في قلب العاصمة المقدسة، وعلى مسافة قريبة من المسجد الحرام ، تتسارع وتيرة العمل في مشروع "وجهة مسار مكة" الذي يُعد أحد أضخم المشاريع التنموية في تاريخ مكة المكرمة، والذي يهدف إلى إعادة تشكيل البنية التحتية والحضرية والروحية للمدينة بما يتلاءم مع مكانتها العالمية كقبلة لأكثر من مليار مسلم.

ويمتد المشروع على مساحة تزيد على 1.

2 مليون متر مربع، ويتوسط مدينة مكة بدءا من مدخلها الغربي في طريق جدة-مكة السريع، وصولا إلى جوار المسجد الحرام، مارا بالأحياء القديمة التي طالها التطوير، في إطار خطة شاملة تهدف إلى رفع جودة الحياة وتيسير تنقل الحجاج والمعتمرين وتحفيز الاستثمار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الحجاج يواصلون التوافد على منى عشية الوقوف بعرفةlist 2 of 2بالصور.. الحجاج في طريقهم إلى منى لقضاء يوم الترويةend of list

انطلقت المرحلة الأولى من المشروع، التي تُعد النواة الأساسية له، بإنشاء ممر رئيسي بطول 3.65 كيلومترات وعرض يصل إلى 320 مترا، ويضم محورا للنقل العام، يشمل محطة مترو ترتبط مستقبلا بشبكة النقل داخل مكة ومحطات للحافلات الذكية وممرات مشاة مظللة بطراز عمراني إسلامي حديث.

وقد بلغت تكلفة المرحلة الأولى أكثر من 23 مليار ريال سعودي (الدولار 3.75 ريالات)، وشملت إزالة أكثر من 60 حيا عشوائيا وتعويض السكان المتضررين، ما أعاد رسم الخارطة العمرانية لمكة بطريقة تراعي أصالتها الدينية واحتياجاتها التنموية.

إعلان

ويُتوقع أن تسهم هذه المرحلة في تقليل زمن التنقل بين مدخل مكة والمسجد الحرام من أكثر من ساعة خلال المواسم إلى أقل من 20 دقيقة، مما يعزز من كفاءة خدمات النقل في أوقات الذروة.

المشروع يمتد على مساحة تزيد على 1.2 مليون متر مربع (الجزيرة) تعزيز الانسيابية والتنقل

ويؤكد أمجد فضل، المهندس المعماري في شركة "أم القرى للتنمية والإعمار" التي تنفذ المشروع في حديث للجزيرة نت، أن مشروع "وجهة مسار" يُعد من المشاريع التنموية الرائدة، قائلا "يتميز المشروع ببنية تحتية متطورة تشمل أنفاق خدمات حديثة، بالإضافة إلى شبكة باصات ترددية ترتبط مباشرة بالحرم المكي الشريف وقطار الحرمين السريع، بما يعزز من انسيابية التنقل وسهولة الوصول".

وفي سياق متصل، أوضح المهندس حمزة قزاز، مدير المشروع في شركة أم القرى أن المشروع يمثل تحولا حضريا شاملا في مكة، قائلا: "وجهة مسار هو مشروع حضري تطويري يُعد من أكبر المشاريع في المنطقة".

وأضاف قزاز في حديث للجزيرة نت أن المشروع يضم استخدامات متنوعة تشمل المباني الفندقية والسكنية، إضافة إلى مرافق تعليمية وصحية وتجارية، بما يوفر بيئة حضرية متكاملة تراعي جميع احتياجات المستخدمين.

وأشار مدير المشروع إلى أن الممشى الرئيسي تم تصميمه ليكون بيئة مريحة ومتكاملة، حيث يحتوي على أكشاك تجارية، ومناطق مظللة، وتشجير، ومناطق جلوس، وأنظمة تبريد بالرذاذ، ما يعزز من راحة الزوار وسهولة الحركة.

الممشى الرئيسي تم تصميمه ليكون بيئة مريحة ومتكاملة (الجزيرة) مدينة متعددة الوظائف

وبينما تستعد مكة للمرحلة الثانية من المشروع، يرتفع سقف الطموح ليتحول "وجهة مسار مكة" إلى مدينة داخل مدينة، حيث تشمل هذه المرحلة:

إنشاء أكثر من 100 برج فندقي وسكني وتجاري. بناء مجمعات سكنية تستوعب ما يزيد على 300 ألف نسمة. مرافق تعليمية وصحية وثقافية ومراكز تجارية كبرى. ساحات خضراء وحدائق عامة تُسهم في خفض درجات الحرارة وتحسين البيئة الحضرية. إعلان

وتُقدّر تكلفة المرحلة الثانية بأكثر من 30 مليار ريال سعودي، ويتم تنفيذها بالشراكة مع هيئة تطوير مكة والقطاع الخاص، ضمن نموذج استثماري مستدام يركز على جذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية، من دون الإخلال بروحانية المكان وطابعه الديني.

مجسم لمشروع وجهة مسار مكة (الجزيرة) أبعاد اجتماعية وروحية

ولا يُعد مشروع "وجهة مسار مكة" مجرد عملية تطوير عمراني، بل يحمل أبعادا دينية واجتماعية وإنسانية، إذ يسعى إلى:

تحقيق الاندماج بين السكان المحليين والزوار القادمين من مختلف أنحاء العالم. تهيئة بيئة حضرية تراعي الطابع الإسلامي لمكة، من خلال تصميمات معمارية مستلهمة من الإرث الحجازي. إعادة توطين السكان عبر مشاريع سكنية حديثة، تحترم خصوصيتهم الاجتماعية والثقافية.

