أعلن حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف٬ والذي تترأسه مارين لوبان٬ عزمه إلغاء الاتفاقيات التي تربط فرنسا بالجزائر فيما يتعلق بالهجرة. 

وقال القيادي في الحزب سيباستيان شينو، في مقابلة مع تلفزيون "بي إف م تي في": "نقترح إلغاء اتفاقيات عام 1968 التي تربطنا بالجزائر"، والتي وُضعت لتسهيل الهجرة الاقتصادية واستجابة للحاجة إلى العمالة المهاجرة، وتنص على حرية التنقل بين للمواطنين الجزائريين بين بلدهم وفرنسا.



وأضاف: "هذه الاتفاقيات لم يعد لها سبب للوجود اليوم. على أية حال، سنعيدها إلى المناقشة، وسنعيد تعريفها بحيث لا تنتقص من الحق في الهجرة٬ سنطرحها على الطاولة فور وصولنا إلى السلطة".

وكان رئيس الوزراء الفرنسي السابق، إدوار فيليب، والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2027 قد قال، بدوره، إنه "ينوي إلغاء اتفاقية الهجرة مع الجزائر لسنة 1968، كون هذه الاتفاقية لم تعد، صالحة اليوم".

وتأتي التصريحات بعد تصدّر أحزاب اليمين في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، وأيضا في ظل تصدره التصويت في الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة يوم 30 من الشهر الجاري.

في شهر كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، رفضت الجمعية الوطنية الفرنسية نصاً طرحه حزب الجمهوريون اليميني المحافظ يطلب من السلطات الفرنسية إلغاء اتفاقيات عام 1968. وقد رُفض المقترح بأغلبية151 صوتاً، فيما أيّده و114 صوتاً.

وخلال حملته الانتخابية لعام 2022، أكد السياسي اليميني المتطرف، إريك زمور، أنه يريد في حال وصوله إلى السلطة، إجراء محادثات مع القادة الجزائريين، مستبعداً، في الوقت نفسه، أي اعتذار للجزائر عن الماضي الاستعماري.

 وشدد زمور على أنه سيلغي، في حال انتخابه، اتفاقية عام 1968 التي تسهّل عمل وإقامة المهاجرين الجزائريين، وفق ما نقلت وسائل إعلام فرنسية.


نسبة الجزائريون
ووفقا لآخر دراسة للمعهد الوطني للإحصائيات والدراسات الاقتصادية الفرنسي الحكومي، والتي نشرت في آذار/ مارس الماضي، فيشكل الجزائريون المقيمون بشكل قانوني في فرنسا نسبة 12.7 ٪ من المهاجرين٬ وهو ما يعادل نحو 890 ألف نسمة.

ويأتي الجزائريون على رأس قائمة المهاجرين في فرنسا، لكن هذه النسبة في تراجع٬ فالمهاجرون الذين وصلوا إلى فرنسا في عام 2020 ولدوا في الغالب في المغرب 9.5 ٪٬ في الجزائر 7.1 ٪، وفي تونس 4.5 ٪.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية اليميني المتطرف فرنسا الجزائريين فرنسا الجزائر اليمين المتطرف المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بين سيدني وتدمر.. صعود الكراهية وسقوط الضحايا في زمن الصراعات الكبرى

العالم لا ينفجر فجأة، بل يتشقق ببطء، ثم ينهار دفعة واحدة، ما بين هجومٍ دموي على احتفال ديني في أستراليا، وكمينٍ مسلح يستهدف قوات أمريكية في سوريا، لا يمكن التعامل مع المشهد بوصفه سلسلة حوادث منفصلة.

نحن أمام سياق عالمي تُدار فيه الكراهية كما تُدار الحروب، وتُنتقى فيه الضحايا وفق خرائط النفوذ، لا وفق ميزان العدالة.

هنا، لا يصبح العنف استثناءً، بل نتيجة منطقية لسياسات مختلّة تُقدّس رواية وتُجرّم أخرى.

في مدينة سيدني الأسترالية، وخلال احتفال ديني يهودي بمناسبة عيد الحانوكا (عيد الأنوار)، تعرّض تجمع للمحتفلين لهجوم مسلح عنيف، أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، في حادثة صدمت المجتمع الأسترالي ووصفت رسميًا بأنها هجوم معادٍ للسامية.

عيد الحانوكا، الذي يرمز في الوعي الديني اليهودي إلى الصمود والنور في وجه الاضطهاد، تحوّل في لحظة إلى مسرح دم، حيث اختلطت رمزية الاحتفال الديني بعنفٍ عابر للحدود.

الدولة سارعت إلى الإدانة، والإعلام الغربي قدّم الحادث بوصفه اعتداءً على قيم التعايش والتعددية.

