من غرائب الأمور من تدبير الله حكم خلقه ان مقتل والي غرب دارفور خميس أبكر على يد اوباش مليشيا ال دقلو بقيادة اللواء خلا علي يعقوب والتمثيل بجثته وتصويره كان يوم 14- 6-2023م . وبعد سنة واحدة بتاريخ نفس اليوم وهو تاريخ اليوم 14-6-2024م كان الثأر لخميس أبكر و هلاك اللواء خلا علي يعقوب قائد المليشبا قطاع غرب دارفور.

والذي كان يتوعد ويهدد الناس بالقتل والويل والثبور،

وكان يعتبر من اول قادة التمرد من بادر بمهاجمة حاميات الجيش في دارفور في بدايات الحرب، وارتكب مجازر بشعة ودمر بنية الاتصالات ومباني المؤسسات الحكومية ونهب البنوك وصفى عدداً من موظفيها عندما رفضوا فتح خزائن البنوك له، وبعد سقوط زالنجي أعلن نفسه والياً لولاية وسط دارفور،

قيل ان اصله تشادي ويربطه صلة قرابة بحميدتي, وكل المراقبين يؤكدون ان هلاكه سيؤدي إلى انخفاض كبير الروح المعنوية لأفراد التمرد في دارفور وينعكس عليهم سلباً في الميدان، ويغيابه سيتوقف الفزع القادم من وسط وغرب دارفور لأنه هو من كان ينسق تحركات الفزعات،

ومن المتوقع أن يشكل هلاكه نقطة تحول كبرى فى سير المعارك بدارفور عموماً لصالح القوات المسلحة والقوات المشتركة والتي تمكنت من الالتفاف على على القوات المتمردة في عقر دارهم واحتلال ستة من أهم معسكراتهم في منطقتي الزرق ووادي أمبار في الايام الماضية.

د. عنتر حسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

دروس هيكل في زيارة جديدة للتاريخ!

(1)

على مدى الأسبوعين الفائتين انشغل العالم كله بوقائع وأحداث الحرب الإقليمية التي اندلعت بين إيران وإسرائيل، يتابعها لحظة بلحظة.. عشرات المئات بل الآلاف من التحليلات والقراءات والمتابعات كل يوضح ويشرح ويحلل من منظوره: السياسي والاقتصادي والآثار المترتبة على العدوان الإسرائيلي وتبعات الرد الإيراني..

لكن القليل بل أقل القليل من لاذ بالتاريخ وفلسفته وعظاته والبحث عن قوانينه!

أقل القليل من اتجه إلى المكتبة المؤلفة والمترجمة ليحاول أن يعود إلى جذور الصراع وأصوله الفلسفية والحضارية، وأقل القليل من عكف على دراسة "تاريخ" طرفي الصراع وفهم الطبيعة التكوينية لكل طرف وسياق تشكل الصراع والأزمات في العقود الستة الأخيرة!

فلا يمكن فهم قوة الصمود الإيراني ولا حالة التعاطف الشعبية والجمعية الغامرة في البلدان العربية والإسلامية (مع كل المنافسات والصراعات المذهبية المعلنة والمكتومة على السواء)، إلا بالرجوع إلى التاريخ؛ القريب منه والوسيط والبعيد!

وعلى الرغم من رحيله منذ قرابة السنوات العشر، حضر اسم الراحل الخبير القدير الكاتب الفذ محمد حسنين هيكل في استدعاءات طالت أم قصرت ولم لا فلا أحد يمكن أن يتجاهل قدرات هيكل السياسية والتحليلية الفائقة فضلا على امتلاكه القدرة التعبيرية والسردية المذهلة في صياغة أفكاره والتعبير عنها وإيصالها من أقصر طريق وأتمه إلى جمهوره العريض؛

يمزج هيكل الصحافة بالتاريخ بالوعي به واستكناه روحه وفلسفته، بالتحليل السياسي، ويقدم نصا مدهشا لا تنقصه الدراما ولا تغيب عنه المفارقة، وبناء المشهد، واستغلال فذ لجماليات العبارة العربية من حيث حسن التقسيم وبراعة العرض واعتماد المقابلة وإيحاءات المفردات.. إلخ. إنه يكتب عن الحاضر وعينه دائمًا على الماضي لاستقصاء الجذور وربط التفاصيل ببعضها البعض وردها إلى أصولها؛ وكشف الدوافع والمبررات لوقوع الأحداث أو تفسير سير الحركة في نهر التاريخ كما جرى أو يجري..

