تعاني الحصار… ماذا يحدث في مدينة الدلنج بجنوب كردفان ؟
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
تعيش مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان أوضاعاً إنسانية سيئة للغاية حيث يعاني الكثير من سكانها من الجوع الذي جعل معظمهم يتناولون أوراق الأشجار بديلا للطعام.
التغيير ــ كمبالا
وقالت مصادر لـ «التغيير» إن المدينة دخلت في الشهر السادس منذ الحصار المحكم الذي فرضته قوات الدعم السريع عليها من جانب والحركة الشعبية من جانب آخر .
و أوضحت أن القوات ظلت تتمركز في مدينة الدبيبات شمالي المدينة وتبعد حوالي «150» كيلومتر من المدينة حيث قامت بإغلاق الطريق القومي الرابط بين مدينتي الأبيض والدلنج .
وأشارت إلى أن إغلاق الطريق أدى إلى خلق أزمة إنسانية متمثلة في انعدام المواد الغذائية وإيصال المساعدات الطبية للمدينة على اعتبار أنه الطريق الوحيد المغزى للبضائع والمواد الغذائية إلى المدينة .
بينما قالت مصادر أخرى لـ «التغيير» إن قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة الحلو أيضا كانت قد أغلقت الطريق الجنوبي القومي الرابط بين مدينتي كادقلي والدلنج بسبب المواجهات العسكرية.
وكان قد خرجت معظم المرافق الصحية داخل المدينة عن الخدمة نتيجة لتوقف أنظمة الأجهزة الصحية عن العمل بعد انقطاع التيار الكهربائي .
وقال مصدر طبي إن المدينة تعاني من شح في إنعدام الأدوية المنقذة للحياة إلى جانب نزوح معظم الكوادر الصحية عن العمل مضيفا مما يهدد حياة الآلاف من المواطنين داخل المدينة .
و مضى في حديثه لـ « التغيير » إلي أن معدل الوفيات اليومية وسط المدنيين بسبب الجوع داخل المدينة ارتفع من خمسة إلي سبعة أشخاص بشكل يومي.
ومنذ شهور ظلت المدينة تشهد مواجهات عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع ومن جانب آخر بين الجيش والحركة الشعبية قيادة الحلو .
ويوجد داخل المدينة أكثر من «50 » مركزا لإيواء النازحين الذين كانوا قد فروا بسبب الحرب من العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى مجاورة حول المدينة .
وقال شهود عيان لـ «التغيير» إن المدينة تعاني من انتشار قطاع الطرق في أطرافها حيث يقومون باستهداف المواطنين من خلال عمليات الاختطاف والمطالبة بالفدية المالية.
ونوهوا إلى أن العناصر الموالية لقوات الدعم السريع ظلت تعمل على استهداف المزارعين ومنعهم من الزراعة بهدف إفشال الموسم الزراعي لزيادة الأزمة الإنسانية في المنطقة.
وكانت قد فشلت جولة المفوضات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة الحلو فيما يخص التوصل لإتفاق حول إيصال المساعدات الإنسانية ولاية جنوب كردفان .
وتقع مدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان وتبعد حوالي «498» كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم وحوالي «115» كيلومترا شمال مدينة كادوقلي.
وتعتبر ثاني أكبر مدينة في ولاية جنوب كردفان وتتوسط منطقة جغرافية متنوعة الطبيعة تتميز بتلالها ووديانها الموسمية وتربتها الطينية والرملية التي جعلت منها منطقة زراعية مهمة.
الوسومالجوع الدلنج المرافق الصحية الوفيات اليومية جنوب كردفانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجوع الدلنج المرافق الصحية الوفيات اليومية جنوب كردفان
إقرأ أيضاً:
مسألة وقت | العلماء يحذرون من زلزال قوي يضرب إسطنبول .. ماذا يحدث؟
حذر خبراء في تحليل حديث لحالة النشاط الزلزالي في منطقة بحر مرمرة شمال غربي تركيا، من مخاطر متصاعدة قد تؤدي إلى زلزال قوي يضرب مدينة إسطنبول، التي يعيش فيها نحو 16 مليون نسمة.