كما يُتوقع أن يعزز المشروع من التجربة الدينية للمعتمرين والحجاج، من خلال سهولة الوصول إلى المسجد الحرام، وخلق مسارات آمنة ومظللة للمشاة، وخدمات رقمية تدعم احتياجات الزوار في كل خطوة من رحلتهم الروحية.

ويرى مختصون في التخطيط الحضري أن مشروع "وجهة مسار مكة" يشكل نقلة نوعية في مستوى الخدمات الحضرية في العاصمة المقدسة، إذ من المنتظر أن يرفع الطاقة الاستيعابية للمدينة خلال موسم الحج ويدعم رؤية جعل مكة وجهة إسلامية وعالمية مستدامة.

وفي ظل التقدم السريع في تنفيذ المشروع، باتت المشروع نموذجا لمدينة ذكية تحاكي روح المكان، إذ يجري دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منظومات النقل والخدمات، مع بنية تحتية تحت الأرض تضم شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، للحفاظ على جمالية المشهد العمراني فوق الأرض.

ومع اكتمال المرحلتين الأولى والثانية خلال السنوات القليلة القادمة، يُتوقع أن يتحول المشروع إلى بوابة حضارية وروحية لمكة المكرمة، تسهّل دخول الحجاج والمعتمرين، وتُعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والمكان في قلب العالم الإسلامي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج الحج أکثر من

إقرأ أيضاً:

تعاون بين «مطارات دبي» و«الاتحاد لخدمات الطاقة» لتحديث أنظمة الإضاءة بمطاري دبي وآل مكتوم


دبي (الاتحاد)
وقّعت مطارات دبي اتفاقية مع شركة الاتحاد لخدمات الطاقة (الاتحاد إسكو)، والمملوكة بالكامل لهيئة كهرباء ومياه دبي، لإطلاق المرحلة النهائية من مشروع تحديث أنظمة الإضاءة في مطاري دبي الدولي وآل مكتوم الدولي.
تتضمن هذه المرحلة الجديدة استبدال أكثر من 180 ألف وحدة إضاءة تقليدية بوحدات موفرة للطاقة في مرافق المطارين.
ويُعد مبنى «كونكورس A» في مطار دبي الدولي أكبر منطقة يشملها المشروع ضمن هذه المرحلة، التي تأتي استكمالاً للمرحلة الأولى التي شملت استبدال 150 ألف وحدة إضاءة في مطار دبي الدولي، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الوحدات المستبدلة إلى أكثر من 330 ألف وحدة، ما يجعلها واحدة من أكبر مبادرات تحديث أنظمة الإضاءة في مطارات المنطقة.
ومن المتوقع أن يسهم المشروع في خفض استهلاك الطاقة بنحو 47 مليون كيلووات ساعة سنوياً، أي ما يعادل متوسط استهلاك أكثر من 4300 منزل خلال عام كامل، كما سيتضمن المشروع وفورات سنوية تتجاوز 20 مليون درهم.
وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: يمثل التعاون بين مطارات دبي وشركة الاتحاد لخدمات الطاقة نموذجاً رائداً في ترسيخ كفاءة استهلاك الطاقة والحد من الانبعاثات، وتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة، ومن خلال مبادرات رائدة مثل مشروع إعادة التأهيل في مطارات دبي، نُسهم في بناء مستقبل أخضر وأكثر مرونة، بما يدعم تطلعاتنا الوطنية.
من جانبه، قال بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي: يعكس هذا المشروع التزامنا بدمج الاستدامة في صميم عملياتنا اليومية، فكل كيلووات يتم توفيره يمثل خطوة نحو تقليل الأثر البيئي، ويجسد ما يمكن أن تحققه المطارات المستدامة.
بدوره، قال الدكتور وليد النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد لخدمات الطاقة: تشكل المرحلة النهائية من مشروع تحديث الإضاءة في مطارات دبي دليلاً على أثر التعاون الفعّال من حيث الوفورات الكبيرة في الطاقة وتقليل البصمة الكربونية، ما يعكس رؤيتنا المشتركة نحو جعل دبي رائدة عالمياً في التنمية المستدامة.
من المقرر أن تبدأ أعمال التركيب في وقت لاحق من العام الجاري، وتستمر حتى النصف الثاني من عام 2027.

أخبار ذات صلة مطارات دبي تكثّف استعداداتها لوداع واستقبال الحجاج

مقالات مشابهة

  • البعثة الأممية تعلن إطلاق استطلاع عام لاختيار مسار المرحلة المقبلة
  • مشروع "مسار مزدلفة" في أرقام.. خدمات حضرية لضيوف الرحمن
  • وزارة الشؤون الاجتماعية تطلق مشروع الأضاحي لـ16 ألف أسرة في سبع محافظات
  • السياحة تضبط 33 مخالفة بمرافق الضيافة في العاصمة المقدسة
  • وزارة السياحة تنفذ أكثر من (400) جولة رقابية على مرافق الضيافة في العاصمة المقدسة خلال اليومين الماضيين
  • الجزيرة ببركة الموز.. وجهة سياحية واعدة بين أحضان الطبيعة
  • أعمال ميدانية لتأمين بيئة خدمية متكاملة في عرفة
  • مشروع النقل العام يوفر بيئة أكثر أمانا للمواطنيين
  • تعاون بين «مطارات دبي» و«الاتحاد لخدمات الطاقة» لتحديث أنظمة الإضاءة بمطاري دبي وآل مكتوم