صحيفة “وول ستريت جورنال” تروي تفاصيل معركة الـ 4 أسرى: خيط رفيع فصل بين الفشل والنجاح
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
الجديد برس:
تحدثت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن أن انتهاء “إسرائيل” من مهمة إنقاذ الأسرى بنجاح، لا تعني أنه يمكن إتمام استعادة باقي الأسرى “على قيد الحياة” من دون إجراء صفقة تبادل.
وذكرت الصحيفة أن “إسرائيل” شنت غارات جوية مكثفة لدعم عملية كانت تتأرجح “بين خطين رفيعين؛ النجاح الكبير والفشل الذريع”، مبينةً أن الجزء الأصعب في العملية التي أنجزها “الكوماندوز” الإسرائيلي، كان كيفية “الخروج من غزة على قيد الحياة”.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن تبادل “إطلاق النار الذي بدأ يوم السبت في أحد المنازل، اتسع نطاقه ليتحول إلى معركة مسلحة كاملة في شوارع النصيرات المكتظة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين”.
وبيّنت الصحيفة الأمريكية أنه مع انكشاف غطاء الفرق، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي بضرب عشرات الأهداف لتشتيت انتباه “حماس” وإعطاء الجنود فرصةً للقتال من أجل الخروج.
كذلك، قال قائد وحدة “اليمام” السابق، ديفيد تسور، الذي نفذ عملية الإخراج، إنه أثناء تبادل إطلاق النار أُصيبت مركبة محملة بالقوات الخاصة والأسرى وتعطلت، وثم تدخلت عربة مدرعة إسرائيلية لإنقاذ المنقذين، لكنها تعطلت هي الأخرى بسبب النيران، لافتاً إلى أنه فيما بعد، وصلت قوةً أخرى لإيصال الأسرى إلى المروحيات التي كانت تنتظرهم لإخراجهم من المكان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي، أنه “كان هناك خيط رفيع بين النجاح الكبير والفشل الكبير”، وأن القتال العنيف كاد أن يمنع الأسرى وفريق الكوماندوز من الخروج أحياء.
وقارن تسور، أحداث يوم السبت، بمعركة الشوارع بين القوات الأمريكية والصوماليين التي تم تصويرها في كتاب وفيلم “بلاك هوك داون” (معركة “سقوط طائرة بلاك هوك” التي جرت قبل 30 عاماً بعد أن شن الجيش الأمريكي هجوماً عسكرياً على الصومال).
وختمت الصحيفة الأمريكية أن العملية أدخلت السرور على الإسرائيليين، لكن هناك تساؤلات كثيرة عن إمكانية نجاح إتمام استعادة باقي الأسرى “على قيد الحياة” من دون إجراء صفقة تبادل.
يُذكر أن ضابطاً في وحدة “يمام”، وهي وحدة المهمات الخاصة في “حرس الحدود” في الشرطة الإسرائيلية، قُتل خلال تصدي المقاومة الفلسطينية للقوات الإسرائيلية المتوغلة في النصيرات من أجل استعادة الأسرى.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
تحقيق لهآرتس: إسرائيل قتلت 20 من أسراها في غزة
رغم تأكيدات مسؤولين عسكريين إسرائيليين أنهم يبذلون "كل ما بوسعهم" لتفادي إيذاء الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، فإن تحقيقًا كشف أن العمليات العسكرية الإسرائيلية عرّضت حياة 54 أسيرا للخطر المباشر، وتسببت في مقتل ما لا يقل عن 20 منهم، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووفقًا لتحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد شنت قوات الاحتلال مئات الغارات في مناطق يُحتمل وجود أسرى بها دون معلومات مؤكدة عن مواقعهم، مما أدى في بعض الحالات إلى مقتل الأسرى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف بريطانية: هل غضب ترامب على ماسك؟list 2 of 2معاريف: رفع العلم الأميركي بسوريا إصبع في عين إسرائيلend of listأحد أبرز الأمثلة على ذلك، بحسب الصحيفة، ما حدث في السابع من أبريل/نيسان 2025 عندما شن سلاح الجو الإسرائيلي غارة على مبنى فوق نفق كان يُحتجز فيه الأسيران إيدان ألكسندر ومتان زانغوكر. وعلى الرغم من نجاتهما بأعجوبة بعد انهيار جزء من النفق أثناء محاولتهما الهرب، فإن العملية كشفت فشلًا استخباريًا في تحديد أماكن الأسرى، رغم ادعاءات القيادة العسكرية امتلاكها معلومات دقيقة.