(2)

على كل حال، فقد توقفت أمام عملين كبيرين له؛ أولهما صدر في مقتبل حياته الصحفية والمهنية بعنوان «إيران فوق البركان» وهو الكتاب الذي خصصه للانقلاب ضد حركة مصدق وتأميم البترول الإيراني في مطالع خمسينيات القرن الماضي.

أما الكتاب الثاني، وربما كان من الأكثر شهرة وذيوعًا ضمن عدد كبير من أعماله المهمة التي طبعت مرارًا «مدافع آية الله ـ قصة إيران والثورة»، الذي صدر في طبعات عدة منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وحتى وقتنا هذا.

لكن الأكثرية غفلت عن واحدٍ من أهم كتب محمد حسنين هيكل وأكثرها اتصالًا بهذا الموضوع؛ الحرب الإسرائيلية الإيرانية، كتاب على خطورته وأهميته وعمق تناولاته وأحاديثه "الخطيرة" لم يحظ أبدًا بما يستحق من إعادة قراءة ومراجعة، بل واستعانة ضرورية بمادته في إضاءة التحليلات الراهنة وإغنائها بأفكار ومساحات من المعرفة بإيران وتكوينها التاريخي والديموغرافي والثقافي، ما يساعد على فهم الكثير والكثير في هذا السياق.

«زيارة جديدة للتاريخ»، لمحمد حسنين هيكل واحد من أخطر الكتب التي سجلت بأمانة وموثوقية النص الكامل لحوارات مطولة أجراها الصحفي الكبير مع ست شخصيات من أبرز زعماء العالم، ومفكريه، وشخصياته الكبرى المعاصرة له. من بينهم نص الحوار الكامل الذي أجراه هيكل مع شاه إيران السابق، وهو حوار شديد الأهمية والقيمة معا.

جرَت كتابة فصول هذا الكتاب سنة 1985، وكان هذا الكتاب -كما يقول هيكل في تقديمه الموجز-: "كان هذا الكتاب إذن فترة استراحة بين سفرتين، وفي هذه الاستراحة وبينما رُحت أقلب بعض الملفات والأوراق استعدادًا وتأهبًا للجديد، صادفت مذكرات وخطابات وصورا أعادت إلى الذاكرة ساعات سبقت عشت فيها مع بعض من قابلت، وتداعت مواقف ومشاهد، وخطر لي -وأمامي فسحة من الوقت- أنني أستطيع أن أستعيد وأتأمل بل وأتحاور من جديد (في الضمير) مع كبار أتاحت لي الظروف فرصة أن أتعرف إليهم وأحاورهم وجها لوجه.

وكذلك اخترت ست شخصيات وجدتُ ما يخصها جاهزًا أمامي، ثم رُحت أكتب عن أيام معها، واخترت للفصول عنوان «زيارة جديدة للتاريخ»، وشرحت قصدي في مقدمةٍ مهدت بها".

ثم يهدي محمد حسنين هيكل كتابه إلى "هؤلاء الذين يملكون الجرأة على مراجعة المألوف والمعروف.. وأنفسهم".

ويا له من إهداء دال!

(3)

لماذا انفرد هذا الكتاب من بين كتب هيكل بهذه الخصوصية التي أدعيها، وهذه القدرة على منحنا وجهة نظر قابلة لمزيد من الفهم والتعميق والتطوير؟

لعل هذا الكتاب، من وجهة نظري، مع مجموعته الضخمة عن حرب الثلاثين عاما (في أربعة أجزاء ضخام)، تمثل أهم وأقيم بل أخطر ما كتب هيكل وتركه من بعده، وإن كان كتاب «زيارة جديدة للتاريخ» يزيد عليها بالإضافة إلى الأهمية والقيمة، "المتعة" الخالصة بل المضاعفة من الحكي الممتع والسرد المتدفق والتحليل الرائق والمعلومة الموثقة والتفسير العميق.

هذه المجموعة بكاملها وفي القلب منها «زيارة جديدة للتاريخ» يمكن اعتبارها مزيجًا فذًا بين التاريخ الموثق والصحافة الحية النابضة، والسرد الأدبي المثير للإعجاب والتحليل السياسي المدهش الذي لا أعتقد أنني قد قرأت مثله من قبل أو من بعد، وبخاصة «ملفات السويس»، و«الانفجار 1967».