توصيف صحيح أخلاقيًا، لكنه يظل ناقصًا سياسيًا ما لم يُطرح السؤال الجوهري: كيف تتغذى الكراهية داخل مجتمعات يُفترض أنها مستقرة؟ وكيف تتحول النزاعات البعيدة إلى شروخ داخلية في قلب الغرب؟

بالتوازي، وفي سوريا، وقعت حادثة أمنية خطيرة تمثلت في كمين مسلح استهدف دورية للقوات الأمريكية في إحدى مناطق التوتر، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

الحادث وُضع فورًا ضمن إطار «الحرب على الإرهاب»، مع وعود بالرد والحزم، في بيئة لا تزال تعاني من هشاشة أمنية رغم تغيّر خرائط السيطرة وتبدّل موازين القوى.

غير أن ما غاب عن السرد الرسمي هو السؤال الأعمق: ما الذي يجعل أرضًا ما تظل قابلة للاشتعال بعد أكثر من عقد من التدخلات العسكرية؟ ولماذا يُنظر إلى هذه الخسائر بوصفها “ثمنًا ضروريًا” لا بوصفها فشلًا بنيويًا في إدارة الصراع؟

الربط بين حادث سيدني وحادث سوريا لا يهدف إلى المساواة بين الفعلين، بل إلى تفكيك منطق التعامل مع العنف.

في أستراليا، يُقرأ الهجوم باعتباره جريمة كراهية دينية تهدد النسيج الاجتماعي. في سوريا، يُقرأ الهجوم باعتباره واقعة أمنية ضمن مسرح عمليات مفتوح.

الفرق هنا ليس في الدم، بل في طريقة تأويله، الضحية في الغرب تُستدعى لها الأخلاق، والضحية في الشرق تُستدعى لها السياسة.

هذه الازدواجية ليست تفصيلًا عابرًا، بل أحد أهم منابع العداء المتراكم، خصوصًا حين يُقدَّم العربي والمسلم دائمًا بوصفه «سياقًا أمنيًا» لا إنسانًا كامل الحقوق.

العداء للعرب لم يعد مجرد تحامل ثقافي أو خطاب شعبوي، بل أصبح بنية سياسية وإعلامية متكاملة.

شيطنة الهوية باتت ممارسة يومية، حيث يُختزل العربي في صورة المهاجر المشكوك فيه، أو الخطر المحتمل، أو المادة الخام لخطابات الأمن.

تُدان الكراهية حين تضرب الداخل الغربي، لكنها تُبرَّر أو تُهمَّش حين تكون نتيجة مباشرة لتدخلات عسكرية، أو دعم أنظمة قمعية، أو سياسات خارجية فاشلة.

أما القانون الدولي، فيُفعَّل حين يخدم الأقوياء، ويُعلّق حين يطالب به الضعفاء، ما يرسّخ شعورًا عالميًا بأن العدالة انتقائية، وأن الدم ليس متساويًا في ميزان السياسة.

في الفلسفة السياسية، حين تفشل الأنظمة في تحقيق العدالة، تلجأ إلى إدارة الخوف.

يُصنع “العدو الدائم” لتبرير القمع، وتوسيع النفوذ، وإدامة حالة الطوارئ. العرب، في هذا السياق، باتوا الآخر الجاهز: «تاريخ استعماري لم يُحاسَب، حاضر مثقل بالحروب، ومستقبل مؤجَّل على موائد المصالح الدولية».

ما بين سيدني وتدمر، الرسالة واحدة: حين تُدار السياسة بلا أخلاق، تتكلم الكراهية بلغة السلاح.

إدانة العنف واجب أخلاقي لا نقاش فيه، لكن فهم جذوره واجب سياسي لا يقل أهمية. ومن دون عدالة شاملة لا تنتقي ضحاياها ولا تفرّق بين دم وآخر، سيظل العالم يدور في الحلقة ذاتها، وستظل الكراهية تغيّر وجوهها وأدواتها، دون أن تختفي.

(محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات)

اقرأ أيضاًقصة بطل أستراليا.. «أحمد الأحمد» الذي تصدى لهجوم إرهابي في سيدني

استراليا.. تفاصيل مقتل وإصابة 42 شخصا خلال عيد الحانوكا اليهودي

مقالات مشابهة

  • بين سيدني وتدمر.. صعود الكراهية وسقوط الضحايا في زمن الصراعات الكبرى
  • صعود الذهب مع تراجع الدولار والعوائد قبيل بيانات وظائف أميركا
  • فوز كاسح لليمين المتطرف في تشيلي.. خوسيه أنطونيو كاست رئيسا للبلاد
  • السلطات الفرنسية تحظر نشاطًا لحركة “ماك” للإعلان عن انفصال منطقة القبائل عن الجزائر
  • التشيليون ينتخبون رئيسهم وسط توقعات بفوز اليمين المتطرف لأول مرة منذ 35 عاماً
  • تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (6-11)
  • من بلقاس إلى المسرح.. حكاية صعود المطربة أنغام البحيري
  • إيكونوميست: هل يمكن لأحد إيقاف زحف اليمين الشعبوي في أوروبا؟
  • فرنسا... هجوم سيبراني يستهدف خوادم وزارة الداخلية
  • هجوم سيبراني يستهدف وزارة الداخلية الفرنسية