وقال مصدر عسكري للصحيفة "عندما لا تكون هناك معلومات عن وجود أسرى، تُنفذ الغارة"، مضيفا أنه "كلما زاد عدد الضربات، زاد خطر إصابة الأسرى".
فشل متكرر
وتحدث العديد من الأسرى المفرج عنهم عن رعبهم من الغارات الإسرائيلية أكثر من خوفهم من الأسر ذاته. فقد روت الأسير المحررة نوعاما ليفي كيف كانت تصلي في كل مرة تسمع فيها صفير الصواريخ، وتحدثت عن لحظة نجت فيها بعد انهيار جزئي للمنزل الذي كانت تُحتجز فيه.
إعلانوفي حادثة أخرى، قُتل 3 أسرى، هم ألون شامريز وسامر طلالقة ويؤاف حاييم، برصاص وحدة غولاني الإسرائيلية بعد خروجهم عراة رافعين رايات بيضاء، ظنًا منهم أنهم سيُنقذون، لكن الجنود لم يُبلّغوا بوجود أسرى في المنطقة.
وفي فبراير/شباط الماضي، قُتل 6 أسرى في خان يونس، بينهم ياغيف بوخشتاب ويورام متسغر، بعد أن استهدفت الطائرات الإسرائيلية نفقًا كانوا فيه، مما أدى إلى مقتلهم اختناقًا بغازات سامة ناجمة عن القصف، بحسب التحقيق.
هذا الفشل أثار سخطا شديدا بين عائلات الأسرى إزاء ما وصفته بـ"الإهمال الممنهج" من قبل الحكومة والجيش. وقالت إيناف زانغوكر والدة أحد الأسرى "لقد تُرك الأسرى لمصيرهم، يحتجز أبناؤنا منذ 600 يوم، في حين تستمر الحكومة في قصف أماكن يُحتمل وجودهم فيها من أجل تحقيق أهداف سياسية وحربية".
جيش أعمى
من جانبها، قالت ميراف سفيرسكي، شقيقة الأسير المقتول إيتاي سفيرسكي، إن المسؤولين العسكريين أقروا لاحقًا بأنهم لم يكونوا على علم بوجود الأسرى في المبنى الذي استُهدف، واعترفوا بأن إجراءاتهم لم تكن كافية لمنع الحادث.
ورغم تأكيد المتحدث باسم جيش الاحتلال أن "كافة الجهود تُبذل لتقليل المخاطر على الأسرى"، فإن مصادر عسكرية تحدثت لهآرتس بشكل مخالف، وأقرت بأن "الجهود ليست كاملة" نظرا لانشغال الجيش بإدارة عملية عسكرية واسعة النطاق تستنزف الموارد.
وأكدت التحقيقات أن المعلومات الاستخبارية حول مواقع الأسرى غالبًا ما تكون لحظية، وتفقد صلاحيتها بمجرد تغيير أماكن الاحتجاز، مما يُبقي الجيش "أعمى"، حسب تعبير أحد المصادر، مشيرًا إلى أن "حالات كثيرة تم فيها تعديل أو إلغاء غارات نتيجة توفر معلومات استخباراتية لاحقة".
وتطالب عائلات الأسرى بوقف الحرب، أو على الأقل تعديل خططها لتضمن سلامة أبنائهم، معتبرين أن استمرار العمليات العسكرية "يُضحّي بأبنائنا من أجل تماسك الائتلاف الحاكم".
إعلان