أما الأمتع على الإطلاق «زيارة جديدة للتاريخ»، هنا الأديب هيكل يأخذ معلومة صغيرة جدًا من الصحفي هيكل، فيصنع منها بناء قصصيا مدهشا، عمل رفيع المستوى يحقق لقارئه متعة قراءة الروايات والأدب الخالص، وهو أمر مثير للإعجاب إذا ما أخذنا في الاعتبار رصانة الحوارات وعمق التحليلات وتداخل المعارف السياسية بالتاريخية بالجغرافية.. إلخ.

أما من الناحية التي تعنينا هنا في هذا المقام، وهو مركزية "التاريخ" ومحوريته في فهم واستجلاء ما يحدث على الأرض، من ثم القدرة على الإدلاء ببيان واضح المعالم محدد القسمات؛ فهذا هو عين الاستشهاد ومحل النظر وعلامة الاستدعاء!

تمثل العودة إلى التاريخ الدقيق والمستقصي لجذور المسألة -وطوال الوقت- المدخل الصحيح والأكثر معقولية ومنطقية لفهم ما يدور الآن، وهنا، وقبل الإدلاء بحرف واحد أو كلمة واحدة مما تناثر طوال الأسابيع الماضية في صورة تحليلات وقراءات واستشرافات مستقبلية.. إلخ. فمن المستحيل ادعاء معرفة دقيقة وإحاطة كلية شاملة بالمشهد أو كتابة "تحليل سياسي" متماسك له وجاهته وقائم على حيثيات منطقية بدون عودة إلى الماضي..

(4)

"التاريخ" هو البعد الأخطر في قراءة أي حدث راهن. ومعظم ما كتب طوال الفترة الماضية (إلا ما رحم ربي) من تحليلات سياسية واستراتيجية لا يعدو أن يكون ثرثرة وحشو كلام واستعراض معلوماتي بلا قيمة وبلا سياق أو إطار تحليلي مقنع ما دام افتقد العمق التاريخي للموضوع.. بدون ذلك يظل أي تحليل معلقا في الفراغ، ولا يساوي شيئا.. وهذا هو درس كتابات هيكل سواء اتفقنا معه أم اختلفنا معه أو مع انحيازاته وميوله الأيديولوجية أيا ما كانت ومدى تغليبه لها في هذه الحقبة أو تلك.

وأخيرًا.. يمكننا أيضا أن نضيف إلى محورية "التاريخ" كذلك بل الدرس الأكبر الذي يمكن أن نتعلمه من زيارة جديدة للتاريخ بل في كل كتبه هو محورية "الجغرافيا" وأن البداية تكون من الخريطة (وهو الدرس الذي تعلمه هو من ديجول ثم نقله لنا).

لا سياسة ولا تاريخ ولا تحليل بدون "جغرافيا"، هذه العناصر الثلاثة لازمة وضرورية في أي تأصيل للمسألة من جوانبها كافة، ليس فقط في وقائعها كأزمة راهنة، بل في أسبابها ونتائجها وتداعياتها وما يمكن أن يترتب عليها في موازين القوى ورسم السياسات ومسار المفاوضات في كل شيء يتعلق بالشرق الأوسط ولسنوات قادمة..

هذه بعض دروس هيكل في «زيارة جديدة للتاريخ».. وما أحوجنا إلى تلك الزيارات وتلك الدروس!

مقالات مشابهة

  • محاسن علي يعقوب تشيد بشركات إنتاج الدقيق ودورها الكبير فى توفير هذه السلعة المهمة
  • دروس من كربلاء
  • يعقوب بوشهري يوجه نصيحة للشباب: تزوجوا وأنتم صغار.. فيديو
  • الأولى على الشهادة الإعدادية بقنا: أمنيتي أن أكون مثل الدكتور مجدي يعقوب
  • انقطاع المياه عن قرية درنكة فى أسيوط لمدة 3 ساعات يوميا غدا وبعد غدا
  • قسنطينة.. هلاك عشريني غرقاً في بركة مائية
  • دروس من الحرب "الإسرائيلية- الإيرانية"
  • كيف قرأ الإيرانيون خطابات خامنئي قبل وبعد الحرب؟
  • ترحيل مصري من الولايات المتحدة بسبب كلب.. هذا ما فعله في المطار
  • دروس هيكل في زيارة جديدة للتاريخ!