عزوف كبير عن شراء الأضاحي في الضفة الغربية
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
رام الله - خـاص صفا
للمرة الأولى تشهد محافظات الضفة الغربية المحتلة ضعفًا كبيرًا في إقبال المواطنين على شراء الأضاحي من الخراف والماعز والعجول.
ومقارنة بالأعوام الخمسة الماضية، تسجل الضفة معدلات شبه صفرية من الأضاحي، نظرا لارتفاع أسعارها وعدم قدرة المواطنين على الشراء.
وعن ذلك، يقول نقيب أصحاب الملاحم في الضفة عمر النبالي إن البطالة التي عصفت بالمواطنين، والاقتصاد المتدهور، وصرف أنصاف رواتب للموظفين، وارتفاع أسعار الأضاحي ساهمت مجتمعة في عدم قدرة المواطنين على الشراء والقيام بنسك الأضحية.
ويضيف النبالي، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن تلاشي المنشآت المتوسطة التي كانت تساهم في هذه المناسك، أدى إلى عدم قدرة المواطنين من الطبقة المتوسطة على شراء الأضحية.
ويبين النبالي أن سعر كيلو الخراف والماعز من اللحم القائم شامل الذبح وصل 40 شيقلًا، بينما وصل سعر كيلو العجول 24 شيقلًا، وهذا نادرا ما يحدث، وبالأخص للعجول.
ويقارن النبالي بين سعر الأضحية في الضفة ومثيلتها في الأردن، موضحا أن سعرها في الضفة يتجاوز الأردن بـ3 أضعاف ويصل ما بين 500 - 600 دينار أردني.
وينوه إلى أن "أسعار الخراف والماعز لم تشهد ارتفاعا كبيرا هذا الموسم، بينما شهدت أسعار العجول ارتفاعا ملحوظا، نظرا لأن مصدرها الاحتلال الإسرائيلي".
ويتطرق النبالي إلى عزوف كثير من مربي الثروة الحيوانية عن تربية المواشي مؤخرا، نظرا لارتفاع أسعار الأعلاف الذي تجاوز الضعف، والطعومات الدورية التي تحتاجها، والنقص الكبير في المراعي الذي ساهم في تناقص أعداد الأمهات من الماعز والخراف من مليون أم إلى 700 ألف أم.
ويحمل النبالي وزارة الزراعة المسؤولية عن إهمال قطاع الثروة الحيوانية وعدم الاكتراث بالمزارعين، والتهميش الواضح لهم، الأمر الذي أدى لانخفاض كبير في الناتج المحلي.
ويؤكد أن المزراعين يفتقرون لغالبية العناصر الأساسية التي تحتاجها تربية الثروة الحيوانية من مياه وطعومات وأعلاف، داعيا وزارتي الزراعة والاقتصاد إلى تنظيم قطاع المواشي وعمل برنامج يزيد من مربي الثروة الحيوانية، ورفع الضرائب عن كل ما يحتاجه هذا القطاع، لمضاعفة أعدادها في فلسطين.
ويقول إن "مواطنا يتقاضى نصف راتب لن يكون بمقدوره شراء لحم لأسرته بسعر يتعدى 90 شيقلا للكيلو الواحد، وسيبقى محروما منه".
ويكشف النبالي أن نسبة الطلب على الأضاحي هذا الموسم لا تتعدى 10%، وأن هذه النسبة تحصل لأول مرة في فلسطين.
"حتى أن بعض المحافظات قد تشهد نسبة صفرية، ما يعني أن هناك مزارعين لن يستطيعوا تسويق مواشيهم، الأمر الذي يتسبب لهم بخسارة كبيرة وخروجهم من هذا القطاع"، وفق قوله.
ويوجه النبالي رسالة للمواطنين المقتدرين بزيادة عدد الأضاحي، لعدم قدرة غالبية المواطنين على التضحية، والعمل على إيصال لحومها لأكبر عدد من الأسر المتعففة.
ويشعر العديد من أصحاب الملاحم الذين قابلتهم وكالة "صفا" ببلدات محافظة رام الله بحالة من الإحباط، نظرا لقلة الإقبال على شراء الأضاحي، الذي لم يتجاوز في أحسن الأحول 30%، على حد قولهم.
ويؤكد أصحاب الملاحم انخفاض شراء وحجز الأضاحي من الخراف والماعز، وأن التوجه الأكبر للمواطنين هو اشتراكهم في حصص العجول، بسبب سعرها مقارنة بالخراف وكونها تعطي إنتاجا أكبر من اللحوم.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: عيد الأضحى أضاحي الضفة الثروة الحیوانیة المواطنین على فی الضفة
إقرأ أيضاً:
تحذيرات إسرائيلية من أسلحة كاسرة للتوازن في الضفة الغربية
حذر مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع، مساء الأربعاء الماضي، من تصاعد ما وصفه بـ"التهديد النوعي" في الضفة الغربية، بعد وصول أسلحة ووسائل قتالية إيرانية الصنع إلى أيدي خلايا المقاومة، معتبرا أن هذه التطورات تشكل "قنبلة موقوتة" قد تنفجر في أي لحظة.
ونقلت القناة 14 العبرية عن المسؤول قوله إن الأجهزة الأمنية باتت تلاحظ دخول "أسلحة كاسرة للتوازن" إلى الضفة، في إشارة إلى معدات قتالية إيرانية المنشأ، محذرا من أن تركيز جيش الاحتلال على التدريبات الواسعة التي تحاكي عمليات كبرى على غرار هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، يتم على حساب الاستعداد لعمليات أخرى "صغيرة" لكن بالغة التأثير، مثل هجمات التسلل إلى المستوطنات.
ووفق المصدر نفسه، يرى المسؤول أن سيناريو تنفيذ خلايا صغيرة لعمليات نوعية داخل المستوطنات "مرجح جدا"، وأن التعامل معه يتطلب تغييرا عاجلا في الفرضيات الأمنية.
وشدد على أن جيش الاحتلال "يسابق الزمن" لملاحقة هذه الأسلحة، اعتمادا على معلومات استخباراتية تقول تل أبيب إنها تتابعها عن قرب.
كشف بنية عسكرية في طولكرم
وجاءت هذه التحذيرات بعد ساعات من إعلان الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي، كشف ما قالت إنه "بنية تحتية" في منطقة طولكرم.
وزعم جيش الاحتلال العثور على ثلاث قذائف صاروخية في مراحل تصنيع مختلفة، بينها واحدة مزودة برأس حربي، إلى جانب عبوات ناسفة ومواد كيميائية متفجرة.
وتشهد مناطق الضفة الغربية منذ أشهر تصعيدا كبيرا في عمليات الاقتحام والاعتقال، وسط اشتباكات متكررة مع مجموعات المقاومة الفلسطينية.
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 واستمرارها على مدى عامين، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية أكثر من 1092 فلسطينيا، وأصابوا نحو 11 ألفا، إضافة إلى اعتقال ما يزيد على 21 ألفا، وفق المعطيات الفلسطينية.
وفي قطاع غزة، خلفت حرب الإبادة أكثر من 70 ألف شهيد وما يزيد على 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار هائل قدرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.
وتؤكد المعطيات الفلسطينية أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي أقيمت عام 1948 على أراض فلسطينية محتلة، تواصل احتلالها لبقية الأراضي الفلسطينية وترفض الانسحاب أو السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة.