دروس من الحرب "الإسرائيلية- الإيرانية"
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
"إذا عرفت عدوك وعرفت نفسك، فالنصر لن يصبح محل شك".. عبارة بليغة قالها القائد والفيلسوف الصيني الأشهر "صن تزو" في كتابه الشهير "فن الحرب"، وما أحوجنا إلى تذكرها حاليًا بعد أن هدأ لهيب الحرب بين إيران، وإسرائيل (ومن خلفها الولايات المتحدة وأوروبا) بعد نحو (12) يومًا من القصف المتبادل، بينما كنا كعرب نشاهد المعركة المحتدمة بين الطرفين من مقاعد المتفرجين!!.
والأمر الذي يجب أن نرصده بدقة تلك الدروس المستفادة من هذه المعركة لعلها تفيدنا فيما هو قادم بمنطقة ملتهبة لا تتوقف أحداثها عن الدوران منذ السابع من أكتوبر 2023م إثر "طوفان الأقصى".
وأول دروس تلك الحرب.. التأكيد على أن الأسلحة التقليدية من (طيران- سفن حرية- دبابات.. .إلخ) لم تعد- رغم أهميتها العسكرية والاستراتيجية- هي مناط القوة العسكرية الحقيقية للدول، بل إن "السلاح النووي" بات ضرورة قصوى ووجودية، لا سيما وأن هناك بمنطقتنا ذلك الجسد السرطاني الغريب (إسرائيل) تملك السلاح النووي بالفعل.. رغم عدم اعترافها بذلك!!
أما الدرس الثاني، فيتعلق بأن لا نأمن الغرب (وعلى رأسه الولايات المتحدة) في أية مفاوضات، إذ أن "الخديعة" ديدنهم، وهو ما تابعناه من انطلاق العدوان الإسرائيلي على إيران في الوقت الذي كانت "المفاوضات النووية" قائمة بينها وأمريكا.. والتي شاركت في خداع إيران. وتكرر الأمر قبيل الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية، بينما كانت الأخيرة منشغلة في مفاوضات مع الأوربيين للبحث عن سبيل تهدئة المعركة الدائرة، وهو ما يعني أن الطرف الذي يدخل في مفاوضات مع هؤلاء المخادعين يجب أن يضع يده دائمًا على الزناد!!
فيما يشير الدرس الثالث إلى ضرورة التقليل- أو التخلص إن أمكن- من استخدام التكنولوجيا الغربية (مثل: الواتس آب، وغيرها)، حيث ثبت بالدليل القاطع أنها عبارة عن منصات تجسس واختراق للدول الأخرى، وهو ما حدا بإيران في خضم المعركة إلى وقف الإنترنت، وإصدار أوامر لقادة جيشها والحرس الثوري والعلماء النوويين بحظر استخدام الواتس آب، والذي تم عن طريقه رصد هؤلاء واغتيالهم.
أما الدرس الرابع، فيشير إلى أن "معادلة: المسيرات- الصواريخ الباليستية والفرط صوتية" باتت خصمًا عنيدًا، وأكثر نجاعة لفكرة "تفوق الطيران" في الحروب، إذ أنه رغم ضربات إسرائيل الجوية المؤثرة في العمق الإيراني، وتحييد دفاعاتها الجوية، إلا أن صواريخ (قادر- وخيبر، وغيرها) أحدثت ما لم يحدث من قبل من دمار وإثارة رعب في العمق الإسرائيلي.
وأخيرًا.. نصل إلى الدرس الأخير، ومفاده أن إسرائيل- رغم تفوقها الجوي وأسلحتها الفتاكة- هي في حقيقة الأمر "نمر من ورق"، لا يستطيع أن ينجز شيئًا بدون ربيبته، ومرضعته (الولايات المتحدة)، والتي إن غفلت عنها برهةً لسقطت بسرعة لا يمكن تخيلها!!
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
هاكان فيدان: الولايات المتحدة أبلغت تركيا ليلة الهجوم على إيران
أنقرة (زمان التركية) – أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا قبل تدخلها العسكري المحدود ضد إيران. وفي تصريحات أدلى بها خلال برنامج تلفزيوني، قال فيدان إن تركيا قيّمت الرسائل الواردة من واشنطن وطهران، وقامت بدور وساطة مكثف لمنع اتساع الصراع في المنطقة.
وقال هاكان فيدان: “قال الأمريكيون إنهم لم يشاركوا في الهجوم ولم يكن لهم أي دور فيه. وأعربوا عن عدم رغبتهم في أن يهاجمهم الإيرانيون، وإلا فإنهم سيردون بقوة. وقد نقلنا هذه الرسالة إلى نظرائنا الإيرانيين.”
وأضاف فيدان أنه أدلى بهذا التصريح لأن المعلومات تسربت إلى الصحافة.
وذكر أن الهجوم الأمريكي لم يستهدف المنشآت النووية، بل كان محدودًا، وأن إيران ردت عليه بشكل متناسب. وقال فيدان: “هذا التواصل المتبادل والتدخل المحدود هو مثال نادر في تاريخ الحروب.” وقد سعت تركيا، خلال هذه العملية، إلى منع تصاعد التوتر من خلال البقاء على اتصال مع كل من الولايات المتحدة وإيران.
كما صرح فيدان بأن هناك مشاورات دبلوماسية صامتة بين الولايات المتحدة وإيران، وأن المحادثات التي جرت في عُمان يمكن تفعيلها من جديد. وأشار فيدان إلى وجود احتمال لاتفاق جديد حول القضية النووية بين الطرفين، مضيفًا أنه يأمل في أن يتخذ الطرفان خطوات متبادلة لبناء الثقة بعد التطورات الأخيرة.
وقال فيدان إنهم كانوا يحذرون منذ بداية حرب غزة من أن التوتر بين إسرائيل وإيران قد ينتشر، مشيرًا إلى أن الهجوم الإسرائيلي دفع إيران إلى موقف الدفاع عن النفس. وادعى فيدان أن إسرائيل لم تتمكن من تحييد البครง النووي الإيراني بالقدر الذي ادعت، قائلاً: “هذا في الغالب تعبير عن الحسابات السياسية الداخلية لإسرائيل.”
وفيما يتعلق باحتمال شن إسرائيل هجومًا، اتخذ فيدان موقفًا حازمًا:
“نحن ندافع عن بلدنا بعقولنا وقلوبنا. لا نخشى الموت. يجب أن نكون مستعدين لأسوأ السيناريوهات. شؤون الدولة تتطلب الجدية. فليطمئن شعبنا.”
وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، قال فيدان إن الحل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال وساطة قوية وإرادة متبادلة للتسوية. ومع ذلك، شدد على أن هذه العملية ستكون طويلة الأمد ومعقدة.
Tags: إسرائيلإيرانالولايات المتحدةتركياهاكان فيدان