إجراءات الاحتلال وعدوانه على غزة يضاعفان خسائر مزارعي الجولان المحتل
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
الجولان السوري المحتل-سانا
يتواصل موسم قطاف الكرز في الجولان السوري المحتل وسط صعوبات متزايدة، جراء تضييق الاحتلال الإسرائيلي على المزارعين، عبر فرضه تكاليف باهظة لري أراضيهم، ووضعه العراقيل أمام تسويق محصولهم خارج الجولان، لحرمانهم من مصدر رزقهم في محاولة للنيل من صمودهم وتشبثهم بأرضهم.
ويهدف الاحتلال من ممارساته التعسفية بحق أهالي الجولان إلى تهجيرهم، وإكمال مخططه الاستيطاني المتمثل بإقامة توربينات هوائية على أراضيهم، بذريعة توليد الكهرباء من طاقة الرياح، في حين أن هدفه الحقيقي الاستيلاء على هذه الأراضي.
وتعد زراعة بساتين التفاح والكرز رمزاً لصمود أهالي الجولان في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة التي أصبحت تفوق ما تنتجه وخاصة الكرز، لكن رغم معاناة الأهالي إلا أنهم يؤكدون أن ممارسات الاحتلال لن تزيدهم إلا تمسكاً بكل ذرة تراب من أرضهم وبتفاحهم وكرزهم المميزين بالجودة وحلاوة الطعم، ونكهة الصمود والتضحية.
وفي تصريح لمراسل سانا، أوضح المزارع فارس عويدات أن غراس الكرز تنتشر على مساحة تقدر بـ 5 آلاف دونم من قرى الجولان المحتل، وأن هذا العام كان الأصعب على مزارعي الجولان، حيث تسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بمنع وصول آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 إلى الجولان السوري لاقتناء كرزه كما كل عام دعماً لأهله الصامدين، في ظل مواصلة الاحتلال إغلاق معبر القنيطرة مع الوطن منذ نحو 10 أعوام.
بدوره قال المزارع يوسف شمس: تكاليف زراعة الكرز من مبيدات وماء وتقليم كانت باهظة هذا العام، وعلاوة على ذلك تسببت درجة الحرارة العالية بضرر كبير للمزارعين الذين ينتظرون الموسم كل عام، حيث أصبحت الثمار غير صالحة للبيع في مناطق عدة بالجولان، مؤكداً أنه رغم الخسائر الكبيرة إلا أن تمسك أهالي الجولان بأرضهم وأشجار تفاحهم وكرزهم ثابت، ولا يمكن أن يساوموا عليها أو التفريط بها مهما بلغت التضحيات ومهما كانت الخسائر كبيرة.
وتواجه بساتين الكرز في الجولان المحتل مخاطر استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 4 آلاف دونم منها، لإقامة توربينات هوائية تعد من أخطر مخططات الاحتلال الاستعمارية التهويدية التي تستهدف الجولان السوري المحتل.
ويواصل الاحتلال منذ الـ 27 من آب عام 2014 إغلاق معبر القنيطرة الذي يعد المعبر الوحيد لتواصل أهالي الجولان مع وطنهم سورية وزيارة أهلهم، بعد أن فرقهم الاحتلال منذ عام 1967، وهو يمنع استجرار ثمار الكرز والتفاح إلى أسواق الوطن، رغم مطالبات سورية المستمرة للمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح وتشغيل المعبر الذي يمثل الشريان الذي يربط أهلنا في الجولان المحتل بوطنهم.
عطا فرحات
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الجولان السوری الجولان المحتل
إقرأ أيضاً:
اسرائيل تقصف سوريا بعد ادعاءات باستهداف الجولان المحتل بصاروخين
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على الأراضي السورية ليل الثلاثاء الأربعاء، مستهدفا بغارات جوية ما ادعى أنها "وسائل قتالية" تابعة للحكومة جنوبي البلاد.
يأتي ذلك بعد ادعاءات إسرائيلية بإطلاق صاروخين من مدينة درعا جنوبي سوريا باتجاه هضبة الجولان المحتلة، الثلاثاء، في حين أكدت السلطات السورية عدم تمكنها من التحقق من صحة هذه الادعاءات حتى الآن.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان الأربعاء، إن مقاتلاته استهدفت الليلة الماضية ما وصفه بـ"وسائل قتالية" تعود للحكومة السورية في منطقة جنوبية لم يحددها، وذلك "ردا على إطلاق قذيفتين صاروخيتين نحو الأراضي الإسرائيلية مساء الثلاثاء".
وحمل جيش الاحتلال الحكومة السورية المسؤولية عما يجري على أراضيها، مشددا على أنها "ستواصل تحمل العواقب طالما استمرت الأنشطة العدائية المنطلقة من أراضيها"، ملوحا في الوقت نفسه بالتحرك ضد "أي تهديد يستهدف دولة إسرائيل".
والثلاثاء، ادعت وسائل إعلام عبرية إطلاق صاروخين من درعا باتجاه هضبة الجولان المحتلة، وسقوطهما في منطقة مفتوحة.
وأكدت القناة 13 العبرية تفعيل أجهزة الإنذار في هضبة الجولان السورية، نتيجة لإطلاق الصاروخين من درعا، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات تذكر جراء سقوط الصاروخين في منطقة مفتوحة.
وعقب الادعاءات شن الجيش الإسرائيلي قصفا بالمدفعية على منطقة حوض اليرموك غربي درعا.
فيما قالت وزارة الخارجية السورية إنه "لم يتم حتى اللحظة التثبت من صحة الأنباء المتداولة عن قصف باتجاه الجانب الإسرائيلي".
وأوضحت أن "هناك أطرافا عديدة (لم تحددها) تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة"، مؤكدة أن "سوريا لم ولن تشكل تهديدا لأي طرف في المنطقة".
وأدانت "بشدة" القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى "وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة"، دون ذكر تفاصيلها، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا" عن المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية.
ولفتت إلى أن "هذا التصعيد يمثل انتهاكا صارخا للسيادة السورية"، داعية المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في وقف هذه الاعتداءات، وإلى دعم الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا والمنطقة".
وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها "كتائب الشهيد محمد الضيف" تبنيها قصف قوات الإحتلال الإسرائيلية في منطقة الجولان السوري المحتل بصاروخين من طراز "غراد".
وهذا أول إعلان من داخل سوريا على استهداف قوات الإحتلال في الجولان المحتل بالصواريخ.
من جانبها، نفت حركة حماس علاقتها بالمجموعة التي اطلقت على نفسها اسم ''كتائب الشهيد محمد الضيف''، والتي تبنت الهجوم.
ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد أواخر 2024، شنت إسرائيل غارات جوية على سوريا، فقتلت مدنيين، ودمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد بعد إسقاط الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
وكشف الرئيس السوري أحمد الشرع في 7 مايو/ أيار الماضي عن أن بلاده تجري عبر وسطاء "مفاوضات غير مباشرة" مع إسرائيل لتهدئة الأوضاع.
وأكد أنه على إسرائيل "التوقف عن تصرفاتها العشوائية وتدخلها في الشأن السوري".
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في سوريا وفلسطين ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.