يشير هذا التحذير إلى أن هناك تغيرات جيوفيزيائية مثيرة للقلق تجري تحت قاع بحر مرمرة، حيث يتراكم الضغط على أحد أهم خطوط الصدع الزلزالي في المنطقة، ما يجعل احتمالية وقوع هزة مدمرة مسألة لا يمكن تجاهلها.
بحسب التحليل، فإن خط الصدع الذي يربط بين البحر الأسود وبحر إيجة تحت بحر مرمرة يشهد ضغطًا جيولوجيًا غير معتاد، ويستند ذلك إلى دراسة علمية نُشرت في مجلة ساينس العلمية.
أظهرت الدراسة، نمطًا متزايدًا من النشاط الزلزالي خلال العقدين الماضيين، بحيث تتحرك الزلازل تدريجيًا نحو الشرق قرب منطقة معروفة باسم “صدع مرمرة الرئيسي”.
هذه المنطقة، بطول يتراوح بين 15 و21 كيلومترًا تحت سطح البحر، تُعد هادئة بشكل غير معتاد منذ آخر زلزال كبير ضربها عام 1766 بقوة 7.1 درجة، ما يثير الشك بشأن احتمالية تراكم طاقة هائلة قد تنفجر في أي وقت.
وقد لاحظت الدراسة، أن الزلازل المتوسطة التي سجلتها أجهزة الرصد الزلزالي على مدى السنوات الماضية تتحرك بشكل منتظم نحو الشريط القريب من إسطنبول، ما قد يشير إلى أن هذا النشاط لم يعد عشوائيًا أو معزولًا.
وفي أبريل 2025، وقع زلزال بقوة 6.2 درجة قرب شرق صدع مرمرة الرئيسي، في إشارة إلى أن المنطقة قد تكون على مشارف حدث أقوى بكثير في المستقبل القريب.
ومع أن بعض العلماء يرون أن ذلك التسلسل قد يكون صدفة، إلا أن غالبية الخبراء يرون أن تراكم الضغط على الصدع يشكل خطرًا حقيقيًا.
ماذا قال علماء الزلازل؟من بين العلماء الذين عبّروا عن قلقهم، الدكتور ستيفن هيكس من جامعة لندن، الذي وصف الوضع بقوله إن “إسطنبول تتعرض لهجوم”، في إشارة إلى الضغوط المتواصلة على الصدع التي قد تعقبها حركة تمزق مفاجئ.
ويرى الفريق العلمي أن مثل هذا التمزق قد يولد زلزالًا بقوة 7 درجات أو أكثر، ما يضع واحدة من أكبر المدن في أوروبا وآسيا أمام خطر كارثي محتمل.
العالِمة جوديث هوبارد من جامعة كورنيل أكدت أن استمرار هذا النشاط الزلزالي وتحركه نحو المناطق المتراكمة الضغط قد يجعل وقوع زلزال كبير أمرًا ليس مجرد احتمال بعيد، بل واقعًا يجب أخذه على محمل الجد.
كما شددت باتريشيا مارتينيز-غارزون، إحدى المشاركات في الدراسة، على أهمية تعزيز أنظمة المراقبة والكشف المبكر، لأن الزلازل بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بها بدقة، وعلى الجهود الوقائية لتقليل الأضرار المحتملة إذا ضربت هزة شديدة المنطقة.
التحذير يأتي في وقت تعيش فيه تركيا مخاوف مستمرة من الزلازل، خاصة بعد الزلزال الكارثي الذي ضرب جنوب البلاد وشمال سوريا في فبراير 2023 بقوة تجاوزت 7.8 درجات، وأسفر عن عشرات الآلاف من الضحايا والدمار الواسع، مما يعيد إلى الأذهان السيناريوهات الكارثية المحتملة إذا ضرب زلزال قوي منطقة حضرية كبيرة مثل إسطنبول مرة أخرى.