إن الإدمان على الأجهزة الإلكترونية وقضاء وقت طويل في استخدامها قد ينتج عنه أضرار بصرية وجسدية وسلوكية ونفسية. وأوضحت أن هذه الأضرار تشمل إجهاد العين الناتج عن التركيز المستمر على الشاشات لفترات طويلة دون راحة، وجفاف العين بسبب قلة عدد مرات الرمش أثناء استخدام الأجهزة، ومن ثم زيادة قصر النظر، خاصة عند الأطفال والمراهقين عند عدم أخذ فترات راحة كافية أثناء الاستخدام، إضافة إلى احتمالية الإصابة بمتلازمة إجهاد العين الرقمية (Digital Eye Strain).
وأكدت على أهمية تقليل مدة استخدام الأجهزة والابتعاد عن استخدامها قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات، مع الحرص على ارتداء النظارات الطبية لتصحيح الأخطاء الانكسارية إن وُجدت. ومن طرق الوقاية أيضًا، اتباع قاعدة 20-20-20، التي تنصح بالنظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية بعد كل 20 دقيقة من استخدام الجهاز لإراحة العين. كما نصحت باستخدام القطرات المرطبة عند الشعور بالجفاف، وزيادة عدد مرات الرمش، والتأكد من استخدام الإضاءة المناسبة للشاشة وفي الغرفة، وضبط إعدادات الشاشة، والجلوس بالطريقة الصحيحة بحيث تكون الشاشة أقل من مستوى العين بحوالي 15 إلى 20 درجة.
وأشارت إلى أن الأجهزة الإلكترونية أصبحت جزءًا من ضروريات الحياة والعمل والتعليم، مما يزيد من احتمالية التعرض للإجهاد الرقمي. ولفتت إلى إمكانية التعرف على الإصابة بمتلازمة الإجهاد الرقمي من خلال مجموعة من الأعراض الشائعة مثل تشويش في الرؤية، والصداع المتكرر، خاصة عند التركيز لفترات طويلة، وآلام في الرقبة والكتفين نتيجة الجلوس الخاطئ، وإجهاد وجفاف العين مع إحساس بالحرقان أو الحكة، وصعوبة في التركيز على النصوص أو الشاشات بعد الاستخدام المطول. وأضافت أنه في حال ظهور هذه الأعراض بشكل متكرر، من المهم مراجعة مختص لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من التشخيص.
وعن عمليات تصحيح النظر التي يكثر الإعلان عنها، أوضحت أن هناك عدة أنواع من هذه العمليات، وأشهرها ما يُجرى على مستوى القرنية باستخدام الليزر، إضافة إلى بعض الجراحات الأخرى مثل زراعة العدسات أو استبدال عدسة العين. وتشمل الحالات التي يمكن فيها تصحيح النظر قصر النظر، وطول النظر، والاستجماتيزم. وأشارت إلى أن العمر المناسب لإجراء هذه العمليات يكون غالبًا بعد سن 18 عامًا، حيث يكون النظر أكثر استقرارًا، مع التأكيد على أهمية إجراء فحوصات تقييمية لتحديد مدى ملاءمة الحالة ونوع العملية الأنسب.
وحول استخدام قطرات ترطيب العين دون استشارة الطبيب، قالت إنه يمكن استخدامها دون وصفة طبية، لكن في حال عدم تحسن الأعراض، يُنصح بمراجعة مختص، حيث قد تكون هناك وسائل علاج أخرى أكثر ملاءمة يحددها الطبيب بعد الفحص. ولفتت إلى أن بعض الحالات قد لا يكون فيها جفاف العين هو المشكلة الأساسية، بل عرضًا لمشكلة أخرى مثل التهاب الجفون، الذي يتطلب تشخيصًا دقيقًا وخطة علاجية مناسبة.
جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب